ليبيا: الدبيبة يتحدث عن «انتهاء العدوان» ويتوعد خصومه

«ميليشيات الوحدة» تطارد «فلول باشاغا» المنسحبة داخل العاصمة

أونلاين*** صورة وزّعتها حكومة الدبيبة لأدائه العزاء في بعض ضحايا اشتباكات طرابلس
أونلاين*** صورة وزّعتها حكومة الدبيبة لأدائه العزاء في بعض ضحايا اشتباكات طرابلس
TT

ليبيا: الدبيبة يتحدث عن «انتهاء العدوان» ويتوعد خصومه

أونلاين*** صورة وزّعتها حكومة الدبيبة لأدائه العزاء في بعض ضحايا اشتباكات طرابلس
أونلاين*** صورة وزّعتها حكومة الدبيبة لأدائه العزاء في بعض ضحايا اشتباكات طرابلس

في حين أعلن عبد الحميد الدبيبة رئيس «حكومة الوحدة» الليبية «انتهاء العدوان» على العاصمة طرابلس بهزيمة منافسه فتحي باشاغا، رئيس «حكومة الاستقرار»، توعد الرجل بملاحقة «كل المتورطين من عسكريين أو مدنيين وعدم إفلاتهم من العقاب»، وذلك في وقت شرعت قواته في مطاردة «فلول الموالين» لباشاغا.
وعلى الرغم من توقف الاشتباكات على نطاق واسع؛ فإن مجموعة تابعة لـ«الحرس الرئاسي» بقيادة نائب رئيسه أيوب أبوراس، هاجمت مجموعة تابعة لهيثم التاجوري، المحسوب على باشاغا داخل ضاحية عين زارة في جنوب العاصمة، حيث سُمع دوي انفجار قوي في ساعة مبكرة من صباح أمس تزامناً مع تحليق لطائرات من دون طيار.
وأظهرت لقطات مصورة دفع ميليشيات ما يعرف باسم «القوة المشتركة» التابعة للدبيبة بتعزيزات عسكرية على الطريق الساحلية من زليتن إلى الدافنية لمنع تقدم أي قوة تابعة لحكومة باشاغا.
وانسحبت قوات حكومة باشاغا كافة إلى خارج طرابلس، في حين أعلنت قوات حكومة الدبيبة «فرض السيطرة» على جميع المقار العسكرية والمدنية وطرد المجموعات المسلحة التي تمركزت فيها.
ورصدت وسائل إعلام محلية احتفال عناصر «لواء البقرة»، ومجموعات أخرى موالية للدبيبة في تقاطع طريق المطار - الجبس بعد السيطرة على معسكر 7 أبريل (نيسان)، وانسحاب القوات الموالية لباشاغا بقيادة أسامة الجويلي.
وبدأت «قوة الردع» الخاصة بقيادة عبد الرؤوف كارة في تنفيذ قرار هدم وإزالة مقرات عسكرية وأحد المصايف التابعة لـميليشيا «القوة الثامنة» المعروفة بالنواصي بإمرة مصطفى قدور، نائب رئيس جهاز المخابرات السابق والداعم لباشاغا، بينما ردت الكتيبة باتهام القوة بـ«الغدر والخيانة»، ووصفت قائدها كارة بـ«اللئيم المنافق».
بدوره، اعتبر الدبيبة في كلمة متلفزة، مساء أول من أمس، أن «العدوان على طرابلس انتهى دون رجعة، وانتهى معه مشروع التمديد للجاثمين على صدور الليبيين لـ10 سنوات، وأن حلم الانتخابات اقترب».
وقال، إن «من شنّوا العدوان على طرابلس كانوا مطية لأجندات دولية لا تريد الاستقرار للبلاد»، لافتاً إلى أن ما وصفها بـ«مجموعات انقلابية» حشدت في حدود طرابلس، و«فخخت أحياء سكنية بداخلها للتمكن من السيطرة عليها».
وتابع الدبيبة الذي زار أمس مقابر بعض قتلى اشتباكات طرابلس «المغرر بهم قاموا بالتحشيد في حدود طرابلس، وتحركوا بالسلاح الثقيل، وجهزوا خلاياهم التي ستتحرك من الداخل، وفخخوا أحياء طرابلس بمخازن الذخيرة والسلاح تحت بيوت الآمنين، وفي مواقع أمنية، لكي يتمكنوا من السيطرة على طرابلس».
