هجوم كاتبة مصرية على الراحل بهاء طاهر يثير الجدل

صافي ناز كاظم قالت «إنه لا يستحق الجوائز»... وأدباء يردون

الراحل بهاء طاهر (أرشيفية)
الراحل بهاء طاهر (أرشيفية)
TT

هجوم كاتبة مصرية على الراحل بهاء طاهر يثير الجدل

الراحل بهاء طاهر (أرشيفية)
الراحل بهاء طاهر (أرشيفية)

أثار الهجوم الذي شنته الكاتبة المصرية صافي ناز كاظم، على الأديب الراحل بهاء طاهر ردود فعل واسعة في الأوساط الثقافية المصرية، حيث انبرى عديد من الأدباء للرد عليها والدفاع عن الكاتب الذي وافته المنية مساء الخميس.
وكانت صافي ناز، أرملة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، قد وصفت طاهر في منشور لها عبر صفحتها بموقع «فيسبوك» بأنه «كان من كوابيس جيلها». وأضافت: «لو جاملناه لقلنا إنه روائي متوسط الموهبة، واستحل لنفسه جوائز كثيرة مغتصبة ممن كانوا أحق».
ووصف البعض الهجوم بأنه «مجاني» و«لا يراعي حرمة الموتى»، بينما تساءل البعض الآخر: «لماذا لم نرَ تلك الاتهامات في حياة بهاء طاهر؟».
وقال الكاتب والناقد سيد الوكيل، عبر صفحته على «فيسبوك»: «أدرك أن أفراد هذا الجيل، تبادلوا الاتهامات، والتخوين في ما بينهم. وقد طال هذا كبارهم وعلى رأسهم نجيب محفوظ».
الروائي محمود الورداني، علق على الضجة قائلاً: لـ«الشرق الأوسط»: «ما ذكرته السيدة صافي ناز بالغ السوء، ولا يستند إلا إلى منطق الكراهية المجانية، وتصفية الحسابات على جثة الراحل قبل دفنه».
بينما قالت الكاتبة والناقدة د. هويدا صالح، لـ«الشرق الأوسط»: «هجوم صافي ناز مرسل، ويفتقر إلى الدقة أو الموضوعية، ويعبر عن أزمة كاتبة انحسرت عنها الأضواء بعد أن توقفت عن الكتابة النقدية منذ سنوات بعيدة، وأصبحت لديها توجهات وقناعات أخرى». واعتبرت أن «الهجوم على رموزنا بعد رحيلهم أصبح موضة يبحث أصحابها عن لفت النظر بأي طريقة دون حجة أو وعي أو برهان».
كما تساءل د. حسين محمود أستاذ الأدب الإيطالي وعميد كلية اللغات والترجمة في جامعة بدر، قائلاً: «كيف تقول صافي ناز كاظم إن بهاء استحل لنفسه جوائز مغتصبة من غيره؟ هل هو منح نفسه تلك الجوائز أم أن لجان التحكيم المختلفة هي التي قامت بذلك؟».
ويعد بهاء طاهر ( 1935 - 2022) أحد أبرز الأسماء في الرواية المصرية، حيث صدر له كثير من الأعمال التي تعد بمثابة علامات بارزة في الأدب المصري الحديث على غرار «خالتي صفية والدير» و«واحة الغروب» و«الحب في المنفى».
وحصد عديداً من الجوائز، أبرزها «جائزة الدولة التقديرية في الآداب»، و«الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)».
وتعد صافي ناز كاظم، وهي من مواليد 1937، من أهم نقاد المسرح في مصر، على الرغم من توقفها عن النقد في السنوات الأخيرة، وصدر لها عديد من الكتب المهمة مثل «رومانتيكيات» الذي صدر عام 1971، بمقدمة للكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين، و«تاكسي الكلام»، و«مسرح المسرحيين»، و«من ملف مسرح الستينيات»، و«تلابيب الكتابة».
واشتُهرت الكاتبة بهجومها الناري وتصريحاتها الصادمة بين الحين والآخر بحق أسماء ذات ثقل وحضور لافت، مثل قولها: «لا أحن لأحمد فؤاد نجم، ولم أحزن على وفاته، وزواجي منه كان واجباً وطنياً، حيث شعرت بأنه يحتاج إلى من ينقذه»، وتأكيدها أنها «تكره الفنانة نجاة التي قتلها غرورها»، كما وصفت الفنانة سميحة أيوب الملقبة بـ«سيدة المسرح العربي» بأنها «زاعقة» في أدائها التمثيلي.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».