تحذيرات في مصر من انتشار «تحدي تشارلي» بالمدارس

«التعليم» دعت لحملات توعية حول «أضرار» الألعاب الإلكترونية

وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي خلال أحد المؤتمرات الصحافية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي خلال أحد المؤتمرات الصحافية (وزارة التربية والتعليم)
TT

تحذيرات في مصر من انتشار «تحدي تشارلي» بالمدارس

وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي خلال أحد المؤتمرات الصحافية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي خلال أحد المؤتمرات الصحافية (وزارة التربية والتعليم)

تسبب التحدي الشهير «لعبة تشارلي» أو «تحدي الأقلام الرصاص» في حدوث ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وسادت حالة من الخوف بين أولياء الأمور في مصر؛ بعدما ذكر متابعون انتشارها بين طلبة بعض المدارس المصرية، وتداول البعض منشورات تزعم «قيام طفلة داخل إحدى مدارس محافظة الجيزة بقطع شرايينها؛ تنفيذاً لأحكام هذه اللعبة»، وهو ما نفته وزارة التربية والتعليم في وقت لاحق.
ووجهت وزارة التربية والتعليم المصرية، مديري المدارس، في بيان لها بـ«مراقبة أي أنشطة (غير معتادة) يقوم بها الطلاب قد تضرّ بهم وتنفيذ حملات توعية بـ(أضرار) الألعاب الإلكترونية التي يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع». كما أهابت وزارة التربية والتعليم بأولياء الأمور بـ«مراقبة سلوك أبنائهم على الهواتف الذكية وتوعيتهم بـ(مخاطر) الألعاب الإلكترونية».
إلا أن «لعبة تشارلي» في واقع الأمر ليست إلكترونية، فهي تعتمد على «استخدام الورق وأقلام الرصاص في الأساس، وهي أيضاً لعبة قديمة؛ لكنها انتشرت حديثاً بين المراهقين والشباب في مختلف دول العالم»، وهو ما تفسره الدكتورة ريهام صلاح، مدرّسة الإعلام بجامعة 6 أكتوبر في مصر، بقولها لـ«الشرق الأوسط»: «تعود اللعبة إلى نحو عام 2008، لكن ساعدت التطبيقات الاجتماعية على إعادة إحيائها؛ بسبب بث مقاطع فيديو (لايف) لممارسيها، محققة مشاهدات عالية في وقت قصير، وتلقفها على وجه الخصوص الصغار بفضولهم وشغفهم بتجربة كل ما هو جديد ومختلف؛ لتصبح واحدة من الألعاب الأكثر انتشاراً».
وتقوم فكرة اللعبة على «استدعاء اللاعبين روح شخص يدعى (تشارلي)، وتعددت الاعتقادات المرتبطة به؛ لكن أكثرها انتشاراً تدور حول فكرة (روح طفل) كان يحمل هذا الاسم، ويُعتقد أنه توفي بسبب دخول (روح شريرة) داخله قتلته، وبقيت روحه تطوف مختلف أنحاء العالم، وتنتقم ممن يسبب لها الأذى، أو يسخر منها أثناء ممارسة اللعبة».
ويصف الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس في جامعة عين شمس بمصر، اللعبة بأنها «إحدى أخطر الألعاب وأكثرها غرابة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «نظراً لارتباطها بمعتقدات خاطئة حول (عالم الأرواح) فإنها تثير الخوف والرعب لدى الطلاب وأولياء الأمور، وهو ما يفسر حالة الفزع التي سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وبلغت حد الزعم بانتحار طالبة عبر قطع شرايينها بسبب (تشارلي) في إحدى المدارس». وأوضح: «هي تشبه إلى حد كبير لعبة (الويجا)، التي لا تقل خطورة عنها، ولطالما حذر الخبراء من انتشار هذه الألعاب بين الشباب، وهم الفئة الأكثر إقبالاً عليها». ويتابع «أما ما يقال عن مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت، فالأمر يرتبط بعمليات المونتاج، واللعب بحرفية التصوير، لتحقيق مكاسب كبيرة عن طريق المشاهدات العالية»، لافتاً إلى أن «من يؤكد أنه لعبها وشاهد القلم يتحرك، فإنها عملية الإيحاء، والتوهم النابع من التركيز الشديد والإحساس بالرعب أثناء اللعب، والدليل على ذلك أن بعض العلماء أعلنوا في وقت سابق قبول (تحدي تشارلي) وكانت النتائج مذهلة».
وأضاف شوقي «ثبت أن أقلام الرصاص المصنوعة من الخشب تكون مطلية بمادة معينة تسمح بسرعة وسهولة انزلاقها، وهذا هو السر في اشتراط أن تكون الأقلام المستخدمة فيها من الخشب، كما أنه ينبغي ملاحظة أمر في غاية الأهمية وفق ما ذكره العلماء، وهو نقطة تمركز القلم العلوي على القلم السفلي في نقطة محدودة؛ ما يعني أنها تتحرك لأقل حركة»، لافتاً إلى أنه على المدرسة وأولياء الأمور التنبّه إلى أن هذه اللعبة قابلة للانتشار بشكل أكبر؛ لأنه من السهل ممارستها في أي مكان، ويفضل المراهقون مزاولتها في أماكن مغلقة، خاصة دورات المياه؛ لإضفاء جو الرعب المرتبط بها، والاعتقاد بحضور (روح شريرة) في هذا المكان».
ويشدد على أنه «توجد العديد من التأثيرات السلبية لممارستها، مثل الإصابة بحالة نفسية سلبية، واندماج الطالب في التفكير الخرافي القائم على وجود أشباح، كما قد تؤدي إلى إصابات جسدية خطيرة في حال اتفاق بعض الطلاب على تدبير خدع لزملائهم في اللعبة ليشعروهم بالرعب».
ويرى شوقي ضرورة اتخاذ الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام إجراءات عاجلة للحد من انتشارها، ومنها «نشر الوعي بين الطلبة بخطورتها وعدم منطقيتها، وأن تحرك الأقلام فيها لا يرجع إلى السحر أو الشياطين؛ بل قد يرجع إلى حركة الهواء أو الأنفاس أو الوضع الميكانيكي للأقلام، وأن ما يرونه على فيديوهات الإنترنت ما هو إلا نوع من الخداع البصري، مع عرض الأخبار المتعلقة بوجود إصابات حقيقية لأطفال استخدموا هذه اللعبة بالفعل».
وكانت لعبة «الحوت الأزرق» التي تقوم على سلسلة من التحديات، قد تسببت في مخاوف واسعة من قبل في مصر. وسبق لمركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر أن حذر عبر حسابه على «فيسبوك» من بعض الألعاب الإلكترونية، ومن بينها «الحوت الأزرق» و«بوكيمون جو».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


