هولندا تصطدم بالأرجنتين في موقعة نارية لخطف بطاقة نصف النهائي

«الطواحين» يحلمون بدخول نادي الأبطال... و«التانغو» لمنح ميسي فرصة التتويج بلقب يعزز مكانته الأسطورية

حماس لاعبي هولندا في التدريبات وطموح الاقتراب من لقب عاندهم لسنوات (أ.ف.ب)
حماس لاعبي هولندا في التدريبات وطموح الاقتراب من لقب عاندهم لسنوات (أ.ف.ب)
TT

هولندا تصطدم بالأرجنتين في موقعة نارية لخطف بطاقة نصف النهائي

حماس لاعبي هولندا في التدريبات وطموح الاقتراب من لقب عاندهم لسنوات (أ.ف.ب)
حماس لاعبي هولندا في التدريبات وطموح الاقتراب من لقب عاندهم لسنوات (أ.ف.ب)

بين منتخب يحلم بدخول نادي الأبطال الذي يستحق الولوج إليه نظراً لتاريخه، وآخر يمني النفس بمنح نجمه المطلق ليونيل ميسي لقباً يتوج به مكانته الأسطورية، تصطدم هولندا بالأرجنتين اليوم على ملعب لوسيل في ربع نهائي مونديال قطر لكرة القدم.
بعد بداية متعثرة بسقوط صادم أمام السعودية 1 - 2، أظهرت أرجنتين ميسي أنها قادرة في النهائيات القطرية على الذهاب بعيداً والفوز باللقب الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها. لكن مواجهة منتخبات من عيار بولندا والمكسيك وأستراليا مختلفة تماماً عن الاصطدام بمنتخب يملك تاريخاً كبيراً في كأس العالم حتى وإن كان من دون ألقاب.

مارتينيز نجم الأرجنتين يسيطر على الكرة في التدريبات متطلعاً لاستعادة خطورته في موقعة هولندا (رويترز)

وما يزيد من صعوبة مهمة الأرجنتينيين ونجمهم ميسي اللاهث خلف اللقب الكبير الوحيد الغائب عن خزائنه، أن المنتخب الهولندي يخوض النهائيات بإشراف المحنك لويس فان غال الذي لم يذق طعم الهزيمة في 11 مباراة خاضها كمدرب لمنتخب «الطواحين» في كأس العالم، فيما مني بهزيمة واحدة في آخر 47 مباراة وتعود إلى الخامس من مارس 2014 صفر - 2 ضد فرنسا.
وترتدي موقعة اليوم طابعاً ثأرياً لفان غال وهولندا، إذ انتهى مشوارهما في مونديال البرازيل 2014 عند نصف النهائي على يد أرجنتين ميسي بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.
ومن دون تعجرف أو مبالغة في التفاؤل، قال فان غال بعد بلوغ ثمن النهائي بالفوز على الولايات المتحدة 3 - 1: «بإمكاننا أن نصبح أبطال العالم. أشدد على أني لا أقول إننا سنصبح أبطال العالم (بل بإمكاننا). ما زلنا هنا وتبقى أمامنا ثلاث مباريات (للفوز باللقب)».
وبعد خسارة نصف نهائي 2014 التي لا تدخل ضمن حسابات الخسارة والفوز بما أن المباراة حسمت بركلات الترجيح، ترك فان غال المنتخب الوطني للمرة الثانية، بعد أول مرة عام 2001 حين استقال عقب فشل التأهل لمونديال 2002، قبل أن يعود مجدداً في أغسطس 2021، متخلياً عن قرار الاعتزال.

ميسي يحمل آمال الأرجنتين على كتفيه (أ.ف.ب)

