9 عادات يومية تمنحك حياة أكثر صحة وسعادة

ضعف صحة الفم يزيد خطر الإصابة بالخرف وغيره من المشكلات الصحية (أ.ف.ب)
ضعف صحة الفم يزيد خطر الإصابة بالخرف وغيره من المشكلات الصحية (أ.ف.ب)
TT

9 عادات يومية تمنحك حياة أكثر صحة وسعادة

ضعف صحة الفم يزيد خطر الإصابة بالخرف وغيره من المشكلات الصحية (أ.ف.ب)
ضعف صحة الفم يزيد خطر الإصابة بالخرف وغيره من المشكلات الصحية (أ.ف.ب)

يكافح كثر في حياتهم اليومية في مواجهة الأمراض ومنغصات الحياة، التي تؤثر سلباً على صحتهم العقلية والنفسية والجسدية، وتقصر أعمارهم.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية، بعض العادات اليومية التي ينصح الخبراء بممارستها ودمجها في روتيننا اليومي من أجل الاستمتاع بحياة أكثر صحة وسعادة.
وهذه العادات هي:
* ابدأ يومك بالخروج إلى الشمس:
تنصح خبيرة الصحة الدكتورة راشيل تايلور الأشخاص بالحصول على 8 - 10 دقائق من ضوء الشمس الطبيعي بعد الاستيقاظ مباشرة، عن طريق تناول كوب من الشاي أو القهوة في الخارج.
ولفتت إلى أن هذا الأمر يزيد من إفراز الدماغ للسيروتونين، وهو الناقل العصبي الذي يساعد في تنظيم الحالة المزاجية للأشخاص ومستويات الطاقة بأجسامهم.
علاوة على ذلك، كلما زادت كمية السيروتونين بالجسم، زادت مستويات هرمون الميلاتونين الذي يصنعه الدماغ، والذي يساعد على النوم ويمنع الأكسدة والالتهابات بالجسم.
ويمكن أن يكون لهذه الجرعة المبكرة من ضوء الشمس أيضاً فوائد إضافية لفقدان الوزن، فقد وجدت دراسة من جامعة ألبرتا أن عدم التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى زيادة الدهونى في الجسم.
* تناول البيض والخضراوات في وجبة الفطور:
تقول اختصاصية التغذية غريس كينغزويل: «إذا بدأت يومك بمصدر جيد للبروتين، وبعض الخضراوات، فسوف توازن هرموناتك ومستويات السكر في دمك، وتحافظ على مستويات الطاقة لديك، وحالتك المزاجية وتدعم طريقة استجابتك للتوتر». وتضيف: «بالإضافة إلى ذلك، ستزيد هذه الوجبة شعورك بالشبع وبالتالي تساعدك في الحفاظ على وزن صحي».
* احرص على غسل أسنانك جيداً:
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة أن ضعف صحة الفم يزيد خطر الإصابة بالخرف.
وتقول الدكتورة رينا واديا، طبيبة الأسنان ومؤسسة عيادة أمراض اللثة RW Perio: «غسل أسنانك وتنظيفها جيداً أمر ضروري للغاية. فأمراض الفم واللثة قد تسبب أمراضاً ومشكلات صحية بالجسم كله لأنها تزيد مستويات الالتهابات بالدم».
* مارس تمارين التوازن السريعة:
توصي مدربة اللياقة البدنية زانا موريس بممارسة تمارين توازن سريعة يومياً عن طريق الوقوف على ساق واحدة وإرجاع الأخرى للخلف أثناء غسل الوجه أو الأسنان على سبيل المثال.
وبالإضافة إلى زيادة قوة الساق، سيؤدي ذلك إلى تحسين توازن الجسم، ويقلل احتمالات السقوط في الكبر، مما قد يطيل العمر، وفقاً لموريس.
*حاول أن تمارس بعض تمارين التأمل يومياً:
أظهرت العديد من الأبحاث أن تمارين التأمل لها فوائد قوية لا تعد ولا تحصى.
فقد أفاد علماء الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو مؤخراً أن التأمل الواعي يمكن أن يكون فعالاً في تخفيف الآلام مثل الأدوية.
