«الحوار الوطني» المصري لمناقشة تحديات «الصناديق الخاصة»

بعد جدل بشأن تعديل قانون هيئة قناة السويس

جانب من اجتماع سابق لمجلس أمناء «الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على فيسبوك)
جانب من اجتماع سابق لمجلس أمناء «الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على فيسبوك)
TT

«الحوار الوطني» المصري لمناقشة تحديات «الصناديق الخاصة»

جانب من اجتماع سابق لمجلس أمناء «الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على فيسبوك)
جانب من اجتماع سابق لمجلس أمناء «الحوار الوطني» (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على فيسبوك)

تزامناً مع حالة الجدل المحتدم بشأن تعديلات على قانون هيئة قناة السويس، تتضمن تأسيس صندوق خاص لها، أعلن مجلس أمناء «الحوار الوطني» بمصر، أن «الصناديق الخاصة» أحد الموضوعات المطروحة على أجندة مناقشاته.
وكانت عاصفة من الجدل اجتاحت البلاد، بعدما وافق مجلس النواب (البرلمان المصري)، خلال جلسته العامة، الاثنين الماضي، من حيث المبدأ على «مشروع قانون مُقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون المنظم لهيئة قناة السويس»، وسط تأكيدات حكومية على أن القانون الجديد «لا يعني بيع القناة».
وقال ضياء رشوان، المنسق العام لـ«الحوار الوطني»، في تصريحات تلفزيونية مساء الجمعة، إن «قضايا الصناديق الخاصة، والهيئات الاقتصادية، أحد الموضوعات المطروحة على أجندة (الحوار الوطني)»؛ مشيراً إلى أن هذه القضايا «محل نقاش قديم بين الاقتصاديين والسياسيين، ولا بد من طرحها للنقاش». وأكد أن هذا «لا علاقة له بما يتردد أو يشاع بشأن عزم الحكومة بيع قناة السويس».
وأضاف رشوان الذي يشغل أيضاً منصب نقيب الصحافيين المصريين، ورئيس هيئة الاستعلامات المصرية، إن «مشروع القانون الجديد بشأن قناة السويس لا يعني التفريط في القناة، أو في الهيئة التي تدير الممر الملاحي الدولي»، مشدداً على أن «قناة السويس خاضعة بشكل كامل للسيادة المصرية، ولا يوجد أي أجنبي يعمل بها».
ولفت رشوان إلى أن «الموافقة المبدئية على مشروع القانون لا تعني انتهاء المناقشات بشأنه»، موضحاً أن «الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من المناقشات لاستيضاح كافة بنود مشروع قانون هيئة قناة السويس». وقال إن «قضايا الصناديق الخاصة لا بد من أن تكون محل نقاش عام، وهو ما سيحدث في جلسات (الحوار الوطني)».
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في 26 أبريل (نيسان) الماضي، إلى عقد «حوار وطني» لمناقشة كافة الملفات السياسية. وعلى مدار الأشهر الماضية تم تعيين مجلس أمناء لـ«الحوار الوطني»، وعُقدت اجتماعات عدة استقرت على تحديد 3 محاور للحوار: سياسي، ومجتمعي، واقتصادي.
ووسط ترقب لانطلاق المناقشات الفعلية لـ«الحوار الوطني» التي طال انتظارها، تعهد رشوان بإعلان «مواعيد وتفاصيل جلسات (الحوار الوطني)، خلال ساعات».
وسبق أن أعلن مجلس أمناء «الحوار الوطني» أنه «في حالة انعقاد دائم» للاتفاق على اللجان الفرعية، وأسماء المتحدثين في الجلسات المختلفة. وفي بيان صحافي منتصف الشهر الجاري، أكد مجلس الأمناء «استمرار الاجتماعات والجلسات التحضيرية لوضع اللمسات النهائية لخطط عمل لجان المحاور الثلاثة، وترشيح أسماء المشاركين والممثلين لبعض الجهات والمؤسسات من مُقدِّمي المقترحات ومن الخبراء المعنيين، وجداول الأعمال، استعداداً لبدء المناقشات الفعلية».
بدوره، أكد نجاد البرعي، عضو مجلس أمناء «الحوار الوطني»، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، أن «مصر تحتاج إلى حوار وطني حقيقي، لتحديد أولويات العمل الوطني في المرحلة المقبلة».
ويستهدف «الحوار الوطني»، حسب تصريحات القائمين عليه، استعادة «لحمة» تحالف «30 يونيو (حزيران)»، وهو تحالف تشكَّل من قوى سياسية ومدنية في عام 2013، للإطاحة بحكم تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية حالياً «إرهابياً». واستبعد مجلس أمناء «الحوار الوطني» تنظيم «الإخوان» من المناقشات.
وتزامنت دعوة الرئيس المصري إلى «الحوار الوطني»، مع إعادة تفعيل لجنة «العفو الرئاسي» التي ساهمت حتى الآن في الإفراج عن «أكثر من ألف سجين»، حسب التصريحات الرسمية. وقالت نهاد أبو القمصان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، في تصريحات تلفزيونية، مساء الجمعة، إن «(لجنة العفو الرئاسي) مستمرة في عملها لدراسة جميع الحالات»، لافتة إلى أن «عمل اللجنة يشهد تطوراً كبيراً؛ حيث تم الإفراج عن أعداد كبيرة من المحبوسين على ذمة قضايا»، وقالت إن «من حق أهالي المحبوسين على ذمة قضايا التقدم إلى (لجنة العفو الرئاسي)، شريطة ألا يكون السجين متهماً في قضايا عنف».
وكان النائب طارق الخولي، عضو لجنة «العفو الرئاسي»، قد أكد في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أن «(قوائم العفو الرئاسي) لن تضم من تورطوا في الدماء، ولا من ينتمون إلى تنظيمات إرهابية»، في إشارة إلى تنظيم «الإخوان».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي المصريين وتكاتفهم باعتبار ذلك «الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات». وشدد، خلال لقائه، مساء الأحد، قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، على أن امتلاك بلاده «القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات الشعب».