وقال فان غال: «يمكننا مفاجأة المنافسين. كنا الطرف الأفضل في نصف نهائي 2010، ولم يلمس ميسي الكرة كثيرا».
وشاءت الصدف أن يصطدم فان غال مجدداً بالأرجنتين لكن هذه المرة جميع اللاعبين موحّدون حوله بهدف منح ثالث أكبر مدرب في تاريخ كأس العالم (71 عاماً) أفضل هدية وداع، وفق ما أفاد نجم الدفاع فيرجيل فان دايك حين صرح: «قلت له إننا سنكون هنا من أجله كمجموعة حين يكون بحاجة إلينا ونأمل أن نجعل منها كأس عالم لا تُنسى بالنسبة له».
ولم يكن لسان حال المدافع الآخر نيثن أكي مختلفاً عن فان دايك، قائلاً: «الفريق موحد حوله. نحن نقاتل ونريد أن نحقق نتيجة جيدة من أجل لويس. إنها بطولته الأخيرة وهو من الشخصيات المهمة بالنسبة لهولندا».
وبخصوص المواجهة مع الأرجنتين، أقر فان دايك أن على فريقه إيجاد طريقة لمواجهة ميسي، وأوضح: «علينا أن نكون في قمة الحذر في ما يخص التنظيم الدفاعي. هم يبحثون دائماً عنه وسيحاول جعل الأمور صعبة علينا في الهجمات المرتدة».
وتابع: «شرف لي أن ألعب ضده لكن الأمر لا يتعلق بمواجهة بيني وبينه أو هولندا في مواجهته، بل بهولندا ضد الأرجنتين. ليس باستطاعة أحد الفوز بمفرده. يتوجب علينا إيجاد الخطة المناسبة».
وسيعود المنتخبان بالذاكرة إلى زمن بعيد، وتحديدا عام 1978 حين سقطت هولندا مرة ثانية توالياً في النهائي بخسارتها أمام الأرجنتين 1 - 3، وذلك بعد أربعة أعوام على اكتساحها المنتخب الأميركي الجنوبي 4 - صفر في الدور الثاني (مجموعات في حينها) من مونديال 1974 في طريقها إلى النهائي حيث سقطت أمام ألمانيا الغربية.
وتواجه المنتخبان مرتين أخريين عامي 1998 في ربع النهائي حين فازت هولندا 2 - 1، و2006 حين تعادلا سلباً في دور المجموعات.
لكن كي يمنح اللاعبون مدربهم فان غال أفضل هدية وداعية، عليهم أولاً إيقاف ميسي في «تحد ليس للدفاع وحسب بل للفريق بأكمله» حسب ما أفاد أكي الذي توقع «مباراة عظيمة بين بلدين كبيرين في كرة القدم».
وقال مدافع مانشستر سيتي الإنجليزي: «ميسّي أحد أعظم لاعبي كرة القدم على مر العصور، وبالتالي سيكون ذلك تحدياً جميلاً، ليس فقط لخط الدفاع بل للفريق بأكمله».
وحذّر أكي: «هناك أيضاً لاعبون آخرون يتوجّب علينا أن نقلق بشأنهم، الأرجنتين تملك مجموعة من النجوم العالميين، وعلينا أن نكون حذرين ومنظمين من الناحية التكتيكية». ورأى أن على هولندا الاعتماد أيضاً على «وحدتها» كمجموعة لإحداث الفارق، موضحا: «أعتقد أنها كانت إحدى نقاط قوتنا منذ بداية البطولة، طريقتنا في الوجود معاً. قد لا نملك أعظم المواهب الفردية في العالم، لكننا أقوياء جداً كفريق».
بالنسبة للمدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني، فإن موقعة لوسيل تحمل نكهة خاصة، إذ يواجه فان غال الذي كان مثاله الأعلى حين كان ابن الـ44 عاماً لاعباً.
وقال سكالوني إن إعجابه بفان غال بدأ حين كان لاعبا في ديبورتيفو لاكورونيا ، بينما الهولندي كان حينها شخصية رائدة كمدرب لبرشلونة: «أنا فخور بمواجهته. الجميع يعلم ما فعله لكرة القدم».
في الواقع كان سكالوني لاعباً في ديبورتيفو حين تفوق الأخير على فان غال وبرشلونة وانتزع لقب الدوري الإسباني عام 2000. ورأى سكالوني أن المنتخب الهولندي الحالي ليس بموهبة الأجيال السابقة لكن ذلك لا يعني أنه لن يشكل تحدياً كبيراً لميسي ورفاقه.
وأوضح: «ربما المنتخب الهولندي الحالي ليس رائعاً بقدر الفرق السابقة، لكن لديهم رؤية واضحة بشأن ما يفعلونه. ستكون مباراة رائعة بين فريقين تاريخيين. سيتم إقصاء أحدهما، ونأمل أن نواصل مشوارنا».
ويحمل ميسي البالغ من العمر 35 عاما مرة أخرى آمال بلاده على كتفيه، بينما يتطلع إلى تتويج مسيرة استثنائية تتضمن سبع جوائز للكرة الذهبية وألقابا عديدة على مستوى الأندية، لكنه فاز بلقب وحيد فقط مع الأرجنتين وهو كأس كوبا أميركا. لكن ميسي لن ينتظر أي هدايا من فان غال، الذي عقد العزم على منح الهولنديين أول لقب لهم في نهائيات كأس العالم بعد أن احتلوا المركز الثاني في أعوام 1974 و1978 و2010.
وتحدث ميسي لفترة وجيزة عن التهديد الهولندي بعد فوز الأرجنتين 2 - 1 على أستراليا في دور الستة عشر، حيث احتفل بمباراته رقم ألف خلال مسيرته بهز الشباك واختياره رجل المباراة، وقال: «سنواجه مباراة صعبة أخرى».
ويمكن لميسي أن يتوقع دعما كبيرا من الجماهير الأرجنتينية في قطر، حيث من المتوقع أن يفوق عددهم مشجعي هولندا. وعبر ميسي، الذي خسر مع الأرجنتين أمام ألمانيا في نهائي 2014 بهدف قاتل في الوقت الإضافي بعدما كان قاب قوسين من منصة التتويج عن امتنانه لهذه المساندة الجماهيرية الكبيرة، وقال: «إنها لحظات لا تصدق. أشكر كل المشجعين الموجودين هنا… كل الأرجنتين ترغب في القدوم إلى الدوحة وتشجيع المنتخب». ‭ ‬
وإذا كان ميسي احتفل بمباراته الألف بشكل مميز، فإن مدافع هولندا دالي بليند سيكون على موعد مع المباراة رقم 99 دوليا في مسيرته، ومواجهة ميسي للمرة الثانية بكأس العالم بعد نصف نهائي 2014، وهذه المرة في ظروف تجعله محط تقدير الجميع لتمكنه من مواصلة اللعب رغم تعرضه لمشكلتين في القلب على أرضية الملعب. ووضع الأطباء جهازا في صدر اللاعب البالغ عمره 32 عاما لرصد أي خلل في ضربات القلب وتوفير صدمة حال إصابته بأزمة ما من شأنه إنقاذ حياته. وهذا هو نفس الجهاز الذي سمح لكريستيان إريكسن بمواصلة مسيرته بعد إصابته بأزمة قلبية خلال مشاركته مع منتخب الدنمارك في بطولة أوروبا العام الماضي.
واشتبه الأطباء في تعرض بليند، الذي لعب مع مانشستر يونايتد أربع سنوات بين فترتين أمضاهما في أياكس أمستردام، لأزمة قلبية خلال مواجهة بين فريقه الهولندي وفالنسيا الإسباني بدوري الأبطال في 2019 إذ شعر بدوار وسرعان ما غادر الملعب لتلقي العلاج. وشخص الأطباء إصابته باضطراب في ضربات القلب واقترحوا في البداية أن يوقف مسيرته الرياضية.
وقال بليند في فيلم وثائقي مؤثر بعنوان (نيفر أجين ستاندنج ستيل): «رأيت الجميع ينظرون إلي بخوف».
ويدور الفيلم الوثائقي، الذي طرح قبل انطلاق كأس العالم، عن تعامله مع حالته الصحية وظهر فيه زميله السابق في أياكس، إريكسن. ويسرد بليند في الفيلم أن رد فعل والده داني، وهو لاعب هولندي دولي سابق يعمل حاليا مساعدا للويس فان غال هو ما دفعه للاستمرار. وقال: «حافظ والدي على هدوئه. لم يستسلم واستمر في سؤال الطبيب عما إذا كانت هناك خيارات أخرى. رؤيته الرصينة منحتني الأمل».
بعد ثمانية أشهر من تركيب الجهاز، سقط بليند داخل الملعب صارخا بعد تعطله. لكنه تمكن من الخروج من الملعب سيرا وحصل على الإذن الطبي بالمشاركة بعد فترة ليست بالطويلة.
ويقول مدافع هولندا: «إنه شيء يلازمك كل يوم… تستيقظ به وتذهب للعمل به وتتناول دواءك. تفكر بشأنه في الانطلاقات السريعة. استغرقت عاما واحدا لأخوض مباراة دون أن أفكر فيه. بعدها، هاتفت والدي لأخبره بأن كل شيء على ما يرام». وهز بليند الشباك في الفوز المقنع 3 - 1 على أميركا في دور الستة عشر، ويتمنى مواصلة التقدم والتتويج مع بلاده بلقب تاريخي.


