«الشرق» تعزز مساعي انتشارها عبر «المنصات» المتعددة

رياض حمادة مدير الأخبار الاقتصادية في القناة: مرجعيتنا المهنية والمصداقية

{الشرق للأخبار} تسعى إلى تلبية الاهتمامات المختلفة عند الجمهور
{الشرق للأخبار} تسعى إلى تلبية الاهتمامات المختلفة عند الجمهور
TT

«الشرق» تعزز مساعي انتشارها عبر «المنصات» المتعددة

{الشرق للأخبار} تسعى إلى تلبية الاهتمامات المختلفة عند الجمهور
{الشرق للأخبار} تسعى إلى تلبية الاهتمامات المختلفة عند الجمهور

تتبع قناة «الشرق للأخبار» استراتيجية مختلفة، حيث تعمل وفق منهجية مغايرة عما هو متبع في القنوات الفضائية التقليدية، وذلك عبر تطبيق مفهوم «المنصات» المتعددة، في حين تتمحور الفكرة من خلال تلبية الاهتمامات المختلفة عند الجمهور، سواء كانت بين المهتمين في قطاع الأعمال، أو حتى فئة الشباب.
رياض حمادة مدير الأخبار الاقتصادية في القناة قال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن لكل فرد اهتمامه، وعند جمع كل الاهتمامات سواءً من العملات الرقمية، أو التكنولوجيا، أو الأسواق، أو غيرها في حساب واحد بمنصات التواصل، فإن ذلك لم يكن جاذباً لأصحاب الاهتمامات، وأردف «لذا قررنا أن نمضي بطريقة مختلفة، ونفتح منصات متخصصة للجمهور». وتابع حمادة أن «لدى القناة منصة للكريبتو - العملات الرقمية - وأخرى لاقتصاد الرياضة. وهي تعتبر أول منصة في العالم العربي متخصصة في ذلك، وقد شهدت تفاعلاً كبيراً في العالم العربي، وهناك أيضاً منصة التكنولوجيا، ونفكر حالياً بمنصات مختصة في دول معينة بالوطن العربي، بداية بمنصة للسعودية وأخرى لمصر». وزاد «إننا نعطي الجمهور ما يريده، ونحاول ما هو حتى الآن يعتبر خطوة ناجحة، ونعمل على متابعتها لمعرفة مدى نجاح هذا المفهوم».


رياض حمادة

منافسة الأفراد

حول التحديات التي تواجه هذا المفهوم في الوطن العربي حيث إن المنافسين في هذا القطاع هم الأفراد، قال مدير الأخبار الاقتصادية في قناة «الشرق للأخبار» إن وسائل التواصل الاجتماعي تعد تحدياً لأي وسيلة إعلامية، إذ تتضمن أفراداً ينشطون في نشر أخبار القطاعات. وأردف «الفرصة لنا كمؤسسة إخبارية ذات مصداقية في ظل الأخبار المضللة والزائفة، يكون لدى المتابع مرجعية كمؤسسة إخبارية تعمل على نشر وطرح محتوى موثوق. وبالتالي فنحن نعمل على طرح محتوى بمهنية صحافية، وهكذا يعرف المتابع أن هذا المحتوى من مصدر موثوق... ولكن بطريقة تتوافق مع ذائقته ومتطلباته».
وأكد رياض حمادة أن المعايير في بداية إطلاق منصة في أي قطاع «تتمثل في الاهتمام بالجمهور، بالإضافة إلى الحديث مع أقسام المؤسسة كإدارة التسويق عن مدى اهتمامهم، وأيضاً مراقبة حركة الأفراد والشباب في منصات التواصل الاجتماعي حول ما هي المعلومات التي يبحثون عنها، والتي نسعى لتوفيرها لهم بالطريقة المهنية الصحافية الدقيقة».
وأوضح أنه «رغم التغيرات التي تطرأ على المنصات كل يوم، فالثابت الذي لا يتغير هو الحاجة إلى صحافة ذات جودة عالية. وفي المقابل، على الصحافة أيضا تقبل حقيقة أن الطريقة القديمة للنشر تغيرت، أصبحت هناك عدة طرق للنشر وللوصول إلى الجمهور». ثم تابع «العمل الصحافي باقٍ، ولكن طريقة إيصال المعلومة هي المتغيرة. نحن نبحث عما يريده الجمهور، ونتأكد إذا كانت لدينا فرصة في توفير ذلك، ولذا سنعمل على توفيره عبر منصة متخصصة»، مشيراً إلى أن عدم وجود إعلام متخصص في اقتصاد الرياضة إقليمياً وعالمياً، دفع القناة إلى إنشاء منصة متخصصة في هذا الجانب.

