رواية سويدية تدين الإرث العنصري في جنوب أفريقيا

{جريمة الذئب الوحيد} للكاتب هينينغ مانكل

رواية سويدية تدين الإرث العنصري في جنوب أفريقيا
TT

رواية سويدية تدين الإرث العنصري في جنوب أفريقيا

رواية سويدية تدين الإرث العنصري في جنوب أفريقيا

تدور أحداث رواية «جريمة الذئب الوحيد» للكاتب السويدي هينينغ مانكل عام 1992 في أواخر عهد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، في الوقت نفسه الذي يحقق فيه كبير المفتشين كيرت فالاندر في جريمة شنق ربة منزل في مدينة يستاد. الرواية صدرت عن دار «العربي» بالقاهرة، ترجمة نهى مصطفى، وهي تنتمي إلى أدب الجريمة والتشويق حيث تبدو الحادثة للوهلة الأولى جريمة قتل عادية رغم عدم وجود مشتبه به واضح، لكن سرعان ما يتضح أن هناك من كان يطارد الضحية وتمسك به الشرطة سريعاً ليكتشفوا أن ما يبدو جريمة قتل عابرة هو في الواقع أمر أكثر عمقاً وغموضاً، وأن القضية لها جذور أعمق في تاريخ الأحداث الجارية بجنوب أفريقيا آنذاك في ظل وجود أقلية بيضاء تمارس الاضطهاد بحق الأغلبية السمراء.
وهينينغ مانكل هو كاتب سويدي ولد عام 1948 في ستوكهلم وتوفي في أكتوبر (تشرين الأول) 2015. اشتهر برواياته في أدب الجريمة وأحب متابعوه سلسلة «كبير المفتشين» (كيرت فالاندر) في قسم شرطة يستاد على وجه الخصوص. تحمل رواياته حساً قوياً بالمكان، فدائماً ما يكون مظلماً يعكس ما يعنيه أن تكون أسود البشرة في عالم قاسٍ مشبعٍ بروح العنصرية والاضطهاد.
نشأ «في قرية صغيرة بوسط السويد حيث عمل والده قاضياً وهجرتهم أمه وهو طفل صغير فرباه والده مع أخته. عندما أصبح في السادسة عشرة من عمره عمل على سفينة شحن لعامين وعندما عاد إلى استوكهلم بعد أن قضى فترة كبيرة في باريس بدأ الكتابة بجدية محاولاً مع المسرح أولاً قبل أن يكتب روايته الأولى «محطم الأحجار» التي صدرت عام 1973 وعام 1974 صدرت روايته الثانية «رسام الرمال».
صدرت أولى روايات «سلسلة فالاندر» بعنوان «قاتل بلا وجه» عام 1991. ومن حينها أصبح يكتب رواية جديدة كل عام تقريباً ضمن تلك السلسلة. ورغم إصداراته الأخرى، فإن معجبيه مهووسون بكبير المفتشين «كيرت فالاندر» مع أنه ليس جذاباً بشكل خاص، فهو مطلق ووحيد ولديه عادات أكل سيئة وهيئة متشائمة تماماً. وقد ترجمت أعمال تلك السلسلة إلى لغات كثيرة كما تم تحويل العديد منها إلى أعمال تلفزيونية بالسويدية والإنجليزية.
ووسط كل الشهرة التي أحاطت بسلسلة أدب الجريمة، استمر «مانكل» في كتاب روايات أخرى من ضمنها «حذاء إيطالي» عام 2006 و«بعد الحريق» عام 2015 وهي روايته الأخيرة. عاش سنوات طويلة في أفريقيا، وعمل مديراً لمسرح أفينيدا في موزمبيق، كما عمل متطوعاً لعدة أعوام في مكافحة مرض الإيدز في بلدان القارة السمراء، كما تبرع بالمال لعدة منظمات غير حكومية هناك.
ومن أجواء الروية:
«عندما وصل المحقق كيرت فالاندر إلى مركز الشرطة في يستاد صباح الاثنين 27 أبريل (نيسان)، كان غاضباً لا يستطع تذكر آخر مرة كان فيها بمثل هذا المزاج السيئ، حتى أن غضبه ترك علامة على وجهه، حيث جرح خده أثناء الحلاقة. تمتم مجيباً الزملاء الذين قالوا صباح الخير عندما وصل إلى مكتبه. أغلق الباب خلفه ورفع سماعة التليفون من مكانها وجلس محدقاً إلى النافذة. كان يبلغ من العمر 44 عاماً ويعتبر شرطياً ماهراً ومثابراً وذكياً في بعض الأحيان، ومع ذلك في هذا الصباح شعر بالضيق وسوء المزاج بشكل متزايد، كان أمس أحد تلك الأيام التي يفضل أن ينسى كل شيء عنها. كان أحد الأسباب هو والده الذي يعيش بمفرده في منزل خارج بلدة لودروب».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
TT

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة»، حيث تصدر الفيلم شباك التذاكر بعد اليوم الثامن لعرضه في مصر، محققاً إيرادات تقارب الـ45 مليون جنيه (الدولار يساوي 50.78 جنيه مصري).

