البروفسور برتراند بادي لـ«الشرق الأوسط»: إسقاط بوتين لن يحل مشكلة روسيا

خبير العلاقات الدولية البارز في معهد العلوم السياسية في باريس وضع تحليلاته وتوقعاته للعام 2023

ميكانيكيون عسكريون من أوكرانيا خلال تدريبات في كتيبة المدفعية في روكلا بليتوانيا 19 ديسمبر 2022 الماضي (أ.ف.ب)
ميكانيكيون عسكريون من أوكرانيا خلال تدريبات في كتيبة المدفعية في روكلا بليتوانيا 19 ديسمبر 2022 الماضي (أ.ف.ب)
TT

البروفسور برتراند بادي لـ«الشرق الأوسط»: إسقاط بوتين لن يحل مشكلة روسيا

ميكانيكيون عسكريون من أوكرانيا خلال تدريبات في كتيبة المدفعية في روكلا بليتوانيا 19 ديسمبر 2022 الماضي (أ.ف.ب)
ميكانيكيون عسكريون من أوكرانيا خلال تدريبات في كتيبة المدفعية في روكلا بليتوانيا 19 ديسمبر 2022 الماضي (أ.ف.ب)


(حوار سياسي)
باريس: ميشال أبو نجم
اعتبر البروفسور برتراند بادي، أستاذ العلاقات الدولية البارز في معهد العلوم السياسية في باريس، في حديث مطول خص به «الشرق الأوسط» أن النظام الإيراني «مهدد» وأن سياسة القمع القصوى التي يتبعها و«التنازلات» التي يقدمها تبين أنه «على طريق الضياع» وأنه «فقد ثقة المواطنين».
وتناول بادي الحرب في الحرب في أوكرانيا، مشدداً على أن الخروج منها لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مؤتمر موسع يوفر الضمانات الأمنية للجميع بمن فيهم روسيا.
ورأى بادي، وهو صاحب مجموعة واسعة من الكتب المخصصة للعلاقات الدولية، أن الغرب ارتكب خطأ عقب سقوط حلف وارسو، وأن السلم والأمن الدوليين لم يعودا رهناً بتوازن القوى بل بوجود ميزان الثقة بين الأطراف. ونبه من أن الرئيس الروسي يراهن على عامل الزمن الذي يرى أنه يلعب لصالحه، مضيفاً أنه إذا نجح الغرب في سياسة فرض العقوبات والعزل على روسيا فإن ذلك «سيتحول إلى سلاح الردع المستقبلي».
وفيما يلي نص المقابلة:
> كيف ستنتهي الحرب الروسية على أوكرانيا؟ انتصار طرف على آخر؟ الجلوس إلى طاولة المفاوضات؟ تجميد النزاع؟
- سؤال بالغ الأهمية، وهو اللغز المحير في نظرتنا لكيفية انتهاء هذه الحرب. ومصدر الصعوبة أن مرجعيتنا التاريخية تعود إلى حروب سابقة كان فيها، من جهة، منتصر يفرض شروط السلام في المفاوضات، ومن جهة ثانية منهزم يفرض عليه قبول هذه الشروط ويجهد الثاني، خلال المفاوضات والمناورات الدبلوماسية لتلطيفها. لكن هذه الصيغة لم تعد فاعلة. فالحروب التي اندلعت بعد الحرب العالمية الثانية لم تنته وفق الصيغة التقليدية. الانتصارات كانت نادرة، والحروب توقفت غالباً بسبب الإنهاك وليس الهزيمة العسكرية. هذه كانت حال الأميركيين في فيتنام، ولاحقاً في أفغانستان وفرنسا في الجزائر والاتحاد السوفياتي في أفغانستان أيضاً.
اليوم، السيناريو مختلف والذهاب إلى المفاوضات لوضع حد لنزاع وفق صيغ الماضي لم يعد أمراً محسوماً، وذلك لثلاثة أسباب: الأول، أن قضم أرض بلد آخر لم يعد أمراً مقبولاً في العالم، بسبب مبدأ معمول به على الصعيد العالمي، وهو عدم المس بالحدود القائمة، وبالتالي فإن أي مفاوضات يكون هدفها فرض تخلي المهزوم عن أراضٍ تابعة له ستكون فاشلة؛ والثاني، أن أسلوب التفاوض الماضي، الذي كان يتكفل به مبعوثون كاملو الصلاحيات انتهى إلى غير رجعة؛ والثالث، بروز دور المجتمعات التي أصبحت أكثر تطلباً. فالرئيس الأوكراني، لو توفرت فرصة الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لن يكون قادراً على السير بأي قرار ينص على التخلي عن أراضٍ كشبه جزيرة القرم مقابل السلام، لأنه سيواجه ثورة اجتماعية يمكن أن تطيح بما هو عازم عليه أو حتى الإطاحة بحكومته.
لذا، ثمة أمران غير محسومين: كيفية إنهاء الحرب لأن السلاح لم يعد وحده ما يقرر مصير النزاع من جهة؛ ومن جهة ثانية لأن المفاوضات نفسها لم تعد مضمونة، بالنظر إلى أن العناصر التي كانت توفر إمكانية حصولها وقبول نتائجها تغيرت جذرياً.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورؤساء طاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وبيلاروسيا خلال قمة غير رسمية في سانت بطرسبرغ في 27 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

> لكن ثمة عناصر جديدة خاصة بالحرب الروسية على أوكرانيا، وأبرزها العقوبات الدولية متعددة الأشكال المفروضة على روسيا، التي ستلعب دوراً أساسياً في الدفع إلى المفاوضات وإنهاء الحرب. ألا توافق على هذه القراءة؟
- أنا أفضل الحديث عن العزل على الحديث عن العقوبات. القوى الغربية تسعى لعزل روسيا من «الفضاء العالمي» على الصعد كافة: الاقتصاد، الطاقة، الدورة المالية، المؤسسات الدولية، الرياضة، الثقافة والإعلام، بحيث تتحول روسيا إلى دولة منبوذة. وإذا كان للعزل فعالية جدية، وهو أمر ليس محققاً بعد، فإنه سيتحول إلى سلاح الردع المستقبلي. حتى اليوم، ليس هناك شيء مؤكد.
ولكن أود التنبيه إلى أن سياسة العزل الكلي، ترتدي طابعاً بنيوياً وكلياً، بمعنى أن فرض العزلة على الطرف الآخر ستكون له تأثيرات في الوقت عينه على الطرف الذي يفرضه. وهذا الأمر يشكل اليوم التحدي الأكبر بالنسبة للغرب، الذي يتخوف من أن تفضي ارتداداته إلى حراك اجتماعي واقتصادي وسياسي تكون أوروبا ضحيته، ومن شأنه أن يدفع القادة الأوروبيين إلى التخلي عن بعض مبادراتهم. ويعي الرئيس بوتين التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية العكسية، ويحاول استغلالها ضد الغرب. يضاف إلى ذلك أن ثمة طرفاً ثالثاً يمكن أن يكون له تأثير حاسم على سياسة العزل، ويتمثل بكتلة واسعة متشكلة من دول مثل الصين والهند ودول العربية وبعض أميركا اللاتينية ودول أفريقية. ويسعى الغرب التي دفعهم للسير في ركابه والتقيد بالعقوبات التي فرضها على موسكو (كما برز ذلك خلال قمة العشرين الأخيرة في بالي، إندونيسيا). ومصير سياسة العزل مرهون إلى حد كبير بمواقف هذه الكتلة، التي من شأنها أن تغير موازين القوى لصالح هذا الطرف أو ذاك. واللافت للنظر أن الغربيين المتمترسين وراء الحلف الأطلسي لا يرون كفاية الشرخ الجديد والعميق على مستوى العالم.
> الحرب تدور منذ 11 شهراً على الأراضي الأوروبية. ما هي، وفق نظرتك، صورة أوروبا المستقبلية التي سترى النور عقب انتهائها؟ ما هي الهندسة الأمنية التي يمكن التوصل إليها لاحقاً لضمان الأمن والسلم في القارة القديمة؟
- إن اندلاع الحرب الأوكرانية مرده، في نظري، لكوننا لم نأخذ بالاعتبار التطورات، التي حصلت منذ انهيار حائط برلين، والفراغ الذي برز مع اندثار النظام الأمني القديم عقب سقوط حلف وارسو ومعه موت الثنائية القطبية (الحلف الأطلسي مقابل حلف وارسو).

 الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الفرنسي، ورؤساء حكومات بريطانيا وإسبانيا وكندا خلال اجتماع لمجموعة السبع في بالي بإندونيسيا 11 نوفمبر (أ.ب)

الواقع أن الرئيس بوتين جعل من هذه المسألة حصان طروادة سياسياً، أي جعل استعادة روسيا لدورها ومكانتها وهيمنتها العلامة الفارقة لسلطته وقيادته، ونجح في أن يستخدم هذا الطرح كرافعة للقيام بمبادرات قادرة على تعبئة الروس خلفه. واعتقادي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان مصيباً في طرحه، حين اعتبر أنه سيكون من الصعب تصور نظام أمني جديد (في أوروبا) ونظام أمني عالمي من غير التأكيد على أهمية الأمن الجماعي لما بعد الثنائية القطبية، بما في ذلك توفير ضمانات أمنية لروسيا. ولكن ليست روسيا وحدها المحتاجة لضمانات. هناك دول كثيرة أخرى، أولها أوكرانيا، ودول أوروبا الوسطى التي تستشعر تهديد أمنها، والتي ترى أنها قد تعاني مما تعاني منه أوكرانيا اليوم. ويمكن توسيع الدائرة لتطال، أبعد من أوروبا، دول آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
نحن نعيش في عالم متداخل، حيث إذا غاب الأمن الجماعي، لا أحد يمكنه أن يكون في مأمن. وهذا في نظري يمثل القطيعة الرئيسية مع الماضي، حيث كان هناك نوع من التوازن بين كتلتين. لكن اليوم، لا أمن ولا سلام إلا إذا شعر الكل، جماعياً، أنهم في حال آمنة. ولذا، المفاوضات الثنائية ليست الحل، بل ثمة حاجة لمفاوضات جماعية لأن من شأنها المساهمة في وضع حد لهذه الحرب، وليس فقط توفير الضمانات لهذه الجهة أو تلك.
> كثيرون يرون أن أحد أهداف هذه الحرب، من الجانب الغربي، ليس فقط منع روسيا من ضم أراضٍ أوكرانية، بل إضعافها منهجياً لا بل إسقاط بوتين. ما هي رؤيتك؟
- أعتبر أن هذه القراءة للعلاقات الدولية قديمة، حيث لا نعيش اليوم في عالم يحكمه ميزان القوى بل في عالم ممنهج، مترابط ومتداخل. وبالنسبة للسؤال المطروح، أرى أن إضعاف روسيا أو إسقاط بوتين لن يحل مشكلة روسيا نفسها. ما ستكون عليه صورة هذا البلد الضعيف والمهان في عالم الغد؟ أتصور أن ما حصل في عام 1991 سوف يستنسخ مرة ثانية، وسيأتي ببوتين جديد يمكن أن يكون أكثر تطرفاً من الحالي. وأود أن أعيد التأكيد على أنه في عالم يتمتع بالأمن الجماعي، فإن المهم ليس تعيين رابح أو خاسر، بل الوصول إلى عالم لا يحكمه ميزان القوى، بل توازن الثقة، أي أن يشعر كل طرف بالأمن وألا يتخوف من ضرب استقراره، ويعني أيضاً إدارة التداخل بين كل القوى والعناصر المؤثرة في عالم معولم. مفتاح التوازن غداً هو إدارة واعية ومنسجمة حيث يشعر كل طرف أن مصالحه مضمونة وأنه لا خوف على استقراره.
العالم تغير، واليوم هزيمة الآخر تخلق صعوبات ومشاكل أكثر من إيجاد الحلول، وهذا ما يبين الحاجة لاستنباط حلول شاملة، لا تدفع أحداً ليشعر بأنه منبوذ. خطأ الغربيين أنهم اعتقدوا أنهم قادرون على استثمار انتصارهم على الطريقة القديمة، أي استغلاله لفرض السيطرة والهيمنة. هذا ما فعله جورج بوش الأب خريف عام 1991. عندما تمسك بالإبقاء على الحلف الأطلسي وتوسيعه واستيعاب دول حلف وارسو المنهار. واليوم نرى التجليات المعقدة للفهم السابق للانتصار ونحن اليوم ندفع ثمنه المرتفع.
> كيف تنظر إلى تواصل تدفق المليارات الأمير كية على أوكرانيا، مقروناً بدفق أسلحة لم نرَ مثيلاً له منذ الحرب العالمية الثانية؟
- ثمة أسباب نبيلة وأخرى أقل نبلاً لما تقوم به واشنطن. في السياق الأول، ثمة رغبة أميركية بمساعدة بلد اعتدي عليه، وروسيا تحاول وضع اليد على أراضٍ تابعة لدولة تتمتع بالسيادة، الأمر الذي يحرمه القانون الدولي. كذلك تعتبر واشنطن أنه تقع على عاتقها مسؤولية المحافظة على التوازن الدولي والنظام العالمي.
في السياق المقابل، تسعى الولايات المتحدة للاستمرار في التحكم بالنظام العالمي، ولكن هذه المرة من غير الانخراط مباشرة في النزاع، الذي تستبدله بتوفير الدعم المكثف مختلف الأنواع والأشكال كما في حالة أوكرانيا. لكن علينا التنبه لوجود مجتمع أميركي لم نسبر غوره كفاية، وهو يعتبر أن للعولمة ثمناً باهظاً، إذ إن تكلفتها مرتفعة وعائداتها ضعيفة، مما يفسر إلى حد كبير بروز ظاهرة الرئيس ترمب والنزعات الانعزالية الجديدة وشعار «أميركا أولاً». والانسحاب من العراق وأفغانستان، ورفض الانخراط العسكري في الحروب بما في ذلك أوكرانيا، تندرج في هذا الإطار. ومع ذلك لا تريد أميركا التخلي عن وضعها راعية للنظام الدولي.
وتستفيد واشنطن من قدراتها المالية والتسليحية لتكون الداعم الأكبر لأوكرانيا، وبالتالي لإبقاء أوروبا تحت عباءتها وعباءة الحلف الأطلسي. وكل ذلك منطقي حتى اليوم. لكن إذا تواصلت الحرب فإن المجتمع الأميركي سيطرح تساؤلات (وقد بدأ بذلك) حول تكلفة دعم أوكرانيا، وبالتالي فإن غريزة العزلة والحمائية يمكن أن تدفع الإدارة الأميركية إلى التراجع. وثمة العديد من الأصوات (خصوصاً من صفوف الحزب الجمهوري) التي أخذت بطرح التساؤلات والتعبير عن القلق. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى المقولة الكيسينجيرية القائلة بضرورة المفاوضات والمحافظة على ماء الوجه لروسيا. ولا شك أن بوتين يرى أن عامل الوقت لصالحه، ويمكنه استغلاله (في حربه مع الغرب).
> ما هي بنظرك التحديات الرئيسية التي سيواجهها العالم في عام 2023؟
- النزاع الروسي - الأوكراني بالغ الأهمية. ولكن المشكلة تكمن في أنه، بسبب أهميته، غطى على التحديات الأخرى التي تواجه العالم والعلاقات الدولية. ثمة تحديان رئيسيان يواجهان عالم اليوم والغد: أفريقيا من جهة والشرق الأوسط من جهة أخرى. في أفريقيا، خارطة النزاعات مترامية: بلدان الساحل، حوض الكونغو، القرن الأفريقي، وبلدان أخرى كلها تعاني من حالة غليان وفوهة يمكن أن تنفجر. ثم فيما خص الشرق الأوسط، فإن قوس الأزمات يمتد من اليمن وصولاً إلى أفغانستان.
لقد أفضت العولمة إلى قيام عالم بالغ التعقيد. والحال أن هذه العولمة تحمل في طياتها مخاطر بنيوية ومنهجية، لا نعرف بعد كيف التعاطي معها، وهي تندرج تحت تسميات التحديات الشاملة، والأمن الشامل ومنها تحديات الأمن الغذائي والصحي والاقتصادي والبيئوي. بيد أننا، نتناسى للأسف كل ذلك فيما انتباهنا مركز على أزمة واحدة رغم خطورتها.
وأريد أن أذكر بعض الأرقام بالغة الدلالة: فقدان الأمن الغذائي يتسبب بوفاة 10 ملايين نسمة كل عام، في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا ومناطق أخرى. وإلى جانب ذلك، هناك أكثر من مليار نسمة يعانون من سوء التغذية، الذي يزيد التعرض من الأمراض على أنواعها، وبالتالي التعرض للوفاة. وهذا الواقع يفضي إلى مخاطر بنيوية بالغة التهديد، وذلك لسبيين: الأول، أن هذه المخاطر تتغذى من بعضها البعض، فالخطر البيئوي له انعكاساته على الأمن الغذائي والصحي والحياة بكافة أشكالها وأنواعها؛ والثاني، عنوانه أن مخاطر الحروب والنزاعات في أفريقيا والشرق الأوسط، التي أشرنا إليها، مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالتحديات الشاملة وانعدام الأمن بمعناه العام. والأمثلة كثيرة وأحدها أن التصحر، في منطقة الساحل وانعدام الأمن المائي من جانب، والفيضانات التي تضرب بلداناً مثل باكستان وبنغلاديش ومدغشقر من جانب آخر، يولدان اهتزازات اجتماعية واقتصادية ويتسببان بهجرات واسعة، وكل ذلك يمهد لأزمات واندلاع نزاعات.
ومثال آخر يفيد بأن الدراسات المعمقة، بينت وجود علاقة بين الأزمة الزراعية والغذائية في سوريا. وهذه الأزمة دفعت إلى هجرات واسعة من الأرياف باتجاه المدن وساهمت في التعبئة التي أفضت إلى اندلاع الحرب الأهلية لاحقاً.
واسمح لي أن أضيف رقمين بالغي الدلالة: دراسات منظمة الصحة العالمية تبين أن الوفيات المترتبة على المخاطر البيئوية تبلغ ثمانية ملايين شخص في العام، بينما الوفيات المترتبة على الأعمال الإرهابية المختلفة تتراوح ما بين 10 آلاف ضحية و40 ألفاً. والحال أن العالم كله يتحدث عن الإرهاب وضرورة محاربته، وقليلون يتحدثون عن انعدام الأمن الغذائي أو الصحي... ثم إن الأمم المتحدة تعتبر أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يفترض توفير مبلغ 100 مليار دولار في العام، الأمر الذي لا يتحقق. وبالمقابل، فإن حدثاً رياضياً مثل كأس العالم لمباريات كرة القدم الأخيرة بلغت ميزانيته 220 مليار دولار. وأترك لك تقدير فائدة مبلغ كبير كهذا، لو استخدم لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والبيئوي والتحديات الأخرى التي تواجه العالم.
> هل ترى أن القوتين العظميين حالياً في العالم، الولايات المتحدة والصين، ذاهبتان نحو المواجهة؟
- بداية، أريد أن أقول إن الصين والولايات المتحدة لا تقرآن العالم بالطريقة نفسها. الصين فهمت العالم المعولم والممنهج قبل غيرها، وهي تعي أن مستقبلها مرتبط في هذه الفترة بحيوية الاقتصاد العالمي ولذا، فإنها ليست بحاجة لأي أزمة كبيرة، وأن أي حرب كلاسيكية ستكلفها الكثير من نجاحاتها وتطيح باقتصادها المعولم. بكين وعت كيفية الاستفادة من العولمة وسياستها الواقعية عملت على اجتياح العالم عن طريق ما سمته «الطريق» و«الحزام»، مما مكنها من توفير قوة فاعلة، وحضور متصاعد، وقضم الهيمنة الأميركية، والإفلات من صيغة العالم القديم وريث «الوستفالية» المعروفة. والشوكة الوحيدة في قدم الصين هي فضاؤها الإقليمي. واللافت أنها تتصرف بطريقة حديثة جداً في أفريقيا، وحتى في أوروبا، لفرض سيطرتها، لكنها بالمقابل تتعاطى بالطريقة القديمة في فضائها الإقليمي. من هنا، نزاعاتها مع تايوان واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام وأستراليا.
ورغم ما سبق، أتوقع أن بكين ستبقى في سياق سياسة ضبط النفس، لأن حرباً تبدأها ضد تايوان سيكون من نتائجها القضاء على كل ما راكمته من فوائد منذ عقود. وأذكّر بقول لرئيس الوزراء الصيني الأسبق شو إن لاي للكاتب المصري محمد حسنين هيكل، حول أميركا وفيتنام إذ قال له: «بالنظر لصعوبات أميركا في فيتنام، لن نسعى لهيمنة عسكرية شاملة لأنها تكلف الكثير ولا توفر شيئاً، ولذا نحن لسنا طرفاً في نزاعات الشرق الأوسط».
> لكن واشنطن ترى في بكين منافساً منهجياً شاملاً وتريد احتواءه، لأنها ترى فيه تهديداً لهيمنتها. أليس كذلك؟ ثم إن التهديد الصيني العسكري لتايوان قائم.
- هذا صحيح. التهديد العسكري الصيني قائم وهو وسيلة من وسائل الضغط على تايوان. ولكن للصينيين رؤية مغايرة لرؤيتنا لعامل الزمن وهم يعتقدون أنه، في نهاية المطاف، سيتغير الوضع الذي يعانون منه اليوم، بمعنى أن تايوان ستعود للصين يوماً ما، ولذا أستبعد حرباً تتواجه فيها القوات الصينية والأميركية.
> الرئيس بوتين يدعو بشكل دائم إلى قيام نظام دولي «متعدد الأقطاب». هل نحن على الطريق الصحيح؟
- نظرية الأقطاب مبدأ يعود للعالم القديم، ولا أحبذ استخدامه أو تطبيقه على عالم اليوم. فزمن الحرب الباردة، كانت الثنائية القطبية فاعلة، وسمحت بتنظيم العالم وتوفير التوازن رغم أن أحد القطبين (الغربي) كان الأقوى. لكن اليوم، الأمور تغيرت، إذ إن كل دولة أو قوة تسعى للعب دورها بشكل شبه مستقل. والدليل على ذلك أن قوى إقليمية متوسطة لم تعد تسعى للحصول على حماية الكبار، بل إنها تتبع سياسة متحركة وغير دائمة، مع هذه الجهة أو تلك وفقاً لمصالحها. لقد انتقلنا من واقع الزواج الرسمي الدائم إلى العلاقة الحرة. يكفي أن ننظر إلى أداء الرئيس التركي إردوغان كيف يعدل سياساته وفق الظروف والمصالح.
أما بالنسبة للرئيس بوتين، فأعتقد أن دعوته لعالم متعدد الأقطاب، تدل على هشاشة وضعه، ورغبته في أن يقدم نفسه على أنه الجهة التي تحمي العالم من الهيمنة الأميركية، كما أنه يحلم أن تبقى روسيا قوة فوق الآخرين، وأن يستعيد وضع الاتحاد السوفياتي سابقاً بحيث يكون قطباً إلى جانب أقطاب أخرى.
> أعرف أنك تتابع الوضع الإيراني عن كثب. هل النظام الإيراني مهدد؟ ما قراءتك لما يجري اليوم وما يمكن أن يحصل غداً؟
- أعتبر أن النظام الإيراني اليوم مهدد، ولدينا أدلة على ذلك، ومنها التقلبات (في التعامل مع الحراك الاجتماعي)، حيث يتأرجح بين القمع الأقصى وتقديم التنازلات التي لم يكن أحد يتوقعها. وعندما نرى أن نظاماً يغالي في سياسة القمع، ويوازي ذلك مع تنازلات، فهذا يعني أنه على طريق الضياع لأنه فقد ثقة المواطنين. المجتمع الإيراني بكافة شرائحه عبر عن مواقف رافضة. كثيرون يرون أنها «ثورة النساء»، ولكن هذا التوصيف غير صحيح تماماً: إنها ثورة النساء ولكن أيضاً ثوة الأقليات الإثنية، وثورة الطلاب والعمال و«البازار» والمدن الوسطى، أي كل شرائح المجتمع، التي أظهرت أنها على طلاق ليس مع الجمهورية الإسلامية، بل مع نظام محافظ ومغالٍ في التشدد.
والمفارقة أن المجتمع الإيراني هو الأكثر مطالبة وتمسكاً بالعولمة، وهذا النظام هو الأكثر انغلاقاً. وقد ساهمت أخطاء ترمب في تعزيز دفعه إلى الانغلاق بعد خروجه من اتفاق عام 2015 النووي. الاتفاق المذكور كان فتح الباب لتطبيع العلاقات بين إيران والعالم، وبتمزيقه أنقذ ترمب مجموعة الأوليغارشية، التي تدور في فلك خامنئي، وبالنسبة لهؤلاء، فإن الحجاب هو علامة انتصارهم وقوتهم وليس رمزاً دينياً. لكن ثمة انعداماً لليقين بشأن هذه النقمة الاجتماعية غير الموجهة وغير المدارة سياسياً، مما يجعلها شبيهة إلى حد كبير بالربيع العربي، أي أنها تعبير عفوي يفتقد للقيادة السياسية وللقاعدة الآيديولوجية، مما يجعل وصولها إلى السلطة إشكالياً.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي بقائمة المطلوبين في روسيا

