ليبيون يعتبرون «الإقصاء السياسي» ضربة محتملة للمصالحة

وسط تخوف أنصار سيف الإسلام القذافي

سيف الإسلام لدى ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا 2021 (مفوضية الانتخابات)
سيف الإسلام لدى ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا 2021 (مفوضية الانتخابات)
TT

ليبيون يعتبرون «الإقصاء السياسي» ضربة محتملة للمصالحة

سيف الإسلام لدى ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا 2021 (مفوضية الانتخابات)
سيف الإسلام لدى ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا 2021 (مفوضية الانتخابات)

بينما رأى مراقبون أن «الإقصاء السياسي (في ليبيا سوف يؤثر على محاولات المصالحة في البلاد». تصدرت الأنباء المتعلقة بـ«إقصاء محتمل» لسيف الإسلام القذافي من السباق الرئاسي، المشهد الليبي خلال الأيام الماضية. وبينما أبدى أنصار سيف الإسلام «مخاوفهم من هذا»، تساءل سياسيون حول تداعيات هذا الإقصاء على الوضع العام في البلاد.
واعتبر عضو مجلس النواب الليبي على التكبالي أن «الإقصاء سوف يمثل (ضربة قوية) لأي حديث عن تحقيق المصالحة الوطنية، وكذلك مفهوم الديمقراطية المطلوب ترسيخهما»، مشيراً إلى أن «البرلمان لم يتطرق خلال جلساته بالأشهر الماضية لمناقشة هذه القضية». وانتقد التكبالي «المبالغة الكبيرة التي يبديها أنصار القذافي حول درجة الشعبية التي يتمتع بها سيف الإسلام، والتي ربما كانت وراء السعي لمحاولة إقصائه»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف دعاية هؤلاء الأنصار حول شعبيته، ربما وجدت صدى من قبل منافسيه في السباق الرئاسي، لذا يبدي بعضهم ارتياحه حالياً بشأن ما تردد عن وجود تفاهمات سياسية بشأن استبعاده».
وكان الفريق السياسي لنجل القذافي، قد أصدر الأسبوع الماضي بياناً ندد بما وصفه بالتوافق «بين ممثلي مجلسي الدولة والنواب على استبعاد من صدرت بحقهم أحكام قضائية حتى لو كانت غير نهائية من الترشح للرئاسة، حتى لو تمت تبرئتهم في استهداف واضح ومباشر لشخص بعينه». وحذر البيان حينها من أن «إقصاء أطراف بعينها قد يقود إلى الطعن في نتائجها، وعدم الاعتراف بها أو مقاطعتها، وقد يصل الأمر إلى إجهاضها من الأساس».
التكبالي لفت إلى «عدم تمتع القذافي الابن بشعبية تذكر بالمنطقة الغربية، وخاصة العاصمة طرابلس - وهي الأعلى من حيث الكثافة السكانية - فضلاً عن عدم وجود إحصائيات جادة تثبت أن لديه أنصاراً كثيرين في المنطقة الشرقية، مما يدل على أنه غير مؤهل للفوز بالمنصب، حتى وإن نجح في حصد على كتلة (غير هينة) من الأصوات»، على حد قوله.
وأوضح أن «قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر قد يكون المرشح الأكثر استفادة إذا ما تم إقصاء سيف الإسلام»، مضيفاً: «قد يصوت أنصاره حينذاك وخاصة بالجنوب لحفتر، كما أن شعبية رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة متراجعة بشكل عام بالشارع الليبي وبصفوف هؤلاء تحديداً بعد قيام حكومته بتسليم أبو عجيلة المريمي للسلطات الأميركية، وأخيراً حديث الرجل عن وجوب امتثال سيف الإسلام لقرار محكمة الجنايات الدولية».
من جهته، أكد عضو المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته)، عبد المنعم اليسير، أن «إقصاء سيف الإسلام من الترشح للرئاسة سوف يسهم في تأزيم المشهد السياسي، عبر تغليب رغبات البعض في التشفي على مشروع المصالحة الوطنية الضروري لاستقرار البلاد». واتهم اليسير، «الإخوان» بـ«الوقوف وراء طرح إقصاء نجل القذافي». وشرح لـ«الشرق الأوسط» أن «تنظيم (الإخوان) الذي سبق ووظف سيف الإسلام لإخراج رموزه وعناصره كافة من السجون ثم انقلب عليه لرغبته في تصدر المشهد، هو (تنظيم الإخوان) من يتخوف وسيسعى بكل جهده للحيلولة دون عودته للسلطة»، مضيفاً: «الأمر ذاته يتكرر مع واشنطن التي ترى أن عودة نجل القذافي للسلطة تمثل هزيمة معنوية لها».