وأضاف «تم دحر هذا العدوان، وولى الأدبار منهزماً ورجع يجر ذيول الخيبة وهو يمشي على دماء الأبرياء التي سفكها من أجل السلطة».
واتهم الدبيبة «من يقفون وراء اشتباكات طرابلس بأنهم مطية لأجندات دولية لا تريد الاستقرار لليبيا»، ولفت إلى أن «الشعب الليبي يعلم جيداً أن آلية الطعون هي التي عطلت الانتخابات السابقة وهي القوة القاهرة، التي وضعت بالشكل التي تفشل فيه العملية الانتخابية برمتها».
وقال مخاطباً رئيسَي مجلسي النواب والدولة «لقد فشلت الحكومة الموازية والشعب ليس قاصراً حتى يخدع بفكرة ظاهرها حكومة جديدة وباطنها التمديد لأجسامكم التي فقدت الشرعية، وطالبهم بإصدار قاعدة دستورية للانتخابات»، ودعا «جميع الأطراف في المشهد السياسي إلى الرحيل عن طريق الانتخابات».
وأعلن، أن حكومته «اتخذت جملة إجراءات، أولها ملاحقة كل المتورطين في العدوان من عسكريين ومدنيين وعدم إفلاتهم من العقاب»، واعتبر أن «الديمقراطية في ليبيا لم تتحقق حتى اليوم»، مضيفاً «لنرحل جميعاً ولكن عبر الانتخابات».
وأفاد بأنه كلّف وزارة الدفاع الإسراع بخطة شاملة لإخراج المعسكرات من وسط طرابلس، مشيراً إلى إصداره تعليمات مباشرة بإزالة المقرات الأمنية من مصيف طرابلس وتحويلها إلى شاطئ عمومي وإعادة مبنى الإذاعة بشارع النصر لقطاع الإعلام.
وكان الدبيبة الذي أصدر قراراً يقضي بكل من فقد حياته نتيجة الاشتباكات باعتباره «شهيد واجب»، إلى جانب تشكيل لجنة لحصر الأضرار المادية تمهيداً لصرف تعويضات لأصحابها المتضررين، يتحدث عقب الاشتباكات العنيفة بجميع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، والتي دامت يومين، حيث نجحت قواته في إحباط بعد محاولة قوات غريمه باشاغا التقدم والسيطرة على العاصمة طرابلس، وتسببت في مقتل 32 شخصاً وإصابة 159 بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى إصابة العشرات من منازل المدنيين وتدمير جزئي لمقار حكومية عدة، و3 مستشفيات رئيسة ومحطة كهرباء، وعدد من أبراج نقل الطاقة نتيجة تعرضها للقصف العشوائي.
وأصدر المدعي العام العسكري التابع لحكومة الدبيبة، أمراً بالقبض على باشاغا ومسؤولين آخرين، على خلفية اشتباكات طرابلس، حيث طلب من الشرطة والاستخبارات العسكرية وأجهزة المخابرات والأمن الداخلي والردع ودعم الاستقرار والبحث الجنائي، اعتقال أسامة الجويلي، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق، وعثمان عبد الجليل، الناطق باسم حكومة الاستقرار ووزيرها للصحة، ومحمد صوان، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، ومنعهم من السفر، بتهمة العدوان على طرابلس وترويع الآمنين.
إلى ذلك، أكد بدر الدين التومي، وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة، لدى تفقده الأحياء والمقار الأمنية والمؤسسات الخدمية المتضررة جراء الاشتباكات الأخيرة، على ضرورة إثبات الوقائع بمراكز الشرطة حتى يتسنى للجنة المختصة والمكونة من الخبراء المحلفين والمكلفة حصر الأضرار والتي بدأت أعمالها أمس.