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي بقائمة المطلوبين في روسيا

أصدرت روسيا مذكرة بحث بحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دون الإعلان عن دوافعها، وفقاً لإشعار نُشر السبت على موقع وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)

جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يقتل شخصاً يشتبه بأنه عميل لأوكرانيا

أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنّه قتل رجلاً يشتبه بأنّه تمّ تجنيده من قبل أوكرانيا لتنفيذ هجمات في روسيا، وفق وسائل إعلام في موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لكبار ضباط الجيش الروسي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على أكثر من 500 كيلومتر في أوكرانيا خلال العام الحالي

أعلنت روسيا أنها استولت على عدة مئات من الكيلومترات المربعة من الأراضي الأوكرانية منذ بداية العام الحالي، بينما قتلت أيضا أكثر من 100 ألف من القوات الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (الخارجية الروسية عبر تلغرام)

موسكو تحذر واشنطن ولندن وبروكسل من أي أعمال عدوانية ضد القرم

حذرت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن ولندن وبروكسل من شن أي «أعمال عدوانية» ضد القرم.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (رويترز)

الكرملين: تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا «خطرة للغاية»

نددت الرئاسة الروسية، الجمعة، بتصريحات «خطرة للغاية» أدلى بها إيمانويل ماكرون، ولم يستبعد فيها إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا حال اخترقت موسكو «خطوط الجبهة».

