4 قضايا على أجندة أنقرة لاجتماع موسكو... وقلق من الخطط الأميركية

تتواصل مع السعودية ودول عربية حول التطبيع مع سوريا

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (رويترز)
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (رويترز)
TT

4 قضايا على أجندة أنقرة لاجتماع موسكو... وقلق من الخطط الأميركية

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (رويترز)
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو (رويترز)

كشفت مصادر تركية 4 قضايا تضعها أنقرة على أجندتها في الاجتماع الرباعي المقرر في موسكو أوائل مايو (أيار) المقبل لوزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران، في إطار عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق، وأن تركيا تعمل على التنسيق مع دول عربية بدأت خطوات للتطبيع مع سوريا في مقدمتها السعودية.
ونقلت صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، اليوم الخميس، عن مصادر مطلعة على سير محادثات التطبيع، أن الجانب التركي سيطرح خلال اجتماع موسكو الرباعي 4 قضايا محددة، هي دفع العملية السياسية في سوريا، وضمان تمثيل المعارضة في المرحلة المقبلة، ومكافحة الإرهاب، وعودة اللاجئين والمساعدات الإنسانية.
وقالت المصادر إن اللجنة الدستورية لم تجتمع منذ شهور، وإن الاجتماعات السابقة لها لم تسفر عن شيء، وهناك ضرورة لإحياء العملية بصيغ مختلفة إذا لزم الأمر، وإن الاتصالات مستمرة مع المعارضة السورية، ويمكن الجمع بين النظام والمعارضة في إطار منصة آستانة، لكن الأمر سيستغرق وقتاً حتى يتم بناء هذه العملية بطريقة صحية.
وأكدت المصادر أن مكافحة الإرهاب من أهم القضايا بالنسبة لتركيا التي تريد تطهير المناطق المتاخمة لحدودها في سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عبر التعاون مع دمشق، وأن الرسالة التركية في هذا الشأن، هي أن «وحدة أراضي سوريا مهمة للغاية بالنسبة لتركيا، ويجب إخلاء جميع العناصر الإرهابية، بما في ذلك وحدات حماية الشعب، من شمال سوريا».
وأشارت المصادر إلى أن ملف عودة اللاجئين سيتحقق مع إحياء العملية السياسية، موضحة أن حكومة دمشق اتخذت خطوات بالفعل، وأصدرت حتى الآن أكثر من 20 عفواً (عن معتقلين)، كما أن تركيا وروسيا وإيران، وهي الدول الضامنة لمسار آستانة، ستلعب دوراً ضامناً في هذه العملية أيضاً، وهذه المرة قد يتم إصدار عفو جديد أوسع.
وبالنسبة للمساعدات الإنسانية، قالت المصادر إن تركيا مستعدة لإبداء المرونة لإيصالها إلى جميع أنحاء سوريا دون انقطاع عبر بواباتها الحدودية، وتأكدت الحاجة لهذه القضية، لا سيما بعد زلزال 6 فبراير (شباط) المدمر الذي ضرب مناطق في جنوب تركيا وشمال غربي سوريا، وتم دعم وصول المساعدات عبر خطوات بناء الثقة ضمن خريطة الطريق التركية للتطبيع مع دمشق.
وكشفت المصادر أن تركيا تحاول ضمان التنسيق مع الدول العربية في إطار عملية التطبيع مع سوريا، وتجري حالياً محادثات مع السعودية وقطر، مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للسعودية الأربعاء، في أول زيارة لمسؤول سوري إلى المملكة منذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011.
على الجانب المقابل، لفتت المصادر إلى أن دمشق تريد انسحاب القوات التركية من مناطق العمليات في شمال سوريا، وتطالب بالتزامات أكثر تحديداً في ما يتعلق بوحدة الأراضي السورية، وأنه بينما تقوم أنقرة بحركة اتصال مكثفة مع الدول الثلاث روسيا وسوريا وإيران، تحافظ على الاتصالات مع الدول العربية، وتحاول ضمان التنسيق مع من يعمل منها على تطبيع العلاقات مع سوريا.
وذهبت إلى أن أحد العوامل التي تعرقل تقدم عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق، هي السياسة الأميركية في المنطقة، والخطط المستقبلية للولايات المتحدة فيما يتعلق بشمال شرقي سوريا، حيث إنه على الرغم من رد الفعل الحاد من تركيا الحليفة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تواصل واشنطن تعاونها الميداني، بأقصى سرعة، مع الوحدات الكردية.
وأكدت المصادر أن هناك مكاسب مهمة يمكن أن يحققها البلدان الجاران في نهاية العملية، فمن وجهة نظر تركيا، تعتبر عودة اللاجئين من الموضوعات البارزة، وأثناء اتخاذ هذه الخطوة تتصرف أنقرة بحذر حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى بلدانهم بأكثر الطرق أماناً، وبالنسبة للخطط الأميركية المستقبلية لشمال شرقي سوريا، يعد التطبيع بين تركيا وسوريا هو العنصر الأقوى الذي سيعطل هذه الخطط.
ومن المقرر، بحسب ما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن يعقد الاجتماع الرباعي لوزراء الخارجية في موسكو أوائل مايو المقبل، لافتاً إلى أن هذا الاجتماع سيمهد لعقد لقاء بين رؤساء تركيا وسوريا وروسيا وإيران.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


احتجاجات غزة تهز الجامعات... وبايدن يتدخل

الشرطة تقدم على اعتقال شخص أثناء مواجهتها طلاباً مؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعة كاليفورنيا في وقت مبكر أمس (أ.ف.ب)
الشرطة تقدم على اعتقال شخص أثناء مواجهتها طلاباً مؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعة كاليفورنيا في وقت مبكر أمس (أ.ف.ب)
TT

احتجاجات غزة تهز الجامعات... وبايدن يتدخل

الشرطة تقدم على اعتقال شخص أثناء مواجهتها طلاباً مؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعة كاليفورنيا في وقت مبكر أمس (أ.ف.ب)
الشرطة تقدم على اعتقال شخص أثناء مواجهتها طلاباً مؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعة كاليفورنيا في وقت مبكر أمس (أ.ف.ب)

اتسعت دائرة الاحتجاجات التي سادت كثيراً من الجامعات الأميركية، مطالبةً بوقف حرب غزة، كما تصاعدت حدة الاشتباكات بين الطلاب والشرطة إلى الحد الذي تطلب تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن.

