زيلينسكي في جبهة دونباس... وهجوم جديد بمسيرة على قاعدة روسية

بوتين يجتمع مع كبار مسؤولي «الأمن الداخلي» لبحث الهجمات الأوكرانية

زيلينسكي مع قواته في منطقة دونباس التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر الماضي (أ.ب)
زيلينسكي مع قواته في منطقة دونباس التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

زيلينسكي في جبهة دونباس... وهجوم جديد بمسيرة على قاعدة روسية

زيلينسكي مع قواته في منطقة دونباس التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر الماضي (أ.ب)
زيلينسكي مع قواته في منطقة دونباس التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر الماضي (أ.ب)

توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إلى منطقة قريبة من جبهة القتال على مسافة قصيرة من باخموت ساحة المعركة الرئيسية في شرق البلاد، حيث يقاوم الجيش الأوكراني منذ أشهر هجوما روسيا، فيما لا يزال الأوكرانيون يعانون انقطاعات في التيار الكهربائي غداة سلسلة جديدة من القصف الروسي على منشآت الطاقة في البلاد. وأتت زيارة زيلينسكي أيضا في وقت تتهم فيه روسيا أوكرانيا بتكثيف الهجمات بالمسيرات على مطارات داخل أراضيها.
وأفاد مسؤولون محليون بتعرض مطار روسي آخر لهجمات بطائرات من دون طيار، أمس الثلاثاء، ولكن هذه المرة في منطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا. وكان مطاران عسكريان روسيان تعرضا الاثنين، لهجمات بطائرات من دون طيار، أحدهما في منطقة ساراتوف الجنوبية، والآخر في مدينة ريازان بوسط روسيا قرب العاصمة موسكو، وعلى بعد مئات الكيلومترات من الحدود مع أوكرانيا. وقال الحاكم الإقليمي رومان ستاروفويت عبر تطبيق تلغرام إنه لم تتم بعد السيطرة على الحريق الذي اندلع إثر هجوم كورسك، وأضاف أنه تم تعليق الدراسة في مدرستين بالمنطقة بسبب الحريق. ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، تعرضت منشأة عسكرية في منطقة بازا لهجوم بطائرات مسيرة أمس الثلاثاء أيضا. وأظهرت مقاطع فيديو من مدينة كورسك الصناعية حريقا كبيرا في منطقة المطار التي تستخدم حصريا للرحلات العسكرية. وفي الوقت نفسه، أفادت بوابة «بازا» الإلكترونية بوقوع هجوم بطائرة مسيرة في منطقة بريانسك استهدف على ما يبدو شركة قابضة حكومية لها صلات بالأمن القومي.
وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء مع كبار مسؤولي «الأمن الداخلي» في روسيا بعد أن قال الكرملين إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة بطائرات مُسيّرة تشكل خطراً على البلاد. وقال الكرملين الثلاثاء إن بوتين عقد اجتماعا لمجلس الأمن لمناقشة كيفية ضمان «الأمن الداخلي» للدولة، من دون مزيد من التفاصيل. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن السلطات تتخذ الإجراءات «الضرورية» لحماية البلاد من الهجمات الأوكرانية. وأضاف ردا على سؤال حول ضربات الطائرات المُسيّرة «بالطبع، السياسة التي أعلنها النظام الأوكراني صراحة لمواصلة مثل هذه الأعمال الإرهابية هو عامل خطر».
وتأتي هجمات الطائرات من دون طيار خارج الحدود الروسية في الوقت الذي يواصل فيه الكرملين حملته تدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ومن بينها البنية التحتية للطاقة والنقل. وكررت روسيا وجهة نظرها أمس، بأن ضرباتها مبررة عسكريا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنها «ضربات ضخمة بأسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى ضد نظام القيادة العسكرية ومصانع الأسلحة والأشياء المرتبطة بها من أجل كسر الإمكانات العسكرية لأوكرانيا».
وذكرت صحيفة «كومرسنت» الروسية أن أوكرانيا استخدمت مسيرات من طراز «تو - 141» لتستهدف خصوصا قاعدة إنغلز التي تضم قاذفات استراتيجية وتقع على مسافة 500 كيلومتر من أقرب حدود أوكرانية.
وعلى الأرض، يضغط الكرملين عبر ضم كامل للأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرته، ومن بين ذلك ما يتعلق بتغيير العملة المحلية إلى الروبل الروسي. وحث الروس الذين يحتلون منطقة خيرسون الأوكرانية السكان اليوم على استبدال مدخراتهم بواسطة الروبل.
ونشر زيلينسكي ثلاثة مقاطع مصورة تظهره في منطقة دونباس التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر (أيلول) الماضي من دون أن تسيطر عليها بالكامل. وقال زيلينسكي متوجها إلى عسكريين بمناسبة يوم القوات المسلحة: «شرق أوكرانيا هو المحور الأصعب (على الجبهة)» مضيفا «شكرا لصمودكم». وقلد بعد ذلك، بعض العسكريين أوسمة. وفي مقطع مصور آخر أمام مدخل مدينة سلوفيانسك حيا الرئيس الأوكراني «كل الذين ضحوا بحياتهم من أجل أوكرانيا». وعلى مسافة قريبة في دونيتسك المعقل المؤيد للروس قتل ستة مدنيين في ضربات أوكرانية على ما ذكرت السلطات المحلية. وكان زيلينسكي على مسافة 45 كيلومترا فقط من باخموت التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ الصيف مع ما رافق ذلك من دمار هائل. لكنها عجزت عن ذلك حتى الآن. وقد نشرت موسكو في هذه المنطقة عسكريين فضلا عن مجموعة فاغنر التي جندت سجناء سابقين.
توجه زيلينسكي بانتظام إلى مناطق قريبة من الجبهة أمر لم يقدم عليه الرئيس الروسي، مفضلا المؤتمرات المرئية من مكتبه أو مقر إقامته. ولم يقم بوتين إلا بتنقلات قليلة جدا وبينها زيارته الاثنين لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، حيث أظهرته مشاهد يقود سيارة على جسر يربط المنطقة بروسيا كان قد دمر جزئيا مطلع أكتوبر (تشرين الأول) في هجوم نسبته موسكو لكييف.
وستشكل السيطرة على باخموت في حال حصولها نجاحا للروس الذين يتكبدون منذ الخريف سلسلة هزائم ما اضطرهم إلى التراجع في شمال شرقي أوكرانيا وفي جنوبها. وأمام هذه النكسات كثف الجيش الروسي منذ أكتوبر ضرباته على منشآت الطاقة الأوكرانية، فبات القسم الأكبر من السكان المدنيين من دون كهرباء إلا لساعات قليلة في اليوم ما يحرمهم أيضا من الماء والتدفئة في حين بات الشتاء على الأبواب مع تدني درجات الحرارة إلى دون الصفر. ورأت وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء أن في حال تمكنت كييف من شن هذا الهجوم فعلى موسكو أن تعتبر ذلك «الفشل الاستراتيجي الأهم على صعيد حماية قواتها، منذ غزو أوكرانيا». ويواصل الكرملين التأكيد أنه سيهزم المقاومة الأوكرانية إلا أن الأشهر الأخيرة كانت صعبة للغاية للعسكريين الروس في مواجهة أوكرانيين يتمتعون بالتصميم وبأسلحة من حلفائهم الغربية.


