المستشار الألماني يحذر بوتين مجدداً من استخدام أسلحة «الدمار الشامل»

رئيسا المخابرات الأميركية والروسية ناقشا في أنقرة التهديدات النووية وتبادل السجناء

صورة مركبة لمدير المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
صورة مركبة لمدير المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
TT

المستشار الألماني يحذر بوتين مجدداً من استخدام أسلحة «الدمار الشامل»

صورة مركبة لمدير المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
صورة مركبة لمدير المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)

قالت الرئاسة التركية إن لقاءً عقد في أنقرة بين رئيسي جهازي المخابرات الأميركي والروسي يعدّ إضافة جديدة للإسهامات المهمة من تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان في السلام العالمي.
وذكر رئيس دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، في تصريحات أدلى بها لوكالة «أسوشييتد برس» ونقلتها وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، أن لقاءً بين مدير «الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)» ويليام بيرنز، ونظيره الروسي سيرغي ناريشكين، في أنقرة الاثنين، تناول التهديدات ضد الأمن العالمي؛ على رأسها استخدام الأسلحة النووية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إن اللقاء جرى بناء على طلب واشنطن، بضيافة المخابرات التركية، قائلاً: «لقد جرت مفاوضات كهذه بالفعل بمبادرة من الجانب الأميركي».
وأثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلقاً دولياً عندما لمح إلى إمكان استخدام السلاح النووي في الحرب في أوكرانيا، خلال خطاب في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، أكد فيه أنه مستعد لاستخدام كل الوسائل في ترسانة روسيا العسكرية لمواجهة الغرب.
وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها؛ سراً وعلناً، روسيا؛ بما في ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الروسي سيرغي شويغو. ويؤكد المسؤولون الأميركيون أن الولايات المتحدة وروسيا تحافظان على قنوات اتصال منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي؛ بما في ذلك عبر السفارة الأميركية في موسكو، لنقل رسائل بشأن علاقاتهما الثنائية.
وقال ألطون إن اللقاء الذي استضافته المخابرات التركية يعد إضافة جديدة إلى المساهمات المهمة لتركيا والرئيس رجب طيب إردوغان في السلام العالمي، لافتاً إلى أن تركيا، التي جمعت في السابق وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا وتوسطت في «اتفاقية الحبوب» بين روسيا وأوكرانيا، «ستواصل التفاوض مع جميع الأطراف من أجل السلام، ولن تتردد في أخذ زمام المبادرة في هذه المرحلة».
وكانت مصادر من المخابرات التركية والأميركية ذكرت لـ«الأناضول» أن أنقرة استضافت اجتماعاً «غير معلن» بين رئيسي المخابرات الأميركية والروسية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي، قالت إنه رفض ذكر اسمه، أن قنوات الاتصال مع روسيا «مفتوحة»؛ لا سيما فيما يتعلق بإدارة المخاطر، وتحديداً المتعلقة بخطر حدوث هجوم نووي أو زعزعة الاستقرار الاستراتيجي.
وحذر المستشار الألماني، أولاف شولتس، روسيا مجدداً في «قمة مجموعة العشرين» من استخدام أسلحة نووية في حربها ضد أوكرانيا.
وقال شولتس، الثلاثاء، في الجلسة الافتتاحية للقمة في نوسا دوا بجزيرة بالي الإندونيسية: «بتهديداته النووية غير المسؤولة؛ يعمل الرئيس بوتين عمداً على تصعيد الموقف أكثر... استخدام أسلحة نووية وأي تهديد بالقيام بذلك أمر غير مقبول وسيظل كذلك: ينبغي أن يصدر ذلك عن القمة في إشارة واضحة ومشتركة».
وشدد شولتس على أن فلاديمير بوتين وداعميه «يتحملون المسؤولية الكاملة عن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية الهائلة للحرب، التي يواجهها الناس في جميع أنحاء العالم يومياً بطريقة أو بأخرى».
ورحب شولتس باتفاق مفاوضي «مجموعة العشرين» بشأن بيان ختامي تدين فيه «أغلبية كبيرة» من المشاركين الحرب العدوانية الروسية.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي قوله إن ويليام بيرنز «لا يجري أي نوع من المفاوضات، ولا يبحث في تسوية للحرب في أوكرانيا»، مشيراً إلى إبلاغ الأوكرانيين مسبقاً بالاجتماع.
ولفت المتحدث الأميركي إلى أن بيرنز حمل إلى الاجتماع مع نظيره الروسي قضيتي المواطنين الأميركيين المحتجزين في روسيا ميركوري بريتني غراينر وبول ويلان، مشيراً إلى أنهما «محتجزان ظلماً».
وعبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر استعداداً لمناقشة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة. وقال، في مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي: «آمل الآن بعدما انتهت الانتخابات أن يكون بوتين قادراً على النقاش معنا وأن يكون مستعداً للبحث بجدية أكبر في صفقة تبادل سجناء».
وكان حكم على نجمة كرة السلة للسيدات بريتني غراينر بالسجن 9 سنوات بتهمة «تهريب المخدرات» بعدما أوقفت في فبراير (شباط) الماضي في مطار بموسكو وبحوزتها القنب، ونُقلت مؤخراً إلى سجن خارج موسكو.
وأشارت واشنطن مراراً إلى أنها قدمت لروسيا «عرضاً مهماً» للإفراج عن الرياضية والعسكري السابق بول ويلان، لكنها لم تتلق رداً عليه حتى الآن.
ووفق مصادر دبلوماسية روسية، فإن تبادل السجناء المحتمل قد يشمل بريتني غراينر وتاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت المحتجز في الولايات المتحدة حيث يقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً. وأجرى الروس والأميركيون في الماضي عمليات عدة لتبادل سجناء.