وفي دراسة حديثة أخرى نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry، وجد الباحثون أن هذه التمارين كانت فعالة مثل استخدام الأدوية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق.
حتى بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من مشكلات صحية خطيرة، فإن التأمل اليومي لمدة 13 دقيقة يحسن المزاج والنوم والذاكرة، وفقاً لباحثين في جامعة جونز هوبكنز.
* تحرك بعد الانتهاء من وجباتك:
يمكن أن يؤدي المشي السريع بعد تناول الوجبات إلى تقليل مستويات السكر في الدم بشكل كبير، وخفض تخزين الدهون بالجسم، وفقاً لجيسي إنشاوسبي، عالمة الكيمياء الحيوية.
ووفقاً لدراسة أجريت عام 2022 في مجلة Sports Medicine، فإن المشي لمدة تتراوح من دقيقتين إلى خمس دقائق فقط بعد الوجبة يمكن أن يفي بالغرض.
* تنفس من أنفك:
تقول مدربة اللياقة الدنية لولو آدامز: «تحقق مما إذا كنت تتنفس من خلال أنفك وليس من فمك». وتضيف: «يكمن سحر التنفس الأنفي في حقيقة أن عملية التنفس من خلال أنفنا تفرز أكسيد النيتريك، وهو جزيء طبيعي يعمل على توسيع الأوعية الدموية، مما يعني أنه يساعد على تحسين الدورة الدموية».
تضيف آدامز: «تساعد الدورة الدموية الأفضل على خفض ضغط الدم، وتقوية جهاز المناعة، وزيادة وظائف الدماغ، وتحسين أداء التمارين، من بين أمور أخرى».
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف علماء كوريون مؤخراً أن التنفس من خلال الأنف يساعد في تحسين الوظيفة الإدراكية.
* احرص على الكتابة والتدوين:
وجدت الدراسات أن الكتابة وتدوين المذكرات اليومية يمكن أن يؤدي إلى نوم أفضل، ونظام مناعي أقوى، والمزيد من الثقة بالنفس، ومعدل ذكاء أعلى.
ويقول الطبيب النفسي تيمور أتيغيتشي: «يعد وضع القلم على الورق طريقة رائعة للابتعاد عن العالم الرقمي الافتراضي والانفصال عن كل المشتتات والآراء والأخبار السلبية عبر الإنترنت». ويضيف: «إن تخصيص بضع دقائق فقط لكتابة مذكراتك أو يومياتك هو وسيلة رائعة لتحسين مزاجك وصحتك النفسية والجسدية».
* مارس تمارين التمدد أثناء العمل:
ينصح الخبراء بممارسة تمارين التمدد بين الحين والآخر أثناء العمل لما لذلك من فوائد صحية كبيرة للجسم.
ووفقا لنانسي رودجرز، خبيرة العلاج الغذائي الوظيفي الأميركية، تساعد تمارين التمدد في الحفاظ على تدفق الدم بالجسم وتمنح الأشخاص دفعة من الطاقة، وتحافظ على مرونة العضلات وقوتها، مما يساعد بدوره في الحفاظ على الصحة بشكل عام.
ومن أشهر تمارين التمدد التي يمكن ممارستها أثناء العمل:
- تمرين تمدد الظهر:
ويتم عن طريق الاستلقاء على الظهر، ثم ثني الساقين ورفع الركبتين إلى الصدر باستخدام اليدين، ثم أخذ نفس عميق من الأنف وإطلاقه من الفم. ويكرر هذا التمرين 15 مرة.
- تمرين تمدد الذراعين:
مدّ ذراعك الأيمن أمام صدرك، ثم قم بثني ذراعك الأيسر عليه مع الضغط بشدة، وذلك لمدة دقيقة واحدة، ثم كرر الخطوة في الذراع الأخرى. ويكرر هذا التمرين 5 مرات.
- تمرين تمدد الرقبة:
قم بإنزال رأسك تجاه صدرك إلى أن تشعر بتمدد بالجزء الخلفي من رقبتك ثم أمل رأسك إلى اليسار، واتركها مائلة لمدة دقيقة قبل إمالتها لليمين وتركها لمدة دقيقة أيضاً. ويكرر هذا التمرين من 3 إلى 5 مرات.


