«اليأس من التغيير» ينهي إضراب الشاحنات في كوريا

مع تراجع الدعم الشعبي وإصرار حكومي

تحميل حاوية على إحدى الشاحنات في كوريا عقب انتهاء إضراب السائقي (د.ب.أ)
تحميل حاوية على إحدى الشاحنات في كوريا عقب انتهاء إضراب السائقي (د.ب.أ)
TT

«اليأس من التغيير» ينهي إضراب الشاحنات في كوريا

تحميل حاوية على إحدى الشاحنات في كوريا عقب انتهاء إضراب السائقي (د.ب.أ)
تحميل حاوية على إحدى الشاحنات في كوريا عقب انتهاء إضراب السائقي (د.ب.أ)

مع دخول إضرابهم أسبوعه الثالث، أدرك سائقو الشاحنات في كوريا الجنوبية أن مطالبهم لجعل برنامج حكومي بشأن الحد الأدنى لأسعار الشحن دائماً لن تتحقق، مع تراجع الدعم الشعبي ورفض الرئيس يون سوك يول الانصياع لهم.
وتأهبت شركات كثيرة للإضراب الذي بدأ يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وكانت مستعدة لتحمل خسائر قصيرة الأجل. وقال سائقون لـ«رويترز» إنه في ظل زيادة الضغوط من جانب الحكومة، بما في ذلك أوامر «العودة للعمل» غير المسبوقة، عاد بعض سائقي الشاحنات من أصل 25 ألف سائق في حالة إضراب إلى العمل هذا الأسبوع، مواجهين احتمال خسارة الدخل، بالإضافة إلى خسارة وظائفهم.
ويوم الجمعة، قال اتحاد تضامن سائقي الشاحنات إن 62 في المائة من أعضاء الاتحاد صوّتوا بإنهاء الإضراب والعودة إلى العمل، ولكن الاتحاد سيواصل حملته لرفع الحد الأدنى للأجور.
وقال كانغ ميانغ جيل، سائق شاحنة حاويات عاد إلى العمل يوم الاثنين بعد إضرابه أسبوعين: «انتهت اللعبة. من المحزن أن جل ما تمكننا من فعله هو إيقاف سياراتنا، ولكن لم يتغير شيء».
وقال كانغ، وهو ليس عضواً في نقابة السائقين: «وقعت النقابة في فخ نصبته الحكومة»، مشيراً إلى رواية الحكومة أن الإضراب يدمر اقتصاد البلاد». وأضاف: «ثم، نحن، من نعيش يوماً بيوم، علينا تقبل الواقع والمضي قدماً».
وبعد انتهاء الإضراب، قالت كبيرة المساعدين الرئاسيين لشؤون الصحافة كيم أون هيه، إن الحكومة «ستلتزم بكل تصميم بالقوانين والمبادئ» المتعلقة بمشكلات العمال، مضيفة أن تصرفات السائقين تسببت في «أضرار فلكية» للاقتصاد.
وأمر الرئيس يون بعض السائقين بالعودة إلى العمل، باستخدام سلطات لم تستخدم من قبل بموجب قانون صادر عام 2004، وشبّه المضربين بتهديد كوريا الشمالية النووي ورفض التحدث مع ممثلي النقابة. وأظهرت بيانات الحكومة أن بعد صدور أمر استئناف العمل يوم 29 نوفمبر، بدأت حركة النقل في الموانئ بالتعافي والعودة إلى المستويات الطبيعية.
ورغم تحرك الأزمة، توقع رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان دوك سو، أن يواجه الاقتصاد الوطني صعوبات متعددة خلال العام المقبل، وطلب من الوزارات تقديم المساعدة على تنشيط الاقتصاد، بما في ذلك تخفيف القيود، بحسب ما أوردته شبكة «كيه بي إس وورلد» الإذاعية الكورية الجنوبية يوم الخميس.
وجاءت تصريحات هان، في اجتماع عقده مع الوزراء ذوي العلاقة بالقضايا الوطنية الراهنة، حيث قال إنه من المتوقع أن تسجل مختلف دول العالم نمواً اقتصادياً منخفضاً للغاية في العام المقبل، ومن المتوقع أيضاً أن يواجه الاقتصاد الكوري الجنوبي صعوبات كثيرة نتيجة لتباطؤ الصادرات وانكماش الاستثمار.
وطلب هان من وزارة المالية والاستراتيجية والمعهد الكوري للتنمية، إجراء تحليل دقيق على عناصر الخطورة المتوقعة، وإعداد وسائل للاستجابة لها، كما طلب من الوزارات المعنية بذل أقصى الجهود لدعم القطاع الخاص في ممارسة الإبداع والتركيز على الأنشطة الابتكارية.
وقال إن الحكومة تخطط لتخفف على نطاق واسع القيود، التي ظلت تؤثر سلباً على أنشطة الشركات الأجنبية في كوريا والشركات العاملة في مجال البيئة، متوقعاً أن تساعد هذه الخطوة الشركات المعنية على تعزيز أنشطة الاستثمار والإنتاج على المدى الطويل. وطلب رئيس الوزراء الوزارات بالاستمرار في التأكد من حسن تنفيذ الوسائل المفصلة عملياً، والتعرف على أي وسائل تكميلية إضافية.
وأظهرت بيانات البنك المركزي الكوري الجنوبي، يوم الجمعة، أن البلاد سجلت فائضاً في الحساب الجاري للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولكنه أقل بكثير مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وسط ارتفاع تكاليف الاستيراد وزيادة حركة السفر إلى الخارج. وجاء التراجع بسبب زيادة فواتير الواردات بوتيرة أسرع من الصادرات وسط ارتفاع تكاليف المواد الخام مع زيادة السفر إلى الخارج نتيجة تخفيف قيود فيروس كورونا.


مقالات ذات صلة

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

الاقتصاد «سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

تواجه شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة «سامسونغ إلكترونيكس» أول إضراب لعمالها، بعد أن هددت نقابة عمالية مؤثرة بالإضراب احتجاجاً على مستويات الأجور ومحاولات الشركة المزعومة لعرقلة عمل هذه النقابة. وذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء» أن النقابة التي تمثل نحو 9 في المائة من إجمالي عمال «سامسونغ»، أو نحو 10 آلاف موظف، أصدرت بياناً، أمس (الخميس)، يتهم الشركة بإبعاد قادتها عن مفاوضات الأجور.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

أشاد رئيس كوريا الجنوبية يوون سوك يول اليوم (الخميس) أمام الكونغرس في واشنطن بالشراكات الاقتصادية والثقافية والعسكرية التي تربط كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وتحدّث عن وحدة القوتين في وجه كوريا الشمالية، مشيراً إلى «تحالف أقوى من أي وقت مضى». وقال يوون، أمام مجلس النواب الأميركي، إنه «تشكل تحالفنا قبل سبعين عاماً للدفاع عن حرية كوريا». كما أوردت وكالة «الصحافة الفرنسية». وأشار إلى أن «كوريا الشمالية تخلّت عن الحرية والازدهار ورفضت السلام»، وحض الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان على «تسريع» التعاون فيما بينها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد 23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

أعلنت وزارة الصناعة الكورية الجنوبية يوم الأربعاء أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وقعتا 23 اتفاقية أولية لتعزيز التعاون الثنائي بشأن الصناعات المتقدمة والطاقة، مثل البطاريات وأجهزة الروبوت وتوليد الطاقة النووية. وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية قالت إنه تم توقيع مذكرات التفاهم خلال فعالية شراكة في واشنطن مساء الثلاثاء، شملت 45 مسؤولا بارزا بشركات من الدولتين، وذلك على هامش زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول للولايات المتحدة. وأضافت الوزارة أن من بين الاتفاقيات، 10 اتفاقيات بشأن البطاريات والطيران الحيوي وأجهزة الروبوت وال

«الشرق الأوسط» (سيول)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
TT

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، اليوم (الخميس)، إن «منظمة ترمب» تخطط لبناء برج ترمب في العاصمة السعودية الرياض في إطار توسع عقاري في المنطقة، بما في ذلك العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وفي معرض حديثه عن مشروعين جديدين في الرياض بالشراكة مع شركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري الفاخر، ومقرها دبي، رفض نائب الرئيس التنفيذي لـ«منظمة ترمب» إعطاء تفاصيل، مكتفياً بالقول في مقابلة: «ما سأخبركم به هو أن أحدهما سيكون بالتأكيد برجاً»، مضيفاً أن شركته تخطط لتوسيع شراكتها مع «دار غلوبال» في جميع أنحاء منطقة الخليج، بما في ذلك مشروع جديد في أبوظبي.

وقال ترمب: «سنكون على الأرجح في أبوظبي خلال العام المقبل أو نحو ذلك»، وذلك بعد يوم من كشف الشركتين عن خططهما لبناء برج ترمب الذهبي المتلألئ في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة «دار غلوبال» المدرجة في لندن، إن المشروع المشترك الجديد الآخر المخطط له في الرياض هو مشروع «ترمب غولف» على غرار مشروع ترمب الذي تم إطلاقه في عُمان عام 2022، وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «نأمل في إنشاء برج واحد ومجتمع غولف واحد».

اتفقت شركة «دار غلوبال»، الذراع الدولية لشركة «دار الأركان» السعودية للتطوير العقاري، على عدد من الصفقات مع «منظمة ترمب»، بما في ذلك خطط لأبراج ترمب في جدة ودبي، إلى جانب مشروع عمان.

لم تشر المؤسستان إلى قيمة المشاريع، لكن الشعار قارن بين قيمة برج ترمب في جدة بقيمة 530 مليون دولار ومجمع ترمب للغولف في عُمان الذي قال إن تكلفته تبلغ نحو 2.66 مليار دولار.