«الأبد هو الآن»... إبداعات فنية «جريئة» تحتضنها الأهرامات المصرية (صور)

الدورة الثانية شهدت مشاركة سعودية «لافتة»

الأعمال المشاركة تنتمي إلى نوعية «الفن المركب» أو «المجسمات» ذات الأحجام الهائلة
الأعمال المشاركة تنتمي إلى نوعية «الفن المركب» أو «المجسمات» ذات الأحجام الهائلة
TT

«الأبد هو الآن»... إبداعات فنية «جريئة» تحتضنها الأهرامات المصرية (صور)

الأعمال المشاركة تنتمي إلى نوعية «الفن المركب» أو «المجسمات» ذات الأحجام الهائلة
الأعمال المشاركة تنتمي إلى نوعية «الفن المركب» أو «المجسمات» ذات الأحجام الهائلة

إذا كانت أهرامات الجيزة تجسّد بمعنى من المعاني فكرة الخلود أو الأبدية؛ فهل يمكن إقامة معرض فني دولي في سفح تلك الأهرامات، شريطة أن تكون الأعمال المشاركة على نفس الفكرة؟ وهل يمكن أن نصبح بإزاء حوار ثقافي إبداعي بين أمجاد الماضي العريق وتكنولوجيا العصر؟

يُعدّ هذا التساؤل نقطة الانطلاق في المعرض الدولي «الأبد هو الآن»، الذي افتُتحت، أمس (الخميس)، الدورة الثانية منه، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بمشاركة سعودية «لافتة»، عبر الفنان الشاب محمد الفرج، جنباً إلى جنب مع 11 فناناً من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا والسويد وفرنسا وإسبانيا والكاميرون، فضلاً عن مشاركة عربية مميزة من جانب الإمارات وتونس، بالإضافة إلى مصر.
وبحسب الجولة التي قامت بها «الشرق الأوسط»، فإن الأعمال المشاركة تنتمي إلى نوعية «الفن المركب»، أو «المجسمات» ذات الأحجام الهائلة التي تتوزع على مسافات متباعدة في نصف قوس ضخم يحيط بالأهرامات، وهي أعمال غير تقليدية تتسم بالجرأة، وتطمح للخروج عن المألوف. «حراس الريح» هو العنوان الذي اختاره الفنان محمد الفرج لعمله المكون من مواد عضوية تشبه المواسير البلاستيكية تنهض في الخلاء مُتوَّجة بعيدان من سعف النخيل.

ويكشف الفرج عن «إقامته نحو شهر في محافظة الفيوم المصرية قبل انطلاق المعرض، مشتغلاً على تلك الفكرة»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عنوان العمل استلهمه من طبيعة أنشطة الرياح في منطقة هضبة الأهرامات». وأضاف: «نشأتي في الأحساء بالمملكة رسمت ملامح توجهاتي الفنية سواء كنت واعياً بذلك أو دون وعي مني، وليس أدل على ذلك من توظيف ثيمة النخيل التي تشتهر بها المنطقة».
وكان لافتاً المجسم الفني الذي حمل عنوان «مدار تحت نفس الشمس»، وجاء على هيئة شبيهة بكرة فضية عملاقة بمقاييس غير نمطية، بينما يكرم مجسم «أسرار الزمن» عظمة الأهرامات، باعتبارها رمزاً للأبدية بحسب ما ورد في الملصق المصاحب للعمل الذي أبدعه الفنان الفرنسي من أصل تونسي، إل سيد، مجسِّداً دائرة غير مكتملة باللون الوردي، وتحمل مزيجاً من الخيوط والحروف.

وينما يضع الفنان الإيطالي إميليو فيروا «بوابة النور» على هيئة باب وسط الصحراء معلَّق في الفراغ، كخط فاصل بين عالمي الأحياء والموتى، تسعى الفنانة الأميركية ناتالي كلارك إلى استعادة روح الأنوثة في نسختها الأسطورية للحضارة المصرية القديمة عبر «روح حتحور»، الذي جاء على هيئة مجسمَيْن ضخمين من المعدن لما يشبه حرفي U ينتهيان بحواف حادة.
واعتبرت نادين عبد الغفار، رئيسة الجهة المنظمة، وهي «آرت إيجيبت»، أن «حلم تنظيم حدث فني غير مسبوق عالمياً بهذه الكيفية يتحقق للمرة الثانية على التوالي، بفضل الأفكار المقبلة من خارج الصندوق، فضلاً عن دعم جهات عديدة مثل وزارتي السياحة والخارجية»، مشيرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المعرض ينعقد هذا العام بالتزامن مع القمة العالمية للمناخ ما جعل الأعمال المشاركة تهتم بفكرة إعادة التدوير وإبداع الفن من مواد طبيعية وصناعية موجودة في البيئة المصرية، مثل الرخام والألياف الزجاجية والفولاذ».

وكانت النسخة الأولى من «الأبد هو الآن» قد أقيمت في أكتوبر (تشرين الأول) في المكان نفسه، العام الماضي، لتشهد نجاحاً كبيراً، حيث استقبل المعرض وقتها أكثر من نصف مليون زائر، وتخطى عدد مشاهداته عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة حاجز المليار مشاهدة، كأول معرض فني دولي جرت إقامته منذ 4500 عام في منطقة الأهرامات بالجيزة.

ومن بين الفنانين الذين يحظون بحضور دولي مهم وشاركوا في تلك الدورة، الروسي ألكسندر بونوماريف، والبرازيلي هواو تريفيسان، والإيطالي - الأميركي لورينزو كوين، فضلاً عن الفنان السعودي الأمير سلطان بن فهد.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.