داليا البحيري لـ «الشرق الأوسط»: غبت عن السينما بإرادتي

قالت إن مسرحية «سيدتي الجميلة جداً» ليست تكراراً لعرض المهندس وشويكار

فادي أبي سمرا وإيمان مصباحي وخيري بشارة ومحمد قبلاوي وداليا البحيري أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي
فادي أبي سمرا وإيمان مصباحي وخيري بشارة ومحمد قبلاوي وداليا البحيري أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي
TT

داليا البحيري لـ «الشرق الأوسط»: غبت عن السينما بإرادتي

فادي أبي سمرا وإيمان مصباحي وخيري بشارة ومحمد قبلاوي وداليا البحيري أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي
فادي أبي سمرا وإيمان مصباحي وخيري بشارة ومحمد قبلاوي وداليا البحيري أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن مسرحية «سيدتي الجميلة جداً» التي تستعد لتقديمها بالمسرح القومي خلال الموسم الشتوي، ظلت حُلماً منذ قراءتها للنص الأصلي في طفولتها، مشيرة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العرض الجديد يختلف عن المسرحية التي قدمها الثنائي «فؤاد المهندس وشويكار»، وعبرت داليا عن سعادتها بالمشاركة في لجنة تحكيم مهرجان «الدار البيضاء للفيلم العربي الطويل»، كما نوهت عن تطلعها لتقديم جزء خامس من المسلسل الكوميدي «زوجة مفروسة أوي»، مؤكدة أنها غابت عن السينما... وإلى نص الحوار:
> كيف تقيمين مشاركتك بلجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي أخيراً؟
- هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها هذا المهرجان بدعوة من فاطمة النوالي مدير المهرجان، وهي شخصية جديرة بالاحترام تتعامل مع مهمتها بحب شديد، وأنا من محبي السينما المغربية، وسعدت كثيراً بهذه المشاركة التي لا تعد التجربة الأولى لي في مجال التحكيم بل ربما المرة العاشرة، فقد شاركت في لجان تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي مرتين، وفي دمشق قبل توقفه، وفي «سلا» بالمغرب، والرباط لسينما المؤلف، وأسوان لأفلام المرأة.