مقالات ذات صلة

ما الذي يحدث لضغط الدم عندما تأكل المخلّل كل يوم؟

صحتك يزعم خبراء الصحة أن تناول المخللات قبل وجبة غنية بالكربوهيدرات يمكن أن يساعد في منع ارتفاع سكر الدم (بيكسباي)

ما الذي يحدث لضغط الدم عندما تأكل المخلّل كل يوم؟

المخلل هو وجبة خفيفة شائعة تُصنع من الخيار المحفوظ في محلول مملح أو خل. وبينما يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية المحتملة، فإنه غني بالصوديوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

في مطلع شهر ديسمبر من كل عام، يتجدد الاهتمام العالمي بمرضٍ لم يعد مجرد قضية طبية، بل أصبح مرآة تعكس تطور العلم، وهو مرض متلازمة نقص المناعة المكتسب (AIDS)

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك «رُهاب المستشفيات» له تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة

«رُهاب المستشفيات» له تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة

لا تتوفر إحصائيات عالمية محددة لمدى انتشار حالات الخوف من المستشفيات Hospitals Fears، لكن الكثير منا يذكر أشخاصاً عدة مروا في حياتهم ولديهم هذه المشكلة.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك  يوفر كل من التفاح والبرتقال معادن مهمّة مثل البوتاسيوم والفولات ومركبات نباتية مضادة للأكسدة تدعم صحة القلب وتقلل الالتهابات (بيكسباي)

التفاح والبرتقال: أيهما أغنى بفيتامين «سي» والألياف؟

يقدّم التفاح والبرتقال فوائد غذائية مهمّة لكنّ البرتقال يتفوّق بوضوح في محتواه من فيتامين «سي» فيما يتفوّق التفاح من حيث الألياف الغذائية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أسلوب التربية الحازم... الأفضل في حماية الصحة النفسية للمراهقين

أسلوب التربية الحازم... الأفضل في حماية الصحة النفسية للمراهقين

الأساليب المختلفة للتربية تلعب دوراً مهماً في التأثير سلباً أو إيجاباً على الصحة النفسية للمراهقين.

د. هاني رمزي عوض (له تأثير إيجابي )

مصر: تصريحات نقيب الفلاحين عن فوائد «دود المش» تخطف الاهتمام

زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
TT

مصر: تصريحات نقيب الفلاحين عن فوائد «دود المش» تخطف الاهتمام

زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)

خطفت تصريحات صحافية لنقيب الفلاحين بمصر، الاهتمامَ، بعد حديثه عن الفوائد الموجودة بـ«دود المش»، ووصفه له بأنه بروتين لا ضرر منه، في سياق حديثه عن الدود الذي يُصاب به محصول الطماطم، مشبهاً هذا بذاك.

وتصدر اسم «نقيب الفلاحين» حسين أبو صدام «الترند » على موقع «إكس» في مصر، الجمعة، وأبرزت الكثير من المواقع، إضافة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات له قال فيها إن الدود الذي قد يظهر في بعض الأحيان بثمار الطماطم لا يشكل أي خطر على صحة المواطنين، تعليقاً على ما انتشر من أخبار حول تعرض كميات من محصول الطماطم للتسوس.

وتصل أسعار الطماطم في مصر إلى 10 جنيهات للكيلو (الدولار يساوي 47.6 جنيه مصري)، وتتراوح في بعض الأسواق من 6 إلى 12 جنيهاً، وفق ما نُشر بموقع لسوق العبور (شرق القاهرة).

ووصف حسين أبو صدام الآفة التي يتعرض لها محصول الطماطم بأنها «يرقات حشرات غير مضرة بصحة الإنسان»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هذه اليرقات لا تضر الإنسان وإنما تضر المحصول وتقلل إنتاجية الطماطم وطبعاً تشوه الثمار، وهو أمر يؤدي إلى تراجع أسعار المحصول، بالتالي يجب مكافحتها بالمبيدات ولكن إذا تناول الإنسان هذه اليرقات المسماة (التوتا أبسلوتا) المعروفة بحفار الطماطم فهي لا تضر صحته»، وأضاف أن «بعض هذه اليرقات يعد بمثابة بروتين بالنسبة للإنسان وفي دول أخرى يتم تناولها بشكل طبيعي، كم نتناول نحن المش بالدود ولا نصاب بسوء بل بالعكس هذا الدود يرتقي لمنزلة البروتينات».