وادعت وزارة الداخلية، أن اجتماعاً عقده وكيلها للشؤون العامة محمود سعيد، ناقش وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لتأمين العاصمة وفق خطة لمنع حدوث أي خروقات أمنية، وتكثيف عمل الدوريات والتمركزات الأمنية في العاصمة لحفظ الأمن والمجاهرة به والمحافظة على المرافق والأهداف الحيوية والممتلكات العامة والخاصة.
وكان محمود عاشور، رئيس جهاز المباحث الجنائية، قد دعا المواطنين الذين تعرضت أملاكهم لأضرار الاشتباكات للتوجه إلى مراكز الشرطة بمحيطهم الإداري وفتح محاضر بوقائع الأضرار وإثباتها، بينما أعلنت وزارة الداخلية انتشال صاروخ غير منفجر استقر قرب منزل بطريق السور، والعثور على عدد من القذائف غير منفجرة مختلفة الأعيرة في أماكن مختلفة بمناطق الاشتباكات، التي تم تطهيرها.
في المقابل، حمّل باشاغا، حكومة الدبيبة مسؤولية الاشتباكات المسلحة في طرابلس، وقال في بيان وزعه مكتبه «تابعنا بكل أسف حالة الفوضى الأمنية وترويع المدنيين في طرابلس، التي أحدثتها مجموعات إجرامية بإمرة الدبيبة، الذي انتهت ولايته وفقاً لمخرجات جنيف».
وأكد، أن «الدبيبة ومن معه من عصابات مسلحة، مسؤولون عن الدماء التي سفكت، ومسؤولون عما سيحدث، جراء تشبثهم بالسلطة وعدم قبولهم بإرادة الليبيين ومبدأ التداول السلمي على السلطة».
كما دافع باشاغا عن شرعية حكومته، باعتبارها ناتجة من عملية سياسية دستورية وخاضعة لقواعد الديمقراطية، وقال، إنها تضع نفسها رهن إرادة الشعب ومؤسساته التشريعية ولا تستهدف إلا المصلحة العامة.
بدوره، دعا المجلس الرئاسي، عقب اجتماعه استثنائي مساء أول من أمس خصصه لبحث آخر المستجدات، الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم من أجل استقرار الوطن، وتجنيب البلاد أتون أي حرب محتملة، وأكد في بيان أنه يسير بخطوات ثابتة نحو الاستقرار والمصالحة الوطنية، وأنه لن يفرط فيما حققه من مكتسبات على صعيد إنهاء الانقسام السياسي، وتوحيد المؤسسات.
من جهة أخرى، أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية تعليق بعض برامجها مؤقتاً داخل طرابلس نتيجة للقتال، وقالت في بيان لها، إنه «على الرغم من أن القتال قد هدأ، فإن الوضع على الأرض لا يزال متوتراً ويمكن أن يتصاعد في أي لحظة ليسفر عن وقوع المزيد من الضحايا أو خسائر في الأرواح»، وحضّت جميع الأطراف على وقف الأعمال العدائية وضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية.
إلى ذلك، أعرب طارق أحمد، وزير شؤون شمال أفريقيا بالحكومة البريطانية عن إدانة المملكة المتحدة أعمال العنف التي وقعت في طرابلس، وقال في بيان مساء أول من أمس، إن بلاده تدعو إلى وقف القتال فورا، وأن تنخرط جميع الأطراف بحوار برعاية الأمم المتحدة.
وبعدما اعتبر أنه «لا يوجد حل عسكري للأزمة المستمرة بشأن الشرعية في ليبيا»، قال، إنه من الضروري للغاية أن تتواصل جميع الأطراف الليبية مع الأمم المتحدة للاتفاق على مسار تجاه إجراء انتخابات حرة ونزيهة وممثلة للجميع، وبدعم من جميع الفاعلين الدوليين.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