وشدّد بايدن، الذي حرص على التزام الصمت حيال هذه الاحتجاجات، في خطاب متلفز من البيت الأبيض، أمس (الخميس)، على «ضرورة أن يسود النظام»، وأنه «لا مكان» لمعاداة السامية في الجامعات الأميركية.

وفيما استبعد الرئيس الأميركي تدخل الحرس الوطني لفض الاحتجاجات، شدد على وجوب إيجاد توازن بين حق الاحتجاج السلمي، ومنع ارتكاب أعمال عنف، قائلاً: «نحن لسنا أمة استبدادية بحيث نُسكت الناس أو نقوم بسحق المعارضة، لكننا لسنا دولة خارجة عن القانون».

وجاء خطاب بايدن بعد ساعات من تفكيك الشرطة بالقوة مخيماً نصبه طلاب في جامعة كاليفورنيا لوس أنجليس، وغداة تدخلها، الأربعاء، في مؤسسات تعليمية عديدة في الولايات المتحدة؛ إذ اعتقلت مئات الطلاب والمتظاهرين. ورأت المؤرخة جولي روبن، في جامعة «هارفارد»، أن الاحتجاجات الحالية تذكّر بالمظاهرات الطلابية احتجاجاً على حرب فيتنام في ستينات وسبعينات القرن الماضي. كما اتسعت الاحتجاجات الطلابية إلى عدد من الجامعات البريطانية والفرنسية والكندية ودول أخرى.

في غضون ذلك، سادت انطباعات تفاؤلية بنجاح مفاوضات الهدنة في قطاع غزة أمس؛ إذ نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر رفيع، أمس، قوله إن المفاوضات تشهد «تقدماً إيجابياً». وأوضح مصدر آخر أن رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، وأن «وفداً من الحركة يصل إلى القاهرة خلال اليومين المقبلين لاستكمال مفاوضات الهدنة»، فيما شدد هنية «على الروح الإيجابية عند الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار».


بايدن: اليابان والهند تعانيان «رهاب الأجانب» مثل الصين وروسيا

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن: اليابان والهند تعانيان «رهاب الأجانب» مثل الصين وروسيا

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

عدّ الرئيس الأميركي جو بايدن أن «رهاب الأجانب» وراء المصاعب الاقتصادية التي تواجه اليابان والهند، واضعاً الدولتين الحليفتين في كفة واحدة مع منافستيه الصين وروسيا بمصافّ الدول الرافضة للمهاجرين.

وقال بايدن، الأربعاء، في كلمة لم تُنشر حتى الخميس: «لماذا تتعثر الصين اقتصادياً بهذا السوء؟ لماذا تعاني اليابان من المشكلات؟ لماذا تعاني روسيا والهند من المشكلات؟ لأنها دول مصابة برهاب الأجانب».

وأدلى بايدن، البالغ 81 عاماً، والذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) بهذه التصريحات خلال مناسبة لجمع التبرعات لحملته الانتخابية في واشنطن، وللاحتفال ببدء شهر التراث للأميركيين الآسيويين وسكان هاواي الأصليين وجزر المحيط الهادئ. ولا يُسمح بتصوير أو تسجيل مثل هذه المناسبات التي يحضرها عدد قليل من الصحافيين ويسجلون ما يدور فيها.

وقال الرئيس: «أحد أسباب نمو اقتصادنا هو أنتم، وكثير من الآخرين. لماذا؟ لأننا نرحب بالمهاجرين». وبينما تعدّ الصين وروسيا منافستين للولايات المتحدة، جاءت تصريحات بايدن بشأن اليابان والهند بمثابة مفاجأة.

ومنذ توليه منصبه عام 2021، حرص بايدن على تعزيز العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، ولا سيما نيودلهي وطوكيو. وقد استضاف في البيت الأبيض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، حيث أقام على شرفهما مآدب رسمية في لفتة دبلوماسية نادرة.

وسعى البيت الأبيض، الخميس، إلى التقليل من وقع تعليقات الرئيس. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: «النقطة الأوسع التي كان الرئيس يثيرها، وأعتقد أن الناس في جميع أنحاء العالم يدركون ذلك، هي أن الولايات المتحدة أمة للمهاجرين، وهذا موجود في حمضنا النووي». وأضاف: «حلفاؤنا يعرفون جيداً مدى احترام الرئيس لهم وتقديره لصداقتهم ومساهماتهم».


حسرة في جامعة كاليفورنيا إثر تفكيك مخيّم التضامن مع الفلسطينيين

عمال ينظفون حرم جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس عقب تفكيك الشرطة مخيّم التضامن مع الفلسطينيين (أ.ف.ب)
عمال ينظفون حرم جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس عقب تفكيك الشرطة مخيّم التضامن مع الفلسطينيين (أ.ف.ب)
TT

حسرة في جامعة كاليفورنيا إثر تفكيك مخيّم التضامن مع الفلسطينيين

عمال ينظفون حرم جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس عقب تفكيك الشرطة مخيّم التضامن مع الفلسطينيين (أ.ف.ب)
عمال ينظفون حرم جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس عقب تفكيك الشرطة مخيّم التضامن مع الفلسطينيين (أ.ف.ب)

بعد تفكيك مخيّم التضامن مع الفلسطينيين وسط جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس، فجر الخميس، لم يبق منه سوى عشرات الخيم المقلوبة والكوفيات والمصابيح المطروحة أرضاً واللافتات الداعية إلى «حرية فلسطين»، منتشرة وسط أجواء من الحسرة والمرارة.

وخلال عملية طويلة استمرّت كلّ الليل، فكّكت قوى إنفاذ القانون الأميركية مخيّم الطلاب المحتجّين على الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، المستمر منذ زهاء أسبوع.

وحُشر آخِر المحتجّين المتبقّين في الموقع أمام مبنى، محاطين بعناصر من الشرطة، مزوّدين بمعدّات مكافحة الشغب.

وكُبّلت أيدي العشرات منهم بأصفاد بلاستيكية، قبل تسليمهم إلى عناصر يكلّفون بتسجيل هويّاتهم.

وحرص البعض على أن يخرجوا مرفوعي الرأس، مثل شابة ذات شعر أجعد بقيت تصدح «فلسطين حرّة» بالرغم من قيام عنصر أمني بمواكبتها.

