«رفُّ اليوم»... «تشييء» الإنسان تحت ضغط الرقمنة وهيمنة الذكاء الصناعي

نجوى العتيبي تستثمر المكونات السردية الكافكوية في روايتها الأولى

«رفُّ اليوم»... «تشييء» الإنسان تحت ضغط الرقمنة وهيمنة الذكاء الصناعي
TT

«رفُّ اليوم»... «تشييء» الإنسان تحت ضغط الرقمنة وهيمنة الذكاء الصناعي

«رفُّ اليوم»... «تشييء» الإنسان تحت ضغط الرقمنة وهيمنة الذكاء الصناعي

عبّر كافكا بداية القرن الماضي عن الإنسان الشيء؛ الذي فقد القدرة على التمسك بإنسانيته، حتى بات غير مستحق أبسط الأمور المعبرة عن وجوده، مثل الاسم، فاستخدم له الأرقام مرة، ومسخه حشرة مرة أخرى!. فتح كافكا بذلك الباب على مصراعيه أمام إنسان حديث لا يمت بصلة للإنسان السابق، وبقي هذا الباب مشرعاً أمام التجارب الروائية منذ تلك اللحظة.
وحين كان لكل عصر متغيراته السياسية والاجتماعية والتكنولوجية، أصبح من الطبيعي النظر إلى الشخصية الكافكوية من زوايا جديدة، كالنظر إليها من عين إنسان هذه اللحظة؛ الإنسان شبيه الآلة، وهذا تحديداً ما عبر عنه عمل نجوى العتيبي الروائي الأول «رفُّ اليوم... ما لم يستطع السيد الحصول عليه» والصادر عن «دار أثر» عام 2022.
تقوم الروايات ذات النسغ الكافكوي في الغالب على ثلاثة محاور؛ تحيل بشكل مباشر إلى عالمه الروائي، هي: البيروقراطية، واغتراب البطل، والبطل المطارد، كما يمكننا ملاحظة بعض العلامات السردية الأخرى شديدة الوضوح، التي لا تخطئها العين، مثل تسمية الشخصيات بالأرقام، أو الأحرف، في دلالة على «تشييء» الشخصيات الروائية، وكل تلك المحاور والعلامات متوفرة في رواية «رفُّ اليوم»، وإن كانت الثيمة الأساسية للعمل معتمدة على محور «البطل المطارد»، الذي أطلقت عليه الكاتبة اسم «9ك»؛ إذ يعيش حالة مطاردة مستمرة، وكما لدى كافكا؛ فالمُطارِد لا يتم الإفصاح عنه، أو يكون مموهاً لا يدل عليه إلا قدرته السلطوية الضاغطة.
وتأتي مطاردة بطل الرواية «9ك» ضمن حالة مضجرة من الارتباك والترويع، فالبطل لا يستطيع أن يفهم سبب المطاردة، التي ينتبه لخطورتها صديقه «35م»، ويخبره عن بعض آليات مراقبة تلك السلطة له، من خلال عينيه اللتين تنقلان وقائع حياته لتلك السلطة، فلا يكون في مأمن من المطاردة إلا حين يقوم بعصبهما، فما إن يعصبهما حتى يظهر له رجال السلطة في شخصية الضابط «4ب»، وهذا يذكرنا بمحاكمة كافكا تماماً، وإن كانت رواية «رفُّ اليوم» تتمتع بخصوصية خطابها، إلا إنها تستثمر المكونات السردية الكافكوية، في محاولة لإحياء عوالم كافكا الروائية، التي تستيقظ في السرد الروائي مع كل تغير كوني.
إذا كان صنع الله إبراهيم في روايته «اللجنة» قد استثمر المكونات السردية الكافكوية في تعبير عن الضغط السياسي في تلك المرحلة، فإن نجوى العتيبي في هذه الرواية تناوش الشخصية الكافكوية من جهة أخرى، تعبر صراحةً عن نوع جديد من الضغط على إنسان هذه اللحظة، وهو ضغط الرقمنة، وهيمنة الذكاء الصناعي، تقوم بذلك من خلال سرد متشظ، وحكاية لا مركزية، وشخصيات مهشمة، ففي «اللجنة» كان المُطارِد هو السلطة السياسية التي حولت الإنسان إلى كائن مذعور، تنتهي به الحال إلى أكل نفسه تعبيراً عن حالة اللاجدوى، بينما لدى نجوى المُطارِد هو العين الزجاجية التي لا تفتأ تلاحق بطلها من خلال وجوده نفسه، وتحيل حياته إلى جحيم رقمي يجعل الشخصية تتشكك في شكلها الإنساني، فتظل تبحث طيلة العمل عمّا يؤكد لها حقيقتها الإنسانية، مما يجعل من البطل شخصية مقسومة بين زمانين؛ زمان حلمي يستدعيه من خلال الذاكرة الحية، وزمان واقعي مُرَقْمَن لا يستطيع من خلاله رؤية الأشياء بشكلها الطبيعي، فيستحيل الشجر والعشب والماء والأصدقاء إلى منتجات رقمية، تحيل إلى الآلة أكثر من إحالتها إلى الوجود الإنساني في صفائه.
وإذا كانت الشخوص الإنسانية تتحرك روائياً في مكان معين، محدود بجغرافيا واضحة المعالم، فإن الرواية الحديثة، خصوصاً رواية الخيال العلمي، تميل إلى جعل المكان مجرد فضاء هلامي، ورواية «رفُّ اليوم» من تلك الروايات التي تتعامل مع الفضاء الروائي بهذه الطريقة السوريالية، فجميع الأماكن في الرواية أماكن يمكن للآلة التحرك ضمنها، فهي حين تحيل إلى نظافة غرفة البطل رغم بعده عنها لمدة من الزمن تنبهنا إلى بقائه نظيفاً وغير مغبر، في إشارة إلى الرؤية الزجاجية للإنسان الحديث، الذي يعيش في واقع افتراضي يتكون من خلال النظرة المتصلبة إلى الشاشات والسطوح الرقمية.
وهذا التصور موجود في كل زاوية مكانية داخل العمل: المتجر، المقهى، المستشفى... حتى مكان القمر المعلق في السماء، ينظر إليه البطل من خلال تصورات لها علاقة بالمكان داخل الكادر اللوحي، الذي يذكرنا بالمواد الفيلمية المصورة، والتي تبهرنا بجماليتها وصفائها.
إن ما يميز هذه الرواية، رغم اعتمادها على المكون الكافكوي المستهلك في عالم الكتابة الروائية، والذي يميل في غالبه إلى الدستوبيا، هو شعرية اللغة، فالرواية كونت معجمها اللغوي من خارج اللغة الروائية المعتادة، وفي هذا شعرية جديدة، تميل إلى اختطاف المصطلحات الرقمية، ثم تعيد الكاتبة تكوينها ضمن مكون جمالي لغوي حديث يستوعب الحظة الآنية، وهو بذلك يتميز بفرادته وغرابته في آن، ولننظر إلى مصطلح «منتج صديق» على سبيل المثال، ونلاحظ ما فيه من طاقة شعرية غرائبية، وبلاغة متجاوزة داخل اللغة السردية.
ولو ذهبنا نتتبع المصطلحات التي تحمل المكون السردي البلاغي نفسه؛ لوجدناها مبثوثة في المتن لدرجة تلفت انتباه المتلقي، وتجعله يقرأ النص ويتعاطى معه من خلال لغته الخاصة، «إنترنت الجسد - حدس الآلة - الماء الرقمي - لغة آلية»، فمن خلال هذه المصطلحات ذات البعد الشعري الجديد، يمكن للنص الروائي أن يكون تصورات ورؤى ذات مختلفة وخاصة، تمكننا من النظر بجمالية لتلك النبتة التي اقتناها البطل، ذات القوام الأنثوي، والتي لا تحتاج إلى الماء بقدر حاجتها إلى الكلام.
هذا النوع من الرؤى المبثوثة في النص ما كانت لتتكون لها شعرية خاصة دون تأسيس معجم لغوي، يجعل للعمل الروائي خصوصية، ويدخل المتلقي في حالة قرائية مختلفة تجعله يوسع مناطقه الشعرية التي اعتاد عليها، ويزج به في مناطق شعرية جديدة عليه، يستشعر جماليتها ولا يستطيع أن يدفعها بعيداً عنه، وهذا في اعتقادي عمل في غاية التعقيد والدقة، خصوصاً في اللغة السردية، التي تميل إلى الانبساط والتشعب، لكن الكاتبة استطاعت ببراعة أن تقبض على هذه الحالة الشعرية.
* كاتب سعودي


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
TT

«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)

للمرّة الأولى، تجتمع في باريس، وفي مكان واحد، 200 قطعة من تصاميم الإيطاليَيْن دومنيكو دولتشي وستيفانو غبانا، الشريكَيْن اللذين نالت أزياؤهما إعجاباً عالمياً لعقود. إنه معرض «من القلب إلى اليدين» الذي يستضيفه القصر الكبير من 10 يناير (كانون الثاني) حتى نهاية مارس (آذار) 2025.

تطريز فوق تطريز (إعلانات المعرض)

وإذا كانت الموضة الإيطالية، وتلك التي تنتجها ميلانو بالتحديد، لا تحتاج إلى شهادة، فإنّ هذا المعرض يقدّم للزوار المحطّات التي سلكتها المسيرة الجمالية والإبداعية لهذين الخيّاطَيْن الموهوبَيْن اللذين جمعا اسميهما تحت توقيع واحد. ونظراً إلى ضخامته، خصَّص القصر الكبير للمعرض 10 صالات فسيحة على مساحة 1200 متر مربّع. وهو ليس مجرّد استعراض لفساتين سبقت رؤيتها على المنصات في مواسم عروض الأزياء الراقية، وإنما وقفة عند الثقافة الإيطالية واسترجاع لتاريخ الموضة في ذلك البلد، وللعناصر التي غذّت مخيّلة دولتشي وغبانا، مثل الفنون التشكيلية والموسيقى والسينما والمسرح والأوبرا والباليه والعمارة والحرف الشعبية والتقاليد المحلّية الفولكلورية. هذه كلّها رفدت إبداع الثنائي ومعها تلك البصمة الخاصة المُسمّاة «الدولتشي فيتا»، أي العيشة الناعمة الرخية. ويمكن القول إنّ المعرض هو رسالة حبّ إلى الثقافة الإيطالية مكتوبة بالخيط والإبرة.

