واشنطن تدين «بأشد العبارات» الهجوم على «يونيفيل»

المتحدث باسم الخارجية لـ«الشرق الأوسط» : على الحكومة اللبنانية محاسبة المسؤولين

جنود من الكتيبة الآيرلندية في «يونيفيل» في قاعدتهم في جنوب لبنان بعد الاعتداء على إحدى دورياتهم ومقتل رفيق لهم وإصابة 3 آخرين (أ.ف.ب)
جنود من الكتيبة الآيرلندية في «يونيفيل» في قاعدتهم في جنوب لبنان بعد الاعتداء على إحدى دورياتهم ومقتل رفيق لهم وإصابة 3 آخرين (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تدين «بأشد العبارات» الهجوم على «يونيفيل»

جنود من الكتيبة الآيرلندية في «يونيفيل» في قاعدتهم في جنوب لبنان بعد الاعتداء على إحدى دورياتهم ومقتل رفيق لهم وإصابة 3 آخرين (أ.ف.ب)
جنود من الكتيبة الآيرلندية في «يونيفيل» في قاعدتهم في جنوب لبنان بعد الاعتداء على إحدى دورياتهم ومقتل رفيق لهم وإصابة 3 آخرين (أ.ف.ب)

أدانت الخارجية الأميركية «بأشد العبارات»، الهجوم الذي تعرضت له دورية تابعة لقوات «يونيفيل» في جنوب لبنان، وأدى إلى مقتل جندي آيرلندي وجرح 3 آخرين، ودعت الحكومة اللبنانية إلى التحقيق فيه ومحاسبة المسؤولين عنه. وقال متحدث باسم الخارجية في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الهجوم العنيف على جنود حفظ السلام التابعين لـ«يونيفيل» الخميس، والذي أسفر عن مقتل الجندي الآيرلندي وإصابة 3 آخرين بجروح. وأضاف المتحدث، أن العنف ضد قوات حفظ السلام «غير معقول»، ويعرض المدنيين اللبنانيين للخطر، وكذلك الاستقرار في جنوب لبنان للخطر. ودعا المتحدث الحكومة اللبنانية إلى التحقيق بشكل عاجل في هذا الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه، ومنع حدوث مثل هذه الهجمات في المستقبل. وفيما أشار المتحدث إلى أن السفارة الأميركية في بيروت، أصدرت في وقت سابق بيانا حول هذا الحادث، قال إن الولايات المتحدة أرسلت تعازيها القلبية إلى عائلة وأصدقاء وزملاء الجندي القتيل وتأمل الشفاء العاجل للجرحى.
بيد أن رد الفعل الأميركي «البارد» و«المتريث» على الحادث، أثار التكهنات، عما إذا كان نابعا من حرص واشنطن على عدم التصعيد، بعد رعايتها اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل، أم أنه مرتبط بالاتصالات المحلية والإقليمية والدولية، لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاق انتخاب رئيس جديد، واستمرار قنوات الاتصال مفتوحة مع إيران. ورغم ذلك، عد الحادث، «رسالة متعددة الاتجاهات»، سواء من تعديل ولاية قوات يونيفيل الذي جرى في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى المأزق الداخلي الذي تعيشه إيران جراء استمرار الاحتجاجات التي تهدد نظامها، وصولا إلى ملف الرئاسة اللبنانية وتعقيداته، داخليا وخارجيا، المترافق مع الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
وفسر الهجوم بأنه «رسالة دموية» لقوات الأمم المتحدة، اعتراضا على تغيير قواعد تعاونها مع الجيش اللبناني، بحيث لم تعد دورياتها بحاجة إلى التنسيق مع الجيش أو مواكبة عناصره لها، الأمر الذي أقلق «حزب الله»، المصر على استمرار هذا التعاون، كي لا تتحول «يونيفيل» إلى «قوات احتلال»، بحسب تصريحات قادته. ويقول طوني بدران، المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، المحسوبة على الجمهوريين، إن هذا الإصرار، يثبت عمق «علاقة التبعية» القائمة بين الجيش اللبناني و«حزب الله». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن المرشح المفضل لإدارة بايدن لمنصب الرئيس اللبناني، هو قائد الجيش اللبناني جوزيف عون. ويتوافق هذا الموقف مع النظرة الفرنسية، المهادنة لإيران. فقد باتت لإيران مصالح واستثمارات جديدة إثر توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وتولي شركة «توتال» الفرنسية قيادة كونسورتيوم للتنقيب عن الغاز. ويعتبر بدران، أن «حزب الله» والعماد جوزيف عون، ليسا أعداء، وتربطهما علاقة تعاون طويلة الأمد، ترعاها الولايات المتحدة من خلال سياسة المساعدة التي تتبناها، والتي شهدت تعاونا وثيقا بين الجيش اللبناني و«حزب الله».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»
TT

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

باغت التَّقدمُ السريع لفصائل سورية مسلحة نحو مدينة حلب، أمس (الجمعة)، أطرافاً إقليمية ودولية، وأعاد التذكير بأشباحَ سقوط مدينة الموصل العراقية قبل عشر سنوات بيد تنظيم «داعش».

وبعد هجماتٍ طوال اليومين الماضيين، تمكَّن مقاتلو مجموعات مسلحة أبرزها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مدعومة من تركيا من السيطرة على خمسة أحياء غرب حلب، قبل وصولهم إلى قلب المدينة التي تُعدّ ثانية كبريات مدن البلاد، وسط مقاومة ضعيفة من القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الأسد، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وشهود عيان.

وتبدّد المعركة حول حلب السيطرة التي فرضتها قوات الحكومة السورية، وروسيا وإيران الداعمتان لها، كما تنهي هدوءاً سيطر منذ عام 2020 على شمال غربي سوريا، بموجب اتفاق روسي – تركي أبرمه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان.

ومن شأن تقدم تلك الجماعات المسلحة أن يصطدم بمناطق نفوذ شكّلتها، على مدار سنوات، مجموعات تدعمها إيران و«حزب الله». ومع حلول مساء الجمعة، وتقدم الفصائل المسلحة داخل عاصمة الشمال السوري، تقدم «رتل عسكري مؤلف من 40 سيارة» يتبع «ميليشيا لواء الباقر»، الموالية لإيران، من مدينة دير الزور بشرق البلاد نحو حلب، وفق «المرصد السوري».

وتزامناً مع الاشتباكات، شنّ الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 23 غارة على مدينة إدلب وقرى محيطة بها، فيما دعت تركيا إلى «وقف الهجمات» على إدلب، معقل الفصائل السورية المسلحة في شمال غربي سوريا.