احتفالات بفوز المغرب تنتج إشكالات طائفية في بيروت

نواب الأشرفية استنكروا «غزوة» تعرضت لها... والجيش يتدخل لضبط الوضع

صورة من التجمعات التي تسببت بالإشكال (الوكالة الوطنية للإعلام)
صورة من التجمعات التي تسببت بالإشكال (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

احتفالات بفوز المغرب تنتج إشكالات طائفية في بيروت

صورة من التجمعات التي تسببت بالإشكال (الوكالة الوطنية للإعلام)
صورة من التجمعات التي تسببت بالإشكال (الوكالة الوطنية للإعلام)

سارعت القوى الأمنية اللبنانية إلى احتواء تداعيات إشكال حصل ليل أول من أمس، تخلله تضارب بين شبان مسلمين ومسيحيين على خلفية الاحتفال بفوز منتخب المغرب على البرتغال وتأهله إلى دور نصف النهائي بكأس العالم، وسط دعوات سياسية لتجنب تكرار ما حصل.
وتوجه شبان على دراجات نارية من منطقة طريق الجديدة (ذات الغالبية السنية) نحو منطقة الأشرفية (ذات الغالبية المسيحية) احتفالاً بفوز المغرب؛ ما أدى إلى مواجهات مع شبان من المنطقة.
وقد أظهرت مقاطع الفيديو، التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تضارباً بالأيدي بين الشبان قبل أن تتدخل عناصر الجيش اللبناني لتهدئة الوضع والفصل بين الطرفين، بينما أشارت معلومات إلى سقوط عدد من الجرحى.
ولقي الحادث ردود فعل رافضة ومستنكرة ومحذرة من الفتنة، حيث قال النائب في الأشرفية في حزب «الكتائب اللبنانية» نديم الجميل، إن «ما حصل في الأشرفية ليس احتفالاً بتأهل المغرب الذي أفرحنا، ولكن له دلالات أخرى لا نقبلها، وندعو القوى الأمنية لبسط وجودها؛ لتفادي ما هو أبعد من الرياضة».
واستنكر النائب في حزب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني في بيان، ما وصفه بـ«الاستفزاز لتحريك الغرائز الطائفية»، مؤكداً: «الأشرفية ليست ساحة للاستباحة، وأهلها ليسوا متفرجين على الأحداث، رغم تعلقهم بالسلام وحب الحياة، وإيمانهم المنطلق من المحبة والتسامح... ما حصل من استفزاز لتحريك الغرائز الطائفية بحجة كرة القدم عليه ألا يتكرر، كي لا يستجر ردات فعل عفوية قاسية على المرتكبين»، وأكد: «الأشرفية ليست ممراً للفتن بين أهل الوطن».
وتحدث النائب هاكوب ترزيان، في بيان، عن أجواء الفرح التي تعم الأشرفية في فترة عيد الميلاد، وقال: «ما حصل بالأمس احتفاء بفوز المغرب الذي أفرحنا، لا يرتقي إلى مستوى ما يجري في الساحة... صحيح ساحة الضيق تتسع لمائة صديق، ولكن كان الأجدر بمن زارها مساء السبت الارتقاء لمستوى الحدث الذي يجري في الساحة. من هنا ندعو اللبنانيين جميعاً إلى اليقظة لعدم الوقوع في المحظور الذي نحن بغنى عنه».
كما علق النائب جهاد بقرادوني في بيان، على ما جرى، مؤكداً أن «الأشرفية ليست مكسر عصا، ولا هي فشة خلق، ولا هي ساحة مباحة ومتاحة لاستفزازات وممارسات أقل ما يقال فيها إنها مرفوضة وممجوجة، ليس من أبناء الأشرفية فحسب، بل من اللبنانيين جميعاً».
وأضاف: «بصرف النظر عمن قام بها، سواء زعرنات أو عن سابق تصور وتصميم، فإن النتيجة والانعكاسات والمضاعفات نفسها، مزيد من التوتر والتشنج، الجميع بغنى عنها، خصوصاً في أجواء الأعياد التي تستدعي مزيداً من الاستقرار والاطمئنان».
وشكر بقرادوني جهود القوى الأمنية والعسكرية، داعياً إياها إلى «القيام بدور استباقي لتفادي تكرار الوصول إلى ما حدث السبت».
من جهته، كتب النائب السابق فارس سعيد عبر «تويتر»: «الذي أخذ قرار غزوة الأشرفية الليلة غشيم، ولا يعرف لبنان... فائض القوّة يقف عند حدود الطوائف الأخرى. تحيّة لشباب الأشرفيّة».
وفي الإطار نفسه، شددت أمانة الإعلام في حزب «الوطنيين الأحرار»، في بيان، على أن «الأشرفية ليست صندوق بريد، الأشرفية ليست ممراً للغوغائيين، فلا الحوارات المفروضة تمر عبر الأشرفية ولا غيرها. إن لم تقرأوا التاريخ فاسألوا من سبقكم».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».