موسكو تدعم «منبر جدة» لوقف القتال في السودان

تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
TT

موسكو تدعم «منبر جدة» لوقف القتال في السودان

تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)

أعرب السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو عن الأمل في أن يتجنب الجيش السودان و«قوات الدعم السريع» توسيع رقعة الصراع. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، يوم الاثنين، عنه قوله موسكو تدعم استئناف مفاوضات جدة لوقف القتال في السودان، مشدداً في الوقت نفسه على أن موسكو لا تحدد للسودانيين ما ينبغي أن يكون عليه شكل الحكم، ولا تتدخل في اختياراتهم للحكومة سواء كانت مدنية أم عسكرية.

في غضون ذلك، شن الطيران الحربي للجيش، صباح يوم الاثنين، غارات على مدينتي الرهد وأمروابة في ولاية شمال كردفان بغرب البلاد، أسفرت عن وقوع إصابات وسط المدنيين، ودمرت عدداً من المنازل في الأحياء السكنية. وأفاد شهود عيان من الرهد بأن إحدى الغارات استهدفت بشكل مباشر منزل مواطن، ما أسفر عن وقوع إصابات متفاوتة وسط أفراد الأسرة، وتدمر المنزل تماماً.

محتجّون من قبيلة «الهوسا» في مدينة الأُبَيض حاضرة إقليم كردفان (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال مقيمون في البلدة لــ«الشرق الأوسط» إن طائرة من طراز «أنتنوف» حلقت على مستوى منخفض، وقصفت بالبراميل المتفجرة داخل الحي السكني، على الرغم من أن المنطقة المستهدفة لا وجود لـ«قوات الدعم السريع».

ووفق المصادر نفسها، أثارت الضربات الجوية حالة من الرعب والذعر الشديدين وسط سكان البلدة جراء أصوات الانفجارات المدوية التي هزت المنازل في أرجاء المدينة.

وهُرع المواطنون إلى الاختباء في المنازل ساعات طويلة خوفاً من تجدد الغارات الجوية في أي لحظة.

وهذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مدينة الرهد لهجمات جوية منذ عدة أشهر.

ومن جهة ثانية، أفادت مصادر ميدانية محلية بأن طيران الجيش نفذ 3 ضربات في مناطق تقع جنوب وشمال مدينة أمروابة، دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات، لكنها أكدت أن الغارات التي جاءت متتالية لم تستهدف أي مواقع عسكرية تابعة لـ«الدعم السريع».

وتشهد أمروابة باستمرار قصفاً جوياً من قبل طيران الجيش لوقف زحف «قوات الدعم السريع» إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش في الولاية، خصوصاً عاصمتها مدينة الأُبيّض. وأكد شهود أنه عقب الضربات الجوية مباشرة أغلقت جميع الأسواق والمحال التجارية في المدينتين، وخلت الشوارع من المارة.

وتسبب القصف الجوي في مقتل وإصابة المئات من المدنيين، وتدمير للممتلكات الخاصة والعامة في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة.

وأفادت المصادر من المدينتين اللتين قُصفتا، الاثنين، بازدياد حالات الاعتداءات والنهب والسرقة لأملاك المواطنين. والأسبوع الماضي، شن طيران الجيش غارات على مدينة مليط الواقعة على مسافة 65 كيلومتراً من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب البلاد، خلَّفت 7 قتلى من المواطنين ونفوق مئات من رؤوس الإبل، ما عده أهالي المنطقة استهدافاً مباشراً من الجيش للمدنيين في تلك المناطق. وبعد أشهر من اندلاع الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، تسيطر الأخيرة على عدد من المدن بولاية شمال كردفان، وتحاصر عاصمتها من 3 جهات.

سوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور جراء المعارك (أ.ف.ب)

ومن جانبها، أعلنت «قوات الدعم السريع» تضامنها مع ضحايا القصف الجوي الغادر على مدينتي الرهد وأمروابة في ولاية شمال كردفان، عبر غارات عشوائية استهدفت الأحياء السكنية والمنشآت العامة لترويع المواطنين العُزل.

وأضافت في بيان على منصة «إكس» قائلة: «ظلت طائرات الإرهاب تسقط البراميل المتفجرة على منازل المواطنين، وراح ضحية عدوان سلاح الجو المئات من الأطفال والنساء وكبار السن، في دارفور وكردفان والجزيرة ومناطق في النيل الأبيض».

واندلعت الاشتباكات بين الجيش السودان و«الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، إثر خلافات حول خطط دمج قوات «الدعم السريع» في الجيش.


