جددت الحكومة الأردنية موقفها الرافض بتشغيل مطار رامون الإسرائيلي (18 كم شمال مدينة إيلات)، وأعلن وزير النقل الأردني المهندس وجيه عزايزة التوجه لطرح عطاء قريب لتطوير المقر الدائم لجسر الملك حسين بقيمة 150 مليون دينار أردني، لتسهيل حركة السفر، وتبديد أي عقبات أمام المسافرين من الضفة الغربية، بحسب تصريحاته خلال لقاء ثنائي جمعه بنظيره الفلسطيني عاصم سالم في عمّان.
وجاء الإعلان الحكومي في محاولة للرد على تضييق الجانب الإسرائيلي على الجانب الأردني في تنظيم عبور المسافرين الفلسطينيين من الضفة الغربية عبر المعبر الحدودي المشترك جسر الملك الحسين (معبر الكرامة)، وقد حمّلت الحكومة في وقت سابق حدوث الاكتظاظ بين المسافرين لإسرائيل.
ويهدد مطار رامون الواقع جنوب صحراء النقب، مطار الملك الحسين الدولي في مدينة العقبة، لاعتبارات فنية وملاحية، كما أن سفر الفلسطينيين عبره يشكل تهديدا اقتصاديا وسياحيا لعمل مطار الملكة علياء الدولي، الذي تشير تقديرات غير رسمية إلى أن 70 في المائة من الفلسطينيين المسافرين عبر الجسر، يغادرون منه إلى دول العالم.
في الأثناء، تمحور اللقاء المشترك الذي حضره أيضا وزير الداخلية الأردني مازن الفراية حول تأكيدات الحكومة الأردنية، وفقا لبيان رسمي تسخير الأردن كل إمكاناته لتسهيل سفر الأشقاء الفلسطينيين، وضمان راحتهم في حلهم وترحالهم.
وقال الوزير الأردني عزايزة في الاجتماع، إن الأردن حريص على تسهيل إجراءات سفر الفلسطينيين عبر جسر الملك حسين ومطار الملكة علياء الدولي.
وأكد عزايزة موقف الأردن الثابت والواضح من مطار تمناع، موضحا أن المملكة قدمت اعتراضا رسميا على تشغيله لدى منظمة الطيران الدولية الإيكاو عام 2019، وأسفر عن إلغاء الرحلات الجوية الدولية من المطار.
وسمح للفلسطينيين من الضفة الغربية بالسفر من خلال مطار رامون للمرة الأولى في 22 أغسطس (آب)، ما اعتبره مراقبون تأزيما للعلاقات الأردنية الإسرائيلية والفلسطينية الإسرائيلية.
من جانبه، قال الوزير الفلسطيني عاصم سالم إن هذه الزيارة تأتي بناء على طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني، للتباحث مع الأشقاء الأردنيين حول إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الفلسطينيين خلال تنقلهم ما بين الضفتين.
وأضاف أن المباحثات ركزت على التسهيلات المقدمة للفلسطينيين أثناء سفرهم إلى الأردن، منوها بأن التجاوب الأردني مع الملاحظات المقدمة لهم يعكس مُضي المملكة لتحسين حركة السفر عبر الجسور والمعابر.
ولفت سالم إلى تأسيس صندوق للشكاوى يُعنى باستقبال الشكاوى في حال مواجهة المسافرين أي عقبات خلال السفر من خلال المعابر الفلسطينية الأردنية، منوها بالقول إن «المطار الإسرائيلي الجديد لا يعني الفلسطينيين حكومة وشعبا، وما يعنيهم هو عمقهم الأردني والعربي فقط».
ولم يصدر عن أي من الوزراء تصريحات تتعلق بالإجراءات المستقبلية، لتفعيل الاعتراض الذي قدمته الحكومة الأردنية لهيئة الطيران المدني الدولية بشأن تشغيل مطار رامون.
ومن جانبه قال وزير الداخلية الأردني مازن الفراية إن الحكومة بدأت قبل أيام إجراء تحسينات على عملية السفر من خلال جسر الملك حسين، مثل زيادة الكوادر العاملة على الجسر، وتسهيل بعض الإجراءات الإدارية داخل المعبر.
وأوضح أن الاجتماع بحث عدداً من الإجراءات المتعلقة بالسفر عبر جسر الملك حسين، وما يتبعها من إجراءات الأمتعة والمسافرين داخل الجسر، ومغادرة المسافرين المعبر إلى العاصمة عمّان، مؤكدا استمرار المملكة في تطوير إجراءات البنية التحتية على الجسر.
وافتتح مطار «رامون» في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2019، ويقع على بعد 18 كيلومتراً من مدينة إيلات جنوب إسرائيل، كما يعتبر ثاني أكبر مطار لدى الاحتلال بعد مطار اللد (مطار بن غوريون).
وقدم الأردن أول اعتراض له على تشغيل المطار لدى هيئة الطيران المدني الدولية (إيكاو) عام 2013.
وجاء تشغيل المطار بعد حدوث اكتظاظ على جسر الملك الحسين خلال الشهر الماضي، حمّلت على أثره الحكومة الأردنية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الاكتظاظ في تصريحات صحفية نشرت مؤخرا لوزير الدولة وشؤون الإعلام والاتصال في الحكومة فيصل الشبول.
الأردن يجدد رفض تشغيل مطار رامون ويعلن عن توجهه لتوسعة جسر الملك الحسين
الأردن يجدد رفض تشغيل مطار رامون ويعلن عن توجهه لتوسعة جسر الملك الحسين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة