إسرائيل تصعّد ضرباتها ضد إيران في سوريا وتركّز على المطارات

مواقع عسكرية في حلب باتت «خاضعة كلياً» لنفوذ طهران

صورة قمر صناعي نشرتها «ايميج سات انترناشيونال» أمس للأضرار التي لحقت بمطار حلب جراء الضربة الاسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة قمر صناعي نشرتها «ايميج سات انترناشيونال» أمس للأضرار التي لحقت بمطار حلب جراء الضربة الاسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تصعّد ضرباتها ضد إيران في سوريا وتركّز على المطارات

صورة قمر صناعي نشرتها «ايميج سات انترناشيونال» أمس للأضرار التي لحقت بمطار حلب جراء الضربة الاسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة قمر صناعي نشرتها «ايميج سات انترناشيونال» أمس للأضرار التي لحقت بمطار حلب جراء الضربة الاسرائيلية (أ.ف.ب)

تصاعد الاستهداف الجوي الإسرائيلي للمواقع العسكرية الإيرانية المهمة داخل الأراضي السورية، وفي محيط مطاري دمشق وحلب الدوليين، خلال الآونة الأخيرة، بعدما بدأت إيران، بحسب ما تعتقد إسرائيل، استخدامهما لنقل الأسلحة والذخائر، من بينها دفاعات جوية وطائرات مسيّرة، إلى سوريا، وتخزينها ضمن مستودعات في عدد من المدن السورية، منها منطقة مصياف غرب حماة.
وتعرض مطار حلب الدولي، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، إلى ثاني استهداف جوي إسرائيلي لمواقع عسكرية إيرانية، في أقل من أسبوع، ما أدى إلى تدمير أجزاء من مدرجه ومنشآت عسكرية بمحيطه، مع أنباء عن وقوع قتلى وجرحى، فيما أعلنت وسائل إعلامية موالية للنظام السوري خروج المطار عن الخدمة، وتحويل الرحلات الجوية المقررة، إلى مطار دمشق.
- رد الفعل السوري
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان، أمس (الأربعاء)، إنها تعتبر الضربات الجوية الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية «جريمة حرب بموجب القانون الدولي... لا بد أن تُحاسب إسرائيل عليها».
وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد انتقد، في تغريدات نشرها على حسابه في موقع «تويتر»، الصمت العربي والدولي حيال استمرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا، من دون أي إدانة أو اعتراض حتى على استهداف المرافق المدنية للسوريين، مؤكداً في الوقت نفسه أن دمشق «تحتفظ بكامل حقوقها في مساءلة سلطات إسرائيل وتحميلها كل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية والمالية، عن استهداف مطاري دمشق وحلب الدوليين بشكل مُتعمّد».
ونشرت وكالات إعلامية موالية للنظام السوري والميليشيات الإيرانية، بينها وكالة «سانا»، أنه «نحو الساعة الثامنة و16 دقيقة من مساء (الثلاثاء)، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي هجوماً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفاً مطار حلب الدولي، ما أدى إلى أضرار مادية بمهبط المطار وخروجه عن الخدمة، وتحولت الرحلات الجوية المقررة عبر مطار حلب الدولي إلى مطار دمشق الدولي». وهذا ثاني هجوم من نوعه في أسبوع، إذ استهدفته بالصواريخ في 31 أغسطس (آب) الماضي، ما تسبب في وقوع أضرار مادية، كما استُهدفت مواقع أخرى في مطار دمشق وريف العاصمة.
وأعلنت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، أنه «جرى استهداف مطار حلب الدولي، في شمال سوريا، بثلاثة صواريخ، من قبل الطيران الإسرائيلي، الذي استخدم أجواء شرقي الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات التحالف الأميركي».
وأكد عمر الحلبي، وهو ناشط (معارض)، في مدينة حلب، أن «القصف الصاروخي الجوي على منطقة مطار حلب الدولي، والذي يعتقد أنه إسرائيلي، استهدف 3 أماكن في آن واحد؛ حيث سمع دوي انفجارات ضخمة داخل مطار حلب الدولي، وانفجارات أخرى في منطقة المالكية وجبرين بالقرب من المطار، واشتعلت نيران ضخمة فيها، وأعقب ذلك وصول سيارات الإسعاف والإطفاء، وضربت قوات أمنية وأخرى إيرانية طوقاً أمنياً على مسافة من المطار، وسط أنباء عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، وجرى نقلهم إلى المشفى العسكري في مدينة حلب، وسط إجراءات أمنية وتكتم شديد».
أضاف الحلبي: «منذ عام تقريباً بدأت إيران بتوسيع نفوذها في محافظة حلب (بعد انسحاب جزء من القوات الروسية إلى أوكرانيا)، ترافق ذلك مع عملية تجنيد واسعة للشبان من مدينة حلب وريفها ضمن صفوف ميليشياتها وتشكيل ميليشيا خاصة مدعومة من إيران تحت اسم لواء الباقر، مهمته حماية الأحياء السكنية الخاضعة للنفوذ الإيراني وسط مدينة حلب، والمنشآت والمعامل الخاصة والعامة، التي سيطرت عليها خلال الأشهر الأخيرة في منطقة جبرين والمالكية وحولتها إلى مستودعات ومقار لميليشياتها وأسلحتها، إضافة إلى سيطرتها الكاملة على مطار النيرب العسكري ومحيطه، وطرد أكثر من 200 عائلة سورية من سكان المنطقة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية تمركزت فيها ميليشيات حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبناني ولواء (فاطميون) الأفغاني».
- أهمية حلب ومطارها لإيران
مسؤول «وحدة الرصد والمتابعة 80» (المعارضة) صطيف خطابي أفاد بأن «إيران استغلت مؤخراً الفراغ العسكري الروسي في سوريا وانشغال روسيا في الحرب على أوكرانيا، لتبدأ الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها الحرس الثوري الإيراني بالتسلل إلى المطارات المدنية والعسكرية في سوريا والسيطرة عليها، وتحديداً مطاري دمشق وحلب الدوليين، إضافة إلى عدد من المطارات العسكرية كمطاري تدمر والنيرب بريف حلب، لاستخدامها في نقل الأسلحة جواً من إيران إلى سوريا، أما عن مطار النيرب العسكري، فيعتبر مركزاً رئيسياً لإدارة أنشطة إيران العسكرية في محافظة حلب وريفها».
وأوضح خطابي أن «أكثر من 100 موقع عسكري، باتت مؤخراً خاضعة بشكل كامل للنفوذ الإيراني، في محافظة حلب، وعلى رأسها مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، وكرم الطراب، ومنشآت على طريق حلب - دير حافر، ومعمل الكابلات ومعمل الجرارات (فرات)، ورحبة صيانة الدبابات ومعمل السيراميك من الجهة الجنوبية الشرقية لحلب، ومقار في كرم الوقاف والعزيزية، ومنطقة الراموسة ومعمل الإسمنت وعين العصافير وكلية المدفعية في منطقة الراموسة، والأنصاري وخان طومان ومناطق السفيرة وطريق خناصر ومناطق الوضيحي، ومستودعات الذهيبية جنوب شرقي حلب. هذا بالإضافة إلى قواعد الوضيحي وجبل عزان، وتلة الشيخ يوسف والشيخ نجار، ومخيم حندرات شمال شرقي حلب، ومقار عسكرية في مناطق نبل والزهراء ومعارة الأرتيق والليرمون شمال غربي حلب، وتنتشر في تلك المناطق أعداد كبيرة من ميليشيات لواء القدس الفلسطيني ولواء (فاطميون) الأفغاني، ولواء الباقر وحزب الله السوري، ومجموعات من الحرس الثوري الإيراني».
ومنذ بداية اندلاع الحرب السورية في 2011، وتدخل قوى إقليمية ودولية بينها إيران، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية مئات الغارات الجوية على سوريا، وطالت الغارات مواقع للجيش السوري وأهدافاً عسكرية إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، في الوقت الذي تقول فيه إنها ستواصل تصديها لمحاولات إيران بترسيخ وجودها وتموضعها العسكري في سوريا.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