ورجح اليسير أن «يكون حفتر، هو المرشح المستفيد خاصة بأصوات أنصار القذافي بالجنوب، إذا ما جرى إقصاء سيف الإسلام»، إلا أنه رهن الأمر بـ«استفاقة أنصار الأخير من وهم أن الدبيبة هو شخص قريب منهم».
ودعا اليسير واشنطن، بـ«الابتعاد عن التلويح برفض أو تأييد أي مرشح، والتركيز فقط على المساهمة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وخاصة المتعلقة بالترتيبات الأمنية كإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وتفكيك التشكيليات المسلحة ونزع سلاحها، ليتمكن الليبيون من التصويت بحرية».
في المقابل، نفت عضو المجلس الأعلى للدولة، نعيمة الحامي، ما يردد عن استهداف مجلسها لشخص القذافي الابن بعينه، أو أن «(الأعلى للدولة) يسعى لإقصائه ليمهد الطريق ويعزز فرص مرشحين آخرين، يعتبرهم البعض شخصيات مقربة من المجلس أو قياداته». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهدف والمبدأ العام لدى لـ(الأعلى للدولة) هو استبعاد ترشيح أي شخصية كان لها موقف معادٍ لثورة 17 فبراير (شباط)، ولا تزال مذكرة التوقيف التي أصدرتها الجنائية الدولية بحق سيف الإسلام القذافي سارية». وتابعت: «نحن نتحدث عن مبادي وقوانين لا رغبات، وأي شخصية تنطبق عليها شروط الترشح للرئاسة، لن نعترض عليها، حتى لو كانت تنتمي للنظام السابق». ونوهت في هذا الصدد بأن «القاعدة الدستورية التي تم التصويت عليها وإقرارها داخل (الأعلى للدولة)، تقصي ترشح كل من العسكريين ومزدوجي الجنسية وأيضاً كل من تلطخت يداه بدماء الليبيين».
وتتهم الجنائية الدولية سيف الإسلام القذافي (50 عاماً) بـ«ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية خلال محاولته قمع الثورة ضد نظام والده ابتداء من منتصف فبراير 2011».
وترى نعيمة الحامي أن «فرص استفادة كل من الدبيبة أو حفتر كمرشحين محتملين للرئاسة من قرار استبعاد سيف الإسلام تعد (متساوية)».
فيما حذر زميل أول بمعهد الدراسات الدولية في جامعة جونز هوبكنز، الليبي حافظ الغويل، من «تكلفة تهميش قطاع واسع من اللبيبين من أنصار النظام السابق بشكل عام، ومن انضم لهم من الليبيين حالياً، ممن رأوا في القذافي الابن شخصية بعيدة عن صناعة القرار، ولم ينخرط بالصراع الدامي خلال العقد الماضي». وأوضح: «إذا لم يشعر هؤلاء أن لهم فرصة حقيقية بالمشاركة، فقد يرون أن حمل السلاح، قد يكون الطريق الوحيد لإثبات وفرض وجودهم بالساحة، خاصة أن هناك بعض المرشحين يمتلك الواحد منهم فعلياً تشكيلات مسلحة، وتوجه إليه الاتهامات بارتكاب الانتهاكات بحق الليبيين، ولم يتم إقصاؤه».
وتابع: «في المقابل فإن كل التهم الموجهة لسيف الإسلام، هي تهم سياسية بالمقام الأول، فضلاً عن عدم انضمام كل من ليبيا أو الولايات المتحدة الأميركية لعضوية المحكمة الجنائية، بالنهاية هذا الإقصاء سوف يبرهن على ضعف وهزيلة الانتخابات، فضلاً عن عدم تمتع منافسي سيف الإسلام بشعبية حقيقة تكفل لهم هزيمته في انتخابات نزيهة». ووصف الغويل موقف واشنطن من قضية سيف الإسلام بأنه «يبتعد كثيراً عن الحكمة»، مرجحاً أن «بعض الشخصيات ترى في إقصاء نجل القذافي ضرورة، كونه لن يكون حليفاً موثوقاً لواشنطن؛ لكن هذا ليس تفكير الجميع»، لافتاً أن «واشنطن لا تملك فعلياً القدرة على فرض أي مرشح».


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.