«الخوف» يحاصر مستقبل نيجيريا

تزايد حوادث العنف المدفوعة باعتبارات «طائفية وقبلية»

العنف المتزايد صار آفة في نيجيريا (أ.ب)
العنف المتزايد صار آفة في نيجيريا (أ.ب)
TT

«الخوف» يحاصر مستقبل نيجيريا

العنف المتزايد صار آفة في نيجيريا (أ.ب)
العنف المتزايد صار آفة في نيجيريا (أ.ب)

بات شبح الخوف يهدد مستقبل نيجيريا، خاصة في ولاياتها الشمالية، في ظل استمرار أحداث العنف المدفوع بصراعات قبلية ودينية وطائفية، تنذر بتفجر الأوضاع إذا ما تحالفت عصابات «قطاع الطرق»، ذات الانتماءات القبلية والدوافع المادية، مع تنظيم «بوكو حرام» المتطرف، بدوافعه السياسية المعروفة والرامية إلى فرض السيطرة على عدد من دول القارة الأفريقية، تحت لواء «تنظيم داعش» الإرهابي. أيا كانت الجهة المسؤولة عن أحداث العنف، فالمواطنون النيجيريون هم من يدفعون الثمن.، وخلال الفترة الماضية شهدت البلاد حوادث دامية بدأت بحادث أسفر عن مقتل 12 مصليا واختطاف آخرين في هجوم للعصابات المسلحة في شمال البلاد. ولم تمض أيام قليلة، حتى قُتل مدنيان وأربعة شرطيين برصاص مسلّحين هاجموا دورية للشرطة قرب سوق تجارية بالقرب من الحدود مع النيجر، وفقا لما أعلنته السلطات النيجيرية. وتأتي مثل هذه الحوادث استمرارا لمسلسل العنف الدامي في نيجيريا، ففي الخامس من شهر يوليو (تموز) الماضي، اقتحم أكثر من مائة مسلح سجن كوجي بضواحي العاصمة أبوجا، مستخدمين المتفجرات لتحرير مئات المعتقلين، وبينهم حوالي 70 متطرفاً. ثم يوم 20 يوليو قتل 17 شخصا بينهم 5 شرطيين في هجمات مسلحة شنتها عصابة إجرامية في ولاية كاتسينا (شمال غربي نيجيريا)، ووفقا للمعلومات الرسمية فإن «مجموعة تضم 300 من قطاع الطرق، أغاروا على قرية غاتاكاوا في منطقة كانكارا، وهاجموا مركزا للشرطة». ولم يمر أسبوع واحد حتى قتل 13 شخصا من هواة جمع الخردة المعدنية في مدينة باما، بولاية بورنو (شمال شرق) في انفجار قنبلة من بقايا الصراع الطويل بين الحكومة والجماعات المتطرفة، الذي تسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وتشريد 2.2 مليون آخرين، وفقا للتقديرات الحكومية الرسمية، في حين يقدر عدد ضحايا العنف، جراء هجمات مجموعات قطاع الطرق بأكثر من 2600 مدني عام 2021، بزيادة تتجاوز 250 في المائة مقارنة بعام 2020، كما تسبب قطاع الطرق في تشريد نحو 11500 نيجيري.
تصاعد أحداث العنف اليومية في نيجيريا يرصده مجلس العلاقات الخارجية الأميركي بشكل دوري. ولقد أشار أخيراً إلى أن أعداد الضحايا جراء هذه الأحداث، بصرف النظر عن الجهة المسؤولة (الدولة، بوكو حرام، الجماعات الطائفية، وغيرها) بلغ 93.938 شخصا في الفترة من مايو (أيار) 2011 وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2022، بينهم 18.992 شخصا ضحايا هجمات تنظيم «بوكو حرام»، و22.658 شخصا ضحايا هجمات مشتركة أجهزة الدولة و«بوكو حرام»، إضافة إلى 15.980 شخصا ضحايا أحداث نفذتها أجهزة الأمن، و19.983 شخصا سقطوا في صراعات طائفية. ووفق مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، فإن مستقبل نيجيريا في خطر بسبب تصاعد أعمال العنف اليومية، بما في ذلك عمليات الاختطاف، والهجمات ذات الدوافع الدينية، والاعتداءات من قبل العصابات المسلحة ووحشية الشرطة في حال فشل السلطات في احتواء هذه الفوضى.
ما يذكر أن ارتفاع عدد ضحايا العنف جراء هجمات عصابات «قطاع الطرق» دفع الحكومة النيجيرية الاتحادية في يونيو (حزيران) الماضي إلى «حث السكان على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم»، نتيجة لـ«النقص في تمويل تنفيذ العمليات ضد قطاع الطرق»، ما اعتبره محللون إنذارا بتفجر الأوضاع. إلا أن مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، في تقرير نشرته في يوليو الجاري، علّقت معتبرة «أن وضع السلاح بين أيدي المدنيين سيكون بمثابة دعوة لفوضى شاملة، تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح، وتزيد من ترسيخ الصراع العنيف الذي طال أمده في ولاية زامفارا، والمنطقة الشمالية الغربية بشكل عام».
