تركيا تطلق عملية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا والعراق

مقاتلة تركية ( وزارة الدفاع التركية-تويتر)
مقاتلة تركية ( وزارة الدفاع التركية-تويتر)
TT

تركيا تطلق عملية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا والعراق

مقاتلة تركية ( وزارة الدفاع التركية-تويتر)
مقاتلة تركية ( وزارة الدفاع التركية-تويتر)

أعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد،  شنّ قواتها عملية «المخلب-السيف» الجوية في شمال العراق وسوريا، معتبرة أن هذه المناطق «يستخدمها إرهابيون كقواعد»، وذلك بعد شن سلاح الجو التركي أكثر من 20 غارة على مواقع للقوات الكردية في شمال سوريا.
وقالت في بيان إن العملية أطلقت «وفقاً لحقوق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسوريا، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه».
ونشرت الوزارة على حسابها في موقع «تويتر» صورة لمقاتلة تقلع لتنفيذ غارة ليلية في موقع لم تحدده، وكتبت: «دقت ساعة الحساب! سيدفع الأوغاد ثمن اعتداءاتهم الغادرة»، في إشارة إلى العبوة الناسفة التي انفجرت في إسطنبول في الـ13 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وأوقعت ستة قتلى، واتهمت أنقرة حزب العمال الكردستاني بالوقوف خلف تفجيرها.
وفي تغريدة أخرى، نشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر فيه موقعان متجاوران يتم استهدافهما بصاروخين، من دون تحديد مكانهما. وأرفقت الفيديو بعبارة «جحور الإرهاب تمحوها عن الوجود ضربات دقيقة الإصابة».
https://twitter.com/tcsavunma/status/1594107015684845568?s=20&t=L-bhIvhdt_dqjeIlUGbmew
ولم تنشر الوزارة أي تفاصيل عن الغارة التي بدا أنها نفذت ليلاً، لكن هذه التغريدات تأتي بعيد إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) أن سلاح الجو التركي أغار على عدد من مواقعها في مدينة كوباني في شمال سوريا.
وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فقد أسفرت غارات جوية تركية على مواقع عدة في شمال سوريا وشمالها الشرقي ليل السبت - الأحد عن سقوط 12 قتيلاً على الأقل، ستة منهم ينتمون إلى «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها المقاتلون الأكراد وستة إلى قوات النظام السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القصف التركي طال مواقع تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، ونقاطاً تنتشر فيها قوات النظام السوري في محافظتي الرقة والحسكة (شمال)، مشيراً إلى أن حصيلة القصف هي 12 قتيلاً.
وتأتي هذه الغارات بعيد أيام من نفي «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، أي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في إسطنبول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح.
وأوقفت السلطات التركية إثر الاعتداء شابة تحمل الجنسية السورية، واتهمتها بزرع القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم بوسط إسطنبول.
وحمل وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الاثنين، حزب العمال الكردستاني، المسؤولية عن الاعتداء. وقالت الشرطة التركية إن المتهمة اعترفت بأنها زرعت القنبلة بناء على أوامر من حزب العمال الكردستاني، وبأنها تلقت تعليمات من مدينة كوباني.
وتُصنف أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، منظمة «إرهابية»، وتعدها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض ضدها تمرداً مسلحاً منذ عقود.
ونفى حزب العمال الكردستاني أي علاقة له بتفجير إسطنبول، متهماً الحكومة التركية بامتلاك «خطط غامضة» وبـ«إظهار كوباني كهدف».
ولمدينة كوباني رمزية مهمة لدى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي كانت أول من تصدت لتنظيم «داعش»، وخاضت ضده عام 2014 معركة للدفاع عن المدينة الحدودية مع تركيا، وتلقت دعماً عسكرياً أميركياً.
وشنت تركيا منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.
والجمعة حذرت الولايات المتحدة من أنها تخشى «عملاً عسكرياً محتملاً من جانب تركيا»، ونصحت رعاياها بعدم السفر إلى شمال سوريا والعراق.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


«حزب الله»: فقدنا طريق إمداداتنا في سوريا بعد الإطاحة بالأسد

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله»: فقدنا طريق إمداداتنا في سوريا بعد الإطاحة بالأسد

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)

قال الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم، اليوم السبت، إن الجماعة فقدت طريق إمداداتها عبر سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل نحو أسبوع في هجوم كاسح شنته المعارضة.

ولم يذكر قاسم، الأسد، بالاسم في خطابه الذي بثه التلفزيون، لكنه قال إن الجماعة لا تستطيع الحكم على الحكام الجدد في سوريا قبل أن تستقر الأوضاع في البلاد، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأعرب قاسم عن أمله في «ألا تطبّع» السلطات السورية الجديدة العلاقات مع إسرائيل بعد إطاحة الأسد الذي كان حليفاً للتنظيم الشيعي.

وقال في أول خطاب له منذ إطاحة الأسد: «نتمنى أن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة إسرائيل عدواً وألا تطبّع معها».

وكانت الجماعة الموالية لإيران قد دعمت نظام الرئيس المخلوع خلال الحرب الأهلية الدامية.