دعوة صينية لإيجاد «سبل للتوافق» مع واشنطن

صورة أرشيفية لبايدن وشي وهما يوجهان دعوة للتفاهم المتبادل في مدرسة بلوس أنجليس في فبراير 2012 (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لبايدن وشي وهما يوجهان دعوة للتفاهم المتبادل في مدرسة بلوس أنجليس في فبراير 2012 (أ.ف.ب)
TT

دعوة صينية لإيجاد «سبل للتوافق» مع واشنطن

صورة أرشيفية لبايدن وشي وهما يوجهان دعوة للتفاهم المتبادل في مدرسة بلوس أنجليس في فبراير 2012 (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لبايدن وشي وهما يوجهان دعوة للتفاهم المتبادل في مدرسة بلوس أنجليس في فبراير 2012 (أ.ف.ب)

اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ أن الصين والولايات المتحدة يجب أن «تجدا سبلاً للتوافق» من أجل صون السلام والتنمية في العالم، فيما دعا نظيره الأميركي إلى ضرورة تفادي الصراع.
وتوترت العلاقات بين واشنطن وبكين في السنوات الأخيرة بشأن قضايا تشمل سياسة بكين تجاه تايوان المتمتعة بحكم ذاتي ومنع المظاهرات في هونغ كونغ وانتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في شينجيانغ.
وكتب الرئيس الصيني في رسالة تهنئة لمؤسسة «اللجنة الوطنية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين»، حسبما نقل تلفزيون «سي سي تي في» الصيني أن «العالم اليوم ليس سلمياً ولا هادئاً».
وقال للمنظمة غير الربحية ومقرها في نيويورك، وفق وكالة الصحافة الفرنسية: «كقوى عظمى، فإن تعزيز الاتصال والتعاون بين الصين والولايات المتحدة سيساعد على زيادة الاستقرار واليقين العالميين، وتعزيز السلام والتنمية في العالم». ولفت شي إلى أن الصين «مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لمنح الاحترام المتبادل والتعايش السلمي (...) وإيجاد سبل للتوافق في العصر الجديد». وأوضح أن ذلك «لن يعود بالنفع فقط على البلدين بل أيضاً على العالم».
وتأتي تصريحات شي قبل أسابيع من قمة محتملة تجمعه ببايدن، على هامش قمة العشرين في إندونيسيا.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي إن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين لا يجب أن تؤدي إلى صراع، متعهداً بتحديث وتعزيز الجيش الأميركي ومواصلة قيادة الساحة الدولية وبناء التحالفات. وأوضح بايدن خلال لقائه مع كبار مسؤولي الدفاع والأمن القومي في البيت الأبيض، مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة لديها «مسؤولية إدارة المنافسة الشديدة المتزايدة مع الصين».
وأكد الرئيس الأميركي التزامه بمواصلة تعميق التحالفات في منطقتي المحيطين الهندي والهندي، وبناء تحالفات جديدة، كما شدد على الحفاظ على التميز العسكري في المنطقة دون الانخراط في صراع. وقال إن العالم يتغير، و«علينا العمل في بيئة استراتيجية معقدة بشكل متزايد».
وجاء اجتماع بايدن مع كبار ضباط البنتاغون، وقادة الفروع العسكرية الستة للولايات المتحدة، في أعقاب إطلاق استراتيجية الأمن القومي التي وضعت الصين على أنها «التحدي الجيوسياسي الأكثر أهمية لأميركا». وأوضحت الاستراتيجية أن «بكين لديها طموحات لإنشاء مجال نفوذ معزز في المحيطين الهندي والهادئ وأن تصبح القوة الرائدة في العالم، وهي تستخدم قدرتها التكنولوجية ونفوذها المتزايد على المؤسسات الدولية لخلق ظروف أكثر تساهلاً لنموذجها الاستبدادي الخاص، ولصياغة استخدام التكنولوجيا العالمية ومعاييرها لتمييز مصالحها وقيمها».
وقد توترت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل متزايد بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايبيه في أغسطس (آب) الماضي، وردت بكين بسلسلة من التدريبات العسكرية في المنطقة المحيطة بالجزيرة التي تبعد 100 ميل عن البر الصيني. كما ألغت الصين التبادلات الثنائية المخطط لها مع الولايات المتحدة، بما في ذلك اجتماعات المناخ. وحذر الرئيس الصيني في مكالمته الأخيرة مع الرئيس بايدن من اللعب بالنار فيما يتعلق بتايوان، فيما أدرج الحزب رفض استقلال تايوان في ميثاقه.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين، إن «بايدن ناقش مع القادة العسكريين مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالأمن القومي الأميركي، من إدارة المنافسة الاستراتيجية مع الصين إلى التهديد الحاد الذي تمثله روسيا بوضوح في القارة الأوروبية».