- صراع قبلي أم نزاع على الموارد
تتمركز عصابات قطاع الطرق في ولايات شمال غربي نيجيريا، وتعتبر ولاية زامفارا «بؤرة الأزمة» حيث يوجد فيها، وفي خمس ولايات شمالية أخرى مجاورة حوالي 30 ألف شخص منتمين لهذه العصابات، التي تُغير على القرى وتمارس أعمال العنف ضد سكانها، وتتسبب في موتهم وتهجيرهم. وبينما تشير «فورين بوليسي» إلى أن هذه العصابات تأتي مدفوعة بالانتهازية الاقتصادية لا الآيديولوجية السياسية، وهو ما يميزها عن الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«داعش غرب أفريقيا»، يربط آخرون هذه العصابات بالنزاع القبلي في نيجيريا. إذ يشير فيلم وثائقي أذاعته هيئة الإذاعة البريطانية الـ(بي بي سي) بنهاية يوليو 2022، عن ولاية زامفارا إلى أن «عصابات قطاع الطرق تنتمي إلى قبائل الفولاني، التي شكّل شبابها عصابات قطاع طرق مسلحة تغير على القرى، وتقتل كل من يعارضها، في المقابل شكل أفراد من قبائل الهاوسا جماعات للحماية والردع تعمل مع القوات الحكومية لرد هجوم العصابات، لينتهي تاريخ طويل من السلام عاشه الشعبان الكبيران (بغالبيتهما المسلمتان) جنبا إلى جنب، حيث كان الهاوسا يعملون في الزراعة، والفولاني في الرعي».
«الصراع القبلي في نيجيريا، هو امتداد للصراع القبلي في عدد من الدول الأفريقية»، بحسب الدكتورة نرمين توفيق، الباحثة في الشؤون الأفريقية، والمنسق العام لمركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، التي أوضحت في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» أن «قبائل الهاوسا تمتد في عدة دول أفريقية، وأعدادها بالملايين. والصراعات القبلية متكررة في عدد كبير من دول القارة، ومنها نيجيريا، وهي صراعات في الغالب على الموارد الطبيعية، وتزداد حدتها في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم... ثم إن مشكلة الشمال تكمن في شعور سكانه الدائم بالتهميش».
ومع أن الأوضاع في نيجيريا ليست على نفس مستوى درجة السوء أو التطور الذي تشهده دول أفريقية أخرى كالسودان والصومال، يوضح السفير صالح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، ونائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه أن «البلاد تعاني من صراع بأبعاد طائفية دينية وقبلية، حيث تنشط فيها الجماعات المتطرفة المرتبطة بـ(داعش)، بالإضافة إلى عصابات قطاع الطرق، وغيرها من الأطراف التي تعبث بالقارة السمراء».
- التركيبة السكانية
يبلغ عدد سكان نيجيريا نحو 206 ملايين نسمة، وفقا لتقديرات عام 2020، وعليه فهي الدولة الأكثر سكانا في أفريقيا، ويقطنها خليط متنوع من الشعوب والقبائل، ويُعد شعب الهاوسا المكوّن الأكبر (ومعظمه من المسلمين)، بنسبة تتجاوز الـ27 في المائة من السكان. يليه شعب اليوروبا (المقسوم مناصفة تقريباً بين المسيحيين والمسلمين) بنحو 25 في المائة، ثم شعب الإيجبو - أو الإيبو - (سواده الأعظم مسيحي)، ثم شعب الفولاني (سواده الأعظم مسلم)، ثم تأتي باقي المكوّنات العرقية واللغوية الأخرى، ويفرض هذا التنوع في الانتماءات القبلية تنوعا في اللغة، واللهجات. ويقول الخبراء إن «سكان نيجيريا يتكلمون ما يقرب من 500 لغة قبائلية وعشائرية مختلفة، وإن كانت اللغة الإنجليزية، ولغات الهاوسا (من اللغات التشادية الأفروآسيوية) واليوروبا والإيجبو والفولاني (الشعوب الثلاثة لغتهم من اللغات النيجر - كونغولية) أهم اللغات السائدة»، أما دينيا فغالبية السكان تدين بالإسلام بنسبة تقترب من 52 في المائة، أما الباقي فموزع بين الطوائف المسيحية المختلفة، مع نسبة ضئيلة جدا لا تتجاوز الواحد في المائة للمعتقدات الأفريقية الأخرى.
هذا المزيج من القبائل والأعراق يصبغ الصراع بملامح طائفية، فشعب الفولاني التي يعمل معظم أفراده في الرعي ويمتد حضوره من شمال نيجيريا حتى السنغال وغينيا غرباً، عانى بعض أبنائه من التهميش (رغم تولي عدد من زعمائهم حكم نيجيريا)، ومصادرة الحكومة الاتحادية لأراضيه، في حين ينتمي غالبية المزارعين للديانة المسيحية، ولذلك شهد الصراع انتهاكات للرموز الدينية للطرفين. وحسب الدكتورة أميرة محمد عبد الحليم، في بحثها المنشور على موقع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عام 2018، شهدت «ولايات وسط وجنوب نيجيريا خلال الفترة من 2010 وحتى 2018 مواجهات دورية بين الرعاة والمزارعين، كانت أكثرها دموية عام 2018».
