روسيا تشن أعنف هجوم صاروخي... ومدن أوكرانيا تغرق في الظلام

صاروخ أوكراني «يستفز» دفاعات بيلاروسيا... ومينسك «تدرس الموقف»

مدنيون أوكرانيون يحتمون من الفصف الروسي في محطة لقطارات الأنفاق في كييف (إ.ب.أ)
مدنيون أوكرانيون يحتمون من الفصف الروسي في محطة لقطارات الأنفاق في كييف (إ.ب.أ)
TT

روسيا تشن أعنف هجوم صاروخي... ومدن أوكرانيا تغرق في الظلام

مدنيون أوكرانيون يحتمون من الفصف الروسي في محطة لقطارات الأنفاق في كييف (إ.ب.أ)
مدنيون أوكرانيون يحتمون من الفصف الروسي في محطة لقطارات الأنفاق في كييف (إ.ب.أ)

شهدت المدن الأوكرانية، اليوم (الخميس)، أوقاتاً عصيبة بعد تعرضها لأعنف هجوم صاروخي منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) الماضي. وأفادت وسائل إعلام روسية وأوكرانية أن ضربات مكثفة استهدفت عشرات المدن، وأسفرت عن قطع التيار الكهربائي في غالبيتها. وقالت السلطات الأوكرانية إن روسيا استهدفت العاصمة كييف ومدينة خاركيف في الشمال الشرقي ومدناً أخرى.
وحملت عبارات وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على «تويتر» إشارة إلى حجم الصدمة الأوكرانية باتساع مجال الضربات وكثافتها. وكتب: «بربرية متبلدة. هذه هي الكلمات الوحيدة التي تتبادر إلى الذهن عندما ترى روسيا تطلق وابلاً آخر من الصواريخ على مدن أوكرانية مسالمة قبل بداية العام الجديد».
ووفقاً للمعطيات، فقد أطلق سلاح الجو الروسي أكثر من 120 صاروخاً في أنحاء البلاد، ودوَّت صفارات الإنذار في غالبية المدن الأوكرانية لخمس ساعات في واحدة من أطول فترات الإنذارات منذ انطلاق الحرب.
وأعلن الجيش الأوكراني لاحقاً، أنه أسقط 54 صاروخاً من بين 69 أطلقتها روسيا في هجوم بدأ في السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي. وكتب الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات الأوكرانية على موقع «تلغرام»: «أطلق المعتدون صباح اليوم صواريخ كروز من الجو والبحر، وصواريخ موجهة مضادة للطائرات على منشآت البنية التحتية للطاقة في بلدنا». وجاء القصف بعد هجوم خلال الليل شنته طائرات مسيّرة انتحارية إيرانية الصنع.
جنود أوكرانيون من طاقم دبابة «تي 80» في شرق أوكرانيا (أ.ف.ب)
وجاء الهجوم الواسع بعد رفض الكرملين خطة سلام أوكرانية، وتمسكه بأنه يتعين على كييف الإقرار بضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية. وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر «تلغرام» إسقاط 16 صاروخاً فوق العاصمة. فيما ذكر إيغور تيريخوف، رئيس بلدية خاركيف، أن المسؤولين يستوضحون الأهداف التي تعرضت للقصف، وما إذا كان هناك ضحايا بعدما تسببت الصواريخ الروسية في سلسلة من الانفجارات.
بدوره، لفت أندريه سادوفي رئيس بلدية لفيف في أقصى غرب البلاد، إلى انقطاع الكهرباء عن 90 في المائة من المدينة، إلى جانب توقف وسائل النقل العام التي تعمل بالطاقة الكهربائية عن العمل. وكان المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك، قد قال إن أكثر من 120 صاروخاً أُطلقت على أوكرانيا. وكتب على «تويتر»: «ننتظر مقترحات أخرى من قوات حفظ السلام بشأن تسوية سلمية».
في الوقت ذاته، قالت شركة سكك الحديد الأوكرانية إن حركة القطارات تأخرت في الكثير من الخطوط نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي. وكتب عمدة كييف فيتالي كليتشكو على «تلغرام» أن العاصمة قد تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وحضّ السكان على شحن هواتفهم وتخزين المياه. وتم الإعلان عن انقطاع التيار الكهربائي أيضاً في منطقتي أوديسا ودنيبروبتروفسك بهدف تقليل الأضرار المحتملة في البنية التحتية للطاقة. وأضاف كليتشكو: «40 في المائة من المستهلكين في العاصمة بقوا من دون كهرباء بعد الهجوم الصاروخي. ومن جانب التقنيين، تم اتخاذ جميع تدابير السلامة اللازمة في أثناء الغارة الجوية، وهم يعملون حالياً لإعادة عمل منشآت الطاقة. ويتم توفير الدفء والمياه في المدينة بشكل طبيعي».