زعمت الجماعة الحوثية، الأربعاء، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة، باستخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وذلك غداة تبنيها 4 هجمات باتجاه إسرائيل خلال 24 ساعة.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصر الفلسطينيين في غزة.

المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع قال في بيان متلفز إن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابع لجماعته استهدفا حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وعدداً من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر.

وأوضح المتحدث أن العملية الهجومية نفذت بواسطة عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، زاعماً أنها المرة السادسة التي يتم فيها مهاجمة الحاملة منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

صورة جوية لحاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع المرافقة لها في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وتوعدت الجماعة على لسان متحدثها العسكري بالاستمرار في شن الهجمات، وقالت إنها جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وإن هجماتها لن تتوقف إلا بانتهاء الحرب في قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

وسبق أن اعترف الجيش الأميركي بالتصدي لهجمات حوثية مماثلة استهدفت سفناً عسكرية في البحر الأحمر دون حدوث أي أضرار أو إصابات.

وكان المتحدث الحوثي تبنى، الثلاثاء، تنفيذ جماعته أربع هجمات باتجاه إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال 24 ساعة. وأكد الجيش الإسرائيلي، من جهته، اعتراض صاروخين وطائرة مسيرة، في حين أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود الحمراء» بوقوع عدد من الإصابات جراء التدافع نحو الملاجئ، بعد تفعيل صفارات الإنذار.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

ألف غارة

أدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر خلال 14 شهراً إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي الذي بدأ في 12 يناير 2024، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين. وفق ما أقر به الحوثيون.

وكانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

الضربات استهدفت مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان من نصيب الحديدة الساحلية أغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب الإعلان عن خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.