وعلى بعد عشرات الأمتار من الموقع، يتابع متخرّج من الجامعة الأحداث وملامح الحسرة بادية على وجهه، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الشاب، الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته، والذي أمضى الليل في محيط المخيّم كمئات الأشخاص الذين حضروا لدعم المتظاهرين في معركتهم الأخيرة: «كانت التظاهرة سلمية نسبيا. ما من سبب كان يستدعي تدخّلاً بهذا الحجم».

وأردف: «ينبغي ألا تتصرّف الجامعة بهذه الطريقة. فليس من الصائب أن تلتزم الصمت خلال الأيّام الأولى ثمّ تعلن فجأة أن المخيّم غير مشروع». وتابع: «فإذا كان الحال فعلاً كذلك، كان لا بدّ من أن تقوله منذ البداية».

مقاربة متساهلة

في خضمّ الموجة المؤيّدة للفلسطينيين التي انتشرت في كثير من الجامعات بالولايات المتحدة، تميّزت جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس في بادئ الأمر بمقاربة جدّ متساهلة حيال المحتجين.

وكانت قد تجنّبت استدعاء الشرطة، خلافاً لحال مؤسسات جامعية أخرى، أبرزها جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك.

وتعارضت صور عناصر الأمن بستراتهم الصفراء ودرّاجاتهم الهوائية، المكلّفين من شركة خاصة بحماية جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس (UCLA) مع مشاهد لآخرين ببزّات مكافحة الشغب، استدعتهم منذ اليوم الأوّل جامعة أخرى في لوس أنجليس، هي جامعة جنوب كاليفورنيا (USC).

لكنّ الوضع تدهور تدريجياً خلال أسبوع في جامعة «يو سي إل إيه». والأحد، جمعت مظاهرة مضادة مؤيّدة لإسرائيل نظّمتها جمعيات من خارج الحرم الجامعي آلاف الأشخاص قبالة المخيّم. واشتبك متظاهرون من الطرفين بالأيدي وسط تدافع وشتائم.

عمال ينظفون حرم جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس عقب تفكيك الشرطة مخيّم التضامن مع الفلسطينيين (أ.ف.ب)

وشهدت الليالي التالية توتّرات بين طلّاب المخيّم ومشاركين في مظاهرات مضادة، كان أغلبيتهم ملثّمين، وفي الثلاثين من العمر، حاولوا اقتحام الموقع.

وتأزّم الوضع ليل الثلاثاء - الأربعاء مع هجوم على المخيّم بهراوات ومقذوفات، ما دفع الإدارة إلى تبديل موقفها واعتبار المخيّم غير مشروع.

وقد أثارت الأحداث «قلقاً بالغاً وخوفاً، خصوصاً في أوساط الطلّاب اليهود»، وفق ما صرّح به رئيس الجامعة جين دي بلوك، ولا سيّما استخدام شعارات جدلية تدعو مثلاً إلى «الانتفاضة».

سلاسل بشرية

غير أن كثيراً من الأساتذة الذين ما انفكّوا يدافعون عن طلابهم باسم حرية التعبير دحضوا هذه النظرة.

عناصر من الشرطة في حرم جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس عقب تفكيك مخيّم التضامن مع الفلسطينيين (أ.ف.ب)

وقال أستاذ العلوم السياسية، غلير بلير، وهو يراقب الشرطة، وهي تفكّك المخيّم ليلاً: «تسنّت للجامعة وللسلطات فرصة خفض التوتّر. أرسلوا الشرطة في وقت متأخّر جدّاً ضدّ المتطرّفين مساء الأمس، والآن باتوا يستهدفون الطلاب المشاركين في مظاهرة سلمية».

وكان الأستاذ قد نظّم، قبل ساعات من بدء الشرطة إزالة المخيّم، مسيرة مع نحو 50 من زملائه لدحض اتّهامات معاداة السامية الموجّهة إلى المخيّم.

وفي هذه الأجواء الحرجة، نفّذت الشرطة عملية طويلة، وأحاطت بالمخيم لساعات، قبل أن يبدأ العناصر بتفكيك الألواح المنصوبة لتسييج المكان.

وفي محاولة للصمود، شكّل الطلّاب سلاسل بشرية شبّكوا فيها أذرعهم، في حين كانت مقذوفات مضيئة تطلق فوق رؤوسهم محدثة ضجّة شديدة. وقد أمسك العناصر بهم فرداً فرداً وأخرجوهم من الموقع.

واستخدم بعضهم طفايات الحرائق في وجه الشرطة، في حين أصيب آخرون بطلقات المقذوفات المضيئة.


ترمب يرفض التعهد بقبول نتائج انتخابات 2024 الرئاسية حال خسارته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يرفض التعهد بقبول نتائج انتخابات 2024 الرئاسية حال خسارته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

واجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، اليوم الخميس، انتقادات حادة بعد رفضه التعهد بقبول نتائج انتخابات 2024 الرئاسية في حال خسارته، مكرراً مزاعمه بأنه كان ضحية غش في انتخابات عام 2020.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال ترمب لصحيفة «ميلووكي جورنال سنتينل»، الأربعاء: «إذا كان كل شيء نزيهاً فسأقبل النتائج بكل سرور»، مستطرداً: «أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فعليك أن تقاتل من أجل حق البلاد».

وكان ترمب الذي يواجه الرئيس جو بايدن مجدداً للعودة إلى البيت الأبيض، قد أدلى بتصريحات مماثلة قبل خوضه الانتخابات الرئاسية في 2016 و2020.

وأشار لـ«سنتينل» إلى أنه في حال اعتقد بوجود مشاكل «سأكشف عنها... سألحق الضرر بالبلاد إذا قلت خلاف ذلك». وتابع: «لكن لا، أتوقع أن تكون الانتخابات نزيهة، وأن نفوز بها ربما بغالبية كبيرة».

لكن ترمب راوغ في الإجابة عندما سألته مجلة «تايم» مؤخراً ما إذا كان يتوقع أن تشعل هزيمته في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل شرارة العنف السياسي، كما أن تصريحاته الأخيرة قوبلت بردود فعل قاسية من معسكر بايدن.

وقال جيمس سينغر، المتحدث باسم حملة بايدن، في بيان: «في الخلاصة، ترمب يشكل خطراً على الدستور وتهديداً لديمقراطيتنا».

أضاف أن «الشعب الأميركي سيُنزل به هزيمة انتخابية أخرى في نوفمبر؛ لأنه يرفض تطرفه وحبه للعنف وتعطشه للانتقام».

