واشنطن تحض الحوثيين على السلام... وتذكرهم بأن «العالم يراقب»

الأمم المتحدة اتهمتهم بارتكاب جرائم حرب منذ انتهاء الهدنة

حطام طائرة حوثية مسيرة أسقطها الجيش اليمني في شبوة الخميس (الإعلام العسكري اليمني)
حطام طائرة حوثية مسيرة أسقطها الجيش اليمني في شبوة الخميس (الإعلام العسكري اليمني)
TT

واشنطن تحض الحوثيين على السلام... وتذكرهم بأن «العالم يراقب»

حطام طائرة حوثية مسيرة أسقطها الجيش اليمني في شبوة الخميس (الإعلام العسكري اليمني)
حطام طائرة حوثية مسيرة أسقطها الجيش اليمني في شبوة الخميس (الإعلام العسكري اليمني)

جددت واشنطن دعوتها للحوثيين لاختيار مسار السلام وتمديد الهدنة وتوسيعها، مذكرة إياهم بأن «العالم يراقب أفعالهم» وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية، وذلك بالتزامن مع عودة مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى المنطقة؛ سعيا إلى دعم الجهود الأممية.
الدعوات الأميركية تزامنت مع اتهام الأمم المتحدة للميليشيات الحوثية بارتكاب «جرائم حرب» منذ انقضاء الهدنة المنهارة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحسب ما صرح به المفوض السامي لحقوق الإنسان، الجمعة.
من جهتها قابلت الميليشيات الحوثية دعوات واشنطن بالتشكيك، زاعمة أن الأخيرة «تحاول التغطية على موقفها المعوّق للسلام»، «وانحيازها الدائم للحرب»، وأنها «تحاول حرق المراحل بهدف إعاقة أي جهود صادقة لتحقيق السلام المستدام» بحسب ورد في بيان لخارجية حكومة الانقلاب غير المعترف بها في صنعاء.
وأوضح البيان الأميركي أن المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ بدأ رحلته إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) لدعم الجهود المبذولة لتجديد وتوسيع الهدنة التي تتوسطها الأمم المتحدة في اليمن.
وقالت الخارجية الأميركية في بيانها: «نذكر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم، ونحثهم على التعاون مع الأمم المتحدة والاستماع إلى النداءات اليمنية من أجل السلام».
وشدد البيان على أن «السبيل الوحيد لإنهاء ثماني سنوات من الحرب المدمرة هو من خلال وقف دائم لإطلاق النار، وتسوية سياسية تسمح لليمنيين بتحديد مستقبل بلدهم».
وكان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أنهى هو الآخر جولة في المنطقة مختتما إياها في مسقط بلقاء مسؤولين عمانيين، وبالمتحدث باسم الميليشيات الحوثية محمد عبد السلام فليتة، دون أن يعلق مكتبه على النتائج التي توصلت إليها مباحثاته على صعيد إمكانية موافقة الحوثيين على مقترحه لتمديد الهدنة وتوسيعها.
ورفضت الميليشيات الحوثية تمديد الهدنة وتوسيعها في الثاني من أكتوبر الماضي بعد انتهاء تمديدها الثاني؛ إذ تطمع في الحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية جديدة، في حين كانت الحكومة اليمنية وافقت على المقترح الأممي.
- جرائم حرب
في الأثناء، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الجمعة إن حركة الحوثي المتحالفة مع إيران ارتكبت جرائم حرب منذ انتهاء اتفاق السلام الشهر الماضي، مشيرا إلى هجمات لقناصة وعمليات قصف.
ونقلت «رويترز» عن مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه «منذ ذلك الحين تحقق من ثلاث وقائع قصف في مناطق تسيطر عليها الحكومة أسفرت عن مقتل صبي ورجل وإصابة آخرين، بالإضافة إلى ثلاث وقائع لإطلاق نار من قناصة، واتهم حركة الحوثي بشن هذه الهجمات».
وقال جيريمي لورانس، المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: «نشعر بقلق بالغ على سلامة المدنيين وأمنهم».
وتابع «الاستهداف المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية محظور بموجب القانون الدولي، ويشكل جريمة حرب».
