تشتت نواب «التغيير» يتفاعل: انفصال نائب جديد عن التكتل

TT

تشتت نواب «التغيير» يتفاعل: انفصال نائب جديد عن التكتل

لم تنجح كل المساعي التي يبذلها عدد من نواب «التغيير» لإعادة رص صفوفهم وتوحيد موقفهم من الاستحقاقات الراهنة، وأبرزها استحقاق الانتخابات الرئاسية، بتحقيق أي خرق يذكر في هذا المجال. بل على العكس، تتسع الهوة بين هؤلاء النواب الذين شكلوا تكتلاً من 13 نائباً بعد الانتخابات النيابية، وها هم اليوم يتناقصون ليصبحوا 11 بعد إعلان النائب وضاح الصادق، أمس، أنه ‏ «نائب تغييري خارج تكتّل التغييريين»، معللاً انسحابه بما أسماه «المهزلة» التي شهدتها جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
وكان النائب ميشال الدويهي أول المنسحبين من تكتل «التغيير» الأسبوع الماضي، داعياً إلى تحويله للقاء تشاوري شهري، مع هامش حرية كامل لجميع النواب في كل المواضيع. وعلمت «الشرق الأوسط»، أنه وبموقف اعتراضي على انقسام أصوات «التغييريين» في جلسة أمس، التي كانت مخصصة لانتخاب رئيس، قاطعت النائبة بولا يعقوبيان الجلسة. وتوزعت أصوات الآخرين ما بين مجموعة صوتت للدكتور عصام خليفة، وأخرى صوتت بورقة «لبنان الجديد» في حين قرر النائبان وضاح الصادق ورامي فنج التصويت للمرشح النائب ميشال معوض.
وفي أول جلسة لانتخاب رئيس، صوّت كل النواب «التغيريين» لصالح رجل الأعمال سليم إده، في حين وضعوا ورقة كُتب عليها «لبنان الجديد» خلال الجلسة الثانية. ووصف أحد نواب «التغيير» الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، ما يحصل بـ«المؤسف»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجهود لمنع مزيد من الانقسامات مستمرة والاجتماعات متواصلة بحثاً عن قواسم مشتركة». وعُلم أن اجتماعاً عُقد لهذا الغرض بعد جلسة أمس في محاولة لاستيعاب إعلان انسحاب الصادق.
وللنواب الـ13 خلفيات سياسية مختلفة، وإن كانوا جميعاً من الناشطين البارزين في انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ولعل أبرز ما يختلفون عليه اليوم إلى جانب الآلية الواجب اعتمادها لاتخاذ القرارات بحيث يدفع البعض باتجاه الإجماع وآخرون لاعتماد التصويت، تعاطيهم مع الملف الرئاسي وميل كل مجموعة لمرشح مختلف عن الآخر.
ويمكن الحديث عن 3 مجموعات داخل التكتل: واحدة تضم مارك ضو ونجاة صليبا، وضاح الصادق، رامي فنج وميشال الدويهي. ومجموعة تضم حليمة قعقور، إبراهيم منيمنة، فراس حمدان، إلياس جرادي وسينيا زرازير. ومجموعة تضم بولا يعقوبيان وملحم خلف، في حين لا يبدو واضحاً حتى الساعة تموضع ياسين ياسين. وتسعى المجموعة الأولى للتواصل مع نواب مستقلين آخرين وبخاصة نواب صيدا لخلق تكتل جديد، وهو ما كشف عنه النائب وضّاح الصادق في تصريح له يوم أمس، لافتاً إلى أن خروجه من تكتل «التغييريين» جاء بعد مطالبته لمدة شهر بآلية عمل وآلية تصويت واضحة. وأوضح، أنه منذ شهر لم يحضر اجتماعات التكتل. وقال «طالبت بآلية عمل ولم يسيروا بها، وترشيح عصام خليفة تبلغت به بشكل غير مباشر رغم أنه طالب بعدم ترشيحه... وهذه ولدنة». وكشف الصادق عن أن «هناك نية لديه بتشكيل تكتل مع مستقلين، نحن 4 أو 5 نواب من التغييريين هم: نجاة عون ومارك ضو ورامي فنج وميشال دويهي الذي خرج الأسبوع الماضي بالإضافة إلى مستقلين»، موضحاً في وقت لاحق، أنه «ليس هناك أي خطوة فعلية لتشكيل تكتلٍ جديد بعد».
وتعقيباً على ما أعلنه الصادق، قال الدويهي «خروجي من تكتل نواب التغيير الأسبوع الماضي لا يعني أبداً الانضمام إلى أي تكتل أو كتلة نيابية جديدة إن كان مع نواب التغيير أو نواب مستقلين أو غيرهم. ما زلت عند رأيي بأن اللقاء التشاوري مع هامش كامل لكل نائب هو الأفضل»، مضيفاً «نحن في فترة دقيقة جداً يلزمها هدوء وابتعاد عن الصخب السياسي لفترة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
TT

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)

فيما وصف بأنَّه «مبايعة» لـ«سوريا الجديدة»، خرج عشرات آلاف السوريين إلى الساحات في دمشق وكل المدن الرئيسية، ليحتفلوا بـ«جمعة النصر» بعد أيام من سقوط بشار الأسد «اللاجئ» في موسكو، حيث يستعد لـ«رفاهية المنفى».

وتوافد آلاف السوريين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق، قبيل صلاة الجمعة التي شارك فيها قائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير.

وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، ألقى البشير، خطبة الجمعة في الجامع الأموي ذي المكانة الدينية التاريخية بالعاصمة، بحضور أكثر من 60 ألف مُصلٍّ، حسب وسائل إعلام محلية. وتحدث البشير عن «تغيير الظلم الذي لحق بالسوريين، والدمشقيين تحديداً»، مشدداً على «الوحدة بين مختلف أطياف الشعب السوري».

وبعد الصلاة تدفق السوريون إلى ساحة الأمويين، التي طالما حلم المحتجون عام 2011 بالوصول إليها لتكون مكاناً جامعاً يرابطون فيه حتى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الحلم كان ثمنه غالياً جداً، دفع بعشرات الآلاف من ضحايا النظام والمعتقلين في زنازينه، إضافة إلى ملايين اللاجئين إلى بلاد العالم.

وفي روسيا، لم يتم بعد، رسمياً، تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لكنَّه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت»، ورغم حديث بعض المصادر عن أنَّ وجوده «مؤقت». لكن الأسد، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج.

وتزامن ذلك، مع مواصلة إسرائيل قضم مساحات في الجولان المحتل، في حين أصدر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أوامر لجيشه بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في الجولان.