«الشرق الأوسط» (موسكو )

كندا: تدخل أجنبي في الانتخابات «لم يغيّر نتيجتها»

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق في التدخل الأجنبي في 10 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق في التدخل الأجنبي في 10 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT

كندا: تدخل أجنبي في الانتخابات «لم يغيّر نتيجتها»

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق في التدخل الأجنبي في 10 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق في التدخل الأجنبي في 10 أبريل الماضي (أ.ف.ب)

خلصت لجنة تحقيق عامة، الجمعة، إلى أن الانتخابات الكندية الأخيرة التي أعادت حكومة جاستن ترودو الليبرالية إلى السلطة، قد شهدت تدخلاً أجنبياً، لكنها أكدت أن ذلك لم يُغيّر نتيجة الانتخابات. وقالت ماري جوزيه هوغ، رئيسة اللجنة المعنية بالتدخل الأجنبي، إن «أعمال تدخل أجنبي قد ارتُكبت خلال الاقتراعين العامين الفيدراليين الأخيرين، لكنها لم تقوض نزاهة نظامنا الانتخابي الذي لم تهتز صلابته»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وخلص هذا التقرير المرحلي الأول، الذي نُشر بعد 21 يوماً من جلسات استماع لرؤساء وكالات استخبارات ومسؤولين كبار وقادة سياسيين كنديين، إلى أن «الحزب الليبرالي كان سيتولى السلطة مع أو من دون تدخل أجنبي في عامي 2019 و2021». ومنذ أشهر، أدّت شكوك حيال حصول تدخل صيني في الانتخابات الكندية إلى زيادة الضغط على الحكومة، ودفعت إلى إطلاق تحقيق عام حول هذا الموضوع في سبتمبر (أيلول). ووثّق التقرير الذي صدر، الجمعة، هذه المناورات الأجنبية، وجاء فيه أن «الدول الأجنبية تستخدم مجموعة تكتيكات للتدخل في الديمقراطية الكندية»، مثل «دفع رشى»، وممارسة «الابتزاز»، و«إطلاق تهديدات»، و«عرض دعم مالي» خصوصاً على مرشحين سياسيين، و«شنّ هجمات إلكترونية»، أو حتى «تنفيذ حملات تضليل». وأشارت اللجنة إلى أن الاستخبارات الكندية ترى أن الصين «تُشكّل إلى حد بعيد أكبر تهديد للفضاء الانتخابي الكندي». وتُعدّ هذه الاستنتاجات «أولية»، ويُتوقع صدور تقرير نهائي في ديسمبر (كانون الأول). وقال دومينيك لوبلان، وزير الأمن العام والمؤسسات الديمقراطية: «لن ننتظر التقرير النهائي لمواصلة تعزيز إجراءاتنا»، مؤكداً أن الحكومة ترحب بهذه الاستنتاجات الأولية. والشهر الماضي، أدلى رئيس الوزراء جاستن ترودو بشهادته أمام هذه اللجنة، مؤكداً أن الجهود التي بذلتها حكومته لإحباط محاولات التدخل قد تكللت بالنجاح. وكثيراً ما نفت الصين الاتهامات بالتدخل، في وقت تسود فيه توترات دبلوماسية بين البلدين.


مدير «الصحة العالمية» يدعو للتوصل إلى اتفاق للحماية من الجوائح

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (إ.ب.أ)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (إ.ب.أ)
TT

مدير «الصحة العالمية» يدعو للتوصل إلى اتفاق للحماية من الجوائح

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (إ.ب.أ)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (إ.ب.أ)

حض المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من جنيف، الجمعة، الدول التي تتفاوض على نص حول الحماية من أي جوائح مستقبلية والوقاية منها، على التوصل إلى اتفاق وذلك قبل أيام من حلول الموعد النهائي لإقراره.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس للمفاوضين المجتمعين في مقر المنظمة الأممية: «أعلم أن العملية كانت صعبة وشاقة أحياناً، وأنها لم تنته بعد. أعلم أنكم اضطررتم جميعاً إلى تقديم تنازلات لم ترغبوا في القيام بها».

وتعمل دول منظمة الصحة العالمية منذ عامين على مسودة اتفاق دولي وبدأت مفاوضات ماراثونية الاثنين على أمل التوصل إلى توافق بحلول 10 مايو (أيار) كحد أقصى.

وتجري مناقشة كل بند من بنود مسودة الاتفاقية الـ37 على التوالي، و ينقسم المفاوضون إلى مجموعات عمل سعيا للتوصل إلى توافق.

وبعد خمسة أيام من المفاوضات، أقر تيدروس بأن خلافات لا تزال قائمة، مؤكدا في المقابل أن المواقف تبدو متقاربة أكثر من قبل. وقال «أقر بأنه قد يكون هناك وفود غير قادرة على الرغم من جهودها الحميدة، على الانخراط في التوافق، ولكنها تملك الخيار، بإمكانها أن تختار عدم عرقلة الاتفاق». وطلب من الدبلوماسيين «أمنحوا أنفسكم ما تفتخروا به».

وأضاف «إمنحوا شعوب العالم وشعوب بلدانكم والشعوب التي تمثلونها، مستقبلاً أكثر أماناً، لذا ليس لدي سوى طلب واحد: أرجوكم، قوموا بذلك من أجلهم».

وتهدف المفاوضات إلى إنجاز نص لاعتماده خلال الجمعية العالمية لدول منظمة الصحة التي تنطلق في 27 مايو.

وينبغي أن يتيح النص الملزم الاستعداد لأي جوائح مستقبلية قد يشهدها العالم، فيما تشدد الدول الأكثر فقرا على أهمية «الإنصاف».

وتتركز الخلافات الرئيسية حول الوصول بشكل عادل إلى العوامل الممرضة المكتشفة والحصول على المنتجات لمكافحة الجائحة، مثل اللقاحات التي يتم تطويرها بالاستناد إلى هذه الاكتشافات والتوزيع المنصف للاختبارات والعلاجات واللقاحات ضد الجائحة، وكذلك الوسائل لانتاجها.

وقالت الرئيسة المشاركة للمفاوضات بريشوس ماتسوسو في مؤتمر صحافي الجمعة، إن «الدول بدأت تجد» أرضية مشتركة. وحذرت من أنه إن كانت المناقشات حول بعض بنود مشروع النص «أحرزت تقدما كبيرا»، إلا أن «المهلة تنفد».

ومع تلاشي ذكرى ملايين الضحايا الذين حصدتهم جائحة «كوفيد-19» والمعاناة والأضرار الاقتصادية الجسيمة الناجمة عنها، يتبدد الشعور بالحاجة الملحة.

ويركز المشروع الجديد على نقاط التوافق لمحاولة التوصل إلى الإجماع المطلوب ويترك مهمة بت بعض المواضيع الشائكة لمحادثات مستقبلية في السنتين المقبلتين.

* نتيجة جيدة

واعتبر الرئيس المشارك للمفاوضات رولان دريس أنه كما هو الحال في جميع المناقشات المماثلة، من المتوقع أن تتحلحل الأمور مع مشارفة المهلة على نهايتها.

وأكد الدبلوماسي الهولندي «نحن مقتنعون بأننا سنتوصل إلى نتيجة جيدة بحلول نهاية الأسبوع».

إلا أن المنظمات غير الحكومية التي تابعت المفاوضات بدت أقل تفاؤلا.