الكوادر المهنية

من ناحية ثانية شدد حمادة على أن «الكوادر المهنية هي أهم حلقة في أي مؤسسة صحافية»، لافتاً إلى أن الوقت الحالي يشهد صعوبة في إيجاد الكوادر المهنية المتخصصة التي تتمتع بخبرة في الأخبار الاقتصادية باللغة العربية، ولديه الاطلاع اللازم على ما يحدث في اقتصادات العالم.
ثم توسع شارحاً «من الصعوبة إقناع الصحافيين في الوقت الراهن بالعمل في القطاع الاقتصادي، ذلك أن الكثير يعتقد أن لغة الأرقام صعبة، لكن في الحقيقة أن الاقتصاد يتجاوز مفهوم الأرقام، بل إن الحياة بشكل عام تعتمد على الاقتصاد، غير أننا نسعى لتوظيف الشغف عند الكوادر للعمل في هذا القطاع، الذي يحتوي على قصص مثيرة في قطاع الأعمال والاقتصاد، ويجري طرح ذلك بطريقة سهلة تصل إلى الجمهور». وأضاف «بصفة عامة، من الصعب إيجاد الكوادر التي تعمل في القطاع، لكننا محظوظون بما لدينا، بالإضافة إلى خطط المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام - التي تتبع لها القناة - المتصلة بخطط التدريب».

تعدد المنصات

وفي سياق موازٍ، تطرق رياض حمادة إلى التغير السريع في صناعة الإعلام، فقال إن «صناعة الإعلام تتغير بسرعة وبشكل دائم»، ونبه إلى «أن المنصات وجدت الجمهور المتابع لها، حيث إن منصات قناة الشرق تملك اليوم أكبر عدد من المتابعين في المجال الاقتصادي... وهذا دليل على جودة العمل. وبالنسبة لي كانت هناك فجوة في السوق للأخبار الاقتصادية بطريقة تجذب الجمهور من دون أن تصيبه بالملل». ولفت إلى أن لدى منصات «قناة الشرق للأخبار» مجموعة من الأهداف، الهدف الأول بينها التميز في الأخبار غير موجودة في منصة أخرى، وذلك كأي مؤسسة إعلامية أخرى.
والهدف الثاني يتمثل في تكبير رقعة الجمهور الذي يستوعب مواضيع الأعمال والاقتصاد، معلقاً «وحقاً، وجدنا تفاعلاً من الجمهور على المواضيع التي نطرحها ونفسرها». ثم أضاف «على سبيل المثال ثمة تفاعل كبير مع المواضيع التي نطرحها، مثل أن نقدم إجابات لماذا الحرب الروسية الأوكرانية مهمة للجمهور العربي، رغم بعدها الجغرافي، أو ما يحدث في الصين أو الولايات المتحدة، وكيفية تأثير ذلك علينا في الوطن العربي». وحول المنصات المتعددة، قال حمادة: «تسعى لتغطية الفراغ في الإعلام العربي بالقطاعات التي دشنت فيها المنصات المتخصصة، التي تتضمن (اقتصاد الشرق - رأي)، وهي خدمة من الشرق تقدم مساحة لخبراء الاقتصاد والأعمال العالميين والمحللين والكتاب لطرح آرائهم ودراساتهم حول قضايا ومواضيع اقتصادية وسياسية وغيرها من المجالات، تنقل الخدمة مجموعة كبيرة من كتابات الخبراء العالميين بالتعاون مع بلومبرغ». وزاد موضحاً «بالإضافة إلى ما تقدم ذكره، هناك الآن منصة (اقتصاد الشرق رياضة)، وهي خدمة تقدم محتوى رياضيا من جانب الأعمال والمنظور الاقتصادي، ومنصة (اقتصاد الشرق كريبتو)، وهي من الخدمات التي تغطي آخر وأهم الأحداث في عالم العملات المشفرة والكريبتو، ومنصة (الشرق كويك تيك) وهي واحدة من أحدث خدمات الشرق تقدم محتوى وبرامج متخصصة في عالم المال والأعمال بطابع شبابي وعصري».

