تحويل الصرصور إلى روبوت بعد حل مشاكل تقنية

«صراصير سايبورغ» أصبحت حقيقة عملية (الفريق البحثي)
«صراصير سايبورغ» أصبحت حقيقة عملية (الفريق البحثي)
TT

تحويل الصرصور إلى روبوت بعد حل مشاكل تقنية

«صراصير سايبورغ» أصبحت حقيقة عملية (الفريق البحثي)
«صراصير سايبورغ» أصبحت حقيقة عملية (الفريق البحثي)

بدلاً من محاولة إنتاج روبوتات معقّدة تحاكي شكل الصرصور، نجح باحثون في اختطاف الحشرة لتحويلها إلى روبوتات، تُعرف باسم «صراصير سايبورغ»، بعد أن تمكّنوا مؤخراً من حلّ بعض العقبات التي حالت دون تطبيق تلك الفكرة بشكل عملي.
و«سايبورغ»، هو مصطلح يُطلق على أي كائن يتكوّن من مزيج من مكوّنات عضوية وإلكترونية، وأطلق هذا المصطلح، العالمان الأميركيان «مانفرد كلاينز» و«ناثان كلاين»، في عدد سبتمبر (أيلول) عام من مجلة «الملاحة الفضائية»‏، وهو اختصار لتعبير «cybernetic organism»، ويعني بالعربية «الكائن الحي السيبراني».
تمّ تسجيل أوّل «سايبورغ» في بريطانيا عام 2014، ويُدعى «نيل هاربيسون»، وهو شخص يعاني من مرض عمى الألوان، لذلك وُضع هوائي في رأسه ليساعده على تمييز الألوان.
وبعد ذلك بسنوات، صمم باحثون «صراصير سايبورغ» للمساعدة في فحص المناطق الخطرة أو مراقبة البيئة، ولكن حتى يكون استخدامها عملياً، يجب أن يكون المتعاملون معها قادرين على التحكّم فيها عن بُعد لفترات طويلة من الزمن، وهي المشكلة التي نجح فريق بحثي دولي يقوده باحثون من اليابان في حلّها، وأعلنوا عن هذا الإنجاز اليوم (5 سبتمبر) في مجلة «نيتشر».
وحتى يكون التحكّم في «صراصير سايبورغ» عن بعد ممكناً، يتطلّب ذلك تحكماً لاسلكياً في أجزاء أرجلها، مدعوماً ببطارية صغيرة قابلة لإعادة الشحن، ويُعدّ الحفاظ على البطارية المشحونة وقتاً طويلاً أمراً أساسياً، لأنّ استعادة هذه الصراصير من أجل إعادة الشحن، يمكنه تعطيل المهام الحساسة للوقت، لذلك يجب استخدام خلية شمسية على متنها يمكنها ضمان بقاء البطارية مشحونة باستمرار، ونجح الباحثون في توفير كلّ هذه الشروط، التي جعلت من «صراصير سايبورغ» حقيقة عملية.
ولدمج الأجهزة بنجاح في صرصور ذي مساحة سطحية محدودة، تطلّب من فريق البحث تطوير حقيبة ظهر خاصة، ووحدات خلايا شمسية عضوية فائقة الرقة، ونظام الالتصاق الذي يبقي الماكينة متّصلة لفترات طويلة، مع السماح أيضاً بالحركات الطبيعية.
وبقيادة كينجيرو فوكودا، وتاكاو سوميا، من مركز علوم المواد الناشئة باليابان، أجرى الفريق البحثي تجارب مع صراصير مدغشقر، التي يبلغ طولها نحو 6 سم، وقاموا بتوصيل وحدة التحكم اللاسلكية في الساق، وبطارية ليثيوم بوليمر بأعلى الحشرة على الصدر، باستخدام حقيبة ظهر مصممة خصيصاً، على غرار جسم صرصور نموذجي، وتمّت طباعة حقيبة الظهر ثلاثية الأبعاد ببوليمر مرن، يتوافق تماماً مع السطح المنحني للصرصور، مما يسمح بتثبيت الجهاز الإلكتروني الصلب على الصدر لأكثر من شهر.
وتمّ تركيب وحدة الخلايا الشمسية العضوية الرقيقة للغاية بسمك (0.004 مم) على الجانب الظهري من البطن؛ حيث تحقّق هذه الوحدة فائقة النحافة المُثبتة على الجسم، طاقة إنتاجية تبلغ 17.2 ميغاوات.
وأثبتت الخلية الشمسية العضوية شديدة الرقة والمرنة بعد ربطها بالحشرة، أنّها ضرورية لضمان حرية الحركة.
وبمجرّد دمج هذه المكوّنات في الصراصير، جنباً إلى جنب مع الأسلاك التي تحفّز أجزاء الساق، تمّ اختبار «السايبورغ» الجديدة، شُحنت البطارية بأشعة الشمس لمدة 30 دقيقة، وتمّ تحريك الحيوانات باتّجاهي اليسار واليمين، باستخدام جهاز التحكم عن بعد.