وقال ك. م. غوباكومار، الباحث في «ثيرد وورد نتوورك» (Third World Network) لوكالة الصحافة الفرنسية: «لمسنا تفاؤلا لدى الرؤساء المشاركين ولكن، من جانب آخر، هناك تشكيك من دول مختلفة». وأوضح «لا تزال هناك أسئلة دون إجابة. فحول الوصول العادل، لم يتم تقديم أي شيء ملموس. وحول وسائل التمويل؟ صمت».

ودعا الدول النامية إلى النظر في مدى التغيير الذي سيحدثه النص في الوضع الراهن غير المرضي على صعيد الوصول المنصف إلى اللقاحات والاختبارات والأدوية.

وقالت يوانكيونغ من منظمة «أطباء بلا حدود» إن العديد من القضايا التي تهم منظمتها غير الحكومية، مثل العاملين في مجال الصحة والبحث والتطوير ونقل التكنولوجيا إلى البلدان النامية، لا تزال موضع مناقشات معمّقة ضمن مجموعات العمل. وأضافت «يبدو أن بعض القضايا الخلافية الرئيسية لا تزال تثير الجدل».


أمطار غزيرة تغرق جنوب البرازيل... وعشرات القتلى والمفقودين (صور)

الأمطار الغزيرة غمرت الشوارع في بورتو أليغري ولاية ريو غراندي دو سول (أ.ب)
الأمطار الغزيرة غمرت الشوارع في بورتو أليغري ولاية ريو غراندي دو سول (أ.ب)
TT

أمطار غزيرة تغرق جنوب البرازيل... وعشرات القتلى والمفقودين (صور)

الأمطار الغزيرة غمرت الشوارع في بورتو أليغري ولاية ريو غراندي دو سول (أ.ب)
الأمطار الغزيرة غمرت الشوارع في بورتو أليغري ولاية ريو غراندي دو سول (أ.ب)

أعلنت السلطات المحلية في البرازيل أمس (الجمعة) أن أمطاراً غزيرة هطلت في ولاية ريو غراندي دو سول في أقصى جنوب البلاد تسببت في مقتل 39 شخصاً، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى إذ لا يزال العشرات في عداد المفقودين، بحسب «رويترز».

يتم إنقاذ سكان الجزر الساحلية لبحيرة جوايبا من قبل الجيش البرازيلي بعد الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة (إ.ب.أ)

وذكر الدفاع المدني في ريو غراندي دو سول أن 68 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين، ونزح ما لا يقل عن 24 ألفاً من الولاية المتاخمة لأوروغواي والأرجنتين، والتي تضرر تقريباً نصف مدنها البالغ عددها 497 مدينة.

وقال إدواردو ليتشي حاكم الولاية للصحافيين: «هذه الأعداد قد تتغير بشكل كبير خلال الأيام التالية عندما نتمكن من الوصول إلى مزيد من المناطق».

صورة بطائرة من دون طيار تظهر المركبات في المنطقة المتضررة من الفيضانات في إنكانتادو (رويترز)

وغمرت المياه الشوارع تماماً ودُمرت طرق وجسور في مدن كثيرة. وتسببت العاصفة أيضاً في حدوث انهيارات أرضية وانهيار جزئي لهيكل سد في محطة صغيرة للطاقة الكهرومائية.

وقالت السلطات إن سداً آخر في مدينة بينتو جونكالفيس مُعرض أيضاً لخطر الانهيار، وأمرت الأشخاص الذين يقطنون بالقرب منه بإخلاء منازلهم.

رجل يقف خارج منزل متضرر من الفيضانات في ريلفادو في ريو غراندي دو سول (رويترز)

وتقع الولاية في نقطة جغرافية تلتقي فيها الأجواء الاستوائية والقطبية، مما خلق نمطاً مناخياً تتخلله فترات من الأمطار الغزيرة وأخرى من الجفاف.

ويعتقد علماء محليون أن هذا النمط يفاقمه تغير المناخ.

أثرت الفيضانات بشكل رئيسي على ولاية ريو غراندي دو سول بما في ذلك بورتو أليغري العاصمة الإقليمية مما أجبر أكثر من 30 ألف شخص على مغادرة منازلهم (إ.ب.أ)

وهطلت أمطار غزيرة على ريو غراندي دو سول في سبتمبر (أيلول) الماضي حين تسبب إعصار فوق مداري في فيضانات أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصاً.

يتم إنقاذ سكان الجزر الساحلية لبحيرة غوايبا من قبل الجيش البرازيلي بعد الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في بورتو أليغري (إ.ب.أ)

وجاء ذلك بعد أكثر من عامين من الجفاف المستمر بسبب ظاهرة النينيو مع ندرة في الأمطار.

وسافر الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الولاية يوم الخميس لزيارة الأماكن المتضررة، ومناقشة جهود الإنقاذ مع الحاكم.


المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من «التهديدات الانتقامية» ضدّها

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
TT

المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من «التهديدات الانتقامية» ضدّها

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، تحذيراً إلى «الأفراد الذين يهدّدون بالانتقام» منها أو من موظفيها، مؤكدة أنّ مثل هذه الأعمال يمكن أن تشكّل «هجوماً على إدارة العدالة».

وقال مكتب المدعي العام كريم خان، ومقرّه في لاهاي، في بيان نشره على موقع «إكس»، إنّه يسعى إلى «الانخراط بشكل بنّاء مع جميع أصحاب المصلحة في كلّ مرّة يكون الحوار متوافقاً مع صلاحياته».

وأضاف: «مع ذلك، فإنّ هذا الاستقلال وهذا الحياد يتمّ تقويضهما عندما يهدّد الأفراد باتخاذ إجراءات انتقامية ضدّ المحكمة أو ضدّ موظفي المحكمة» في حال اتخاذ «قرارات» بشأن تحقيقات تقع ضمن صلاحياتها.

وحذّر من أنّ «مثل هذه التهديدات، حتى لو لم يتمّ تنفيذها، يمكن أن تشكّل هجوماً على إدارة العدالة» المنوطة بالمحكمة الجنائية الدولية.

وقال إنّ المحكمة الجنائية الدولية تدعو إلى وضع حدّ «فوري» لـ«محاولات العرقلة أو التخويف أو التأثير بشكل غير مبرّر على مسؤوليها».

ولم يرغب مكتب خان في أن يحدّد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الجهة التي أطلقت هذه التهديدات وما إذا كانت مرتبطة بإسرائيل والحرب في غزة.

وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في عام 2021 بشأن إسرائيل، وكذلك بشأن حركة «حماس» وفصائل فلسطينية مسلّحة أخرى، بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية، ثمّ وسّعت نطاق التحقيق ليشمل «تصعيد الأعمال العدائية والعنف منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023» التي نفّذتها «حماس» على الأراضي الإسرائيلية.

وقال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة «نيويورك تايمز» إنهم يتوقعون أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات توقيف ضد أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، وربما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما يتصل بإدارة العمليات العسكرية المدمّرة التي شنّتها إسرائيل في قطاع غزة رداً على هجوم «حماس».

وعدّ الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الأربعاء، أن احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه التهم إلى قادة إسرائيليين على خلفية الحرب في غزة، يمثل «خطراً على الديمقراطيات»، داعياً حلفاءه إلى «معارضة» ذلك.

من جهته، قال نتنياهو إن هدف مذكرات التوقيف بحق قادة إسرائيليين، في حال صدورها، سيكون «تهديد قادة وجنود إسرائيل، وبشكل خاص شل قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها».

وأسفر هجوم السابع من أكتوبر عن مقتل 1170 شخصاً، وفقاً لتعداد أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصاً من جنوب إسرائيل، ما زال 129 منهم محتجزين رهائن في غزة، بينهم 35 تقول إسرائيل إنّهم لم يعودوا على قيد الحياة وجثثهم محتجزة في غزة.

وردّاً على هجوم «حماس»، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وهي تشنّ مذذاك عملية عسكرية ضخمة ضدّ قطاع غزة أسفرت حتى اليوم عن مقتل 34622 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحّة في غزة.


التعبئة تأييداً لغزة تمتد إلى جامعات جديدة في دول عدة

خلال اعتصام تأييداً لغزة أمام جامعة نيومكسيكو المستقلة في المكسيك يوم 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
خلال اعتصام تأييداً لغزة أمام جامعة نيومكسيكو المستقلة في المكسيك يوم 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

التعبئة تأييداً لغزة تمتد إلى جامعات جديدة في دول عدة

خلال اعتصام تأييداً لغزة أمام جامعة نيومكسيكو المستقلة في المكسيك يوم 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
خلال اعتصام تأييداً لغزة أمام جامعة نيومكسيكو المستقلة في المكسيك يوم 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)

تتوسّع التعبئة الطلابية في جامعات في عدد من الدول تضامناً مع قطاع غزة، غداة دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن يسود النظام في الجامعات الأميركية.