ويواجه ترمب عشرات التهم الجنائية، بينها تورطه في مؤامرة إجرامية لقلب نتائج انتخابات 2020 التي شهدت اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول.

وزعم الرئيس السابق أمام تجمعين حاشدين مؤخراً، الأربعاء، أن الديمقراطيين ارتكبوا عمليات تزوير واسعة النطاق في انتخابات 2020.

وقال في واكيشا بولاية ويسكونسن: «الديمقراطيون اليساريون المتطرفون قاموا بتزوير الانتخابات الرئاسية عام 2020، ولن نسمح لهم بتزوير الانتخابات الرئاسية عام 2024، سوف نخسر الوطن».


إنفوغراف... المظاهرات تجتاح الجامعات الأميركية

إنفوغراف... المظاهرات تجتاح الجامعات الأميركية
TT

إنفوغراف... المظاهرات تجتاح الجامعات الأميركية

إنفوغراف... المظاهرات تجتاح الجامعات الأميركية

منذ أكثر من أسبوعين تشهد الجامعات الأميركية تعبئة مؤيدة للفلسطينيين، ومناهضة للحرب في غزة. وتصاعدت التوترات بين الطلاب وإدارات المؤسسات الأكاديمية، مع توقيف محتجين ودعوات لحضور الدروس عبر الإنترنت.

ووفق تقرير أعدته وكالة «أسوشييتد برس»، فإن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والاعتقالات اللاحقة في جامعة كولومبيا، التي أثارت احتجاجات مماثلة في الجامعات في جميع أنحاء البلاد، ليست أمراً جديداً للطلاب في جامعات الـ«Ivy League».

وجاء الرقم الأكبر للاعتقالات وسط صفوف الطلاب المناهضين للحرب على غزة في جامعة كولومبيا، تلتها جامعة نيويورك وكلية إيمرسون، وبلغ عدد الطلاب المعتقلين من جامعة كولومبيا أكثر من 400، بينما يقل عدد الطلبة المعتقلين من جامعة نيويورك وكلية إيمرسون مجتمعين عن 300 طالب.

إنفوغراف... المظاهرات تجتاح الجامعات الأميركية

وتقول قناة «إن بي سي نيوز» الأميركية إنه وفقاً لحساباتها فقد وصل عدد الطلبة المعتقلين إلى 1900 طالب وطالبة من نحو 66 كلية ومعهداً تعليمياً.


بايدن يشدد على «سيادة النظام» في مواجهة الاحتجاجات الجامعية

تدخلت الشرطة لتفكيك مخيم أقامه متظاهرون ضد حرب غزة في 2 مايو (أ.ف.ب)
تدخلت الشرطة لتفكيك مخيم أقامه متظاهرون ضد حرب غزة في 2 مايو (أ.ف.ب)
TT

بايدن يشدد على «سيادة النظام» في مواجهة الاحتجاجات الجامعية

تدخلت الشرطة لتفكيك مخيم أقامه متظاهرون ضد حرب غزة في 2 مايو (أ.ف.ب)
تدخلت الشرطة لتفكيك مخيم أقامه متظاهرون ضد حرب غزة في 2 مايو (أ.ف.ب)

شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، على أن «النظام يجب أن يسود» في ظل الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة، على خلفية حرب إسرائيل على قطاع غزة. وقال بايدن، الذي حرص على التزام الصمت حيال هذه الاحتجاجات، في خطاب متلفز من البيت الأبيض: «لا مكان» لمعاداة السامية في الجامعات الأميركية.

وشدد الرئيس الديمقراطي على وجوب إيجاد توازن بين الحق بالاحتجاج السلمي، ومنع ارتكاب أعمال عنف. وقال: «نحن لسنا أمة استبدادية بحيث نُسكت الناس أو نقوم بسحق المعارضة»، مضيفاً: «لكننا لسنا دولة خارجة عن القانون... نحن مجتمع مدني، ويجب على النظام أن يسود».

البحث عن «توازن»

وأكد الرئيس الأميركي، الذي يستعد لخوض الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بمواجهة منافسه الجمهوري دونالد ترمب، أنه لا يمكن السماح للاحتجاجات بأن تعيق انتظام الصفوف ومواعيد التخرج لآلاف الطلاب في أحرام جامعية في مختلف أنحاء البلاد. وواجه بايدن انتقادات من مختلف الأطياف السياسية في الولايات المتحدة على خلفية الاحتجاجات التي تدخلت قوات الشرطة لفضّها في العديد من الجامعات، في عمليات تخللها توقيف العشرات. واتهمه خصومه الجمهوريون بالتساهل مع تحركات يرون فيها معاداة للسامية، بينما يواجه انتقادات من صفوف الحزب الديمقراطي على خلفية دعمه غير المحدود لإسرائيل في حربها ضد حركة «حماس».

الرئيس الأميركي جو بايدن لدى إلقائه كلمة حول الاحتجاجات الجامعية في 2 مايو (أ.ب)

وشدد الرئيس الأميركي على أنه «يجب ألا يكون ثمة أي مكان في أي حرم جامعي، لا مكان في الولايات المتحدة، لمعاداة السامية، أو التهديدات بالعنف حيال الطلاب اليهود». وتابع: «لا مكان لخطاب الكراهية أو العنف من أي نوع، أكان معاداة للسامية أم رهاب الإسلام أو التمييز ضد الأميركيين العرب أو الأميركيين الفلسطينيين»، معتبراً ذلك «خاطئاً».

وأتت تصريحات بايدن بعد ساعات من انتقاد نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ جامعات أميركية بسبب الاضطرابات، لافتاً إلى أن هذه المؤسسات الأكاديمية «ملوثة بالكراهية ومعاداة السامية»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وبعد انتهاء كلمته، أجاب بايدن بـ«كلا» رداً على سؤال عما إذا كان يجدر بقوات الحرس الوطني الأميركي التدخل لفض التحركات الاحتجاجية في الجامعات. كما كان جوابه «كلا» ردّاً على سؤال عما إذا كانت هذه التحركات ستدفعه إلى تغيير موقفه الداعم لإسرائيل في الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أشهر.

فض الاعتصامات

جاءت كلمة بايدن بعد ساعات من تفكيك الشرطة بالقوة مخيماً نصبه طلاب في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، احتجاجاً على حرب غزة، بعد تدخلها، الأربعاء، في مؤسسات تعليمية عديدة في الولايات المتحدة، حيث اعتقلت مئات الطلاب والمتظاهرين.

اعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين في جامعة كاليفورنيا 2 مايو (أ.ف.ب)

وأزالت الشرطة الحواجز الخشبية والخيام التي أقامها الطلبة، كما اعتقلت عدداً كبيراً من المتظاهرين، بينهم بعض أعضاء هيئة التدريس. وقالت الجامعة إن أعمال عنف اندلعت يوم الأربعاء، بعدما هاجم متظاهرون مناهضون حاجز المعسكر، مما أدّى إلى اشتباكات وإطلاق ألعاب نارية وتحطيم للممتلكات.

وتقدّر تقارير أن عدد الطلبة الذين اعتقلتهم الشرطة بلغ 1700، وسط توقعات بارتفاع هذا الرقم مع تدخل الشرطة لفض المظاهرات في جامعات أخرى.

وفي جامعة تكساس بدالاس، أخلت الشرطة، الأربعاء، مخيماً احتجاجياً، وأوقفت 17 شخصاً على الأقل بتهمة «التعدي الإجرامي»، وفق ما ذكرت الجامعة. كذلك، أوقفت سلطات إنفاذ القانون عدداً من الأشخاص في جامعة فوردهام في نيويورك، وأخلت مخيّماً نُصب صباحاً في الحرم الجامعي، بحسب مسؤولين.

فككت الشرطة مخيماً أقامه متظاهرون رافضون لحرب غزة في جامعة كاليفورنيا 2 مايو (إ.ب.أ)

من جهتها، أفادت شرطة نيويورك، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، بأن نحو 300 شخص أوقفوا في جامعتين في المدينة. وليل الثلاثاء إلى الأربعاء، أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة مكثفة الطلاب الذين كانوا يحتلّون مبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن احتجاجاً على الحرب في غزة.

تعريف «معاداة السامية»

على خلفية المخاوف من هذه المظاهرات الطلابية في الجامعات الأميركية، وافق مجلس النواب، مساء الأربعاء، بأغلبية ساحقة على قانون يحمل اسم «التوعية بمعاداة السامية». وحصل مشروع القانون الذي يسعى إلى توسيع التعريف المعتمد في وزارة التعليم لمصطلح معاداة السامية، على أغلبية 320 صوتاً مقابل 91 صوتاً معارضاً، ولا يزال بحاجة لأن يقرّه مجلس الشيوخ.

متظاهرون داعمون للفلسطينيين يطالبون بإنهاء حرب غزة في 2 مايو (أ.ف.ب)

ويتّهم جزء من الطبقة السياسية الأميركية المتظاهرين في الجامعات بـ«معاداة السامية»، ويستدلّون على ذلك، من بين أمور أخرى، برفع المحتجّين شعارات معادية لإسرائيل. ويرى المشرعون الداعمون لهذا القرار أنه سيساهم في حظر معاداة السامية بوصفها شكلاً من أشكال التمييز في الجامعات، ما يسهل على الطلاب المعنيين تقديم شكاوى تتعلق بالحقوق المدنية، واتهام الجامعات بتجاهل ما يتعرضون له من تمييز وخطابات كراهية ومعاداة للسامية.

ويعتمد مشروع القانون تعريف معاداة السامية كما اقترحه «التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة»، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووفقاً لهذا التعريف، فإنّ «معاداة السامية هي تصوّر معيّن لليهود يمكن أن يتجلّى بكراهية تجاههم. تستهدف المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية، أفراداً يهوداً أو غير يهود، و/أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة».

الطلاب يجتمعون لإظهار الدعم لشعب غزة في حرم جامعة نورث وسترن في 25 أبريل 2024 في إلينوي (أ.ف.ب)

في المقابل، يقول منتقدو مشروع القانون إن هذا التعريف يحظر انتقادات معيّنة لدولة إسرائيل، وهو أمر يدافع عنه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست. ويتّهم معارضو النصّ أعضاء الكونغرس بالسعي لإقرار هذا التشريع سريعاً من أجل استخدامه للحدّ من حرية التعبير في الجامعات الأميركية. وحذّر النائب الديمقراطي جيري نادلر، الذي يعارض النصّ، من أنّ «التعليقات التي تنتقد إسرائيل لا تشكّل في حدّ ذاتها تمييزاً مخالفاً للقانون». ولكي يصبح هذا النصّ تشريعاً سارياً يتعيّن على مجلس الشيوخ أن يعتمده، وهو أمر لا يزال غير مؤكّد، قبل أن يحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره.


القاضي يتريث في الحكم على ترمب بانتهاك حظر النشر مجدداً

الرئيس السابق دونالد ترمب ووكيل الدفاع عنه المحامي تود بلانش بقاعة المحكمة في نيويورك (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب ووكيل الدفاع عنه المحامي تود بلانش بقاعة المحكمة في نيويورك (أ.ب)
TT

القاضي يتريث في الحكم على ترمب بانتهاك حظر النشر مجدداً

الرئيس السابق دونالد ترمب ووكيل الدفاع عنه المحامي تود بلانش بقاعة المحكمة في نيويورك (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب ووكيل الدفاع عنه المحامي تود بلانش بقاعة المحكمة في نيويورك (أ.ب)

لمّح القاضي الفيدرالي في نيويورك خوان ميرشان إلى إمكان فرض غرامات جديدة على الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسبب انتهاكه حظر الإدلاء بتصريحات ومواقف عن الشهود والمحلفين ذوي الصلة بقضية «أموال الصمت»، التي تشمل 34 تهمة حول تزوير وثائق بهدف إخفاء علاقة مع ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، خلال موسم انتخابات عام 2016.