الاستهلاك الإعلامي

ومن ثم، ذكر مدير الأخبار الاقتصادية في قناة «الشرق للأخبار» إن الهواتف المحمولة (الجوالة) «أسهمت بشكل كبير في زيادة الاستهلاك الإعلامي، بالإضافة إلى وسائل التواصل الإعلامي». ولفت إلى أنه يضاف إلى ذلك «وجود خيارات أكبر للجمهور للاطلاع على الأخبار أو المواضيع من مصادر متعددة ومن جوانب مختلفة. إذ لم يعد الوضع كما كان عليه في السابق، فحالياً هناك مصادر متعددة للأخبار والأنباء وغيرها طوال اليوم... وضمن هذه المصادر مصادر مضللة وزائفة، والتي تقدم الأخبار المضللة بطريقة مثيرة، وبالتالي أصبح المتابعون يبنون قراراتهم المختلفة على ما يصلهم من أخبار أو مواضيع متنوعة».
وقال إن هذا التقدم التقني أوجد إيجابيات، لكنه أيضاً خلق سلبيات، وتابع «هناك آراء خاطئة في العالم، غالبيتها بنيت على معلومات خاطئة. وفي رأيي نحن أمامنا فرصة لأن نغدو مرجعاً مهماً للمعلومات الموثوقة... وأتصور شخصياً أن هناك جوعاً للأخبار الموثوقة ضمن إطار النمو الهائل الذي حصل في القطاع الإعلامي».


مقالات ذات صلة

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي
TT

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي

يرى البعض في فرنسا أن موسم رحيل «العصافير الزرقاء» يلوح في الأفق بقوة، وذلك بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية انسحابها من منصّة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً).

الظاهرة بدأت تدريجياً بسبب ما وصف بـ«الأجواء السامة» التي اتسّمت بها المنصّة. إذ نقلت صحيفة «كابيتال» الفرنسية أن منصة «إكس» فقدت منذ وصول مالكها الحالي إيلون ماسك أكثر من مليون مشترك، إلا أن الوتيرة أخذت تتسارع في الآونة الأخيرة بعد النشاط الفعّال الذي لعبه ماسك في الحملة الانتخابية الأميركية، ومنها تحويله المنصّة إلى أداة دعاية قوية للمرشح الجمهوري والرئيس العائد دونالد ترمب، وكذلك إلى منبر لترويج أفكار اليمين المتطرف، ناهيك من تفاقم إشكالية «الأخبار الزائفة» أو «المضللة» (الفايك نيوز).

نقاش إعلامي محتدم

ومهما يكن من أمر، فإن السؤال الذي صار مطروحاً بإلحاح على وسائل الإعلام: هل نبقى في منصّة «إكس»... أم ننسحب منها؟ حقاً، النقاش محتدم اليوم في فرنسا لدرجة أنه تحّول إلى معضلة حقيقية بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، التي انقسمت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض.

للتذكير بعض وسائل الإعلام الغربية خارج فرنسا كانت قد حسمت أمرها باكراً بالانسحاب، وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية الأولى التي رحلت عن المنصّة تاركة وراءها ما يناهز الـ11 مليون متابع، تلتها صحيفة «فون غوارديا» الإسبانية، ثم السويدية «داكنز نيهتر».