دعم مصري للبنان... تحركات سياسية وإنسانية تعزز مسار التهدئة بالمنطقة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على هامش أعمال «القمة العربية الإسلامية» الأخيرة بالرياض (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على هامش أعمال «القمة العربية الإسلامية» الأخيرة بالرياض (الرئاسة المصرية)
TT

دعم مصري للبنان... تحركات سياسية وإنسانية تعزز مسار التهدئة بالمنطقة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على هامش أعمال «القمة العربية الإسلامية» الأخيرة بالرياض (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على هامش أعمال «القمة العربية الإسلامية» الأخيرة بالرياض (الرئاسة المصرية)

تحركات مصرية مكثفة سياسية وإنسانية لدعم لبنان في إطار علاقات توصف من الجانبين بـ«التاريخية»، وسط اتصالات ومشاورات وزيارات لم تنقطع منذ بدء الحرب مع إسرائيل، ومطالبات بوقف إطلاق النار ضمن جهود القاهرة للعمل على تهدئة الأوضاع بالمنطقة.

الدعم المصري لبيروت، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، نابع من «اهتمام أصيل بأمن وسيادة لبنان، وضمن رؤيتها في عدم توسيع نطاق الحرب، ويأتي استمراراً لوقوفها الدائم بجانب الشعب اللبناني بجميع الأزمات على مر العقود»، وسط توقعات بـ«دور أكبر للقاهرة في إعمار جنوب لبنان بعد الدمار الإسرائيلي».

ومع تفاقم الضربات الإسرائيلية على لبنان رغم محادثات اتفاق الهدنة، واصل الموقف المصري مساره السياسي بخلاف الإنساني في تأكيد دعم بيروت، حيث بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش أعمال اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في إيطاليا «آخر التطورات بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان»، وفق بيان صحافي للخارجية المصرية، الثلاثاء.

وتمسك الوزير المصري بـ«ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن (1701) بعناصره كافة، وتمكين المؤسسات اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، من بسط نفوذها بالجنوب اللبناني»، وهو الموقف الذي أكد عليه أيضاً في اجتماع آخر في روما مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب «تناول آخر التطورات المتعلقة بالأوضاع في لبنان، والمفاوضات الجارية للتوصل لوقف إطلاق النار»، وفق المصدر ذاته.

وزير الخارجية المصري يلتقي نظيره اللبناني خلال مشاركتهما في فعاليات منتدى «حوارات روما المتوسطية» (الخارجية المصرية)

وأكد الوزير المصري «حرص بلاده على استمرار تقديم الدعم للبنان الشقيق في ظل الظرف الحرج الراهن، الذي كان آخره تسليم شحنة جديدة من المساعدات الإغاثية في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، تضمنت 21 طناً من المواد الغذائية، ومستلزمات الإعاشة اللازمة للتخفيف عن كاهل النازحين».

وفي تلك الزيارة، أجرى عبد العاطي 8 لقاءات ومحادثات، مع مسؤولين لبنانيين، على رأسهم، رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، حيث تم تناول «مجمل الاتصالات التي تقوم بها مصر مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وتمكين الجيش اللبناني وعودته إلى الجنوب».

