لليوم السادس على التوالي، تظاهر مئات المتدينين اليهود المتزمتين في القدس الغربية؛ احتجاجاً على اعتقال شاب من صفوفهم اتهم بإحراق حانوت للهواتف النقالة، وألقوا الحجارة باتجاه قوات الشرطة وأضرموا النار في حاويات النفايات، التي تدهورت باتجاه امرأة يهودية متدينة كانت تمر بالمكان وتسببت في إصابتها بجروح خطيرة. وقد جاءت هذه الأحداث في إطار المعركة التي يخوضها هؤلاء المتدينون ضد قرار الحكومة منع بيع ما يسمى «هواتف نقالة حلال»، ففي السنوات الأخيرة تحاول القيادات الدينية منع شبابها من استخدام الإنترنت في الهواتف النقالة، ولهذا الغرض تنتشر ظاهرة بيع هواتف بلا إنترنت، تشرف عليها مؤسسات وشركات خاصة يمتلكها متدينون متزمتون. وقد اعتبرت الحكومة، بقيادة يائير لبيد، هذه العملية «تزمتاً كاذباً له أهداف تجارية ولا علاقة له بأحكام الدين والشريعة اليهودية». وقررت الحكومة حماية الحوانيت التي تبيع الهواتف النقالة الحرة، والتي تحتوي على خدمات إنترنت.
ومع أن غالبية الشباب المتدينين يستخدمون الإنترنت، علناً أو بشكل سرّي، أصرّت القيادات على محاربتها. وفي الأسبوع الماضي أرسلوا شاباً لإحراق حانوت في مدينة بيت شيمش، جنوب غربي القدس. وقد ضُبط الشاب واعتُقل. ومنذ اعتقاله، يخرج عشرات الشباب للتظاهر والشغب. وفي ليلة الخميس الجمعة، شارك المئات منهم في الاحتجاج، ونفّذوا عمليات تخريب مدمرة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنهم أغلقوا شوارع وأضرموا النار في حاويات نفايات وألحقوا أضراراً بمركبات، بينها حافلة دخلت الحي وجرى ثقب إطاراتها وتكسير نوافذها.
وأضافت الشرطة أنه أثناء محاولات أفراد الشرطة إخراج الحافلة من موقع المواجهات، استمر المشاغبون بإلقاء الحجارة باتجاههم، وألحقوا أضراراً بسيارة شرطة. كذلك أفادت الشرطة بأن مواجهات دارت في المدينتين الحريدتين بيت شيمي وبني براك أيضاً، وعلى الخلفية نفسها.
وقال وزير الأمن الداخلي عومير بار ليف إن «هذه أعمال شغب عنيفة ينفذها مجرمون في إطار نزاع اقتصادي حول السيطرة على سوق الهواتف الخلوية في المجتمع الحريدي. وهؤلاء متطرفون يحاولون أخذ القانون إلى أيديهم، وينبغي أن يقبعوا في السجن». وقال وزير المالية أفيغدور ليبرمان إن هذه أعمال تخريب تجري بسبب روح المرحلة. فمنذ فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات يشعر هؤلاء المتطرفون بأنهم أسياد البلاد، يعيثون فيها فساداً ويدوسون فيها القوانين. وهاجم ليبرمان نتنياهو بسبب تأخره في إصدار بيان تنديد بهذه الأعمال، وحمّله مسؤولية تفاقمها.
في حين وصف رئيس بلدية القدس موشيه ليئون المتظاهرين الحريديين بأنهم «نفر مشاغب» وحذّر من تصعيد العنف في مظاهراتهم، وقال إن «ثمة أهمية للتشديد على أن هؤلاء ليسوا حريديين وإنما جماعة من المجرمين المشاغبين الذين يستهدفون الجمهور».
وعلى إثر الانتقادات التي يتعرض لها رؤساء أحزاب اليمين والحريديين في الائتلاف الذي يشكله نتنياهو؛ لتأخرهم في إدانة هذا الشغب، خرج عدد منهم، في بيانات إدانة، الجمعة، وادّعوا أنهم «متطرفون فوضويون ليسوا من أنصار الأحزاب الدينية الشريكة الائتلاف».
وقال رئيس كتلة «يهدوت هتوراة» الحريدية، عضو الكنيست يتسحاق غولدكنوبف، إن «أي احتجاج، ومهما كان مهماً، يجب أن يجري بموجب القانون ومن خلال الحفاظ على النظام العام. وحرية التعبير لا تبرر العنف بأي شكل. وأتوقع من سلطات القانون أن تقبض على المشاغبين واستنفاذ كامل العقوبة ضدهم».
وندَّد نتنياهو بالمواجهات وقال: «إنني أندد بشدة بأعمال الشغب العنيفة التي أصيبت فيها، أمس، امرأة عبَرت في المكان بأيدي متطرفين حريديين في القدس. وأدعو الشرطة إلى القبض على المسؤولين عن هذه الجريمة واستنفاذ القانون معهم. ولا يوجد أي مكان لأعمال شغب في شوارع إسرائيل».
مئات اليهود المتدينين في القدس يثورون ضد الشرطة الإسرائيلية
بسبب بيع هواتف تحتوي على خدمات إنترنت
مئات اليهود المتدينين في القدس يثورون ضد الشرطة الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة