أثار الهداف الألماني السابق يورغن كلينسمان حفيظة المدرب البرتغالي لمنتخب إيران كارلوس كيروش، لانتقاده المنتخب الإيراني، ودعا كيروش إلى إقالة بطل مونديال 1990 من اللجنة الفنية للاتحاد الدولي «فيفا».
وانتقد كلينسمان، العضو في مجموعة الدراسة الفنية لـ«فيفا» المكونة من 7 أعضاء وتقوم بتحليل كأس العالم المقامة حالياً في قطر، تصرفات الإيرانيين خلال الفوز المتأخر على ويلز 2-صفر، الجمعة، ضمن منافسات المجموعة الثانية.
وتحدث المدرب السابق لمنتخبي ألمانيا والولايات المتحدة، في تحليل فني لشبكة «بي بي سي» عن سلسلة من الأخطاء، وعن سلوك الجهاز الفني الإيراني في أثناء المباراة، معتبراً أن ذلك كان جزءاً من استراتيجية مدروسة لجعل الخصم «يفقد تركيزه». وقال إن ما حصل «ليس بالصدفة. هذا كله متعمد. هذا جزء من ثقافتهم، هكذا يلعبون. ينهكون الحكم. لقد شاهدت مقعد البدلاء (اللاعبون الاحتياط وطواقم الفريق) يقفزون دائماً، ويزعجون مساعد الحكم والحكم الرابع إلى جانب الملعب».
وتابع بأن الإيرانيين كانوا «باستمرار في آذانهم (الحكام)، باستمرار في وجههم على أرض الملعب... هذه هي ثقافتهم. تجعلك تفقد تركيزك... حيال ما هو مهم حقاً بالنسبة لك».
حُكم نمطي متحامل ينمّ عن فوقية
ولم يمر ما أدلى به ابن الـ58 عاماً مرور الكرام عند كيروش الذي وصف ما صدر عن الهداف السابق لإنتر الإيطالي وموناكو وبايرن ميونيخ وتوتنهام الإنجليزي بـ«العار على كرة القدم».
وكتب كيروش في سلسلة من التغريدات على «تويتر»: «على الرغم من أنك لا تعرفني شخصياً، فأنت تشكك في شخصيتي بحُكم نمطي متحامل، ينمّ عن فوقية».
وتابع: «بغض النظر عن مدى احترامك لما فعلتُه داخل الملعب، فإن هذه التصريحات حول ثقافة إيران والمنتخب الإيراني واللاعبين هي وصمة عار على كرة القدم»، مشدداً: «لا يمكن لأحد أن يمس بنزاهتنا».
ودعا المدرب السابق لمنتخب البرتغال كلينسمان لزيارة مقر معسكر المنتخب الإيراني في مونديال قطر «للاستماع إلى مدى حبهم واحترامهم لكرة القدم» على الرغم من الانتقادات «الشائنة»؛ لكنه اشترط استقالة الألماني من منصبه في «فيفا» كي يكون مُرَحباً به بين اللاعبين الإيرانيين، متوجهاً إلى كلينسمان بالقول: «نريد أن نتابع باهتمام كامل قرار «فيفا» بشأن منصبك عضواً في مجموعة الدراسة الفنية لقطر 2022؛ لأنه من البديهي أن نتوقع منك الاستقالة قبل أن تزور معسكرنا».
وبعد الخسارة القاسية أمام إنجلترا 2-6 في الجولة الافتتاحية، عاد المنتخب الإيراني إلى المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة، بالفوز على ويلز بهدفين سجلهما في الوقت بدل الضائع.
وسيكون الفوز مفتاح تأهل الإيرانيين إلى ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخهم، بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين إنجلترا وجارتها ويلز.
وكان كلينسمان أحد ركائز منتخب ألمانيا الغربية الذي تُوج بطلاً للعالم عام 1990 في إيطاليا، قبل أن يشرف على منتخب بلاده في المونديال الذي استضافته عام 2006، وحل فيه فريقه في المركز الثالث. ثم تولى تدريب منتخب الولايات المتحدة بين 2011 و2016، وقاده في مونديال البرازيل 2014.
وبالإضافة إلى تحليل الأحداث الواقعة على أرضية الميدان، تقوم مجموعة الدراسات الفنية بدرس التوجهات والتغيرات التي تؤثر على مستقبل اللعبة، ومدى انعكاساتها على تأهيل المدربين وتطوير المواهب.