وتزرع مصر نحو 500 ألف فدان من الطماطم سنوياً، بمعدل يزيد على 6 ملايين طن سنوياً، ويتراوح سعرها بين فترة وأخرى بين الارتفاع والانخفاض، فتصل أحياناً إلى 5 جنيهات (الدولار يساوي 47.6 جنيهات) وهو السعر الأدنى وفي بعض المواسم تصل إلى 20 جنيهاً، وفق تصريحات متلفزة لنقيب الفلاحين.

ووصف مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي تصريحات نقيب الفلاحين بأنها «غريبة»، وعدّ البعض هذا الوصف غير مقبول، خصوصاً أن «التوتا أبسلوتا»، كما قال، تقلل الإنتاج وتؤثر سلباً على جودة الثمار، وإن كان النقيب يستهدف طمأنة الجمهور فربما لم يفعل ذلك بالطريقة المناسبة.

ندوات إرشادية بخصوص مقاومة الآفات وزيادة إنتاجية المحاصيل (وزارة الزراعة المصرية)

ويرى الدكتور خالد عياد، الخبير بمركز البحوث الزراعية، أن «الدود أو اليرقات الموجودة في الطماطم تختلف عن اليرقات الموجودة في المش، فيرقات الطماطم قد تكون (توتا أبسلوتا) تسبب ثقوباً للثمرات»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو الإنسان تناول هذه اليرقات فلا يتعرض لمشكلة صحية، وهذه تختلف تماماً عن يرقات المش، فدود المش هو يرقات لبيض الذباب، تتطور حتى تصبح عذارى»، وأشار إلى أن «الذباب المنزلي خطر لأنه يحمل العديد من الملوثات، ووصفه بالبروتين قد يكون صحيحاً لكنَّ اليرقة تكون محملة بالباثوزين والمسببات المرضية والبيكتريا، فهذه الأسباب مع التراكم تؤذي الصحة، وإن كان الفلاحون يتركون بلاص المش بالعام والعامين فيتكون به فطريات وبيكتريا، تفرز سموماً تسمى (الميكرودوكس) قد تصيب الإنسان بأمراض».

وكشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن نجاح لجنة مبيدات الآفات الزراعية، في تدريب وتأهيل 345 كادراً في مختلف التخصصات المتعلقة بمكافحة الآفات وتداول المبيدات، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك في إطار خطة الدولة للارتقاء بمنظومة الاستخدام الآمن للمبيدات، وفق بيان لها.


إنتاج وقود مبتكر للطائرات من مخلّفات الطماطم

المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
TT

إنتاج وقود مبتكر للطائرات من مخلّفات الطماطم

المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)

أعلن تحالف بحثي أوروبي، تقوده جامعة غراتس للتكنولوجيا في النمسا، عن مسار مبتكر لإنتاج وقود طيران مستدام من مخلفات إنتاج ومعالجة الطماطم.

وأوضح الباحثون أن هذه الخطوة تُعد واعدة لتقليل انبعاثات الكربون في أحد أكثر القطاعات صعوبة في التحول إلى الطاقة النظيفة، وفق النتائج المنشورة، الخميس، على موقع جامعة غراتس للتكنولوجيا.

وتُعد الطماطم ثاني أكثر الخضراوات استهلاكاً في العالم بعد البطاطس، في حين يحتل الاتحاد الأوروبي المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجها، بإجمالي حصاد يبلغ نحو 17 مليون طن سنوياً. إلا أن هذا الإنتاج يخلّف كميات ضخمة من الكتلة الحيوية المتبقية، غالباً ما يتم حرقها أو التخلص منها بتكاليف مرتفعة.

ويحمل المشروع البحثي اسم (ToFuel)، ويسعى إلى تطوير مفهوم مبتكر لمصفاة حيوية متكاملة تستغل مخلفات الطماطم، مثل الأوراق والسيقان والبذور والقشور والثمار غير الناضجة أو التالفة، لإنتاج وقود طيران مستدام، إلى جانب أسمدة وأعلاف حيوانية وزيوت غذائية. ويهدف فريق البحث لبناء عملية خالية من النفايات ومحايدة مناخياً، مع ضمان جدواها الاقتصادية.