مقالات ذات صلة

4 قضايا على أجندة أنقرة لاجتماع موسكو... وقلق من الخطط الأميركية

الولايات المتحدة​ 4 قضايا على أجندة أنقرة لاجتماع موسكو... وقلق من الخطط الأميركية

4 قضايا على أجندة أنقرة لاجتماع موسكو... وقلق من الخطط الأميركية

كشفت مصادر تركية 4 قضايا تضعها أنقرة على أجندتها في الاجتماع الرباعي المقرر في موسكو أوائل مايو (أيار) المقبل لوزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران، في إطار عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق، وأن تركيا تعمل على التنسيق مع دول عربية بدأت خطوات للتطبيع مع سوريا في مقدمتها السعودية. ونقلت صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، اليوم الخميس، عن مصادر مطلعة على سير محادثات التطبيع، أن الجانب التركي سيطرح خلال اجتماع موسكو الرباعي 4 قضايا محددة، هي دفع العملية السياسية في سوريا، وضمان تمثيل المعارضة في المرحلة المقبلة، ومكافحة الإرهاب، وعودة اللاجئين والمساعدات الإنسانية. وقالت المصادر إن اللجنة ا

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الكرملين: لا قرار بعد بشأن زيارة بوتين لتركيا في أبريل

الكرملين: لا قرار بعد بشأن زيارة بوتين لتركيا في أبريل

قال الكرملين، اليوم (الخميس)، إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا في أبريل (نيسان) لافتتاح مفاعل بنته شركة الطاقة النووية الحكومية الروسية. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إنه من المحتمل أن يزور بوتين تركيا للمشاركة في الافتتاح في 27 أبريل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي من اجتماع «مجلس الأمن القومي» برئاسة إردوغان (وكالة الأناضول)

تركيا: القضاء على «التنظيمات الإرهابية» مفتاح الحل في سوريا

أكدت تركيا أن القضاء على التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب لديها، في إشارة إلى «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعد أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، من شأنه «أن يفتح باب الحل في سوريا». وجاء في بيان صدر عن «مجلس الأمن القومي» التركي، ليل الأربعاء–الخميس، في أول اجتماع له في العام الحالي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أن «حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وداعميهما، يشكّلون أكبر عقبة أمام تحقيق الشعب السوري السلام والاستقرار والازدهار، وأن القضاء التام على تلك التنظيمات، سيفتح الطريق أمام حل شامل يقوم على أساس سلامة الأراضي السورية وسيادتها».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية بوتين وإردوغان خلال لقائهما في موسكو عام 2020 (أرشيفية - رويترز)