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن
TT

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

حذّرت الأمم المتحدة من أن الجفاف القياسي الذي أتلف المحاصيل في الجنوب الأفريقي وتسبب بتجويع ملايين الأشخاص ودفع 5 دول لإعلان كارثة وطنية، دخل الآن أسوأ مراحله.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يتوقع زيادة عدد الأشخاص الذين يكافحون لتأمين الطعام.

وصرحت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي بالوكالة في أفريقيا الجنوبية لولا كاسترو لوكالة الصحافة الفرنسية في جوهانسبرغ، الجمعة، أن «الفترة الأسوأ مقبلة الآن. لم يتمكن المزارعون من حصاد أي شيء والمشكلة هي أن الحصاد المقبل في أبريل (نيسان) 2025».

بعد مالاوي وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي أصبحت ليسوتو قبل أسبوعين آخر دولة تعلن حال الكارثة الوطنية في أعقاب الجفاف المرتبط بظاهرة النينيو.

وأضافت كاسترو أن دولاً أخرى مثل أنغولا وموزمبيق قد تحذو قريباً حذوها أو تبلغ عن وجود فجوة بين الغذاء المتوفر وما يحتاجون إليه.

وأشارت إلى أن بعض التقديرات تفيد بأن الجفاف هو الأسوأ في المنطقة منذ قرن.

وقالت كاسترو، الجمعة، من مكتب برنامج الأغذية العالمي في جوهانسبرغ، إن ما لا يقل عن 27 مليون شخص تضرروا في منطقة يعتمد الكثيرون فيها على الزراعة.

وأضافت أن الجفاف أتلف 70 في المائة من المحاصيل في زامبيا و80 في المائة في زيمبابوي، ما أدى إلى تراجع كبير في الطلب وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقالت كاسترو: «الذرة جافة تماماً ورقيقة ونموها ضعيف ويسأل المزارعون عما عليهم فعله ليتمكنوا من إطعام أسرهم».

حتى لو تراجعت ظاهرة النينيو، فإن آثارها لا تزال قائمة.

أطفال من قبيلة الماساي يركضون أمام حمار وحشي قال السكان المحليون إنه نفق بسبب الجفاف (أ.ب)

وأضافت: «لا يمكننا التحدث عن مجاعة لكنّ الأشخاص عاجزون عن شراء وجبات كافية أو استهلاك عدد كافٍ من السعرات الحرارية يومياً. بدأ الأطفال يخسرون الوزن والسكان يعانون».

يشجع برنامج الأغذية العالمي المزارعين على زراعة محاصيل أكثر مقاومة للجفاف مثل الذرة الرفيعة والدخن والكسافا لمواجهة فترات الجفاف مستقبلاً.

وقالت كاسترو إن برنامج الأغذية العالمي، الذي وجه نداء للحصول على 409 ملايين دولار لتوفير الغذاء وغير ذلك من مساعدات لنحو ستة ملايين شخص في المنطقة، لم يتلقَّ حتى الآن سوى 200 مليون دولار.