وتشهد جامعات في فرنسا، وكندا، وسويسرا، وأستراليا والمكسيك اعتصامات وتحركات تطالب بوقف الحرب التي اندلعت قبل سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

في الولايات المتحدة التي انطلقت منها التعبئة الطلابية على خلفية الحرب، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، ضرورة أن يسود «النظام» في الأحرام، وذلك بعدما لزم الصمت فترة طويلة حيال هذا الموضوع.

وأتى تصريح الرئيس الأميركي بعدما فكّكت الشرطة التي حضرت بكثافة المخيمات التي نصبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة كانت آخرها جامعة كاليفورنيا لوس أنجليس حيث أوقف العشرات.

وليل الثلاثاء - الأربعاء، أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة مكثفة الطلاب الذين كانوا يحتلّون مبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن بنيويورك احتجاجاً على الحرب في غزة.

كذلك، فُكّكت مخيمات أخرى في جامعتَي أريزونا في توسون (جنوب غرب) وويسكنسن ماديسون (شمال) وفق وسائل إعلام محلية.

وأعلنت شرطة نيويورك، الخميس، أن 48 في المائة من الأشخاص الـ282 الذين أوقفوا في حرمي جامعتي كولومبيا و«سيتي كوليدج أوف نيويورك»، مساء الثلاثاء، هم متظاهرون غير منتسبين إلى المؤسستين.

وفي جامعة تكساس في دالاس، أخلت الشرطة الأربعاء مخيماً احتجاجياً وأوقفت 17 شخصاً على الأقل بتهمة «التعدي الإجرامي»، بحسب الجامعة.

وفي فرنسا، تدخلّت قوات الشرطة الجمعة في معهد العلوم السياسية العريق في باريس لإخراج عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين يحتلون بعض أرجائه منذ الخميس.

وقالت إحدى طالبات معهد «سيانس بو» في تصريحات للصحافيين إن «زهاء 50 طالباً كانوا لا يزالون في المكان» مع بدء دخول قوات إنفاذ القانون.

من جهتها، أكدت الحكومة الفرنسية الجمعة أن «الحزم كامل وسيبقى كاملاً»، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام.

وقالت: «في ما يتعلق بالوضع في المؤسسات (الجامعية)، أمكن حلّ بعضها عن طريق الحوار. في ما يتعلّق بأخرى، قدّم رؤساء الجامعات طلبات وتدخلت قوات إنفاذ القانون على الفور».

وأشارت إلى أنه في ما يتعلق بالمعهد العريق في العاصمة، طلب رئيس الحكومة غابريال أتال «التدخل ما إن يقدّم مدير» المعهد طلباً بذلك.

كذلك، احتلّ نحو مائة طالب مؤيدين للفلسطينيين الخميس قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان في سويسرا، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء «كيستون - ايه تي إس».

وقال المنظمون في بيان إنّ التحرّك «يتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا».

ويتكرر المشهد في دول أخرى منها المكسيك، حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو الخميس خياماً أمام «جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة»، كبرى جامعات البلاد احتجاجاً على استمرار الحرب بين إسرائيل و«حماس».

ووضع الطلاب فوق مخيّمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية وردّدوا شعارات، من بينها «عاشت فلسطين حرّة!»، و«من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!».

ورفع المحتجّون مطالب عدّة، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.

وفي أستراليا، تجمع مئات المتظاهرين منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل الجمعة في إحدى جامعات سيدني، وأطلق كل جانب شعارات. لكن الاحتجاج بقي سلمياً رغم بعض الجدالات المتوترة.

ويخيم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ عشرة أيام قبالة جامعة سيدني.

والخميس، نظّم طلاب في «جامعة النهرين» في بغداد وقفة تضامنية مع قطاع غزة والاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية.

ورفع طلاب وأساتذة العَلمين الفلسطيني والعراقي، ولافتات تدعو إلى «فلسطين حرة».

وقبل أيام، نظّم طلاب في جامعات لبنانية وقفات تضامنية عدّة مع الفلسطينيين.

وتجمّع عشرات الطلاب داخل حرم الجامعة الأميركية العريقة في بيروت، هاتفين «انتفاضة، انتفاضة» ورافعين الأعلام الفلسطينية. ووضع عدد منهم كوفيات. وحمل بعضهم لافتة كُتب عليها «إزالة الاحتلال تعني تأسيس دولة ديمقراطية واحدة من النهر إلى البحر».


الحراك الطلابي في فرنسا يتوسع دعماً لفلسطين

طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
TT

الحراك الطلابي في فرنسا يتوسع دعماً لفلسطين

طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)

القرار اتخذ والمظاهرات لن تفيد: هذا ما يُفهم من المواقف التي أعرب عنها المسؤولون الفرنسيون، و«الهيئة الفرنسية المنظمة للألعاب الأولمبية واللجنة الأولمبية الدولية» بخصوص مشاركة الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب التي تستضيفها فرنسا ما بين 26 يوليو (تموز) و11 أغسطس (آب). فمنذ عدة أسابيع، أطلقت دعوة تحث باريس واللجنة الأولمبية على معاملة الرياضيين الإسرائيليين كما سيعامل الرياضيون الروس الذين منعوا من المشاركة باسم بلادهم أو أن يسيروا في ظل علمها.

ويوم الثلاثاء، جرى تجمع ضم عدة مئات من المتظاهرين المؤيدين قريباً من مقر اللجنة المنظمة للألعاب في ضاحية سان دوني الواقعة على مدخل باريس الشمالي، وحيث أقيمت «القرية الأولمبية»، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات ضد «المشاركة المؤسسية» للرياضيين الإسرائيليين على خلفية حرب غزة، والعدد المريع من القتلى والجرحى والتدمير المنهجي في القطاع على أيدي القوات الإسرائيلية.

سيحضرون

كلمة السر جاءت بداية على لسان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ففي مقبلة مع قناة «بي إف إم» الإخبارية الفرنسية يوم 15 أبريل (نيسان)، سُئل عن هذه المسألة وجاء في رده أن الوضعين الروسي والإسرائيلي مختلفان. وقال ما حرفيته: «يمكن أن نكون على خلاف مع إسرائيل بخصوص ردها (على هجمات غزة) وكيفية حماية نفسها، ولكن لا يمكننا القول إنها كانت الجهة المهاجمة، إذ إن التمييز واضح. ولذا، فإن العلم الإسرائيلي سيكون موجوداً والرياضيين أيضاً، وآمل بأن يكونوا عامل سلام لأنهم سيخوضون منافسات (رياضية) مع كثير من اللاعبين من المنطقة (الشرق الأوسط)».

القوات الأمنية خلال مواجهتها لمجموعات الشغب التي عادة ما تندس في صفوف المتظاهرين (رويترز)

بيد أن هذه الحجة لم تقنع المتظاهرين، ونقلت «رويترز» عن أحد المتظاهرين واسمه نيكولا شاهشاهاني، العضو في مجموعة الناشطين الأوروبيين، الثلاثاء: «لم يحتاجوا إلى أكثر من أربعة أيام ليقرروا منع روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في الأولمبياد بعد غزو أوكرانيا». لكنهم مستعدون للترحيب بالوفد الإسرائيلي.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا الرسمية غير مدعوة للمشاركة في الاحتفال الافتتاحي، كما أن الرياضيين الروس لن يسيروا وراء علمهم في الافتتاح ولن يعزف النشيد الوطني الروسي في حال فوزهم بعدد من المنافسات.

احتجاجات رغم العنف

جاءت المطالبة الرياضية بالتوازي، من جهة، مع الحراك الطلابي الجامعي للتعبير عن دعم غزة والمطالبة بوقف الحرب ووضع حد للشراكات القائمة بين الجامعات الفرنسية وإسرائيل، وتحديداً جامعتين في القدس وتل أبيب، ومن جهة ثانية، بعد استدعاء الشرطة لاستجواب رئيسة مجموعة نواب حزب «فرنسا الأبية» في البرلمان الفرنسي، ورغم لجوء السلطات إلى القوى الأمنية، الاثنين، لفض الاعتصام الذي قام به طلاب مناصرون لغزة في جامعة السوربون التاريخية بطلب مباشر من رئيس الحكومة غابريال أتال.

وأفادت الشهادات ومقاطع الفيديو المصورة بأن الإخلاء تم أحياناً باللجوء إلى العنف، خصوصاً لدى سحب عشرات الطلاب من الخيام التي نصبت داخل الحرم الجامعي.