وقال السيسي، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن «الدولة تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استناداً لثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين في التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دولها».

وأضاف أن «الظروف الحالية برهنت على أن وعي الشعب المصري وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة»، مشيراً إلى «استمرار جهود التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر سعياً نحو تحقيق مستقبل يلبي تطلعات وطموحات أبناء الشعب».

جانب من اجتماع السيسي مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

اجتماع الرئيس المصري مع قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الأحد، حضره رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي عبد المجيد صقر، ووزير الداخلية محمود توفيق، ورئيس أركان القوات المسلحة أحمد خليفة، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد.

وقال متحدث الرئاسة المصرية، إن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري»، فضلاً عن «استعراض الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية في حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث».

وشدد الرئيس المصري على «ضرورة تعظيم قدرات كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها»، مؤكداً «أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحفاظ على الوطن، إيماناً منهما بالمهام المقدسة الموكلة إليهما لحماية مصر وشعبها العظيم مهما كلفهما ذلك من تضحيات»، بحسب الشناوي.

وفي سياق متصل، عقد الرئيس المصري اجتماعاً، الأحد، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع عدد من الإعلاميين والصحافيين، تناول «تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة والجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل»، بحسب متحدث الرئاسة المصرية.

الرئيس المصري خلال لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحافيين (الرئاسة المصرية)

وتناول اللقاء أيضاً التطورات في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات، كما تطرق اللقاء إلى «الأمن المائي باعتباره أولوية قصوى لمصر ومسألة وجود»، وفق المتحدث الرئاسي.

وأكد السيسي خلال اللقاء «قوة وجاهزية أجهزة الدولة، وبشكل خاص القوات المسلحة والشرطة المدنية، لمواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية»، مشدداً على أن «تماسك المصريين ووحدتهم العامل الأول والأهم في الحفاظ على الدولة».

وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده «مرت في الفترة الماضية بالأصعب فيما يتعلق بتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية». وقال: «نسير في الطريق الصحيح، الأمر الذي انعكس في ثقة مؤسسات التمويل الدولية في الاقتصاد المصري»، مشيراً إلى «حرص الدولة على توطين الصناعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وبالتالي تخفيض الطلب على العملة الصعبة».

وأكد السيسي أن «الدولة قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن «هناك بعض السلبيات التي نعمل بكل إخلاص على إصلاحها لبناء دولة قوية تكون عصيّة أمام أي معتدٍ».