من ناحية أخرى، يلعب الدين دوراً معقداً في انتشار العنف وتكثيفه في نيجيريا، بحسب إبنزز أوبادار، الباحث في الشؤون الأفريقية بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، الذي يقول في مقال نشره في شهر يونيو الماضي، إن «تنظيم (بوكو حرام) قتل الآلاف منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وشملت الأهداف الكنائس والمساجد والمدارس، ومراكز الشرطة... ويتقاطع الدين في نيجيريا، ويتفاعل ديناميكيا مع الهوية العرقية والمنطقة والطبقة والمهنة، وتزيد النزاعات بين المزارعين والرعاة عبر ولايات شمال وجنوب الحزام الأوسط من تعقيد المشهد»، مضيفاً أن «العنف له دوافع دينية بحتة خاصة موجة القتل بتهمة التجديف».
- التغيّرات المناخية
ولكن يبدو أيضاً أن للمناخ تأثيره على تأجج الصراع في نيجيريا التي تمتلك موارد طبيعية متنوعة على رأسها النفط. وهنا تقول عبد الحليم إن «التغيرات المناخية هي العامل الأكبر وراء الصراع الجاري في الحزام الأوسط في نيجيريا، بمساعدة مجموعة من العوامل الأخرى، المتمثلة في ضعف تكيّف مجتمعات الرعاة مع التغيرات المناخية، وعجز الحكومة النيجيرية عن التعامل مع تأثيرات هذه التغيرات في شمال البلاد، بالإضافة إلى الأزمات المتعلقة بالتهميش والمظالم التاريخية الواقعة على بعض الجماعات». وبالفعل، تزايدت أحداث العنف خلال الفترة الأخيرة مدفوعة بتدهور قدرة الدولة وضعف إنفاذ القانون، لترتفع نسب الاختطاف مقابل طلب فديات، إذ اختطف 1484 شخصا بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) من العام الجاري، بحسب أوبادار، الذي يضيف أنه «إضافة إلى التوترات العرقية والدينية، فإن هجمات الرعاة على المستوطنات الزراعية تأتي مدفوعة بالتصحّر، الذي تفاقم بسبب الجفاف الشديد الناجم عن تغير المناخ، بين عامي 2017 و2020، حين قتل الرعاة 2539 شخصاً في ما يقرب من 654 هجوماً»، لافتا إلى أن «60 في المائة من الأراضي في نيجيريا تواجه خطر التصحر».
هذا، ولعل أشهر حوادث الاختطاف كانت حادثة خطف ما يقرب من 300 فتاة من مدرسة داخلية في منطقة جانغيبي بولاية زامفارا، خلال فبراير (شباط) 2021، وقد أطلق سراحهن فيما بعد، مقابل فدية بحسب الخاطفين وإن لم تعترف الحكومة بدفع الفدية. وتقول الدكتورة نرمين توفيق إن «جماعات قطاع الطرق المسلحة بدأت تنتهج نفس نهج الجماعات المتطرفة مثل (بوكو حرام) في القيام بعمليات خطف مقابل الحصول على فدية». وتشير أيضاً إلى أن «التغيرات المناخية تلعب دورا في تصعيد الصراع في نيجيريا... ورغم أن نيجيريا غنية بالموارد الطبيعية مثل النفط، فإن سكانها يعيشون في ظروف صعبة، نتيجة الفساد السياسي». وللعلم، وفقا لبيانات ساعة الفقر العالمية للعام الجاري، فإن نيجيريا تعتبر «الأولى» في أفريقيا من حيث عدد الفقراء، حيث يعيش أكثر من 70 مليونا من سكانها تحت خط الفقر.
- تحديات أمنية... وصراع سياسي
ووسط التحديات الأمنية التي تواجهها نيجيريا حاليا، من تنظيم «بوكو حرام» المتطرف في الشمال الشرقي، وتزايد العنف بين الرعاة (من الفولاني) والمزارعين (من الهاوسا) على امتداد الحزام الأوسط جنوباً إلى منطقة الشمال الغربي، تشهد نيجيريا حاليا انتشارا لما يسمى بـ«الجماعات الأهلية المسلحة لمكافحة الجريمة»، وهي عبارة عن مجموعات صغيرة من المتطوعين، أنشأتها حكومات الولايات، للمساعدة في حماية المناطق من هجمات المجموعات المسلحة وقطاع الطرق، وهو الأمر الذي ترى مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشرته في أبريل (نيسان) الماضي أنه «يزيد من تفاقم المشاكل في البلاد، ويهدد بمزيد من الصراعات الطائفية».
