مصر تتوسع في استخدامات الطاقة المتجددة

لمواكبة التوجه العالمي وتوطين صناعات توليد الكهرباء

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «سكاتك» النرويجية لتوليد الطاقة الجديدة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «سكاتك» النرويجية لتوليد الطاقة الجديدة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تتوسع في استخدامات الطاقة المتجددة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «سكاتك» النرويجية لتوليد الطاقة الجديدة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «سكاتك» النرويجية لتوليد الطاقة الجديدة (الرئاسة المصرية)

تتوسع مصر في استخدامات الطاقة المتجددة لمواكبة التوجه العالمي. وعبر لقاءين بحثت القاهرة (السبت) في مشروعات التعاون في الطاقة الجديدة والمتجددة، مع شركة «سكاتك» النرويجية، وشركة «FFI» الأسترالية. واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (السبت) رئيس شركة «FFI» الأسترالية للطاقة أندرو فورست، بحضور وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر، ووزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، والمدير العام الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للشركة معتز قنديل. وبحسب إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية بسام راضي، تناول الاجتماع «متابعة التعاون بين الشركة الأسترالية وقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بما في ذلك مشروع إنتاج طاقة كهربائية بمقدار 9.2 غيغاوات من الطاقة الجديدة والمتجددة، وتوطين الصناعات ذات الصلة بتوليد الكهرباء من الشمس والرياح كالألواح الشمسية وتوربينات الهواء».
ووجه السيسي بـ«تقديم التسهيلات اللازمة لتسريع عملية تنفيذ المشروعات المشتركة الخاصة بالطاقة الخضراء، والاستفادة من الخبرات المتطورة للشركات الأسترالية في هذا المجال، وذلك في ظل الاهتمام الذي توليه مصر لمواكبة التوجه العالمي بنشر استخدامات الطاقة المتجددة، وفي إطار الاستراتيجية الوطنية التي تهدف لزيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، والتي تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على تنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية، والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية».
وثمن أندرو فورست «القدرات الكبيرة والموارد الكامنة التي يمتلكها قطاع الطاقة المتجددة في مصر، التي تؤهلها لأن تكون أحد المراكز العالمية لإنتاج الطاقة الخضراء»، مؤكداً «حرص الشركة الأسترالية على التعاون مع مصر في هذا المجال، إلى جانب الاستفادة من إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة».
وفي لقاء آخر، استقبل السيسي (السبت)، الرئيس التنفيذي لشركة «سكاتك» النرويجية لتوليد الطاقة الجديدة والمتجددة تارييه بيلسكوغ، في حضور وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، والسفيرة النرويجية في القاهرة هيلدا كليمتسدال، والمدير العام الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة «سكاتك» محمد عامر.
وقال المتحدث الرئاسي إن الاجتماع تناول البحث في التعاون مع شركة «سكاتك» النرويجية بشأن مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وإقامة مشروع لإنتاج طاقة كهربائية بمقدار 3 غيغاوات من طاقة الرياح، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية لتوليد الطاقة النظيفة.
وأكد السيسي «اهتمام مصر بالتعاون مع الجانب النرويجي، نظراً للخبرة العريضة التي يتمتع بها في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة في ظل توافر الإرادة السياسية والتنفيذية، حيث يحظى قطاع الطاقة الخضراء بدعم غير مسبوق من الدولة كأحد أهم أولوياتها، استغلالاً لثروات مصر من مصادر الطاقة المتجددة من رياح وشمس».
من جهته، أشار رئيس شركة سكاتك إلى «الاهتمام البالغ الذي توليه الشركة النرويجية للتعاون مع مصر في مجال الطاقة النظيفة، لا سيما في ضوء الاستعدادات الجارية لاستضافة مصر للقمة العالمية للمناخ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بالإضافة إلى الثراء الذي تتمتع به مصر في مصادر الطاقة المتجددة من الرياح والشمس، وهو ما يؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة في العالم، بما يعزز فرص الاستثمار الواعدة في هذا المجال».
في غضون ذلك، قال وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم (السبت)، إن «الوزارة لا تألو جهداً في اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنفيذ الأنشطة التي تتوافق مع السياسات العامة للدولة المصرية، للتخفيف من التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها السلبية، وخاصة التوسع في استخدام الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة النظيفة المتجددة اللازمة لتوليد الكهرباء المطلوبة لتشغيل المباني والمرافق التابعة للوزارة، وفي إطار العمل على تقليل الانبعاثات»، موضحاً أن «وزارة الموارد المائية والري نفذت عدداً من محطات الطاقة الشمسية أعلى عدد من المباني الإدارية التابعة لها، بالإضافة لاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل الآبار الجوفية ونقاط رصد ومراقبة المناسيب ونوعية المياه بالترع والمصارف ومحطات الرفع ومحطات الرصد المناخي المنتشرة على مستوى المحافظات المصرية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