للحفلات الخاصة (إعلانات المعرض)

عروس ميلانو (إعلانات المعرض)

هذا المعرض الذي بدأ مسيرته من مدينة ميلانو الساحرة، يقدّم، أيضاً، أعمالاً غير معروضة لعدد من التشكيليين الإيطاليين المعاصرين، في حوار صامت بين الفنّ والموضة، أي بين خامة اللوحة وخامة القماش. إنها دعوة للجمهور لاقتحام عالم من الجمال والألوان، والمُشاركة في اكتشاف المنابع التي استمدَّ منها المصمّمان أفكارهما. دعوةٌ تتبع مراحل عملية خروج الزيّ إلى منصات العرض؛ ومنها إلى أجساد الأنيقات، من لحظة اختيار القماش، حتى تفصيله وتزيينه بالتطريزات وباقي اللمسات الأخيرة. كما أنها مغامرة تسمح للزائر بالغوص في تفاصيل المهارات الإيطالية في الخياطة؛ تلك التجربة التي تراكمت جيلاً بعد جيل، وشكَّلت خزيناً يسند كل إبداع جديد. هذه هي باختصار قيمة «فيتو آمانو»، التي تعني مصنوعاً باليد.

دنيا من بياض (إعلانات المعرض)

رسمت تفاصيل المعرض مؤرّخة الموضة فلورنس مولر. فقد رأت في الثنائي رمزاً للثقافة الإيطالية. بدأت علاقة الصديقين دولتشي وغبانا في ثمانينات القرن الماضي. الأول من صقلية والثاني من ميلانو. شابان طموحان يعملان معاً لحساب المصمّم كوريجياري، إذ شمل دولتشي صديقه غبانا برعايته وعلّمه كيف يرسم التصاميم، وكذلك مبادئ مهنة صناعة الأزياء وخفاياها؛ إذ وُلد دولتشي في حضن الأقمشة والمقصات والخيوط، وكان أبوه خياطاً وأمه تبيع الأقمشة. وهو قد تكمَّن من خياطة أول قطعة له في السادسة من العمر. أما غبانا، ابن ميلانو، فلم يهتم بالأزياء إلا في سنّ المراهقة. وقد اعتاد القول إنّ فساتين الدمى هي التي علّمته كل ما تجب معرفته عن الموضة.

الخلفية الذهبية تسحر العين (إعلانات المعرض)

الأحمر الملوكي (إعلانات المعرض)

عام 1983، ولدت العلامة التجارية «دولتشي وغبانا»؛ وقد كانت في البداية مكتباً للاستشارات في شؤون تصميم الثياب. ثم قدَّم الثنائي أول مجموعة لهما من الأزياء في ربيع 1986 بعنوان «هندسة». ومثل كل بداية، فإنهما كانا شبه مفلسين، جمعا القماش من هنا وهناك وجاءا بعارضات من الصديقات اللواتي استخدمن حليهنّ الخاصة على منصة العرض. أما ستارة المسرح، فكانت شرشفاً من شقة دولتشي. ومع حلول الشتاء، قدَّما مجموعتهما التالية بعنوان «امرأة حقيقية»، فشكَّلت منعطفاً في مسيرة الدار. لقد أثارت إعجاب المستثمرين ونقاد الموضة. كانت ثياباً تستلهم الثقافة الإيطالية بشكل واضح، وكذلك تأثُّر المصمّمين بالسينما، لا سيما فيلم «الفهد» للمخرج لوتشينو فيسكونتي. كما أثارت مخيّلة الثنائي نجمات الشاشة يومذاك، مثيلات صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي. وكان من الخامات المفضّلة لهما الحرير والدانتيل. وهو اختيار لم يتغيّر خلال السنوات الـ40 الماضية. والهدف أزياء تجمع بين الفخامة والحسّية، وأيضاً الدعابة والجرأة والمبالغة.

جمال الأزهار المطرَّزة (إعلانات المعرض)

اجتمعت هذه القطع للمرّة الأولى في قصر «بالازو ريالي» في ميلانو. ومن هناك تنتقل إلى باريس لتُعرض في واحد من أبهى قصورها التاريخية. إنه القصر الكبير الواقع على بُعد خطوات من «الشانزليزيه»، المُشيَّد عام 1897 ليستقبل المعرض الكوني لعام 1900. وعلى مدى أكثر من 100 عام، أدّى هذا القصر دوره في استضافة الأحداث الفنية الكبرى التي تُتقن العاصمة الفرنسية تقديمها.