ومن ناحية أخرى، يربط البعض بين تصاعد أعمال العنف في نيجيريا، وبين الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها العام المقبل. ويقول أوبادار إن «أحداث العنف التي تشهدها البلاد تأتي مدفوعة بعدة عوامل، من بينها احتدام المنافسة السياسية، قبيل الانتخابات المقرر عقدها العام المقبل، حيث تدفع المخاطر السياسية الساسة إلى البحث عن قنوات غير رسمية، لتحقيق أهدافهم ما يؤدي إلى تزايد أعمال العنف». ويتابع «ثلثا النيجيريين يفتقرون إلى الثقة في النظام القضائي، بينما يعتقد 88 في المائة أنه فاسد، بحسب استطلاع رأي أجري عام 2020، وانعدام الثقة في القانون يدفع الناس لتسوية نزاعاتهم بأنفسهم».
ويشرح أوبادار، الذي يرصد اختلاف أنماط العنف في نيجيريا طيلة العقد الماضي، فيقول عبر «تزايد العنف العشوائي، كما هو الحال في جنوب شرق البلاد، بدأ من خلال شرعنة العمليات التي تقوم بها جماعة (IPOB) في بيافرا، لحماية نفسها. ثم بدأت الجماعة بتنفيذ ما يشبه عمليات العنف المجاني للجميع، حتى قررت الحكومة تصنيفها كجماعة إرهابية عام 2017»، وهو يعتبر أن «منح حق الدفاع عن النفس لبعض الجماعات، والموافقة على تسليحها، ربما يكون مبررا لتصاعد العنف، خاصة أن هؤلاء يتفرقون فيما بعد عبر التجمعات المختلفة حاملين معهم أسلحتهم».
ختاماً، إن الصراع في نيجيريا ليس داخليا فحسب، فهناك قوى غربية ربما تساهم في تأجيج الصراع، خاصة في ظل الأزمة الروسية - الأوكرانية، والصراع الروسي - الأميركي على النفوذ في القارة الأفريقية، وحسب السفير حليمة فإن «الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين على السيطرة والنفوذ في القارة الأفريقية، يزيد من دخول الأطراف الداخلية المتنازعة كحلقة في الصراع السياسي، مما ينذر بتفجر الأوضاع».
- تاريخ الصراعات الدينية والعرقية في نيجيريا
> يحفل تاريخ نيجيريا بالصراعات والحروب بين مكوناتها العرقية المختلفة، ولا يكاد يمر يوم دون أنباء عن صراع ديني أو قبلي، في الدولة الأكثر سكانا في أفريقيا.
في عام 1901 أصبحت نيجيريا مستعمرة بريطانية، واستمر الحكم البريطاني حتى عام 1960، حين نالت البلاد استقلالها، في إطار حركات التحرر والاستقلال داخل قارة أفريقيا. وبعد ثلاث سنوات تكوّنت الجمهورية النيجيرية الأولى عام 1963، ولم تستمر الجمهورية طويلا إذ خضعت البلاد للحكم العسكري عام 1966. وفي عام 1967، أعلنت حركة انفصالية من شعب الإيجبو (الإيبو) عن قيام جمهورية بيافرا في جنوب شرقي البلاد، ما تسبب في اندلاع حرب أهلية في البلاد، استمرت 3 سنوات.
بعد الحرب قامت الجمهورية الثانية، التي وضعت دستورا للبلاد عام 1979، لكن الجيش استولى مرة ثانية على السلطة، واستمر في الحكم 10 سنوات، حتى تم إعلان الجمهورية الثالثة عام 1993، وهي الجمهورية التي انتهت بانقلاب قاده الجنرال ساني أباتشا - الذي توفي عام 1998 - ليجري إعلان الجمهورية الرابعة عام 1999.
- حرب بيافرا الأهلية 1967 - 1970
راح ضحية الحرب الأهلية بين الحكومة النيجيرية والقوى الانفصالية من شعب الإيجبو أكثر من مليون شخص، وفقا للتقديرات الرسمية
- أحداث شغب ميتاتسين (1980 - 1985)
تعتبر هذه الأحداث هي أول موجة كبيرة من موجات العنف المرتبط بالدين في شمال نيجيريا، ونشأت حركة «ميتاتسين» من شعب الهاوسا بقيادة محمدو مروة، وتسببت أحداث الشغب في مقتل الآلاف في مختلف الولايات النيجيرية
- أحداث دلتا النيجر
بدأ الصراع منذ تسعينات القرن الماضي على خلفية التوزيع غير العادل للثروة النفطية وتدهور الظروف البيئية، ما أفقد السكان مصدر رزقهم، لتبدأ الأنشطة الإجرامية في دلتا النيجر التي تتضمن الخطف والقرصنة والتخريب والهجمات على المنشآت النفطية، وما زالت الجرائم ترتكب هناك حتى الآن.
- أزمة المزارعين بداية من عام 2000
أدى التضاؤل المتزايد للموارد، وانتشار الأسلحة الصغيرة إلى تأجيج التوترات بين المجتمعات الزراعية والرعاة في نيجيريا، وهو صراع قائم على خلفيات قبلية ودينية، حيث وصفت مجموعة الأزمات الدولية هذا الصراع بأنه «أخطر تحد أمني لنيجيريا».
- «بوكو حرام» 2009... وحتى الآن
بدأت الجماعة المسلمة المتطرفة المسلحة في الظهور والنشاط في شمال نيجيريا عام 2009، وتسببت في مقتل وتشريد الآلاف.