أما في فرنسا فكانت أولى وسائل الإعلام المنسحبة أسبوعية «ويست فرنس»، وهي صحيفة جهوية تصدر في غرب البلاد، لكنها تتمتع بشعبية كبيرة، إذ تُعد من أكثر الصحف الفرنسية قراءة بأكثر من 630 ألف نسخة تباع يومياً ونحو 5 ملايين زيارة على موقعها عام 2023. ولقد برّر نيكولا ستارك، المدير العام لـ«ويست فرنس»، موقف الصحيفة بـ«غياب التنظيم والمراقبة»، موضحاً «ما عاد صوتنا مسموعاً وسط فوضى كبيرة، وكأننا نقاوم تسونامي من الأخبار الزائفة... تحوّلت (إكس) إلى فضاء لا يحترم القانون بسبب غياب المشرفين». ثم تابع أن هذا القرار لم يكن صعباً على الأسبوعية الفرنسية على أساس أن منصّة التواصل الاجتماعي هي مصدر لأقل من واحد في المائة من الزيارات التي تستهدف موقعها على الشبكة.

بصمات ماسك غيّرت «إكس» (تويتر سابقاً)

«سلبيات» كثيرة بينها بصمات إيلون ماسك

من جهتها، قررت مجموعة «سود ويست» - التي تضم 4 منشورات تصدر في جنوب فرنسا هي «سود ويست»، و«لاروبوبليك دي بيريني»، و«شارانت ليبر» و«دوردون ليبر» - هي الأخرى الانسحاب من منصّة «إكس»، ملخصّة الدوافع في بيان وزع على وسائل الإعلام، جاء فيه أن «غياب الإشراف والمراقبة، وتحديد عدد المنشورات التابعة لحسابات وسائل الإعلام، وإبدال سياسة التوثيق القديمة بواسطة أخرى مدفوعة الثمن، كانت العوامل وراء هذا القرار».

أيضاً الموقع الإخباري المهتم بشؤون البيئة «فير» - أي «أخضر» - انسحب بدوره من «إكس»، تاركاً وراءه عشرين ألف متابع لدوافع وصفها بـ«الأخلاقية»، قائلا إن مضامين المنصّة تتعارض مع قيمه التحريرية. وشرحت جولييت كيف، مديرة الموقع الإخباري، أنه لن يكون لهذا القرار تأثير كبير بما أن الحضور الأهم الذي يسجّله الموقع ليس في «إكس»، وإنما في منصّة «إنستغرام»، حيث لديه فيها أكثر من 200 ألف متابع. ولكن قبل كل هؤلاء، كان قرار انسحاب برنامج «لوكوتيديان» الإخباري الناجح احتجاجاً على التغييرات التي أحدثها إيلون ماسك منذ امتلاكه «إكس» قد أطلق ردود فعل كثيرة وقويّة، لا سيما أن حساب البرنامج كان يجمع أكثر من 900 ألف متابع.

سالومي ساكي

... الفريق المتريّث

في المقابل، وسائل إعلام فرنسية أخرى فضّلت التريّث قبل اتخاذ قرار الانسحاب، وفي خطوة أولى اختارت فتح باب النقاش لدراسة الموضوع بكل حيثياته. وبالفعل، عقدت صحيفة «ليبيراسيون»، ذات التوجّه اليساري، جلسة «تشاور» جمعت الإدارة بالصحافيين والعمال يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للبحث في مسألة «البقاء مع منصّة (إكس) أو الانسحاب منها؟». وفي هذا الإطار، قال دون ألفون، مدير الصحيفة، في موضوع نشر بصحيفة «لوموند»، ما يلي: «نحن ما زلنا في مرحلة التشاور والنقاش، لكننا حدّدنا لأنفسنا تاريخ 20 يناير (كانون الثاني) (وهو اليوم الذي يصادف تنصيب دونالد ترمب رئيساً للمرة الثانية) لاتخاذ قرار نهائي».

الوضع ذاته ينطبق على الأسبوعية «لاكروا» التي أعلنت في بيان أن الإدارة والصحافيين بصّدد التشاور بشأن الانسحاب أو البقاء، وكذلك «لوموند» التي ذكرت أنها «تدرس» الموضوع، مع الإشارة إلى أن صحافييها كانوا قد احتفظوا بحضور أدنى في المنصّة على الرغم من عدد كبير من المتابعين يصل إلى 11 مليوناً.

