توقعات تركية بتباطؤ التقارب مع إسرائيل مع عودة نتنياهو

أنقرة ستراقب التطورات في الأشهر المقبلة... والاقتصاد مفتاح التطبيع

وزير الدفاع الإسرائيلي في لقاء مع نظيره التركي بأنقرة في 27 أكتوبر (وزارة الدفاع التركية)
وزير الدفاع الإسرائيلي في لقاء مع نظيره التركي بأنقرة في 27 أكتوبر (وزارة الدفاع التركية)
TT

توقعات تركية بتباطؤ التقارب مع إسرائيل مع عودة نتنياهو

وزير الدفاع الإسرائيلي في لقاء مع نظيره التركي بأنقرة في 27 أكتوبر (وزارة الدفاع التركية)
وزير الدفاع الإسرائيلي في لقاء مع نظيره التركي بأنقرة في 27 أكتوبر (وزارة الدفاع التركية)

أثار فوز كتلة التحالف اليميني بقيادة حزب «الليكود» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بأغلبية مقاعد «الكنيست» الإسرائيلي -حسب النتائج الأولية- تساؤلات حول مسار تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل الذي شهد تقدماً كبيراً في الأشهر الأخيرة.
واعتبر خبراء ومحللون أنه سيكون هناك بلا شك نوع من الاختلاف في الفترة القادمة عن الفترة الأخيرة التي شهدت تقارباً كبيراً وزيارات على أرفع المستويات بين أنقرة وتل أبيب، بدأت في مارس (آذار) بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ لأنقرة، ثم رئيس الوزراء يائير لبيد في يونيو (حزيران) عندما كان وزيراً للخارجية، ثم لقائه الرئيس رجب طيب إردوغان للمرة الثانية في سبتمبر (أيلول) على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن ثم زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لأنقرة، ومباحثاته مع وزير الدفاع خلوصي أكار، ولقائه إردوغان الذي تحدد فجأة.
وذهبت المحللة السياسية الكاتبة في صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، نيلجون تيكفيدان جوموش، إلى أن الخطوات التي تحققت في الفترة الماضية وإعادة تبادل السفراء بين البلدين، لم تكن رغبة طرف واحد، وأن أي حكومة قادمة في إسرائيل ستضع في اعتبارها المصالح المشتركة؛ لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية.
ولفتت جوموش إلى أن إسرائيل كانت شريكاً مهماً لتركيا قبل أزمة سفينة «مافي مرمرة» الشهيرة في عام 2010، لا سيما في مجالات الدفاع والأمن والاستخبارات؛ لكن الغارة على السفينة التركية والعمليات الإسرائيلية في غزة، وسوء معاملة الفلسطينيين، وقضية القدس، ومزاعم دعم تركيا لحركة «حماس»، كلها عوامل أدت إلى توتر العلاقات، وتعليق الشراكة العسكرية بين البلدين؛ لكن بدا أنه في زيارة غانتس الأخيرة تم الاتفاق على تفعيل التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي.
ورأت أن تركيا ستتمهل في الفترة المقبلة، وستراقب التطورات بعد فوز نتنياهو، ولذلك فإن إردوغان الذي كان ينتظر أن يزور إسرائيل قريباً، لن يتعجل الأمر وسينتظر حتى تتضح الأمور في إسرائيل. وفي هذه الحالة ربما تتأجل الزيارة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تركيا في منتصف العام المقبل. واعتبرت أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لتحدي وجهة التعاون التركي الإسرائيلي، وما إذا كان بالإمكان الوصول إلى مستوى التعاون الوثيق في العلاقات بين إسرائيل وتركيا قبل عام 2010.
من جانبه، رأى الكاتب ومحلل الشؤون السياسية، سليمان سيفي أوغون، أن وصول نتنياهو والتحالف اليميني المتطرف قد يقلل من زخم التقارب التركي الإسرائيلي؛ لكن يبقى أن الأمر الذي يبعث على التفاؤل هو أن حجم التجارة ظل عند مستويات ملحوظة دون أن يتأثر، منذ الأزمة التي وقعت عام 2010، وهو أكبر مؤشر على إمكانية استئناف العلاقات التركية بشكل شامل من خلال المصالح المتبادلة.
وتابع بأن قطع العلاقات السياسية والاقتصادية في وقت واحد أمر من الصعب إصلاحه، وإذا كان البلدان قد استطاعا مؤخراً اتخاذ خطوات متقدمة في التطبيع دبلوماسياً وسياسياً، فذلك يرجع إلى حقيقة أن العلاقات الاقتصادية استمرت حتى في أكثر الفترات توتراً، وهذا يعني أن الاقتصاد قادر على فتح مجال للتطبيع السياسي.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة برمتها في المستقبل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني، إن «الأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم هي ردود فعل متسلسلة».

وتابع: «ردود فعل متسلسلة على قصف (حركة) حماس والقضاء على (حزب الله) واستهداف (أمينه العام السابق حسن) نصر الله، والضربات التي سدّدناها لمحور الرعب الذي أقامه النظام الإيراني».

واتهم نتنياهو إيران بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطاحه هجوم شنّته فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، ودعم حركة «حماس» في قطاع غزة و «حزب الله» في لبنان.

وأكد أن «كل ما تسعى إليه إسرائيل هو الدفاع عن دولتها، لكننا من خلال ذلك ندافع عن الحضارة بوجه الوحشية».

وقال للإيرانيين: «إنكم تعانون تحت حكم نظام يسخركم ويهددنا. سيأتي يوم يتغير هذا. سيأتي يوم تكون فيه إيران حرة». وتابع: «لا شك لديّ في أننا سنحقق هذا المستقبل معاً أبكر مما يظن البعض. أعرف وأؤمن بأننا سنحول الشرق الأوسط إلى منارة للازدهار والتقدم والسلام».

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسية في «محور المقاومة» الذي تقوده ضد إسرائيل، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع إسرائيل.

ولطالما أدّت سوريا، التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران، بالأسلحة.