مقالات ذات صلة

المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

العالم المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

كشفت موجة المعلومات المضللة التي تستهدف حاليا لجنة الانتخابات وقضاة المحكمة العليا في نيجيريا، وهما الجهتان المسؤولتان عن الفصل في الانتخابات الرئاسية، عن تشويه سمعة المؤسسات في أكبر بلد في إفريقيا من حيث عدد السكان، وفقا لخبراء. في حين أن الانتخابات في نيجيريا غالبا ما تتميز بشراء الأصوات والعنف، فإن الإخفاقات التقنية والتأخير في إعلان النتائج اللذين تخللا انتخابات 25 فبراير (شباط)، أديا هذه المرة إلى انتشار المعلومات المضللة. وقال كيمي بوساري مدير النشر في منظمة «دوبابا» لتقصّي الحقائق إن تلك «مشكلة كبيرة في نيجيريا... الناس يسخرون من تقصّي الحقائق.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
العالم 8 تلميذات مخطوفات يفلتن من خاطفيهن بنيجيريا

8 تلميذات مخطوفات يفلتن من خاطفيهن بنيجيريا

تمكنت 8 تلميذات خطفن على طريق مدرستهنّ الثانوية في شمال غربي نيجيريا من الإفلات من خاطفيهن بعد أسبوعين، على ما أعلنت السلطات المحلية الأربعاء. وأفاد صامويل أروان مفوض الأمن الداخلي بولاية كادونا، حيث تكثر عمليات الخطف لقاء فدية، بأن التلميذات خطفن في 3 أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (كانو)
الاقتصاد هل تنجح نيجيريا في القضاء على ظاهرة «سرقة النفط»؟

هل تنجح نيجيريا في القضاء على ظاهرة «سرقة النفط»؟

بينما يعاني الاقتصاد النيجيري على كل المستويات، يستمر كذلك في تكبد خسائر تقدر بمليارات الدولارات نتيجة سرقة النفط الخام.