خوري تبحث تطورات الملف السياسي مع الأفرقاء الليبيين... وإشادات بباتيلي

اجتماع المنفي مع الوفد الأممي (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي مع الوفد الأممي (المجلس الرئاسي)
TT

خوري تبحث تطورات الملف السياسي مع الأفرقاء الليبيين... وإشادات بباتيلي

اجتماع المنفي مع الوفد الأممي (المجلس الرئاسي)
اجتماع المنفي مع الوفد الأممي (المجلس الرئاسي)

واصلت ستيفاني خوري، نائبة رئيس البعثة الأممية في ليبيا، برفقة رئيسها «المستقيل» عبد الله باتيلي، اجتماعاتها مع مختلف الأفرقاء بالبلاد (الاثنين)، في حين التزمت حكومة أسامة حمّاد، المكلفة من البرلمان في الشرق، الصمت حيال رفض المجلس الأعلى للدولة رسمياً ميزانيتها التي سبق أن أقرها مجلس النواب.

صورة وزعها «مجلس الدولة» لجلسته في طرابلس

وقال مجلس الدولة إنه رفض تمرير مجلس النواب لميزانية حكومة حماد، باعتبارها «حكومة غير شرعية، ومخالفة لنصوص الاتفاق السياسي»، على حد تعبيره.

وأوضح المجلس أنه قرر في ختام جلسته مساء الأحد، برئاسة رئيسه محمد تكالة، بالعاصمة طرابلس، رفض مشروع قانون إصلاح ذات البين المقدم من المجلس الرئاسي؛ لأنه «لا يلبي طموحات الشعب الليبي»، والتأكيد على أن القانون رقم 29 لسنة 2013 بشأن العدالة الانتقالية، هو الأنسب للإيفاء بمبادئ المصالحة في ليبيا.

اجتماع الدبيبة مع الوفد الأممي (حكومة الوحدة)

بدوره، قال رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، إنه بحث (الاثنين) بطرابلس، مع خوري وباتيلي، تطورات الملف السياسي، وما وصفه بـ«الدور المهم للبعثة الأممية»، وجهودها الرامية للدفع بالعملية السياسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفق قوانين عادلة ونزيهة، مشيراً إلى أنه شكر لباتيلي جهوده طيلة فترة عمله، وتمنى التوفيق لخوري في المهام الموكلة إليها.

من جهته، نقل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، عن باتيلي خلال اجتماعهما (الاثنين) في طرابلس، بحضور خوري، شكره لتعاون مجلسه مع بعثة الأمم المتحدة خلال فترة عمله، في حين أشاد المنفى بدور باتيلي، وأكد مواصلة التعاون مع البعثة الأممية لتحقيق رغبة كل الليبيين والوصول للانتخابات.

المنفي مستقبِلاً وزير الخارجية البحريني د. عبد اللطيف بن راشد الزياني (المجلس الرئاسي)

واستقبل المنفي بمكتبه (الاثنين) وزير خارجية البحرين، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني. وقال المجلس الرئاسي إن الزياني وجّه دعوة للمنفي للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ33، المزمع عقدها منتصف الشهر الحالي بالبحرين، كما أطلعه على جدول أعمالها.

وأشار المنفي إلى أن السفير السويسري جوزيف فيليب، سلّمه (الاثنين) أيضاً دعوة رسمية من رئيسة الاتحاد السويسري، فيولا أمهيرد، لحضور قمة السلام حول أوكرانيا، المقرر عقدها بجنيف، منتصف الشهر المقبل.

وكان المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، استقبل ستيفاني خوري مساء الأحد، في مكتبه بمدينة بنغازي بشرق البلاد، بحضور باتيلي وحمّاد، وتم مناقشة آخر التطورات السياسية للأزمة الليبية، والتباحث حول أهمية مواصلة بعثة الأمم المتحدة جهودها الرامية للدفع بالعملية السياسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة تحقيقاً لتطلعات الشعب الليبي.

كما أشاد حفتر بمساعي وجهود باتيلي طيلة فترة رئاسته للبعثة الأممية في ليبيا، متمنياً لخوري التوفيق والنجاح في مهامها.

من جهتها، أكدت السفارة الأميركية، دعم الولايات المتحدة الجهود الليبية لتوحيد المؤسسات العسكرية وإضفاء الطابع الاحترافي عليها وتحقيق السلام والاستقرار الدائمين، مشيرة في بيان (الاثنين) عبر منصة «إكس»، إلى مشاركة وفد من المسؤولين العسكريين من جميع أنحاء ليبيا، الأسبوع الماضي، في قمة القوات البرية الأفريقية في زامبيا، التي رعتها رئاسة أركان الجيش الأميركي وشاركت في استضافتها قوة المهام الأوروبية الجنوبية التابعة للجيش الأميركي في أفريقيا وجيش زامبيا، بحضور 750 ممثلاً من جميع أنحاء أفريقيا والدول الشريكة الأخرى.

في شأن مختلف، شدد الدبيبة - الذي التقى أيضاً (الاثنين) وزير الخارجية البحريني - على ضرورة تجهيز معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس، وتطويره بالشكل الذي يساهم في راحة المسافرين وتوفير الظروف المناسبة لهم، والتنسيق الإيجابي مع وزارة الداخلية التونسية في كافة الترتيبات اللازمة لافتتاحه.

وأشار إلى أن وزير داخليته المكلف عماد الطرابلسي، استعرض خلال لقائهما مساء (الأحد)، نتائج اجتماعه مع وزير الداخلية التونسي والإجراءات المتخذة لإعادة افتتاح المعبر، وخطة تأمينه وتشغيله وفق الإجراءات الأمنية.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت اتفاقها مع الجانب التونسي، على استئناف العمل بالمنفذ بعد الانتهاء من أعمال الصيانة وفقاً للمعايير الدولية للمعابر البرية، مع التقيد بالتشريعات النافذة للبلدين في مكافحة التهريب، بالإضافة إلى فتح عدة ممرات للمسافرين والبضائع.

من جهته، بحث عبد الله اللافي، نائب المنفي، خلال اجتماعه مع جان كلود جاكوسو وزير خارجية الكونغو برازافيل، رئيسة لجنة الشأن الليبي التابعة للاتحاد الأفريقي، التحديات والمعوقات التي أدت إلى تأجيل انعقاد المؤتمر الوطني الجامع، وفق الموعد السابق.

وأكد اللافي في بيان للمجلس (الاثنين) أهمية استعادة الثقة بين جميع الأطراف، في حين شدد كلود على أهمية التغلب على أسباب تعثر الجهود من أجل مواصلة العمل في ملف المصالحة، عبر بناء الثقة من جديد، دون إقصاء لأي طرف.

وكانت البعثة الأممية، قد أعلنت إشرافها على ورشة عمل، استمرت يومين في تونس، الأسبوع الماضي، لمناقشة 22 مشرعاً وخبيراً قانونياً وفاعلين في المجتمع المدني، صياغة مشروع قانون المصالحة الوطنية في البلاد، بمشاركة المفوضية السامية لحقوق الإنسان.


لماذا ترفض أحزاب مصرية تأسيس «اتحاد القبائل العربية»؟

لافتة بموقع مدينة «السيسي» (مصطفى بكري عبر حسابه على «فيسبوك»)
لافتة بموقع مدينة «السيسي» (مصطفى بكري عبر حسابه على «فيسبوك»)
TT

لماذا ترفض أحزاب مصرية تأسيس «اتحاد القبائل العربية»؟

لافتة بموقع مدينة «السيسي» (مصطفى بكري عبر حسابه على «فيسبوك»)
لافتة بموقع مدينة «السيسي» (مصطفى بكري عبر حسابه على «فيسبوك»)

تصاعد الجدل الذي أحدثه الإعلان عن تأسيس «اتحاد القبائل العربية» في مصر، الأسبوع الماضي، برئاسة رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني، الذي سبق أن استعانت به السلطات المصرية في حربها ضد «التنظيمات الإرهابية» بشمال سيناء قبل سنوات.

وخلال مؤتمر صحافي حظي بتغطية واسعة من الإعلام المصري الرسمي، عقد بشمال سيناء، الأربعاء الماضي، أُعلن عن تأسيس «اتحاد القبائل العربية»، برئاسة شرفية للرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف «دعم عملية البناء والتنمية»، حسب المتحدث الرسمي باسم الاتحاد وعضو مجلس النواب مصطفى بكري.

وتسبب الإعلان في انقسام بين الأحزاب والقوى السياسية، ففي وقت رفضت فيه أحزاب وتيارات معارضة إعلان التأسيس، واصفة الاتحاد بـ«الكيان العرقي»، وحذرت من خطورة «توسع نفوذه وتسليحه»، باركت أحزاب أخرى موالية تدشينه بوصفه «جمعية تدعم ثوابت الدولة المصرية وأمنها القومي في سيناء».