في المقابل، قالت ممثلية إقليم دونيتسك الموالية لموسكو إن القوات الأوكرانية قصفت منطقتي كيروفسكي وكويبيشيفسكي في دونيتسك بـ17 قذيفة مدفعية. وأضافت الممثلية في بيان أمس: «تم تسجيل قصف من التشكيلات المسلحة الأوكرانية في الساعة 11:05 استهدف منطقة كيروفسكي بمدينة دونيتسك، وذلك بخمس قذائف مدفعية». ووفقاً للبيان، فقد أطلقت القوات الأوكرانية أربع قذائف على منطقة في دونيتسك، وثماني قذائف في منطقتي كيروفسكي وكويبيشيفسكي. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت القوات الأوكرانية أربع قذائف على منطقة كالينينسكي في جورلوفكاو، ولاحقاً استهدفت منطقة منطقة كيروفسكي بمدينة دونيتسك بـ12 قذيفة مدفعية.
في الوقت ذاته، أفادت السلطات المحلية في مقاطعتي بيلغورود وبريانسك الروسيتين المحاذيتين لحدود أوكرانيا، بأنه تم تشغيل الدفاعات الجوية الروسية فيهما صباح أمس. وكتب فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم مقاطعة بيلغورود عبر «تلغرام» أنه ليست هناك إصابات وأن خدمات الطوارئ تدرس المعلومات حول الآثار المحتملة على الأرض، مضيفاً أن جزءاً من صاروخ سقط على أحد طرق المنطقة.
تزامن ذلك، مع إعلان وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نجحت في السيطرة على مواقع جديدة مهمة على محور دونيتسك، ولفتت في بيان إلى أن القوات «تواصل التقدم والسيطرة وتم اليوم تحييد أكثر من مائتي عسكري أوكراني على محاور عدة». وأفاد البيان العسكري الروسي بأنه تم أيضاً «تدمير أكثر من مائة موقع قيادة وتمركز لقوات كييف وثلاثة مستودعات للذخيرة، بالإضافة إلى إسقاط طائرتين هجوميتين أوكرانيتين ومروحيتين».
أوكرانية بين حطام منازل في إحدى ضواحي كييف (أ.ف.ب)
* بيلاروسيا
على صعيد آخر، برزت مقدمات لتطور خطر في الحرب بعد الإعلان أمس عن إسقاط صاروخ أوكراني من طراز «إس 300» انتهك الأجواء البيلاروسية. وأفادت وزارة الدفاع البيلاروسية بأن نظام الدفاع الجوي البيلاروسي أسقط الصاروخ الأوكراني في منطقة بريست الحدودية. وذكرت في بيان أنه «تمت إصابة الهدف الجوي نحو الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت موسكو». وقالت الإدارة العسكرية: «عُثر على شظاياها في حقل زراعي قرب قرية جورباخا بمنطقة إيفانوفو بمنطقة بريست». وأظهر الفحص أن الحطام كان لصاروخ موجّه مضاد للطائرات أُطلق من أراضي أوكرانيا. ووعدت الوزارة بتقديم تفاصيل إضافية لاحقاً.
وأعلنت الرئاسة البيلاروسية أنه «تم إبلاغ الرئيس ألكسندر لوكاشينكو على الفور بالحادث الذي وقع في النصف الأول من اليوم. وبناءً على تعليماته، تم تشكيل مجموعة من المتخصصين من بين منتسبي لجنة التحقيق ووزارة الدفاع في البلاد للوقوف على أسباب الحادث».
وكان وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، قد أعلن في وقت سابق أن «الوضع الأمني في الاتجاه الأوكراني لا يمكن التنبؤ به، لكنه خاضع للسيطرة». وأضاف أن مينسك ترى في «مجموعة من الإجراءات التي يتخذها الناتو استعداداً لتوسيع نطاق الحرب». بدوره، قال الرئيس البيلاروسي في وقت سابق إن أوكرانيا «تدبر استفزازات على الحدود»، مشدداً على أن الجيش البيلاروسي «لا يشارك في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. لكنه مستعد لمواجهة أي مخاطر».
ونقلت وسائل إعلام بيلاروسية أن «لجنة حدود الدولة رصدت تكرار الاستفزازات من الجانب الأوكراني، كما لوحظ أن الأوكرانيين كانوا يقومون بتلغيم الطرق والجسور، ويقومون بدوريات متزايدة، ويتم إسقاط الطائرات المسيّرة الأوكرانية على الأراضي البيلاروسية».


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد يعلن استقالته هذا الأسبوع

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد يعلن استقالته هذا الأسبوع

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

أفادت صحيفة «غلوب آند ميل» الأحد أنه من المرجح أن يعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.