الجيش الإسرائيلي لتخفيف عملياته في الضفة... والمستوطنون لتصعيد انتخابي

جنازة مجاهد داود في قرية حاريص بالضفة (الأحد) الذي قضى إثر إصابته الخطيرة (أ.ف.ب)
جنازة مجاهد داود في قرية حاريص بالضفة (الأحد) الذي قضى إثر إصابته الخطيرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي لتخفيف عملياته في الضفة... والمستوطنون لتصعيد انتخابي

جنازة مجاهد داود في قرية حاريص بالضفة (الأحد) الذي قضى إثر إصابته الخطيرة (أ.ف.ب)
جنازة مجاهد داود في قرية حاريص بالضفة (الأحد) الذي قضى إثر إصابته الخطيرة (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية وأمنية في تل أبيب، أن الجيش وغيره من قوى الأمن يحاولان التخفيف من العمليات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لكن نشاط المستوطنين، (تقصد اعتداءاتهم على الفلسطينيين)، يستمر ويتصاعد، وهذا يؤدي إلى التهاب الأوضاع في الطرف الآخر وزيادة التوتر والتصعيد.
وقالت هذه المصادر إن عدداً من كبار المسؤولين في جهاز الأمن العام (الشاباك)، وفي الجيش، التقوا مؤخراً مع حاخامات في «حركة الصهيونية الدينية» وأشخاص مؤثرين في المستوطنات، وطلبوا منهم العمل من أجل وقف اعتداءات المستوطنين التي وصفوها بأنها «عمليات انتقامية» ضد الفلسطينيين، وحذروا من أن «هذه العمليات تؤدي إلى تصعيد الوضع الأمني، وتمس بجهود قوات الأمن في إحباط الإرهاب».
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان»، الأحد، أن مسؤولي «الشاباك» التقوا، الأربعاء الماضي، مع الحاخام حاييم دروكمان، وهو أحد أبرز حاخامات المستوطنين والأكثر تأثيراً عليهم، وأن هذا الحاخام توجه بدوره إلى حاخامات المعاهد الدينية، وطلب منهم العمل من أجل وقف اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في القرى القريبة من المستوطنات. ونقلت «كان» عن مصادر أمنية، قولها إنها «راضية» من استجابة الحاخامات لطلبها، لكنها مزعوجة من أنه على أرض الواقع، لم يتغير شيء، والمستوطنون المتطرفون يواصلون اعتداءاتهم.
وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها أن هؤلاء المستوطنين لن يوقفوا اعتداءاتهم حتى الانتخابات العامة التي ستجري بإسرائيل في الفاتح من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. فهم يستفيدون منها للتحريض على الحكومة برئاسة يائير لبيد لتعزيز الانطباع بأنها ضعيفة، وبأن إسرائيل تحتاج إلى حكومة يمينية قوية برئاسة شخصية قوية مثل بنيامين نتنياهو.
يذكر أن ممارسات إسرائيل في المناطق الفلسطينية المحتلة، والتصعيد الذي تقوم به منذ عدة أسابيع، بدأ يثير موجة انتقادات سياسية وإعلامية داخل إسرائيل نفسها. ويظهر كثير من المقالات والتصريحات اليومية التي تعدها «محاولات فاشلة قد تتسبب في انفجار كبير وانتفاضة ثالثة». كذلك هناك تقارير ناقدة صادرة حتى عن مسؤولين في الجيش نفسه. وقد نقلت وسائل الإعلام العبرية، مساء السبت، عن مصادر عسكرية، قولها إن «هناك قوات خاصة تابعة لحرس الحدود تم إرسالها إلى منطقة جنين لتهدئة الأوضاع، ولكن أفرادها يرتكبون فظائع ضد السكان ويتصرفون بانفلات تام وينفذون اعتداءات من دون مبرر أمني».
وقد حاول وزير الدفاع، بيني غانتس، صد الانتقادات من الجانبين، ورد على المستوطنين الذين يتهمون حكومته بالضعف وبتكبيل أيدي الجنود في مواجهة الإرهاب الفلسطيني، كما رد على المنتقدين في الطرف الآخر، الذين يتهمون جيشه بالمبالغة في اعتداءاته، خصوصاً تصريحات رئيسة حزب «ميرتس» اليساري، زهافا غلؤون، التي دعت إلى كبح جماح الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، مؤكدة أن عدد القتلى الفلسطينيين وصل إلى حد غير معقول. وقال غانتس في منشور على حسابه بـ«تويتر»، مساء السبت: «نحن في وضع أمني حساس، يتطلب أيضاً مسؤولية من المسؤولين المنتخبين في تصريحاتهم. وهذا هو الحال مع إجراءات إطلاق النار، التي يحددها فقط رئيس الأركان والقادة ومن دون أي تدخل سياسي. لا أحد يكبل أيدي المقاتلين (الإسرائيليين)، ولا أحد يأذن بإطلاق النار بما يخالف طهارة السلاح».
وكانت غلؤون قد توجهت إلى غانتس برسالة، قالت فيها إن هناك ضرورة ملحة لكبح جماح جنود الجيش الإسرائيلي وضبطهم، فهناك «زيادة مجنونة في عدد القتلى الفلسطينيين». وأضافت في تصريحات نقلتها القناة «12» الإسرائيلية، أن «التسهيلات الجديدة التي أعطيت في تعليمات إطلاق النار الصادرة للجنود أسهمت في تفاقم الأمر». وتابعت: «المستوطنون يقومون بأعمال شغب ضد الفلسطينيين وهذا يسبب تصعيداً. الجيش يؤمن قوافل من المستوطنين في مختلف المسيرات وهذا يشكل استفزازاً. كل من يقترح إدخال مزيد من القوات إلى المناطق الفلسطينية، عليه أن يعرف أن هذه المنطقة ستدخل في تصعيد لا داعي له. يجب أن تكون هناك يد أكثر حزماً تجاه المستوطنين».
وبحسب موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني، الأحد، عبر مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون، في نهاية الأسبوع، عن «تفاؤل حذر» حيال الوضع الأمني في الضفة الغربية ومنطقة القدس المحتلة. ونقل عن مصدر أمني قوله إنه «لوحظ في الأيام الأخيرة تراجع كبير في حجم محاولات استهداف إسرائيليين». واعتبرت مصادر أمنية إسرائيلية، حسب الصحيفة، أنه لا توجد في هذه المرحلة مؤشرات على انتقال المواجهات من نابلس وجنين إلى مناطق أخرى في الضفة، لكن «هناك قلق حيال تصاعد وتيرة استهداف المستوطنين للفلسطينيين».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.