مقالات ذات صلة

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

علوم روبوتات أمنية في متاجر أميركية

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

فوجئ زبائن متاجر «لويز» في فيلادلفيا بمشهدٍ غير متوقّع في مساحة ركن السيّارات الشهر الماضي، لروبوت بطول 1.5 متر، بيضاوي الشكل، يصدر أصواتاً غريبة وهو يتجوّل على الرصيف لتنفيذ مهمّته الأمنية. أطلق البعض عليه اسم «الروبوت النمّام» «snitchBOT». تشكّل روبوتات «كي 5» K5 المستقلة ذاتياً، الأمنية المخصصة للمساحات الخارجية، التي طوّرتها شركة «كنايت سكوب» الأمنية في وادي سيليكون، جزءاً من مشروع تجريبي «لتعزيز الأمن والسلامة في مواقعنا»، حسبما كشف لاري كوستيلّو، مدير التواصل المؤسساتي في «لويز».

يوميات الشرق «كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

«كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

كشف مسؤولو مدينة نيويورك النقاب، أمس (الثلاثاء)، عن 3 أجهزة جديدة عالية التقنية تابعة للشرطة، بما في ذلك كلب «روبوت»، سبق أن وصفه منتقدون بأنه «مخيف» عندما انضم لأول مرة إلى مجموعة من قوات الشرطة قبل عامين ونصف عام، قبل الاستغناء عنه فيما بعد. ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد قال مفوض الشرطة كيشانت سيويل، خلال مؤتمر صحافي في «تايمز سكوير» حضره عمدة نيويورك إريك آدامز ومسؤولون آخرون، إنه بالإضافة إلى الكلب الروبوت الملقب بـ«ديغ دوغ Digidog»، فإن الأجهزة الجديدة تتضمن أيضاً جهاز تعقب «GPS» للسيارات المسروقة وروبوتاً أمنياً مخروطي الشكل. وقال العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي وضابط شرطة سابق

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

كشفت دراسة لباحثين من جامعة «إنغولشتات» التقنية بألمانيا، نشرت الخميس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أن ردود الفعل البشرية على المعضلات الأخلاقية، يمكن أن تتأثر ببيانات مكتوبة بواسطة برنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي». وسأل الفريق البحثي برئاسة سيباستيان كروغل، الأستاذ بكلية علوم الكومبيوتر بالجامعة، برنامج «تشات جي بي تي»، مرات عدة عما إذا كان من الصواب التضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة آخرين، ووجدوا أن التطبيق أيد أحيانا التضحية بحياة واحد من أجل خمسة، وكان في أحيان أخرى ضدها، ولم يظهر انحيازاً محدداً تجاه هذا الموقف الأخلاقي. وطلب الباحثون بعد ذلك من 767 مشاركا

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

سيتيح عملاق الإنترنت «غوغل» للمستخدمين الوصول إلى روبوت الدردشة بعد سنوات من التطوير الحذر، في استلحاق للظهور الأول لمنافستيها «أوبن إيه آي Open.A.I» و«مايكروسوفت Microsoft»، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. لأكثر من ثلاثة أشهر، راقب المسؤولون التنفيذيون في «غوغل» مشروعات في «مايكروسوفت» وشركة ناشئة في سان فرنسيسكو تسمى «أوبن إيه آي» تعمل على تأجيج خيال الجمهور بقدرات الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم (الثلاثاء)، لم تعد «غوغل» على الهامش، عندما أصدرت روبوت محادثة يسمى «بارد إيه آي Bard.A.I»، وقال مسؤولون تنفيذيون في «غوغل» إن روبوت الدردشة سيكون متاحاً لعدد محدود من المستخدمين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تربطهم علاقة شخصية أكثر بالروبوتات الشبيهة بالألعاب مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، حسب «سكاي نيوز». ووجد بحث أجراه فريق من جامعة كامبريدج أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الروبوتات التي تشبه الألعاب شعروا بتواصل أكبر مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالإنسان وأنه يمكن للروبوتات في مكان العمل تحسين الصحة العقلية فقط حال بدت صحيحة. وكان 26 موظفاً قد شاركوا في جلسات السلامة العقلية الأسبوعية التي يقودها الروبوت على مدار أربعة أسابيع. وفي حين تميزت الروبوتات بأصوات متطابقة وتعبيرات وجه ونصوص تستخدمها في أثناء الجلسات، فقد أثّر مظهرها الجسدي على كيفية تفاعل الناس معها ومدى فاع

«الشرق الأوسط» (لندن)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.