بوتين وإردوغان يناقشان الوضع في أوكرانيا وسوريا عبر الهاتف

قال الكرملين، اليوم (الاثنين)، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان ناقشا فيها الوضع في أوكرانيا. وذكر الكرملين أن الجانبين ناقشا تبادلاً محتملاً للأسرى بين روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن تطبيع العلاقات التركية السورية. وأضاف: «استمر تبادل الآراء بشأن الوضع في أوكرانيا».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية أزمة الغذاء العالمية المستمرة واحدة من أكثر العواقب بعيدة المدى للغزو الروسي لأوكرانيا (رويترز)

أزمة غذاء وارتفاع أسعار... العالم «على شفا المجاعة» بسبب حرب أوكرانيا

أصبحت أزمة الغذاء العالمية المستمرة واحدة من أكثر العواقب بعيدة المدى للغزو الروسي لأوكرانيا، الذي ساهم في انتشار المجاعة والفقر والوفيات المبكرة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. وترسو السفن الضخمة التي تحمل القمح والحبوب الأوكرانية على طول مضيق البوسفور في إسطنبول حيث تنتظر عمليات التفتيش قبل نقلها إلى الموانئ في جميع أنحاء العالم. وانخفض عدد السفن التي تبحر عبر مضيق البوسفور مع بدء الغزو الروسي منذ 10 أشهر وفرض حصار بحري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

موسكو: بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
TT

موسكو: بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)

كشفت موسكو، مؤخراً، عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب دونالد ترمب الشهر المقبل.

أعلن الكرملين أنه لم يتلقَّ دعوة لحضور الرئيس الروسي حفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب في العشرين من يناير (كانون الثاني)، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

في الوقت نفسه، دعا ترمب الرئيس الصيني شي جينبينغ لحضور حفل التنصيب في واشنطن العاصمة، على الرغم من تهديده بفرض رسوم جمركية ضخمة على السلع الصينية.

وأكدت السكرتيرة الصحافية الجديدة لترمب، كارولين ليفيت، أنه دعا شي لكنها قالت إنه «سيتم تحديد» ما إذا كان سيحضر.

وقالت ليفيت، خلال مقابلة على قناة «فوكس نيوز»: «هذا مثال على قيام الرئيس ترمب بإنشاء حوار مفتوح مع قادة الدول كلها - ليس مجرد حلفائنا، بل خصومنا ومنافسينا أيضاً... لقد رأينا هذا في ولايته الأولى... هو على استعداد للتحدث مع أي شخص وسيضع دائماً مصلحة أميركا في المقام الأول».

في مقابلة مع شبكة «إن بي سي نيوز»، الأسبوع الماضي، قال ترمب إنه «يتفق بشكل جيد للغاية» مع شي وإنهما «تواصلا مؤخراً هذا الأسبوع».

وسيكون من غير المسبوق أن يحضر أي من رئيسي روسيا أو الصين، المنافسين للولايات المتحدة، حفل التنصيب.

وقد شهد تنصيب ترمب الوشيك اندفاع الرئيس الأميركي جو بايدن للحصول على مليارات الدولارات الإضافية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا ومحاولة إنهاء حرب إسرائيل على «حماس» في غزة.

أصر الرئيس المنتخب على أن تتوصل موسكو وكييف إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال إن أوكرانيا من المرجح أن تستعد لتلقي مساعدات عسكرية أميركية أقل.

قالت كل من إدارة بايدن المنتهية ولايتها وإدارة ترمب المقبلة إنهما تأملان في إنهاء الحرب بين إسرائيل و«حماس» قبل تنصيب الرئيس المنتخب في يناير، لكن أشهراً من محادثات وقف إطلاق النار تعثرت مراراً وتكراراً ولا يبدو أن هناك نهاية قريبة في الأفق.