من جانب آخر، إذا كان القرار صعب الاتخاذ بالنسبة لوسائل الإعلام لاعتبارات إعلانية واقتصادية، فإن بعض الصحافيين بنوا المسألة من دون أي انتظار، فقد قررت سالومي ساكي، الصحافية المعروفة بتوجهاتها اليسارية والتي تعمل في موقع «بلاست» الإخباري، إغلاق حسابها على «إكس»، ونشرت آخر تغريدة لها يوم 19 نوفمبر الماضي. وفي التغريدة دعت ساكي متابعيها - يصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف - إلى اللّحاق بها في منصّة أخرى هي «بلو سكاي»، من دون أن تنسى القول إنها انسحبت من «إكس» بسبب إيلون ماسك وتسييره «الكارثي» للمنّصة.

وفي الاتجاه عينه، قال غيوم إرنر، الإعلامي والمنتج في إذاعة «فرنس كولتو»، بعدما انسحب إنه يفضل «تناول طبق مليء بالعقارب على العودة إلى (إكس)». ثم ذهب أبعد من ذلك ليضيف أنه «لا ينبغي علينا ترك (إكس) فحسب، بل يجب أن نطالب المنصّة بتعويضات بسبب مسؤوليتها في انتشار الأخبار الكاذبة والنظريات التآمرية وتدّني مستوى النقاش البنّاء».

«لوفيغارو»... باقية

هذا، وبين الذين قرّروا الانسحاب وأولئك الذين يفكّرون به جدياً، يوجد رأي ثالث لوسائل الإعلام التي تتذرّع بأنها تريد أن تحافظ على حضورها في المنصّة «لإسماع صوتها» على غرار صحيفة «لوفيغارو» اليمينية. مارك فويي، مدير الصحيفة اليمينية التوجه، صرح بأنها لن تغيّر شيئاً في تعاملها مع «إكس»، فهي ستبقى لتحارب «الأخبار الكاذبة»، وتطالب بتطبيق المراقبة والإشراف بحزم وانتظام.

ولقد تبنّت مواقف مشابهة لـ«لوفيغارو» كل من صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية، ويومية «لوباريزيان»، وقناة «تي إف1» و«إم 6»، والقنوات الإخبارية الكبرى مثل «بي إف إم تي في»، و«سي نيوز». وفي حين تتّفق كل المؤسّسات المذكورة على أن المنّصة «أصبحت عبارة عن فضاء سام»، فهي تعترف في الوقت نفسه باستحالة الاستغناء عنها، لأن السؤال الأهم ليس ترك «إكس»، بل أين البديل؟ وهنا أقرّ الصحافي المعروف نيكولا دوموران، خلال حوار على أمواج إذاعة «فرنس إنتير»، بأنه جرّب الاستعاضة عن «إكس» بواسطة «بلو سكاي»، لكنه وجد الأجواء مملة وكان النقاش ضعيفا، الأمر الذي جعله يعود إلى «إكس»، حيث «الأحداث أكثر سخونة» حسب رأيه.

أما الصحافي المخضرم جان ميشال أباتي، فعلى الرغم من انتقاده الشديد للمنصّة وانسحاب برنامج «لوكوتيديان» - الذي يشارك فيه - من «إكس» - فإنه لم يفكر في إغلاق حسابه لكونه الإعلامي الفرنسي الأكثر متابعة؛ إذ يسجل حسابه أكثر من 600 ألف متابع.

في هذه الأثناء، وصفت كارين فوتو، رئيسة موقع «ميديا بارت» الإخباري المستقّل الوضع «بالفخ الذي انغلق على وسائل الإعلام»، حيث «إما البقاء وتعزيز أدوات الدعاية لليمين المتطرّف وإما الانسحاب والتخلّي عن مواجهة النقاش». وللعلم، من الملاحظ أن المنصّة غدت حاجة شبه ماسة لأصحاب القرار والساسة، حيث إن بعضهم يتوجه إليها قبل أن يفكّر في عقد مؤتمر صحافي، وهذا ما حدا بالباحث دومينيك بوليي، من معهد «سيانس بو» للعلوم السياسية، إلى القول في حوار لصحيفة «لوتان» إن منصّة «إكس» بمثابة «الشّر الذي لا بد منه»، إذ تبقى المفضّلة لدى رجال السياسة للإعلان عن القرارات المهمة، وللصحافيين لتداولها والتعليق عليها، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي جو بايدن اختار «إكس» للإعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي الأخير.