عبد العاطي خلال لقاء سابق مع قائد الجيش اللبناني ضمن زيارته لبيروت (الخارجية المصرية)

ويرى وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، أن الموقف المصري إزاء لبنان منذ التصعيد الإسرائيلي ومع حرب غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 «قوي ومتقدم ونابع من اهتمام أصيل بأمن وسيادة لبنان، وفكرة عدم توسيع نطاق الحرب في المنطقة بالشكل العنيف الذي تقوم به إسرائيل».

ولم يكن الدعم المصري وفق العرابي على «الصعيد الإنساني فقط، لكن كان قوياً دبلوماسياً وسياسياً، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كل المحافل يؤكد على موقف منحاز لسيادة وأمن لبنان، بخلاف اتصالات ولقاءات وزير الخارجية وأحدثها لقاء وزير خارجية لبنان في روما، وهذا يعبّر عن اهتمام واضح ومهم يُظهر لإسرائيل أن مصر رافضة توسعها في تهديد أمن المنطقة، ورافضة لأي مساس باستقرار لبنان».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ضمن زيارته الأخيرة لبيروت (الخارجية المصرية)

ويعد الموقف المصري المتواصل، وفق الكاتب السياسي اللبناني بشارة خير الله: «رسالة دعم مهمة في توقيت خطير يمر به لبنان»، مضيفاً: «مصر تلعب دوراً دبلوماسياً وإغاثياً بارزاً في الوقوف بجانب لبنان، ونحن هنا في لبنان نعوّل على الدور المصري ونجاحه في تعزيز جسر المساعدات، والتوصل لوقف إطلاق نار».

ووفق خير الله، فإن «التحرك المصري المتواصل يأتي ضمن جهود عربية كبيرة مع لبنان»، لافتاً إلى أن «هذا الوقوف العربي مهم للغاية في ظل محنة لبنان الذي يدفع ثمناً كبيراً».

دور محوري

يتفق معهما، المحلل السياسي اللبناني طارق أبو زينب، الذي أكد أن «مصر لها دور محوري في لبنان والمنطقة، من حيث دعمها لترسيخ الاستقرار في لبنان والمنطقة، فضلاً عن وقوفها الدائم بجانب الشعب اللبناني بجميع الأزمات على مر العقود، حيث قدمت مساعدات عند حادثة انفجار بيروت (2020) وأيضاً عند انتشار فيروس (كورونا)، ودعمت لبنان ولا تزال، ومستمرة في تقديم الدعم منذ بداية الحرب».

وبالنسبة للموقف السياسي، فإن مصر «تدعم وقف إطلاق النار في لبنان من خلال تنفيذ القرار (1701)، وتضغط بكل ما لديها من قوة في العالم العربي والمجتمع الدولي من أجل إنقاذ لبنان ووقف العدوان»، وفق أبو زينب الذي أكد أن «التعاون والتنسيق بين البلدين تاريخي بحكم العلاقات التاريخية والوطيدة بين مصر ولبنان، والتواصل مستمر، وهناك زيارات دائمة على صعيد المسؤولين لتقديم الدعم للبنان في الظروف الصعبة قبل الحرب، وأثناء العدوان أيضاً».

وسبق أن زار وزير الخارجية المصري لبنان في 16 أغسطس (آب) الماضي، قبل التصعيد الإسرائيلي الأخير، والتقى آنذاك في بيروت عدداً من المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، وسط تأكيده على إجراء اتصالات رئاسية ووزارية متواصلة لبحث التوصل لتهدئةٍ، لا سيما منذ تحويل جنوب لبنان إلى جبهة مساندة لغزة.

ووفق وزير الخارجية المصري الأسبق، فإن «تلك الخطوات المصرية تجاه لبنان نتاج علاقات تاريخية ومستقرة، أضيفت لها مساندة سياسية وإنسانية متواصلة، وستكون بعد وقف الحرب محل تقدير من حكومة وشعب لبنان»، متوقعاً أن يكون لمصر دور في إعمار جنوب لبنان بعد التخريب الإسرائيلي له، مع اهتمام بدعم جهود لبنان في حل الفراغ الرئاسي.

وتلك الجهود تأتي «ضمن رؤية الرئيس المصري، كون العمل العربي المشترك مهم من أجل إنقاذ المنطقة من التطرف الصهيوني، سواء في غزة أو حالياً في لبنان، خصوصاً أن الأوضاع الكارثية حالياً في غزة ولبنان تتطلب مزيداً من الجهد والتعاون والعمل، وهو ما نقوم به حالياً مع الأشقاء العرب»، وفق المحلل السياسي اللبناني طارق أبو زينب.

والوصول لاتفاق تهدئة في لبنان «سيشجع جهود الوساطة المصرية على إبرام هدنة في غزة»، وفق تقدير المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب.

عبد العاطي يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني ضمن زيارته الأخيرة لبيروت (الخارجية المصرية)

وكما سعت القاهرة في ملف لبنان، فإنها ستعزز جهودها في ملف غزة، خصوصاً أن «حماس» تؤيد اتفاق لبنان، ولن يرغب أي طرف فلسطيني في لوم «حزب الله» الذي دفع ثمناً كبيراً أبرزه مقتل غالبية قياداته، وفق الرقب.