وعاد الرئيس السابق، الخميس، إلى المحكمة في نيويورك بعد استراحة ليوم واحد، الأربعاء، اغتنمها للقيام بحملات انتخابية في ولايتي ميشيغان وويسكونسن المتأرجحتين، حيث سعى إلى حشد الناخبين استعداداً لانتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

حظر النشر

وفي مستهل الجلسة الجديدة التي لم يشارك فيها الأعضاء الـ12 لهيئة المحلفين والبدلاء الستة، طلب القاضي ميرشان من وكلاء الدفاع عن ترمب تأكيد أنه لم ينتهك أمر حظر النشر خلال الأسبوع الماضي عندما صرح أن غالبية المحلفين من مناطق ذات غالبية ديمقراطية. وسأل: «هل انتهك أمر حظر النشر؟ هذا كل ما أريد معرفته». وردّ وكيل الدفاع عن ترمب، المحامي تود بلانش: «حسناً، أنا أجادل بأنه لم يفعل». فأجاب ميرشان: «حسناً، أنا لا أتفق مع هذه الحجة». ولكنه لم يصدر حكمه على الفور في هذه الشكوى الفرعية التي قدّمها ممثلو الادعاء، طالبين تغريم ترمب 4 آلاف دولار بسبب التعليقات التي أدلى بها الأسبوع الماضي حول هيئة المحلفين والشهود في أول محاكمة جنائية لرئيس أميركي سابق. ولم يطلب الادعاء سجن ترمب، على رغم تلويح القاضي بهذا الاحتمال قبل أيام.

رسم للقاضي خوان ميرشان مترئساً جلسة محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب في قضية «أموال الصمت» (رويترز)

وكان ميرشان قد حكم بتغريم ترمب 9 آلاف دولار لانتهاكه حظر النشر.

وقال المدعي العام كريستوفر كونروي، للمحكمة، إن تصريحات ترمب «طلقات متعمدة لأي شخص يمكن أن يأتي إلى قاعة المحكمة ليقول الحقيقة عن المتهم وما فعله».

ويهدف حظر النشر إلى منع المرشح الأوفر حظاً لدى الجمهوريين من تخويف الشهود والمحلفين وغيرهم من المشاركين في المحاكمة، علماً أن الأمر لا يمنعه من انتقاد المدعين العامين أو القاضي نفسه.

ولم يعلق القاضي ميرشان على قول ترمب خلال تجمع انتخابي في ميشيغان: «لا أعتقد أن هناك قاضياً أكثر تضارباً (من ميرشان). محتال ومتضارب».

وبعد ذلك، عاد وكيل الدفاع السابق عن دانيالز (اسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد)، المحامي كيث ديفيدسون، إلى منصة الشهود لعرض تفاصيل تسويق دانيالز لقصة علاقتها المزعومة مع ترمب، ودوره كمحامٍ تفاوض على دفع مبلغ 130 ألف دولار لها مقابل سكوتها عن العلاقة مع ترمب، موضحة تفاصيل ذلك الاتفاق مع محامي ترمب آنذاك مايكل كوهين.

شرط «النزاهة»

المرشح الجمهوري الأوفر حظاً الرئيس السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في ميشيغان (أ.ف.ب)

واغتنم الرئيس السابق استراحة الأربعاء من محاكمته في نيويورك، ليتوجه إلى ويسكونسن وميشيغان حيث حشد الناخبين في هاتين الولايتين المتأرجحتين للتصويت له في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتزامنت زيارته للولايتين مع مقابلة أجرتها معه صحيفة «ميلووكي جورنال سينتينل»، وفيها رفض ترمب الكشف عما إذا كان سيقبل نتيجة الانتخابات إذا خسرها ضد المرشح الديمقراطي المرجح الرئيس جو بايدن، محذراً من أنه إذا لم تكن الانتخابات «نزيهة»، إذاك «عليك أن تقاتل من أجل حق البلاد»، مضيفاً: «سألحق الضرر بالبلاد إذا قلت خلاف ذلك (...) لكن لا، أتوقع انتخابات نزيهة، ونتوقع أننا ربما نفوز بغالبية كبيرة».

وعلى غرار ما فعله سابقاً، ترك ترمب انطباعاً بأن الانتخابات لا يمكن أن تكون نزيهة إلا إذا كان هو الفائز، فقال: «لكن إذا كان كل شيء سليماً، وهو ما نتوقعه، إذ حصل كثير من التغييرات طوال السنوات القليلة الماضية، ولكن إذا كان كل شيء سليماً، فسأقبل النتائج تماماً»، رافضاً القبول بأن انتخابات 2020 التي فاز فيها بايدن كانت نزيهة، على رغم عدم وجود دليل على التزوير.

ولم يستبعد ترمب احتمال وقوع أعمال عنف من مؤيديه إذا لم ينجح في الانتخابات المقبلة. وقال في مقابلة مع مجلة «تايم»: «أعتقد أننا سنفوز، وإذا لم نفز، كما تعلمون، فالأمر يعتمد دائماً على نزاهة الانتخابات»، مضيفاً: «أعتقد أننا سنحقق نصراً كبيراً ولن يكون هناك عنف». ولكن حين ضغطت المجلة عليه في شأن احتمال وقوع أعمال عنف مماثلة لهجوم الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، بدا ترمب غير واضح في شأن المستقبل، فواصل ادعاءاته بخصوص انتخابات 2020، التي اعتبر أنها أثارت الغوغاء العنيفين. وكرر أنه سيفي بوعده المتعلق بالعفو عن مئات الأشخاص المحكوم عليهم لارتكابهم جرائم ارتكبت في هجوم الكابيتول، واصفاً هؤلاء بأنهم «رهائن».

وعند هبوط طائرته في مطار ميشيغان، الأربعاء، استحضر ترمب رؤية «الرجل القوي» في أميركا المستقبل، فقال: «عندما أعود إلى البيت الأبيض، سنوقف النهب والاغتصاب والذبح وتدمير الضواحي والمدن والبلدات الأميركية»، متعهداً الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وقمع البيروقراطية والتعليم العالي عند من وصفهم بأنهم «شيوعيون ومجرمون» في الحزب الديمقراطي.

من الحضور الشعبي لمهرجان انتخابي في ميشيغان تأييداً للرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

«المذبحة الأميركية»

وفي اليوم ذاته في ويسكونسن، تحدث ترمب عن «المذبحة الأميركية»، محذراً من أن الأمة تعاني الحصار من «المتطرفين والمحرضين اليساريين الذين يرهبون الأحرام الجامعية»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تجتاح الجامعات في كل أنحاء البلاد. واعتبر أن «نيويورك كانت تحت الحصار» ليل الثلاثاء - الأربعاء، مشيداً بعناصر الشرطة لتفريقهم الاعتصام في جامعة كولومبيا. وقال: «كان أمراً جميلاً يستحق المشاهدة، إنه الأفضل في نيويورك. رأيتهم يصعدون السلالم ويحطمون النوافذ ويدخلون، وهذا أمر خطير».