وفي يوم الجمعة نفسه، أفادت المصادر الرسمية اليمنية بإصابة خمسة مدنيين بينهم طفلان وامرأة، بقصف للميليشيات الحوثية استهدف قرى في مديرية الصلو والضباب جنوب مدينة تعز وغربها.
واستهدفت القذائف - بحسب المصادر - قرية الدمينة أسفل نقيل الصلو بقذائف الهاون، وأدى القصف إلى إصابة نذير سليم (34 عاماً) وشقيقه عبد الرحمن (40 عاماً) والطفل محمود عبد الرحمن محمد (10 أعوام) وامرأة حامل تدعى زينة عبد الله (30 عاما)، كما أصيب طفل في قرية ماتع بمنطقة الضباب برصاص قناصة الميليشيات.
وعلى صعيد المواجهات، نقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إن «مجاميع من عناصر الميليشيات حاولت مهاجمة مواقع الجيش الوطني غرب المدينة، ودارت مواجهات عنيفة أدت إلى مقتل 3 عناصر من الميليشيات وإصابة آخرين، واغتنام الجيش أسلحة كانت بحوزتهم، وفرار من تبقى منهم».
وبحسب المصدر، فإن عناصر الميليشيات حاولوا التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في الجبهة الشرقية، ولكنهم تكبدوا خسائر بشرية قبل أن يلوذوا بالفرار.
- التزام حكومي بالسلام
على صعيد متصل، ذكر الإعلام اليمني الرسمي أن عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي، التقى في الرياض السفير الأميركي ستيفن فاغن، لمناقشة آخر المستجدات على الساحة اليمنية وتداعيات تصعيد الميليشيات الحوثية وإفشالها جهود تمديد الهدنة.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن العليمي أنه «استعرض جهود مجلس القيادة الرئاسي في دعم مساعي المبعوث الأممي لتمديد الهدنة وتوسيعها، والجهود التي بذلها المجلس للحفاظ على الهدنة والحيلولة دون انهيارها، وذلك انطلاقاً من حرص المجلس على تعزيز فرص السلام وتجنيب اليمنيين مزيداً من الدمار».
وأكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني «موقف المجلس الثابت بالتعامل الإيجابي مع كل ما فيه مصلحة المواطنين في كافة أنحاء اليمن»، وقال إن «العالم اليوم أصبح أكثر إدراكاً لخطورة ما تقوم به الميليشيات الحوثية على المنطقة والعالم، وعدم جديتها في إنهاء معاناة اليمنيين من خلال عرقلتها لأي جهود تسعى لتحقيق السلام».
وأكد العليمي للسفير الأميركي أن «تصعيد الميليشيا الحوثية الأخير باستهداف المنشآت الحيوية والاقتصادية هو استهداف للوضع الإنساني والخدمي في اليمن ويمس كل مواطن، ويمثل تهديداً حقيقياً للإقليم والمنطقة».
ودعا «المجتمع الدولي للحفاظ على موقفه الموحد لإدانة تصعيد وتعنت الميليشيات الحوثية، وممارسة مزيد من الضغط للانصياع للجهود الرامية لتحقيق السلام وفقاً للمرجعيات الأساسية، مؤكداً أن الحكومة اليمنية ستبذل كل جهدها لحماية مقدرات الشعب اليمني» وفق ما أوردته المصادر الرسمية.
- جاهزية قتالية
مع استمرار تهديد الحوثيين باستهداف موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة، كانت الحكومة اليمنية أقرت تدابير عقابية بحق الميليشيات تنفيذا لقرار تصنيفها جماعة إرهابية من قبل مجلس الدفاع الوطني.
وفي ظل تصاعد المخاوف من عودة المواجهات والعمليات العسكرية على نطاق واسع، كان وزير الدفاع اليمني محسن الداعري عقد في عدن الخميس اجتماعا موسعا مع عدد من رؤساء الهيئات ومديري الدوائر وكبار الضباط في القوات المسلحة وقادة التشكيلات العسكرية والمقاومة.
وبحسب ما ذكرته وكالة «سبأ» شدد الداعري على «اليقظة ورفع الجاهزية القتالية وتكاتف الجميع، في ظل الاعتداءات والهجمات الإرهابية الحوثية واستهدافها للمنشآت الحيوية واستمرارها في تهديد مصادر الطاقة العالمية وخطوط الملاحة الدولية». وقال إن ذلك «يستوجب حشد الطاقات وتوحيد الجهود لمواجهة هذه الاعتداءات السافرة والأخطار المحدقة».


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».