استخدام القنابل الدخانية والقنابل المسيلة للدموع خلال المناوشات (إ.ب.أ)

وسبق لرجال الأمن أن استدعوا إلى معهد العلوم السياسية، ليل 24 - 25 أبريل (نيسان) للسبب نفسه. ونقلت صحيفة «لو موند» عن رئاسة الحكومة أن أتال «طلب ردة فعل سريعة لإعادة فرض النظام العام وهو يتابع الوضع من كثب والتواصل مع مديرية الشرطة» في باريس.

وجاء حراك السوربون بدعوة من «تنسيقية لجان الدعم لفلسطين» وبدعم من الاتحاد الطلابي وبعض النقابات. وبررت إحدى الطالبات الحراك بقولها: «ما نقوم به عمل ملموس يظهر تضامن الطلاب مع غزة. وقبل سنوات، أغلقت السوربون احتجاجاً على حرب فيتنام، واليوم حراكنا مماثل ونحن نطالب بتحرير الرهائن بالسلام للجميع». أما سبب المطالبة بوقف التعاون مع الجامعتين المذكورتين، فإن الطالبة ألكسندرين فيتري تعزو ذلك لكون 5 آلاف من طلابهما شاركوا في حرب غزة.

اتساع الحراك الطلابي

وفي اليومين الأخيرين، اتسعت رقعة المشاركة والدعم. فقد صدر عن الاتحاد الطالبي وعن الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا بيانات تدعو لتعزيز التعبئة في الجامعات الفرنسية كافة، على غرار ما يحصل في الولايات المتحدة الأميركية وللتنديد بردود فعل السلطات المتهمة بالتعاطي «البوليسي» مع «طلاب مسالمين يناضلون من أجل السلام».

وندد الاتحاد الوطني بـ«ممارسة الرقابة والقمع» من جانب السلطات. بيد أن السياسة الحكومية جاءت بنتائج عكسية، إذ إن جامعة «جان مونيه» في مدينة سان إتيان مضربة «من أجل السلام ووقف إطلاق النار في غزة»، فيما تتهيأ معاهد العلوم السياسية في مدن ستراسبورغ ورين وبوردو وليون وتولوز وسان جيرمين ــ أون لي وريمس وغرنوبل وجامعة تولبياك في باريس، وغيرها، لأعمال شبيهة بما حصل في السوربون.

متظاهرون يتسلقون تمثال ساحة «لا ناسيون» في باريس التي شهدت أقسى المواجهات بين الأمن وبعض المتظاهرين (أ.ب)

ونشر على مدخل معهد العلوم السياسية في تولوز لافتة كتب عليها: «دعم فلسطين ليس جريمة».

أما طلاب المعهد نفسه في مدينة مونتون الساحلية فقد أصدروا بياناً يدعو للعمل على تنفيذ قرار «محكمة العدل الدولية» بشأن حرب إسرائيل على غزة واحتمال حصول مجزرة ضد المدنيين، مشددين على ضرورة وضع حد للضغوط التي تمارس على الطلاب وانتهاج ازدواجية المعايير في التعاطي مع حربي غزة وأوكرانيا. وكانت النتيجة أن مدير معهد مونتون، واسمه يوسف حلاوة، أمر بإغلاقه حتى إشعار آخر ومتابعة التعليم عن بعد.

وفي غرونوبل، طالبت النقابات الطلابية بتجميد الشراكة مع جامعة بن غوريون في النقب؛ لأنها ّتقدم منحاً ومساعدات مالية للطلاب الذين يشاركون في الحرب.

اليمين المتطرف

بيد أن الحراك لصالح فلسطين الذي يحظى بدعم اليسار موضع انتقادات شديدة من اليمين واليمين المتطرف.

فرئيسة منطقة باريس وضواحيها «إيل دو فرانس» فاليري بيكريس، قررت تجميد المساعدات المالية المخصصة لمعهد العلوم السياسية «إلى حين استعادة الأمن والصفاء في المعهد». ولم تتردد بيكريس المنتمية لحزب «الجمهوريون» اليميني التقليدي في التنديد بـ«أقلية راديكالية تسوق لمعاداة السامية الحاقدة ويحركها حزب فرنسا الأبية وحلفاؤه من اليساريين الإسلامويين الساعين لفرض قوانينهم على مجمل الأسرة التعليمية».

رئيس الحكومة الفرنسية غابريال أتال متبنياً الخط المتشدد في التعاطي مع حراك طلاب المعاهد والجامعات خلال زيارة له الأربعاء لمنطقة لواريه (أ.ف.ب)

كذلك، فإن نقابة طلابية يمينية «UNI» هاجمت ما سمته «اشتعال الجامعات الفرنسية» متهمة التنظيمات السياسية اليسارية المتشددة بالوقوف وراءها. ودعت النقابة المذكورة إلى معاقبة الطلاب الضالعين في الحراك أو الذين يشاركون في تعطيل الدراسة، عادة أنه قد «حان الوقت لكي تعمد الحكومة لقرع جرس نهاية الفرصة بالنسبة للمناضلين الداعمين للفلسطينيين والذين يعمدون لتعطيل المعاهد».

عيد العمال

وأمس، كان ملف غزة حاضراً في المسيرات والتجمعات التي شهدتها فرنسا بمناسبة عيد العمال، حيث انضم المئات من الطلاب والنقابيين الداعين لوقف الحرب والتنديد بما تقوم به إسرائيل.

وفي العديد من المدن الفرنسية التي شهدت المسيرات بدعوة من النقابات العمالية، حصلت مشادات ومناوشات بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين حشدتهم وزارة الداخلية بقوة، إن في باريس أو في مدن مثل ليون أو سان إتيان ونيس ومرسيليا... وفي باريس، شهدت ساحة «ناسيون»؛ حيث انتهت المسيرة العمالية، اشتباكات وكرّاً وفرّاً بين رجال الأمن وفرق مكافحة الشغب من جهة، ومن جهة أخرى مجموعات من الملثمين. ولجأت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المشاغبين الذين عمدوا إلى رمي ما تيسر لهم على القوى الأمنية، بما في ذلك المفرقعات، وقبضت على 29 شخصاً من بينهم، فيما أفيد بجرح 12 رجل أمن.


موجة حر تقتل 9 أشخاص بالهند

مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
TT

موجة حر تقتل 9 أشخاص بالهند

مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)

شهدت منطقة شرق الهند ارتفاعاً في درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في شهر أبريل (نيسان)، إذ اجتاحت موجة حر بعض أجزاء من البلاد وسط انتخابات عامة، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وتوقع مكتب الأرصاد الجوية اليوم (الأربعاء) تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (أيار) أيضاً.

وأشار محللون سياسيون إلى أن الحرارة الشديدة أحد أسباب انخفاض نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات البرلمانية التي تجرى على سبع مراحل بدأت في 19 أبريل ومن المقرر أن تظهر النتائج في الرابع من يونيو (حزيران).

ومع ذلك، من المتوقع أن تنحسر موجة الحر تدريجياً في الأيام المقبلة.

وبلغ متوسط درجات الحرارة في شرق الهند 28.12 درجة مئوية في أبريل، وهو الأعلى على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في عام 1901.

وسجلت ولاية البنغال الغربية بشرق الهند أكبر عدد من أيام الموجات الحارة في أبريل خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، تليها ولاية أوديشا الساحلية المجاورة التي شهدت أسوأ موجات حر منذ تسع سنوات.

وأعلنت السلطات أيضاً عن موجة حارة نادرة في ولاية كيرالا الساحلية بجنوب غربي البلاد، حيث سُجلت حالتا وفاة على الأقل بسبب ارتفاع درجات الحرارة.


بكين تسخر من تعامل واشنطن مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
TT

بكين تسخر من تعامل واشنطن مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)

نالت طريقة تعامل السلطات الأميركية مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تشهدها الكثير من الجامعات الأميركية انتقادات في الصين على خلفية الانتقادات التي تواجهها واشنطن إلى بكين في ملف حقوق الإنسان وقمع المعارضين.

من حركة الاحتجاج الطلابية في أميركا

وأعربت وسائل الإعلام الحكومية في الصين عن دعمها للاحتجاجات وأدانت ما وصفته بحملة القمع الصارمة التي تمارسها السلطات الأميركية ضد حرية التعبير، بحسب الإذاعة الأميركية.

وقالت صحيفة «الشعب» اليومية، المملوكة للدولة في الصين، في مقطع فيديو إن الطلاب الأميركيين يحتجون؛ لأنهم «لم يعد بإمكانهم تحمل المعايير المزدوجة للولايات المتحدة».