داليا البحيري تتوسط إيمان مصباحي ومحمد قبلاوي وخيري بشارة

> كممثلة كيف استفدت من مشاركاتك تلك؟
- أرى أنها استفادة على كل الأصعدة، حيث أشاهد أفلاماً غير تجارية، لا يتاح مشاهدتها سوى في المهرجانات، وأتعرف على مواهب شابة في كل المجالات، وعلى شخصيات سينمائية قد لا ألتقيها سوى في المهرجانات، وفي الدار البيضاء تعرفت بشكل أكبر على المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، ومحمد القبلاوي رئيس مهرجان مالمو، وأتذكر أنني لم ألتقِ خيري بشارة منذ سنوات رغم أنني قدمت معه واحداً من أهم أعمالي «ريش نعام»، كما أستفيد على الصعيد الفني والإنساني مما يفتح أمامي آفاقاً جديدة.
> وهل يوجد في رأيك مواصفات محددة للفيلم الجيد؟
- الفيلم الجيد لا يختلف عليه أحد، وقد توافقنا كلجنة تحكيم على الأفلام الفائزة، وأولها الفيلم الأردني «فرحة» الفائز كأفضل فيلم لأنه يطرح قضية إنسانية بشكل صادق مسّتنا جميعاً مع تمثيل رائع وتصوير بديع، والفيلم الجيد لا بد أن يقدم بلغة سينمائية عالية ترتكز على الصورة والأداء أكثر من الحوار، لذلك فإن الفيلم يجب أن يكون متماسكاً ويجذب المشاهد من البداية للنهاية.
> قدمت بطولات سينمائية ناجحة على غرار «السفارة في العمارة»، «محامي خلع»، «حريم كريم» فلماذا غبت عن السينما في الآونة الأخيرة؟
- لأنني أحترم الجمهور ونفسي، وتاريخي الفني الصغير، الذي قدمت فيه حتى الآن 12 فيلماً، ولا أنوي عمل أفلام تقلل من قدري، ولا من احترام الجمهور لي، فقد عُرضت علي أفلام في الفترة الأخيرة شبيهة بأفلام المقاولات التي انتشرت فترة الثمانينات، ولم أعتد تقديم أعمال بمنطق التواجد، أو لأجني من ورائها أموالاً فقط، ولكن لكي تضيف لرصيدي الفني وأظل فخورة بما قدمته، البعض لا يفرق معه ذلك، والبعض يقبلها لضرورات الحياة، والحمد لله على نعمة استطاعة أن أقول لا.
> بدأت بروفات مسرحية «سيدتي الجميلة جداً» التي ستقدمينها على المسرح القومي... فماذا يمثل لك هذا العرض؟
- سعادتي كبيرة للغاية بأن أقف على خشبة المسرح القومي، وهو أمر سيظل في تاريخي كممثلة، بالنسبة للمسرحية فقد أحببتها منذ صغري، كان لدينا في مكتبة أبي النص المسرحي «بيجماليون» الذي كتبه برنارد شو، وبعدما أصبحت ممثلة كنت أتمنى تقديمها، وبالصدفة عرضها علي المخرج محسن رزق، الذي أعدها مسرحياً أيضاً، وكنت أتمنى أن أعمل معه لثقتي أنه سيخرج مني طاقات جديدة كممثلة، وكان قد كتب مسرحية «أبو العربي» وشاهدت له عروضاً جميلة في مسرح الأطفال من بطولة صديقتي الفنانة مروة عبد المنعم، بالطبع المسرح شاق جداً ويستلزم مجهوداً كبيراً لكنني أحب لقاء الجمهور.
> معنى ذلك أننا سنشاهد نسخة جديدة من «صدفة بعضيشي»؟
- «سيدتي الجميلة جداً» ليس لها علاقة بـ«صدفة بعضيشي» ولا بمسرحية شويكار وفؤاد المهندس، لكنها تلعب على التيمة نفسها، لأنهما مأخوذتان عن النص الأصلي «بيجماليون»، ومعي مجموعة جميلة من الممثلين، ونقدمها في إطار كوميدي استعراضي ومن ألحان الموسيقار محمود طلعت، ومن حسن حظي أنني التقيت الفنانة الكبيرة شويكار في افتتاح فيلم «سنة أولى نصب» حيث كنت أجلس بجوارها وحينما شاهدت الفيلم قالت لي «أنت استايل إسباني» وأشادت بأدائي.
> قدمتِ 4 أجزاء من مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي» فما مصير الجزء الخامس منه؟
- أسمع فقط عن تقديم جزء خامس، لكنني أتطلع لذلك، فهو من الأعمال العزيزة جداً على قلبي، ويحتمل تقديم أجزاء أخرى منه، لأن أحداثه متجددة باستمرار، وقد نال حب الجمهور وشغفه، كما أنه زاد من قاعدة جمهوري، خصوصاً الأطفال الذين كانوا يشاهدونه ويعرفونني باسم بطلته «إنجي»، ويصرون على التقاط صور معي.
> بدأت كمذيعة بالقناة الفضائية المصرية وهناك ممثلون وممثلات خاضوا تجربة تقديم البرامج بعد شهرتهم درامياً، فهل تفكرين في العودة إليها؟
- أرحب بذلك لو وجدت فكرة تضيف لي ولا تأخذ مني، فقد قدمت بالفضائية المصرية كل نوعيات البرامج (سياسية ومنوعات وأطفال)، والمهم أن تكون الفكرة مختلفة، وقد عُرض على أخيراً تقديم برنامج، لكن وجدت أن الهدف منها ربح مادي للقناة ولن تضيف لي.
> كملكة جمال سابقة لمصر، ما هي رؤيتك للجمال؟
- الجمال مجموعة عناصر تكمل بعضها من بينها جمال الملامح إلى جانب اللباقة والثقافة والذكاء، وقد شاركت كثيراً في مسابقات اختيار «مس إيجيبت» ولا أعرف لماذا نطلق عليها في مصر «ملكة جمال» فهي «فتاة مصر» أي أنها أكثر واحدة لديها مواصفات الفتاة المصرية المثالية، كأن يكون شكلها مصرياً، ورياضية المظهر، ومتناسقة الشكل، ومحافظة على التقاليد، ولديها ثقافة، لأن جمال الملامح ليس كل شيء، فهناك سيدات جميلات شكلاً حينما يتحدثن ينهار جمالهن في ثانية، فقد تكون شديدة الجمال لكن ليس لديها أي قدر من الذكاء.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

في سياق تكثيف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار، ناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي بهدف تقليل تأثيرات وخسائر الحرب السودانية، ودعم الأمن الغذائي بين البلدين.

واستضافت العاصمة المصرية القاهرة فعاليات «الملتقى المصري - السوداني الأول لرجال الأعمال»، اليوم السبت، بعد أيام من انعقاد «المؤتمر الاقتصادي الأول» في السودان، وناقش مسؤولون ورجال أعمال من البلدين فرص التوسع في الشراكات الاقتصادية.

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو 13 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، ووزير النقل والصناعة، كامل الوزير، في كلمته بالملتقى، أن التحديات التي تواجهها مصر والسودان «تفرض التعاون المشترك في مختلف المجالات»، لافتاً إلى حرص بلاده على «دعم السودان لتجاوز محنة الحرب وعودة الاستقرار».

وعدد الوزير المصري مجموعة من الفرص، التي يمكن استثمارها لدفع مجالات التجارة والصناعة والاستثمار في البلدين، منها «ثلاثة محاور للنقل البري، والمواني الجافة على الحدود المشتركة في معبري (قسطل وأرقين)»، إلى جانب ميناء للملاحة النهرية بين بحيرة ناصر (جنوب مصر) إلى وادي حلفا (شمال السودان)، معلناً عن مخطط مصري لمد مشروع خط القطار السريع «أبو سمبل - الإسكندرية» إلى السودان في منطقة «وادي حلفا»، ومؤكداً أن دراسات المشروع «باتت جاهزة للتنفيذ وتتبقى موافقة الجانب السوداني».