رغم الحديث عن تراجع الإصابات... الكوليرا تحصد الأرواح في الجزيرة السودانية

أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
TT

رغم الحديث عن تراجع الإصابات... الكوليرا تحصد الأرواح في الجزيرة السودانية

أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)

لم تجد عائلة سودانية ابتليت بإصابة إحدى نسائها بالكوليرا سوى سرير منزلي لنقلها إلى مستشفى قريب في ولاية الجزيرة وسط السودان في ظل فشلها في الحصول على محفة طبية، مع استمرار معاناة المنطقة من قطع الطريق والحصار المفروض منذ أشهر بسبب انتشار «قوات الدعم السريع» في محيطها.

وذكرت مصادر طبية أن مرض الكوليرا حصد أرواح المئات في الجزيرة بمتوسط 3 وفيات في اليوم بسبب تداعيات تأخر المصابين في الوصول للمستشفيات مع شح الوقود واستمرار حالة الانفلات الأمني في الطرق الرابطة بين قرى الولاية والمدن الكبرى التي توجد بها مستشفيات كبيرة، فضلاً عن نقص الإمداد في الأدوية والمحاليل الوريدية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتقول السلطات الصحية بولاية الجزيرة إن التدابير التي اتخذتها خلال الفترة الماضية من خلال حملات الرش والتعقيم والتثقيف الصحي أسهمت في خفض الإصابات من 300 إلى 117 في اليوم الواحد.

ونجحت مزدلفة آدم في إنقاذ حياة طفلها بصعوبة بالغة بعد إصابته بمرض الكوليرا، حيث اتخذت قراراً سريعاً بنقله إلى مستشفى المناقل الذي يبعد عن قريتها أكثر من 30 كيلومتراً.

وقالت: «فجأة ظهر له مغص، استفرغ (تقيأ) مرة واحدة. قمت بإعطائه بعض الليمون وذهبت به إلى المستوصف. قالوا إنه مصاب بالملاريا والتهاب وجرثومة».

وأضاف: «بعد أخذ العلاجات وقبل خروجي أصابه الإسهال والاستفراغ (القيء) مرة أخرى. قررت الذهاب به إلى المستشفى. عندما جئنا وبعد عمل الفحوصات قالوا إنه مصاب بالمرض ده (هذا)».

وتوقع عمار يحيى مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة في ولاية الجزيرة استمرار انخفاض عدد الإصابات في الفترة المقبلة بشكل تدريجي.

وقال: «الحالات في البدء كانت عالية ويمكن أن تصل في اليوم إلى أكثر من 300 حالة. والآن بدأت في الانخفاض التدريجي. حتى أمس الحالات الموجودة كانت 117 حالة، ومتوقع أن يحدث اليوم انخفاض كبير إلى ما يقل عن 100 حالة».

وألقى مرضى ومرافقون باللوم على وزارة الصحة الاتحادية بسبب ما اعتبروه تأخيراً في إيجاد الحلول المناسبة لإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية خلال فترة حصار ولاية الجزيرة، ما أدى إلى توسيع دائرة انتشار المرض.

وقال الإمام بشير، رئيس قسم التمريض في مركز عزل المصابين بمرض الكوليرا في المناقل: «كانت هناك بعض الصعوبات التي واجهت الناس منها نقص المحاليل الوريدية والإمداد بشكل عام».

وأضاف: «لجأنا لمحلول معالجة الجفاف وهذا مخصص لعلاج الأعراض البسيطة. فالناس اعتمدت عليه في فترة من الفترات كلياً. بسبب قطع الطريق، الإمداد كان بسيطاً. والحمد لله الناس تخطت المرحلة دي (هذه) بس (لكن) حالياً الحالات بدأت تخف».