وشاركت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في توجيه الانتقادات إلى الحكومة الأميركية، حيث نشرت مقطع فيديو للشرطة الأميركية وهي تعتقل المتظاهرين وعلقت عليه بسؤال: «هل تتذكرون كيف كان رد فعل المسؤولين الأميركيين عندما حدثت هذه الاحتجاجات في مكان آخر؟».

وقالت الإذاعة الأميركية إن هذه الانتقادات تتناقض مع حملة القمع التي تشنّها السلطات الصينية على المعارضة الداخلية وأي شكل من أشكال الاحتجاج في الشوارع.

وأضافت أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الصين للتخلص من فيروس كورونا والرقابة على الأصوات الناقدة أثناء الوباء إلى تحفيز احتجاجات الشوارع في الكثير من المدن الصينية في 2022 والتي أصبحت تُعرف باسم «حركة الكتاب الأبيض»، حيث كان المتظاهرون يحملون أوراقاً بيضاء للرمز إلى دعم الاحتجاجات، بينما لا يقولون أو يفعلون أي شيء؛ على أمل عدم الوقوع في مشاكل، ومع ذلك، ألقت الشرطة الصينية القبض على المتظاهرين، واتهم السفير الصيني لدى فرنسا لو شايه «قوى خارجية مناهضة للصين» بالوقوف وراء الاحتجاجات ووصفها بأنها «ثورة ملونة».


كيف أثر اعتراف «أسترازينيكا» على سمعة لقاحات «كورونا»؟

جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
TT

كيف أثر اعتراف «أسترازينيكا» على سمعة لقاحات «كورونا»؟

جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)

أثار اعتراف شركة «أسترازينيكا» رسمياً بأن لقاحها ضد فيروس «كورونا» قد يسبب آثاراً جانبية نادرة، مثل جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية، مخاوف من إمكان إحجام الناس عن تلقي اللقاحات بشكل عام.

وجاء الاعتراف في وثائق لمحكمة بريطانية ضمن دعوى جماعية تزعم أن اللقاح الذي طُور بالتعاون مع جامعة أكسفورد تسبب في وفاة وإصابة عشرات الأشخاص. وطالبت الدعوى بتعويضات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني لنحو 50 ضحية، وفق وسائل إعلام بريطانية.

أثارت هذه الأنباء قلقاً يفتح باباً واسعاً للتساؤلات حول تأثيرها على سمعة لقاحات «كورونا» بشكل عام. وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، رغم أن اعتراف «أسترازينيكا» بإمكان حدوث آثار جانبية للقاح «كورونا» لم يكن مفاجئاً للمجتمع العلمي، فإنه «يمكن أن يؤثر سلباً على سمعة اللقاحات بشكل عام، وليس فقط على لقاح (أسترازينيكا)؛ وهذا ما يثير قلق المتخصصين في هذا المجال».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، شدد على ضرورة عدم الخوف من اللقاحات بشكل عام، وليس فقط من لقاحات «كورونا»، مشيراً إلى أن كل لقاح تجري الموافقة عليه من قبل هيئات الدواء العالمية يخضع لتقييم دقيق للمخاطر والفوائد. وفي سياق الجائحة، تبين أن فوائد اللقاحات تفوق بكثير المخاطر النادرة؛ لذا، أفادت هذه الهيئات بأن اللقاحات، بما في ذلك لقاح «أسترازينيكا»، آمنة للاستخدام العام رغم الآثار الجانبية النادرة التي قد تظهر.

وأوضح عنان أن «هذا ينطبق على جميع اللقاحات، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال»، مشيراً إلى أن «الآثار الجانبية شديدة الندرة لا تنفي الأهمية الكبيرة للقاحات في الحفاظ على صحة السكان».

وأكد أنه «لم يكن هناك تستر على آثار لقاح (أسترازينيكا) الجانبية؛ فالشركة أعلنت بالفعل عن بعض الآثار الجانبية النادرة، كالتجلط الدموي المناعي الناتج عن نقص الصفيحات (VITT)».

ويمكن للجلطات أن تؤدي لفقدان تدفق الدم في مناطق محددة من الجسم مثل الدماغ أو البطن، وتشمل الأعراض صداعاً شديداً أو مستمراً، وعدم وضوح الرؤية، وضيق التنفس، وألماً في الصدر، وتورماً في الساق، أو ألماً مستمراً في البطن، وتظهر عادة بين 4 إلى 42 يوماً بعد التطعيم.

ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يجري تصنيف هذه الحالة بناءً على موقع الجلطة الدموية وشدة الأعراض.

وشدد عنان على أن وجود آثار جانبية نادرة جداً لا ينفي الأهمية الكبيرة للقاحات في الحفاظ على صحة المواطنين، مشيراً إلى أن هذه الآثار النادرة يجب ألا تمنع الأشخاص من الحصول على اللقاحات، خصوصاً أن دراسات قد أظهرت أنه دون اللقاحات كان من الممكن أن تزيد الوفيات نتيجة «كورونا»، بمقدار 50 مليون حالة عالمياً.

وبالنسبة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح، نوه عنان إلى أنه لا يوجد إجراء خاص يحتاجون إلى القيام به بسبب الندرة الشديدة لهذه الآثار الجانبية، ففي الماضي، كانت هناك أدوية مثل «النوفالجين» تستخدم على نطاق واسع على الرغم من احتمالية حدوث آثار جانبية نادرة، وكانت مقبولة لأن حالات حدوث الآثار الجانبية المبلغ عنها كانت قليلة جداً.

وطالب الجمهور أن يثق بالتقييمات العلمية والموافقات الرسمية التي تُعطى للقاحات، حيث تجري هذه العمليات بدقة، مع الاحترام الشديد لمعايير الأمان والفاعلية.

ووفق الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» وعضو «الجمعية العالمية للحساسية»، فإن مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» جرى توزيعها عالمياً في أكثر من 150 دولة، ما أسهم في تقليل انتشار الوباء وإنقاذ حياة الملايين.

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاح أسهم في تغيير مسار الجائحة، وتقليل ظهور المتحورات الشرسة للفيروس. وأضاف: «من الطبيعي أن تحمل اللقاحات آثاراً جانبية، لكن آثار لقاح (كوفيد - 19) كانت نادرة، بما في ذلك حالات الجلطات الدموية»، مشدداً على ضرورة التشخيص المبكر والتدخل السريع؛ لتجنب مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة.

ونوه بأن إعلان «أسترازينيكا» عن الآثار الجانبية يمكن أن يؤثر في سمعة اللقاحات، لكنه أكد أهمية الشفافية والنزاهة في الممارسات الطبية. وأشار إلى أن الآثار الجانبية النادرة لا تعكس بالضرورة خطأً طبياً، مدللاً على ذلك بأن حوادث الطيران النادرة لا تمنع الناس من السفر جواً.

بينما أشار الدكتور راجيف جاياديفان، الرئيس المشارك لفريق عمل «كوفيد» التابع للجمعية الطبية الهندية، إلى أن تجلط الدم المناعي الناجم عن نقص الصفيحات يتضمن تكوين جلطات دموية في الأوعية الدموية بالدماغ أو مناطق أخرى، مع انخفاض في عدد الصفائح الدموية، وهذا يحدث نادراً بعد تلقي بعض اللقاحات.

وأضاف لصحيفة «هيندو بيزنس لاين» الهندية، أن لقاحات «كوفيد» منعت كثيراً من الوفيات، لكن جرى أيضاً نشر تقارير عن هذه الحالات النادرة والخطيرة في مجلات علمية مرموقة.


غوتيريش يدعو إلى تحقيق «مستقل» في مقابر غزة الجماعية

أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
TT

غوتيريش يدعو إلى تحقيق «مستقل» في مقابر غزة الجماعية

أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، عن «قلقه العميق» إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.
وأضاف «من الضروري أن يُسمح لمحققين دوليين مستقلين بالوصول الفوري إلى المواقع لتحديد الظروف الدقيقة التي فَقد فيها الفلسطينيون حياتهم ودُفنوا أو أُعيد دفنهم».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن «تقدماً تدريجياً» أحرز نحو تجنب «مجاعة من صنع الإنسان كلية» في شمال قطاع غزة، لكن هناك حاجة ملحة إلى بذل مزيد من الجهد. ودعا غوتيريش إسرائيل على وجه التحديد إلى الوفاء بتعهدها بفتح «نقطتي عبور بين إسرائيل وشمال غزة حتى يتسنى إدخال المساعدات إلى غزة من ميناء أسدود والأردن».

وقال غوتيريش للصحافيين أيضاً إن العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة، هي انعدام الأمن لموظفي الإغاثة والمدنيين.