العالم مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا

مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا

يبدو مخيم الحج للوهلة الأولى شبيهاً بسائر مخيمات النازحين في شمال نيجيريا؛ ففيه تنهمك نساء محجبات في الأعمال اليومية في حين يجلس رجال متعطّلون أمام صفوف لا تنتهي من الخيم، لكن الفرق أن سكان المخيم جهاديون سابقون أو أشخاص كانوا تحت سيطرتهم. أقنعت الحكومة العناصر السابقين في تنظيم «بوكو حرام» أو تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا بتسليم أنفسهم لقاء بقائهم أحراراً، على أمل وضع حد لحركة تمرد أوقعت عشرات آلاف القتلى وتسببت بنزوح أكثر من مليوني شخص منذ 2009. غير أن تحقيقاً أجرته وكالة الصحافة الفرنسية كشف عن ثغرات كبرى في آلية فرز المقاتلين واستئصال التطرف التي باشرتها السلطات بعد مقتل الزعيم التاريخي لحرك

«الشرق الأوسط» (مايدوغوري)
العالم «قضية مخدرات» تثير الجدل حول الرئيس النيجيري المنتخب

«قضية مخدرات» تثير الجدل حول الرئيس النيجيري المنتخب

أثارت تغريدات لمنصة إعلامية على موقع «تويتر» جدلاً في نيجيريا بعد أن نشرت أوراق قضية تتعلق باتهامات وُجهت من محكمة أميركية إلى الرئيس المنتخب حديثاً بولا أحمد تينوبو، بـ«الاتجار في المخدرات»، وهو ما اعتبره خبراء «ضمن حملة إعلامية تديرها المعارضة النيجيرية لجذب الانتباه الدولي لادعاءاتها ببطلان الانتخابات»، التي أُجريت في فبراير (شباط) الماضي. والاثنين، نشرت منصة «أوبر فاكتس (UBerFacts»)، التي تعرّف نفسها على أنها «منصة لنشر الحقائق الموثقة»، وتُعرَف بجمهورها الكبير على موقع «تويتر»، الذي يقارب 13.5 مليون متابع، وثائق ذكرت أنها صادرة عن محكمة أميركية (متاحة للجمهور العام) في ولاية شيكاغو، تقول


تطوّر العلاقات السعودية ـ الصينية... شراكة استراتيجية على مختلف الأصعدة

الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)
TT

تطوّر العلاقات السعودية ـ الصينية... شراكة استراتيجية على مختلف الأصعدة

الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)

عقدت أخيراً في الرياض الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية الصينية، وترأس الجانب السعودي نائب وزير الخارجية وليد الخريجي، وترأس الجانب الصيني نظيره نائب الوزير دنغ لي. وبحث الجانبان تطوير العلاقات الثنائية، مع مناقشة المستجدات التي تهم الرياض وبكين. يذكر أن العلاقات السعودية الصينية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، إذ تعززت الشراكة بين البلدين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية. وتعود العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية إلى عام 1990، عندما افتتحت سفارتا البلدين رسمياً في العاصمتين بكين والرياض. مع أن علاقات التعاون والتبادل التجاري بين البلدين بدأت قبل عقود. وعام 1979، وقّع أول اتفاق تجاري بينهما، واضعاً الأساس لعلاقات قوية مستمرة حتى يومنا هذا.

