بنك إنجلترا يتوقع تراجع التضخم ويبشر ببدء الركود

أمازون تغلق 3 مستودعات في المملكة المتحدة

مقر بنك إنجلترا المركزي وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك إنجلترا المركزي وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يتوقع تراجع التضخم ويبشر ببدء الركود

مقر بنك إنجلترا المركزي وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك إنجلترا المركزي وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

لمح هوو بيل، كبير خبراء الاقتصاد في بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) إلى احتمال تراجع الضغوط التضخمية في بريطانيا، مع تراجع قوة سوق العمل، واتجاه الاقتصاد البريطاني نحو الركود.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بيل قوله في خطاب أمام مؤتمر بنيويورك: «بدأنا نرى تراجع مؤشرات سوق العمل»، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تعكس تحولا في نبرة بيل، الذي ركز في السابق على ضرورة تحرك البنك المركزي بقوة ضد التضخم الذي وصل لأعلى مستوياته منذ أربعة عقود العام الماضي.
وفي حين شدد بيل على أن البنك لن يتردد في العمل لإعادة معدل تضخم أسعار المستهلك إلى النطاق المستهدف وهو اثنان في المائة، فإنه أشار أيضا إلى أسباب تحسن توقعات التضخم. وقال بيل إنه «في حالة ظهور الركود الاقتصادي، وارتفاع معدل البطالة كما أظهرت أحدث توقعات لجنة السياسة النقدية، فإن ذلك سيؤثر على الضغوط التضخمية ويخفف مخاطر استمرار التضخم».
وأضاف بيل أنه لا يجب أن يتشتت تركيز صنّاع السياسة النقدية نتيجة التذبذب قصير الأجل في بيانات التضخم، وأن يركزوا على الآليات طويلة المدى، مثل أوضاع الأجور، وسلوك الشركات في تسعير المنتجات، باعتبارها مؤشرات على استمرارية التضخم.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، تعهد رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك بخفض معدل الدين العام ومعدل التضخم في بريطانيا، في الوقت الذي يحدد فيه أولويات حكومته للعام الجديد في ظل تصاعد الإضرابات العمالية للمطالبة بزيادة الأجور، وتحسين ظروف العمل. كما تعهد سوناك بتحقيق نمو الاقتصاد، ومعالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية، وتحسين مخصصات الرعاية الصحية. وقال سوناك في خطاب له: «هذه هي أولويات الشعب... هي أولويات حكومتكم. ونحن إما نحققها وإما لا، لن يكون هناك خداع ولا غموض، إما أن نحقق ما وعدنا به وإما لا».
وأشارت بيانات اقتصادية نشرت أوائل الشهر الحالي إلى ارتفاع التضخم الغذائي في بريطانيا إلى مستويات قياسية، فيما يعاني الكثير من الأسر من «عيد ميلاد صعب» جراء ارتفاع الأسعار. وارتفعت أسعار الغذاء للمتسوقين في بريطانيا بنسبة 13.3 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 12.4 في المائة في الشهر السابق.
وجاء ذلك فيما أظهر مؤشر أسعار المتاجر «بي آر سي - نيلسن آي كيو» علامة طفيفة على الراحة للمتسوقين الذين يعانون ضائقة مالية، فيما هدأت أسعار البيع بالمتاجر بشكل عام إلى 7.3 في المائة في ديسمبر. وتراجعت الأسعار من 7.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، ولكن تظل قريبة من الارتفاعات القياسية.
ووسط الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها الاقتصاد البريطاني، تعتزم شركة التجارة الإلكترونية الأميركية العملاقة أمازون، غلق ثلاثة من مستودعاتها في المملكة المتحدة، مما سيؤثر على 1200 وظيفة، بحسب ما أوردته مجموعة «أسوسيشن برس» الإعلامية البريطانية نقلا عن الشركة.
وقال المتحدث باسم أمازون لـ«أسوسيشن برس»، إن جميع الموظفين المتأثرين بمشاورات إغلاق الموقع، سوف يحصلون على فرصة للانتقال إلى منشآت أخرى. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الثلاثاء عن المتحدث باسم أمازون، أن الشركة تعتزم فتح مركزي وفاء جديدين، من شأنهما توفير 2500 فرصة عمل خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
جدير بالذكر أن أمازون تعتزم شطب أكثر من 18 ألف وظيفة، في أكبر عملية تسريح للموظفين في تاريخها، وهو ما يمثل أحدث إشارة إلى تزايد حدة أزمة قطاع شركات التكنولوجيا.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الرئيس التنفيذي للشركة، أندي جيسي، كشف عن هذه الخطة في مذكرة للعاملين، وقال إنها جاءت عقب انتهاء وضع الخطة السنوية للشركة.
كانت التوقعات تشير إلى أن خطة شطب الوظائف التي بدأت في أمازون العام الماضي ستشمل حوالي 10 آلاف موظف فقط، قبل الكشف عن ارتفاع الرقم إلى 18 ألفا. وتتركز عملية شطب الوظائف على القطاع الإداري، خاصة في مجال تجارة التجزئة ووظائف الموارد البشرية. وتنضم أمازون بذلك إلى عدد من كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية التي قررت شطب آلاف الوظائف خلال الفترة الأخيرة.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.