ويواجه ترمب 3 محاكمات جنائية أخرى، على رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان ستجرى أي منها قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويواجه في اثنتين منها تهماً تتعلق بمحاولته قلب نتائج انتخابات 2020 التي فاز فيها الرئيس جو بايدن، بينما يتهم في دعوى ثالثة بسوء التعامل مع وثائق سرية بعد تركه البيت الأبيض عام 2020.


موسكو تطرح قراراً أممياً يحظر تسليح الفضاء «إلى الأبد»

صاروخ صيني يحمل المركبة الفضائية «شينزو 18» من مركز تشيكوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية في مهمة إلى محطة الفضاء الصينية (رويترز)
صاروخ صيني يحمل المركبة الفضائية «شينزو 18» من مركز تشيكوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية في مهمة إلى محطة الفضاء الصينية (رويترز)
TT

موسكو تطرح قراراً أممياً يحظر تسليح الفضاء «إلى الأبد»

صاروخ صيني يحمل المركبة الفضائية «شينزو 18» من مركز تشيكوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية في مهمة إلى محطة الفضاء الصينية (رويترز)
صاروخ صيني يحمل المركبة الفضائية «شينزو 18» من مركز تشيكوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية في مهمة إلى محطة الفضاء الصينية (رويترز)

بالتزامن مع توزيع موسكو مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بحظر تسليح الفضاء «إلى الأبد»، أبلغ مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس أن روسيا تستعد لنشر سلاح بقدرات نووية في المدار.

وبعد نحو أسبوع من استخدامها حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة واليابان يدعو إلى بذل جهود لوقف نشر هذه الأسلحة في الفضاء الخارجي، قدّمت روسيا مشروعاً مضاداً يذهب إلى المطالبة بمنع «التهديد باستخدام القوة أو استخدامها في الفضاء الخارجي» مرة واحدة و«إلى الأبد».

مشروع قرار روسي

وخلافاً لتركيز المشروع الأميركي - الياباني، الذي أخفق بسبب «الفيتو»، على أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، يؤكد النص الروسي على أن الحظر يجب أن يشمل نشر الأسلحة «من الفضاء ضد الأرض، ومن الأرض ضد الأجسام الموجودة في الفضاء الخارجي».

وكان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد لأعضاء مجلس الأمن عندما استخدم «الفيتو»، أن بلاده ستقدم مشروع قرار بديلاً؛ لأن النص الأميركي - الياباني لم يذهب إلى حد كافٍ فيما يتعلق بحظر كل أنواع الأسلحة في الفضاء، مع أنه يدعو كل البلدان إلى عدم تطوير أو نشر أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل في الفضاء، على النحو المحظور بموجب معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 لحظر الأسلحة النووية في مدار الأرض، وصادقت عليها الولايات المتحدة وروسيا، والموافقة على ضرورة التحقق من الامتثال.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 25 أبريل (أ.ب)

ويتطابق النص الروسي الجديد مع تعديل طلبته روسيا والصين ولكن لم يستجب أعضاء مجلس الأمن له، ويدعو كل البلدان، خاصة التي تمتلك قدرات فضائية، إلى «منع وضع أسلحة في الفضاء الخارجي إلى الأبد، ومنع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي، أو التهديد باستخدام القوة في الفضاء الخارجي إلى الأبد».

ويتشابه النص الروسي الجديد مع كثير مما ورد في المشروع الأميركي - الياباني، بما في ذلك اللغة الخاصة بمنع سباق التسلح في الفضاء. ويدعو كل البلدان، خاصة تلك التي تتمتع بقدرات فضائية كبيرة، إلى «المساهمة بنشاط في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي».

وكرر نيبينزيا اتهام الولايات المتحدة بعرقلة اقتراح روسي - صيني منذ عام 2008 بشأن التزام معاهدة الفضاء الخارجي.

«عسكرة الفضاء»

في غضون ذلك، أكد مساعد وزير الدفاع الأميركي لسياسة الفضاء جون بلامب خلال جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية التابعة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أن روسيا «تقوم بتطوير قدرة مثيرة للقلق مضادة للأقمار الاصطناعية تتعلق بقمر اصطناعي جديد يحمل جهازاً نووياً تعمل روسيا على تطويره»، معبراً عن «قلق» الولايات المتحدة؛ لأنها لم تستطع إقناع روسيا بخلاف ذلك. وشدّد على أن مثل هذا السلاح «العشوائي» من شأنه أن يعرض للخطر كل الأقمار الاصطناعية، وبما فيها الخاصة بالاتصالات الأساسية والبحث العلمي وبيانات الأرصاد الجوية والزراعة والتجارة وخدمات الأمن الوطني التي «نعتمد عليها جميعاً».

وحذّر من أن نشر تلك القدرات يمكن أن يجعل المدار المنخفض «غير صالح للاستخدام». وأوضح أن معاهدة الفضاء الخارجي لا تحظر الأسلحة في الفضاء، ولكنها تشير إلى أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً أن روسيا والصين قامتا بـ«عسكرة» الفضاء. وقال إن «روسيا تنشر وتطور أسلحة حركية أولية في الفضاء»، مضيفاً أن «الصين طوّرت أقماراً اصطناعية روبوتية ربما تكون ذات استخدام مزدوج حقاً - يمكن استخدامها لأغراض غير عسكرية، ولكن من الواضح أنه يمكن استخدامها أيضاً لأغراض عسكرية مثل التعامل مع قمر اصطناعي» آخر.

جلسة لمجلس الأمن في نيويورك (أ.ف.ب)

وعندما سأله أحد المشرعين عما إذا كان التهديد يلوح في الأفق، أجاب أنه «وشيك لدرجة أننا يجب أن نقلق بشأنه الآن».

وفي بيان أصدره البيت الأبيض الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان إنه لو لم تكن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي نية لنشر أسلحة نووية في الفضاء، فإن موسكو «لم تكن لتستخدم حق النقض» ضد مشروع القرار الأميركي - الياباني.

وكان بوتين نفى هذه التأكيدات من البيت الأبيض في فبراير (شباط) الماضي عن أن روسيا حصلت على قدرات «مثيرة للقلق» مضادة للأقمار الاصطناعية، رغم أن هذا السلاح لم يدخل الخدمة بعد.