ويعتمد المشروع على تقنيتين رئيسيتين لمعالجة الكتلة الحيوية. الأولى تركز على معالجة المخلفات بالحرارة والضغط ثم تُفكك خلاياها بشكل مفاجئ، ما يجعلها مناسبة لعمليات التخمر التي تُنتج دهوناً (ليبيدات) تُحوَّل لاحقاً إلى وقود طيران. أما التقنية الثانية فتحوّل الكتلة الحيوية تحت ضغط وحرارة مرتفعين إلى زيت حيوي وفحم حيوي.

وقبل تحويل الزيت الحيوي إلى وقود، تتم تنقيته من الشوائب؛ خصوصاً المركبات المحتوية على النيتروجين، لضمان جودة الوقود النهائي. وتشارك في تطوير هذه العمليات مؤسسات بحثية من البرتغال وكرواتيا والنمسا في تعاون وثيق. ثم تُحوَّل الدهون والزيوت الحيوية باستخدام تقنية مبتكرة ومعتمدة عالمياً لإنتاج وقود الطيران المستدام.

وأكدت مديرة المشروع، مارلين كينبرغر، أن الهدف لا يقتصر على الابتكار العلمي، بل يشمل تحقيق جدوى اقتصادية حقيقية، مشيرة إلى أن وقود الطيران المستدام «يجب أن يكون منافساً من حيث التكلفة ليتم اعتماده على نطاق واسع». كما أظهرت التحليلات البيئية أن العملية المقترحة تقترب من مفهوم «صفر نفايات»، مع إمكانية تحقيق حياد مناخي.

وينطلق المشروع رسمياً في 1 يناير (كانون الثاني) 2026، بمشاركة 11 شريكاً من 7 دول أوروبية، من بينها جامعات ومراكز بحثية مرموقة مثل جامعة زغرب، وجامعة فيينا للتكنولوجيا، وجامعة لابينرانتا الفنلندية، ومعهد فراونهوفر الألماني. كما يشارك شركاء صناعيون لتوفير مخلفات الطماطم وخبراتهم الصناعية.

ويبلغ إجمالي ميزانية المشروع 3.5 مليون يورو على مدى 4 سنوات، يحصل من بينها منسق المشروع، جامعة غراتس للتكنولوجيا، على مليون يورو. كما يشمل المشروع تدريب طلاب دكتوراه وماجستير وبكالوريوس، إلى جانب إعداد استراتيجية شاملة للتسويق والنشر العلمي.

ويعتبر الباحثون أن المشروع يمثل خطوة عملية نحو تحويل النفايات الزراعية إلى مصدر طاقة نظيف، مع خلق فرص اقتصادية جديدة لصناعة الأغذية ودعم التحول الأخضر في قطاع الطيران الأوروبي.


«فلسطيني على الطريق»... رحلة شخصية تتحول إلى فيلم عن مأساة متجددة

واجه التصوير صعوبات عدة (الشركة المنتجة)
واجه التصوير صعوبات عدة (الشركة المنتجة)
TT

«فلسطيني على الطريق»... رحلة شخصية تتحول إلى فيلم عن مأساة متجددة

واجه التصوير صعوبات عدة (الشركة المنتجة)
واجه التصوير صعوبات عدة (الشركة المنتجة)

لا يقدم فيلم «فلسطيني على الطريق» عملاً وثائقياً تقليدياً عن مكان أو مسار، بل ينطلق من تجربة إنسانية تمثلت في لحظة فقدٍ قاسية، لتتحول تدريجياً إلى رحلة بصرية عن الفلسطيني المعاصر، وحركته المقيدة داخل جغرافيته، وعلاقته بالذاكرة والمكان.

يبدأ الفيلم من موقف شخصي للمخرج إسماعيل الهباش، لكنه لا يبقى حبيس الموقف، بل ينفتح على واقع جماعي يفرض نفسه مع كل خطوة على الطريق، ليوثق واقعاً صعباً يعيشه الفلسطينيون داخل أراضيهم المحتلة. الفيلم حصد جائزة «المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب» مناصفة ضمن فعاليات الدورة 16 من «مهرجان كرامة... سينما الإنسان» بالأردن، التي عقدت في الفترة من 9 إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

يقول الهباش لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم وُلدت من ظرف شخصي شديد الصعوبة، حين فقد زوجته بعد رحلة علاج شاقة، وهي تجربة تركت أثراً عميقاً عليه نفسياً وإنسانياً، ومع غياب أي إمكانية حقيقية للتعافي السريع، بدأ البحث عن وسيلة لفهم ما حدث، وعن مساحة للتفكير والمواجهة الهادئة مع الفقد، من هنا، جاءت فكرة الرحلة، لا باعتبارها هروباً، بل كفعل مواجهة وتأمل.