وينافس «الحريفة 2» على إيرادات شباك التذاكر بجانب 7 أفلام تعرض حالياً في السينمات، هي: «الهوى سلطان»، و«مين يصدق»، و«اللعب مع العيال»، و«وداعاً حمدي»، و«المخفي»، و«الفستان الأبيض»، و«ولاد رزق 3» والأخير تم طرحه قبل 6 أشهر.

وأزاح فيلم «الحريفة 2» الذي تقوم ببطولته مجموعة من الشباب، فيلم «الهوى سلطان»، الذي يعدّ أول بطولة مطلقة للفنانة المصرية منة شلبي في السينما، وكان يتصدر إيرادات شباك التذاكر منذ بداية عرضه مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويعد الجزء الثاني من الفيلم «الحريفة» هو التجربة الإخراجية الأولى للمونتير المصري كريم سعد، ومن تأليف إياد صالح، وبطولة نور النبوي، وأحمد بحر الشهير بـ«كزبرة»، ونور إيهاب، وأحمد غزي، وخالد الذهبي، كما يشهد الفيلم ظهور مشاهير عدة خلال الأحداث بشخصياتهم الحقيقية أو «ضيوف شرف» من بينهم آسر ياسين، وأحمد فهمي.

لقطة من فيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي اجتماعي شبابي، حول المنافسة في مسابقات خاصة بكرة القدم، كما يسلط الضوء على العلاقات المتشابكة بين أبطال العمل من الشباب.

الناقدة الفنية المصرية مها متبولي ترجع سبب تصدر فيلم «الحريفة 2» لإيرادات شباك التذاكر إلى أن «أحداثه تدور في إطار كوميدي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الشباب الذين يشكلون الفئة الكبرى من جمهور السينما في حاجة لهذه الجرعة المكثفة من الكوميديا».

كما أكدت متبولي أن «سر الإقبال على (الحريفة 2) يعود أيضاً لتقديمه حكاية من حكايات عالم كرة القدم المحبب لدى الكثيرين»، لافتة إلى أن «هذا العالم يمثل حالة خاصة ونجاحه مضمون، وتاريخ السينما يشهد على ذلك، حيث تم تقديم مثل هذه النوعية من قبل وحققت نجاحاً لافتاً في أفلام مثل (الحريف) و(رجل فقد عقله)، من بطولة عادل إمام، وكذلك فيلم (سيد العاطفي)، من بطولة تامر حسني وعبلة كامل».

ونوهت متبولي إلى أن الفنان أحمد بحر الشهير بـ«كزبرة» يعد من أهم عوامل نجاح الفيلم؛ نظراً لتمتعه بقبول جماهيري كبير، مشيرة إلى أن «السينما المصرية بشكل عام تشهد إقبالاً جماهيرياً واسعاً في الموسم الحالي، وأن هذه الحالة اللافتة لم نلمسها منذ فترة طويلة».

وتضيف: «رواج السينما وانتعاشها يتطلب دائماً المزيد من الوجوه الجديدة والشباب الذين يضفون عليها طابعاً مختلفاً عبر حكايات متنوعة، وهو ما تحقق في (الحريفة 2)».

الملصق الترويجي لفيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وأوضحت أن «الإيرادات اللافتة للفيلم شملت أيام الأسبوع كافة، ولم تقتصر على يوم الإجازة الأسبوعية فقط، وذلك يعد مؤشراً إيجابياً لانتعاش السينما المصرية».

وبجانب الأفلام المعروضة حالياً تشهد السينمات المصرية طرح عدد من الأفلام الجديدة قبيل نهاية العام الحالي 2024، واستقبال موسم «رأس السنة»، من بينها أفلام «الهنا اللي أنا فيه» بطولة كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، و«بضع ساعات في يوم ما» بطولة هشام ماجد وهنا الزاهد، و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بطولة عصام عمر، و«المستريحة»، بطولة ليلى علوي وبيومي فؤاد.