تُعدّ الصين اليوم الشريك التجاري الأكبر للمملكة العربية السعودية، وانعكست العلاقات المتنامية بين البلدين بشكل كبير على التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما؛ إذ أسهمت في وصول حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 100 مليار دولار أميركي في عام 2023. تستورد الصين النفط الخام من السعودية بشكل رئيسي، وتعدّ المملكة أكبر مورد للنفط إلى الصين، إذ تصدر ما يقرب من 1.7 مليون برميل يومياً. ولقد تجاوزت الاستثمارات الصينية في المملكة حاجز الـ55 مليار دولار. وبحسب تقرير لـ«edgemiddleeast»، ضخّت الصين 16.8 مليار دولار في المملكة في 2023 مقابل 1.5 مليار دولار ضختها خلال عام 2022، استناداً إلى بيانات بنك الإمارات دبي الوطني، وهي تغطي مشاريع في البنية التحتية والطاقة والصناعات البتروكيماوية. وفي المقابل، استثمرت المملكة في عدد من المشاريع داخل الصين، منها الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والنقل. واستضافت الرياض أيضاً في شهر يونيو (حزيران) من هذا العام «مؤتمر الأعمال العربي الصيني» الذي استقطب أكثر من 3600 مشارك. وبعد أسبوعين فقط، أرسلت السعودية وفداً كبيراً بقيادة وزير الاقتصاد السعودي إلى مؤتمر «دافوس الصيفي» في الصين. وبالإضافة إلى هذا الزخم الحاصل، دعت الصين المملكة العربية السعودية كضيف شرف إلى «معرض لانتشو الصيني للاستثمار والتجارة» الذي أقيم من 7 إلى 10 يوليو (تموز) من هذا العام. وكانت وزارة الاستثمار السعودية حثّت الشركات على المشاركة بفاعلية في المعرض، والجناح السعودي المعنون «استثمر في السعودية». كذلك وقّعت السعودية والصين اتفاقيات متعددة لتعزيز التعاون في قطاع الطاقة، بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة. وتسعى المملكة لتحقيق «رؤية 2030» التي تهدف إلى تقليص الاعتماد على النفط وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، في حين تسعى الصين إلى تأمين إمدادات الطاقة اللازمة لتنميتها الاقتصادية. وبالفعل، جرى أخيراً توقيع اتفاقية بين شركة «تي سي إل تشونغ هوان» لتكنولوجيا الطاقة المتجددة الصينية، وشركة توطين للطاقة المتجددة، وشركة «رؤية للصناعة» السعوديتين، لتأسيس شركة باستثمار مشترك، من شأنها دفع توطين إنتاج الرقائق الكهروضوئية في المملكة العربية السعودية. ووفقاً للاتفاقية، يبلغ إجمالي حجم الاستثمار في المشروع المشترك نحو 2.08 مليار دولار. التعاون السياسي والدبلوماسي تتعاون المملكة والصين على مستوى عالٍ في القضايا الدولية والإقليمية. وتستند العلاقات السياسية بين البلدين إلى احترام السيادة الوطنية والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية. كذلك تتبادل الدولتان الدعم في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، ولقد لعبت الصين دوراً محوَرياً في الوساطة بين السعودية وإيران، ما أدى إلى تحقيق نوع من التوافق بين البلدين، أسهم في توطيد الاستقرار، وقلّل من حدة التوترات، وعزّز من الأمن الإقليمي. الزيارات الرسمية والقمم المعروف أنه في مارس (آذار) 2017، قام الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة رسمية للصين حيث التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ. وخلال الزيارة، وُقّعت 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم، تضمنت التعاون في مجالات الطاقة والاستثمارات والعلوم والتكنولوجيا. وفي وقت سابق، كان خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز قد زار الصين رسمياً عام 2006، كانت تلك الزيارة بمثابة نقطة تحوّل في تعزيز العلاقات الثنائية، وشملت مباحثات مع القيادة الصينية وشهدت توقيع اتفاقيات عدة في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار. كما زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الصين في فبراير (شباط) 2019 كجزء من جولته الآسيوية. خلال هذه الزيارة، وقّعت 35 اتفاقية تعاون بين البلدين بقيمة تجاوزت 28 مليار دولار، وشملت مجالات النفط والطاقة المتجددة والبتروكيماويات والنقل. بعدها، في ديسمبر (كانون الأول) 2022، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة تاريخية إلى الرياض، حيث شارك في «قمة الرياض»، التي جمعت قادة دول مجلس التعاون الخليجي والصين. وتركّزت هذه القمة على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والأمنية بين الجانبين، وخلالها وقّع العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا. من الزيارات البارزة الأخرى، زيارة وزير الخارجية الصيني إلى السعودية في مارس (آذار) 2021، حيث نوقش التعاون في مكافحة جائحة «كوفيد 19» وتعزيز العلاقات الاقتصادية،