بايدن: لا بد من احترام حرية التعبير وسيادة القانون في احتجاجات الجامعات

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ. ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ. ب)
TT

بايدن: لا بد من احترام حرية التعبير وسيادة القانون في احتجاجات الجامعات

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ. ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ. ب)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الخميس) إن حرية التعبير وسيادة القانون لا بد من احترامهما في الاحتجاجات الجارية في أحرام جامعات بسبب الحرب في قطاع غزة.

وبحسب رويترز، أضاف بايدن في تعليقات أدلى بها من البيت الأبيض "لسنا دولة مستبدة تكمم الأفواه ونسحق المعارضة... لكننا لسنا دولة بلا قانون. نحن مجتمع مدني. ولا بد أن يسود النظام".

وفي رد على سؤال لأحد الصحافيين، قال بايدن إن احتجاجات الجامعات لم تدفعه إلى إعادة النظر في سياساته بشأن الشرق الأوسط.

كما قال بايدن الذي لزم الصمت طويلاً حيال هذه التحركات، إنه "لا مكان" لمعاداة السامية في الجامعات الأميركية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة "ليست أمة تُسكِت الناس".


جامعة كاليفورنيا - بيركلي تتبنى نهج عدم التدخل في احتجاجات الطلبة

الطالبة إيسا تعمل على جهاز كومبيوتر داخل إحدى الخيام داخل جامعة كاليفورنيا - بيركلي (أ.ب)
الطالبة إيسا تعمل على جهاز كومبيوتر داخل إحدى الخيام داخل جامعة كاليفورنيا - بيركلي (أ.ب)
TT

جامعة كاليفورنيا - بيركلي تتبنى نهج عدم التدخل في احتجاجات الطلبة

الطالبة إيسا تعمل على جهاز كومبيوتر داخل إحدى الخيام داخل جامعة كاليفورنيا - بيركلي (أ.ب)
الطالبة إيسا تعمل على جهاز كومبيوتر داخل إحدى الخيام داخل جامعة كاليفورنيا - بيركلي (أ.ب)

وصل التوتر بين إدارة جامعة كولومبيا والطلبة المحتجين على الحرب الإسرائيلية في غزة إلى حد دخول العشرات من أفراد شرطة نيويورك إلى حرم الجامعة لإزالة مخيم احتجاجي وإلقاء القبض على متظاهرين سيطروا على أحد المباني الدراسية.

وكانت هذه هي المرة الثانية خلال أسبوعين التي تدعو فيها إدارة الجامعة الشرطة للسيطرة على الاحتجاجات.

ومنعت الإدارة طلبة من دخول فصولهم الدراسية وهددتهم بالفصل من الجامعة. وتتمركز الشرطة الآن على مدار الساعة في الحرم الجامعي.

لكن المشهد مختلف تماماً داخل جامعة كاليفورنيا - بيركلي، على بعد نحو 4800 كيلومتر، إذ يواصل الطلبة حتى الآن تنظيم مظاهراتهم دون إلقاء القبض على أي منهم أو تعطيل الدراسة، وفقاً لوكالة «رويترز».

ويوضح التناقض في مسار الاحتجاجات في المؤسستين المرموقتين، ولكليهما تاريخ طويل من النشاط الطلابي، مجموعة من العوامل المؤثرة في كيفية تعامل مديري الجامعتين والطلبة والشرطة مع ما يمكن أن يتحول بسرعة إلى أزمة كاملة.

وفي جنوب بيركلي بجامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس، وهي جزء من النظام الجامعي نفسه، استعدت الشرطة، ليل الأربعاء، لإخلاء مخيم مؤيد للفلسطينيين، غداة تعرضه لهجوم من محتجين مناهضين مؤيدين لإسرائيل. وأعلنت إدارة الحرم الجامعي أن المخيم تجمع غير قانوني.

خيمة لأحد الطلاب المؤيدين للفلسطينيين داخل جامعة كاليفورنيا - بيركلي (إ.ب.أ)

لكن شرطة مكافحة الشغب في لوس أنجليس داهمت الأسبوع الماضي حرم جامعة جنوب كاليفورنيا الخاصة وألقت القبض على العشرات من المحتجين المؤيدين للفلسطينيين.

ووقعت حملات قمع مماثلة في جامعات أخرى بأنحاء الولايات المتحدة منها أريزونا ستيت وفرجينيا للتكنولوجيا وأوهايو ستيت وييل. وألقت الشرطة حتى الآن القبض على ما يزيد على 1000 طالب.

خيم الطلاب المؤيدين للفلسطينيين داخل جامعة كاليفورنيا - بيركلي (إ.ب.أ)

ونجحت بعض الجامعات حتى الآن في تجنب حدوث مواجهات بين الشرطة والطلبة، ومنها بيركلي ونورث وسترن وبراون.

يقول خبراء التعليم إن هذه الحالات تقدم دروساً في منع تصاعد التوتر، وأهم تلك الدروس أن تجرب الجامعة كيفية تحقيق التوازن بين النشاط الطلابي وضغوط المانحين ومجموعات المصالح والسياسيين.

وسمحت كيرول كرايست، مستشارة الجامعة في بيركلي، للطلبة بالحفاظ على مساحة احتجاج في الحرم الجامعي منذ أن بدأوا في نصب الخيام في 22 أبريل (نيسان) على درج قاعة سبراول، حيث ألقى مارتن لوثر كينغ خطاب الحقوق المدنية عام 1967.

أعلام فلسطين أمام خيم الطلاب المؤيدين للفلسطينيين داخل جامعة كاليفورنيا - بيركلي (إ.ب.أ)

وقال دان موجولوف، المتحدث باسم الجامعة، إن الأمر ظل على حاله، الأربعاء، بعد ساعات من استدعاء جامعتي كاليفورنيا - لوس أنجليس وكولومبيا للشرطة.

وقال موجولوف: «تتمتع جامعة كاليفورنيا - بيركلي بخبرة طويلة في الاحتجاج السياسي السلمي»، مضيفاً أن الجامعة تتعامل مع المظاهرات بما يتماشى مع سياسة جامعة كاليفورنيا.

ويمثل ذلك توجيهاً لمديري الجامعة بتجنب تدخل الشرطة، ما لم يكن ذلك ضرورياً جداً، وما لم يشكل الوضع تهديداً للسلامة الجسدية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين.

وهذه السياسة نادرة؛ إذ إن معظم الجامعات لديها لوائح تحظر نصب مخيم بصفة دائمة، وكذلك الأنشطة الطلابية المسائية داخل الحرم الجامعي.