ويربط مصر والسودان منفذان بريان، هما معبرا «أرقين»، و«أشكيت» (ميناء قسطل) بوادي حلفا بالولاية الشمالية، ويعتمد البلدان على المعبرين في التبادل التجاري ونقل الأفراد.

وزير النقل المصري خلال كلمته بـ"الملتقى المصري-السوداني" (مجلس الوزراء المصري)

ودعا كامل الوزير المستثمرين السودانيين لتوسيع أعمالهم في السوق المصرية، مشيراً إلى أن حكومة بلاده «مستعدة لإزالة أي عقبات أمام الشركات السودانية للاستفادة من الفرص المتاحة في قطاعات التجارة والقطاعات الإنتاجية»، ومنوهاً بـ«إجراءات تحسين مناخ الاستثمار بمصر لتسهيل تأسيس الشركات، وإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة».

وأضاف الوزير موضحاً أن «ملتقى رجال الأعمال المصري - السوداني» سيشكل «نواة للشراكة في المجال الصناعي بين البلدين، بما يعزز من التكامل الإقليمي، مع التعاون في مجال الأمن الغذائي».

وشارك في الملتقى وفد حكومي سوداني، ضم وزراء الصناعة والنقل والتموين والنفط والكهرباء، إلى جانب ممثلين من مجتمع الأعمال المصري - السوداني، وروابط الجالية السودانية بمصر.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب الداخلية، إلى جانب آلاف آخرين من الذين يعيشون في المدن المصرية منذ سنوات.

وعدّ السفير السوداني بمصر، عماد الدين عدوي، أن مبادرة انعقاد (ملتقى رجال الأعمال) بين البلدين «تستهدف تدشين شراكة لإعادة الإعمار في بلاده بعد الحرب»، مشيراً إلى أن الشركات المصرية (حكومية وخاصة) «هي الأجدر والأقدر على القيام بعملية الإعمار، وإعادة بناء ما دمرته الحرب».

كما أشار عدوي إلى أن الحرب «أثرت على النشاط الاقتصادي لبلاده، وحدّت من فرص التبادل التجاري»، غير أنه لفت إلى أن «نسب التجارة المصرية - السودانية لم تتأثر كثيراً، إذ حافظت على استقرارها عامي 2022 و2023»، وقال إن من أهداف الملتقى «دفع الشراكة لتحقيق الأمن الغذائي».

وسجل حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان نحو 1.4 مليار دولار خلال عام 2023، مقابل 1.5 مليار دولار عام 2022، بنسبة انخفاض قدرها 6.4 في المائة، وفق إفادة لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر، في مارس (آذار) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

مشاركات واسعة في "الملتقى المصري-السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة" (مجلس الوزراء المصري)

من جانبه، تحدث وزير التموين المصري، شريف فاروق، عما تنفذه بلاده من مشروعات بنية تحتية ولوجيستية، وقال إن تلك المشروعات «تمنح فرصاً للمستثمرين المصريين والسودانيين لتعزيز شراكتهم واستثماراتهم».

بينما أشار وزير التموين والتجارة السوداني، عمر محمد أحمد، إلى تأثير الحرب الداخلية على القطاعات الإنتاجية في بلاده، لافتاً في كلمته بالملتقى إلى «حاجة بلاده لمزيد من الاستثمارات في الأمن الغذائي»، ودعا إلى «تأسيس تحالف استراتيجي اقتصادي تجاري بين البلدين».

وناقش الملتقى ورقتي عمل حول عملية «إعادة الإعمار في السودان»، وفرص «تحقيق الأمن الغذائي بين البلدين»، وقدّر مدير «مركز التكامل المصري - السوداني»، عادل عبد العزيز، حجم خسائر القطاع الاقتصادي في السودان بسبب الحرب بنحو «89 مليار دولار»، من دون احتساب خسائر تدمير البنية التحتية والمنشآت، وقال في كلمته بالملتقى إن السودان «يواجه إشكالية مع المجتمع الدولي، ويعوّل على الشراكة مع الدول الصديقة مثل مصر لتجاوز أي تحديات».

وخلال فعاليات الملتقى، تحدث ممثلون عن المستثمرين ورجال الأعمال بالبلدين، وأشار ممثل مجتمع الأعمال السوداني، سعود مؤمن، إلى أن الملتقى «يروم تكامل جهود البلدين في إعادة الإعمار، وتوفير احتياجات السودان من السلع الضرورية»، منوهاً بـ«رغبة القطاع الخاص السوداني في تدشين تجمعات اقتصادية مع نظرائهم بمصر في مجال الصناعات الغذائية».

كما أشار رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، إلى أن «الزراعة تعد من أكثر المجالات جذباً للاستثمار بالسودان لتوافر المياه والأرض الصالحة»، فيما رأى ممثل مجتمع الأعمال المصري، أحمد السويدي، أن «التصنيع الزراعي أحد المجالات التي يمكن الاستثمار بها في السودان».