أنقرة توقف «خلية داعشية» في حلب و«انتحاريين» من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا بعد أسبوع من التفجير الإرهابي بإسطنبول أن قواتها مستمرة في عملياتها بسوريا والعراق (أ.ف.ب)
أكدت تركيا بعد أسبوع من التفجير الإرهابي بإسطنبول أن قواتها مستمرة في عملياتها بسوريا والعراق (أ.ف.ب)
TT

أنقرة توقف «خلية داعشية» في حلب و«انتحاريين» من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا بعد أسبوع من التفجير الإرهابي بإسطنبول أن قواتها مستمرة في عملياتها بسوريا والعراق (أ.ف.ب)
أكدت تركيا بعد أسبوع من التفجير الإرهابي بإسطنبول أن قواتها مستمرة في عملياتها بسوريا والعراق (أ.ف.ب)

وسط تلويح تركي بعمليات عسكرية تشمل مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا والعراق، وتحذير أميركي من تلك العمليات، أعلنت أنقرة ضبط خلية لتنظيم «داعش» الإرهابي مؤلفة من 11 إرهابياً، في عملية نفذتها المخابرات التركية بمشاركة فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، ضمن نطاق ما يعرف بمنطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها.
ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية عن المخابرات التركية، أن القبض على عناصر الخلية جاء نتيجة عمل مشترك بين المخابرات و«الجيش الوطني السوري»، مشيرة إلى أنه تم العثور على كميات من المتفجرات بعد مداهمة المنازل التي كان يقيم بها عناصر «الخلية الداعشية»، شملت 4350 مفجراً كهربائياً، و986 جهازاً مدمجاً قابلاً للبرمجة، و665 لوحة دوائر ومقاييس للتحكم في الدوائر الكهربائية، ومصابيح «إل إي دي».
وأضافت المصادر أن أعضاء الخلية اعترفوا بأنهم قدموا دعماً لوجيستياً وعسكرياً للهجمات التي نفذها «داعش» على سجن غويران (سجن الصناعة) الخاضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في محافظة الحسكة، مطلع العام الحالي. واعتُبر ذلك الهجوم أكبر عملية للتنظيم منذ هزيمته في عام 2019، وقد أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص من حراس السجن والسجناء والمسلحين المهاجمين.
في الوقت ذاته، أعلنت السلطات التركية القبض على اثنين من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قسد»، كانا يحضران لتفجير انتحاري في مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرة القوات التركية و«الجيش الوطني» شمال سوريا.
وقالت مصادر أمنية تركية إن فرق شعبة الاستخبارات في ولاية هطاي الحدودية مع سوريا، تمكنت من إحباط تفجير كان حزب «العمال الكردستاني»، المصنف تنظيماً إرهابياً، يخطط لتنفيذه عبر ذراعه في سوريا: «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وجاءت العمليتان التركيتان بعد أسبوع من تفجير إرهابي نفذته السورية أحلام البشير، بمعاونة آخرين قالت السلطات التركية إنهم ينتمون إلى «الوحدات» الكردية، وحزب «العمال الكردستاني»، في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول، الأحد الماضي، خلَّف 6 قتلى و81 مصاباً.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي زار موقع التفجير الإرهابي في إسطنبول، الجمعة، أن القوات التركية مستمرة في عملياتها بسوريا والعراق، وأن العمليات لن تتوقف ضد قيادات حزب «العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» في شمال شرقي سوريا وشمال العراق.
في المقابل، حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى شمال العراق وشمال سوريا، بناء على تقارير، وصفتها بـ«الموثوقة»، عن قرب شن تركيا عمليات عسكرية هناك. ونشرت القنصلية الأميركية في أربيل بياناً عبر موقعها على الإنترنت، قالت فيه إنها «تراقب تقارير موثوقة ومفتوحة المصدر، تتحدث عن احتمال شن تركيا عملاً عسكرياً في شمال سوريا وشمال العراق في الأيام المقبلة، وإن حكومة الولايات المتحدة تنصح وبشدة مواطنيها بتجنب هذه المناطق، وخصوصاً المناطق الحدودية، وتوخي الحذر في حال كانت هناك تجمعات أو احتجاجات كبيرة».
في السياق، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها المتمركزة في منطقة «نبع السلام»، شمال شرقي سوريا، السبت، بقذائف المدفعية الثقيلة، قريتي تل الورد وخربة شعير، في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات «قسد» والنظام السوري بريف أبو راسين، شمال غربي الحسكة، لليوم الثاني على التوالي، وسط حركة نزوح للأهالي إلى المناطق الأكثر أمناً.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.