اختار المخرج أن تكون الرحلة داخل فلسطين، عبر مسار يمر بعدد من المدن والبلدات والقرى والمخيمات، «في محاولة لاختبار معنى الحركة داخل وطن مجزأ، تحكمه الحواجز والقيود، لم يكن الهدف توثيق الطريق بقدر ما كان اختبار ما يفرضه هذا الطريق من أسئلة عن الخسارة، والانقطاع، واستمرار الحياة رغم كل شيء»، كما يقول.

يظهر إسماعيل الهباش بنفسه في الفيلم، لا بوصفه بطلاً، بل شاهداً على التجربة. حضوره أمام الكاميرا جزء من صدق العمل، ومحاولة لكسر المسافة بين المخرج وموضوعه، فالفيلم، كما يوضح، لم يُصنع من موقع المراقبة، بل من داخل التجربة نفسها.

الهباش حاملاً الجائزة في الأردن (مهرجان كرامة)

وعن التحديات التي واجهها خلال التصوير، يشير الهباش إلى أن العمل داخل فلسطين يظل محفوفاً بالصعوبات، سواء على المستوى اللوجيستي أو الأمني، فالحواجز الإسرائيلية شكّلت عائقاً دائماً أمام حركة الفريق، وكانت هناك مناطق لا يمكن دخولها إلا بتصاريح خاصة، ولم يكن الحصول عليها أمراً سهلاً، في بعض الحالات، اضطر الفريق إلى الوصول إلى أماكن معينة من دون تصاريح، وهو ما جعل التصوير محفوفاً بالمخاطر.

ويضيف أن «المشروع كان من المفترض أن يُنفذ بمشاركة فريق أجنبي، لكن التدخلات الرسمية حالت دون استمرارهم للخوف على سلامتهم». هذه الظروف، حسب الهباش، «ليست استثناءً، بل تُعد جزءاً من واقع الفيلم الفلسطيني المصنوع في الداخل، حيث تؤثر القيود السياسية والأمنية بشكل مباشر على الميزانيات، وعلى حجم الفرق، وعلى آليات الإنتاج».

يُقارن الهباش بين الأفلام الفلسطينية التي تُنتج داخل فلسطين، وتلك التي تُنجز بتمويل خارجي أو في المنفى، مشيراً إلى أن اختلاف الظروف ينعكس بالضرورة على الإمكانيات؛ «فالفيلم المحلي يظل أكثر هشاشة من حيث الموارد، لكنه في الوقت نفسه أكثر التصاقاً بالواقع اليومي»، على حد تعبيره.

قدم المخرج توثيق معاناة يعيشها الفلسطينيون (الشركة المنتجة)

استغرق إنجاز الفيلم قرابة عامين ونصف العام، بدءاً من بلورة الفكرة وكتابتها، مروراً بالبحث عن التمويل، وصولاً إلى مرحلة التصوير، وخلال هذه الفترة، صُوّر نحو أربعين ساعة من المواد، خلال ما يقارب عشرين يوم تصوير.

ويشير الهباش إلى أن أصعب مراحل التصوير كانت داخل القدس، «حيث تكررت محاولات الحصول على تصاريح من دون جدوى، واضطر الفريق إلى تغيير خطط ومواعيد أكثر من مرة، كما أن الحركة داخل المدينة كانت مراقبة باستمرار، مما جعل التصوير مهمة معقدة، سواء من حيث السلامة أو من حيث حرية العمل، إضافة إلى ذلك، شكّلت زيارة بعض البيوت الفلسطينية التي يسكنها إسرائيليون حالياً خطراً حقيقياً؛ إذ كانت ردود الفعل في بعض الأحيان عدائية، وهو ما فرض حذراً دائماً أثناء التصوير»، كما يقول.

الفيلم الذي بدأ رحلته من مهرجان «القاهرة السينمائي» في دورته الماضية ووصل إلى الأردن يأمل مخرجه في مشاركته بعدد أكبر من المهرجانات السينمائية خلال الفترة المقبلة بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.