مقالات ذات صلة

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوروبا أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ببوخارست برومانيا 30 نوفمبر 2022 (رويترز)

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم الغربي لأوكرانيا بعد فوز ترمب

توجه وزير الخارجية الأميركي إلى بروكسل حيث يجري محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا وذلك على خلفية انتخاب ترمب رئيساً لأميركا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

أكد كل من الرئيس الفرنسي والأمين العام لحلف الناتو، اليوم الثلاثاء، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا «أولوية مطلقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 4250 دولاراً (إ.ب.أ)

النواب الروس أقرّوا قانوناً يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

أقرّ النواب الروس اليوم (الثلاثاء) قانوناً يحظر الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء، على خلفية الأزمة الديموغرافية في روسيا التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو (رويترز)

شويغو: على موسكو وبكين التصدي «لسياسة الاحتواء» الأميركية

أبلغ الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بأن المهمة الرئيسية لبكين وموسكو هي التصدي «لسياسة الاحتواء» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم لأوكرانيا بعد فوز ترمب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلا بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلا بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)
TT

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم لأوكرانيا بعد فوز ترمب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلا بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلا بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)

يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بروكسل، غدا (الأربعاء)، لإجراء محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا على خلفية انتخاب دونالد ترمب رئيسا، على ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وأوضح الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر أن بلينكن سيلتقي الأربعاء مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي «للبحث في دعم أوكرانيا في دفاعها في وجه العدوان الروسي» في زيارة لم تكن معلنة فيما هدد الرئيس الأميركي المنتخب بوقف المساعدات لكييف. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية قال ترمب إنه سينهي الحرب «في يوم واحد».

وتعاني القوات الأوكرانية من نقص في القوى العاملة وإمدادات الأسلحة.

وتعهدت إدارة بايدن بصرف الأموال المتبقية لأوكرانيا خلال الأسابيع العشرة المقبلة، والتي كان أقرها الكونغرس؛ بما فيها ما يعادل 4.3 مليار دولار من الأسلحة الأميركية المعاد توجيهها، و2.1 مليار دولار عقوداً جديدة من شركات أميركية.