مقالات ذات صلة

البرازيل تستضيف كأس الملوك للمنتخبات الشهر المقبل

رياضة عالمية أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية من البطولة (دوري الملوك)

البرازيل تستضيف كأس الملوك للمنتخبات الشهر المقبل

أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية لبطولة كأس الملوك للمنتخبات 2026 التي تستضيفها مدينة ساو باولو في البرازيل خلال الفترة من 3 إلى 17 يناير 2026.

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة عالمية جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال الإعلان الرسمي عن جدول مباريات كأس العالم 2026 (أ.ف.ب)

مونديال للأثرياء… جدل واسع حول أسعار تذاكر كأس العالم 2026

تواجه أسعار تذاكر كأس العالم 2026 موجة انتقادات واسعة من جماهير كرة القدم التي وصفتها بأنها مرتفعة إلى حد «الإقصاء»

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية «فيفا» يكشف عن فئة جديدة من تذاكر «مونديال 2026» بـ60 دولاراً بعد موجة الغضب (إ.ب.أ)

«فيفا» يكشف عن فئة جديدة من تذاكر «مونديال 2026» بـ60 دولاراً

كشف منظمو كأس العالم لكرة القدم، أمس الثلاثاء، عن فئة جديدة من التذاكر بأسعار مخفضة، بعد موجة غضب من الجماهير بشأن أسعار تذاكر نسخة 2026.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية شعار الاتحاد الدولي (فيفا) (إ.ب.أ)

«فيفا» يلغي نتائج 3 مباريات لماليزيا وسط فضيحة مشاركة لاعبين غير مؤهلين

أعلن الاتحاد الماليزي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، أن الاتحاد الدولي (الفيفا) ألغى نتائج 3 مباريات لمنتخب ماليزيا، بعد أن وجد أنه أشرك لاعبين غير مؤهلين.

رياضة عالمية تخفيضات في أسعار تذاكر كأس العالم (رويترز)

«فيفا» يطلق تذاكر مونديال بـ60 دولاراً لـ«المشجعين الأوفياء»

أطلقت اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم فئة تذاكر أقل سعراً، ذلك بعد تعرضها لانتقادات مستمرة بشأن أسعار التذاكر في نسخة 2026.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».