وأعلن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، رفض «التيار الناصري الموحد»، تأسيس «أي كيان على أساس عرقي أو قبلي أو طائفي»، وهي معايير قال التيار إنها «تنطبق على اتحاد القبائل العربية»، مطالباً في بيان له، «أجهزة الدولة المصرية بالاضطلاع بمسؤوليتها في الحفاظ على الأمن القومي والتماسك المجتمعي».

ومن بين رافضي الاتحاد أحزاب «المحافظين» و«الإصلاح والتنمية» و«التحالف الشعبي الاشتراكي».

ويبدي مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي، تفهمه لمخاوف الأحزاب من تأسيس الاتحاد، لـ«عدم الوضوح الكامل في تفاصيل الاتحاد ودوره».

ويقول الشوبكي لـ«الشرق الأوسط»: «الطريقة التي أعلن بها عن الاتحاد تجعله غريباً وغير منسجم مع طبيعة الخطاب السياسي السائد في مصر، سواء الذي تتبناه الحكومة أو المعارضة، والمنسجم مع فلسفة الدولة المصرية الحديثة التي أسسها محمد علي من 1805، والتي اعتمدت على المؤسسات الوطنية الرسمية، وعدم الاعتراف بالكيانات الموازية».

تساؤلات بشأن الاتحاد يطرحها الدبلوماسي المصري السابق السفير محمد مرسي على صفحته بـ«فيسبوك»

ويضم اتحاد القبائل العربية أكثر من 20 كياناً قبلياً، وبينما أشار البيان التأسيسي إلى أهدافه المتعلقة بـ«توحيد القبائل وتنمية المناطق المحرومة، ودعم المشروع الوطني للرئيس عبد الفتاح السيسي»، أثار حديث مسؤوليه عن دوره في «مواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار البلاد»، تحفظات واسعة.

ويشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل، إلى «حظر الدستور المصري وجود أي ميليشيات أو تنظيمات مسلحة»، لافتاً في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «ما أثير حول دفاع الاتحاد عن سيناء أمر غير مقبول على الإطلاق».

وبموازاة إعلان تأسيس الاتحاد، أطلق خلال المؤتمر اسم «السيسي» على إحدى مدن الجيل الرابع، المزمع إنشاؤها بقرية العجرة شمال سيناء.

وفي أول بيان سياسي رسمي يصدر عن الاتحاد، حذر الاثنين، من «خطورة اجتياح إسرائيل لمنطقة رفح المكتظة بالسكان»، مطالباً المجتمع الدولي بـ«ممارسة أشد أنواع الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوقف عن العدوان الخطير».

ويرفض مسؤولو الاتحاد وصفه بأنه «ميليشيا»، مؤكدين أنه «كيان لا يتجاوز القانون ولا الدستور»، الذي يمنح القوات المسلحة مسؤولية حفظ الأمن والأراضي المصرية. ويقول المتحدث الرسمي إن «الاتحاد ليس تنظيماً مسلحاً، وإن أبناء القبائل قاموا بتسليم السلاح الذي كان بحوزتهم خلال مواجهة الإرهاب، إلى القوات المسلحة منذ عام 2020»، مؤكداً أنه «لا يرى لمنتقدي تدشين الاتحاد مبررات منطقية في ظل وجود جمعيات عدة مسجلة لدى وزارة التضامن لفئات مجتمعية عدة على غرار الاتحاد».

وبعيداً عن جدلية تسليحه، يستغرب كامل فكرة تكوين اتحاد على أساس «قبلي» باعتبار أن مثل هذه التكوينات تعيد البلاد إلى «عصور ما قبل السياسة، وتفتح الباب أمام اتحادات دينية وللأقليات، بما يقسم المواطنين ويسهم في عدم تعزيز روح الوطنية والانتماء للوطن؛ لكن للقبيلة».

الأمر ذاته، حذر منه عضو المجلس الرئاسي بحزب «المحافظين» طلعت خليل، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «تكوين مجتمعات قبلية أمر كارثي كونه يعلي قيمة القبيلة على حساب الفرد على العكس من المجتمع المدني»، محذراً من «تداعيات تكوين مثل هذه التجمعات، بوصفها تشكل خطورة على المجتمع، وسيصعب السيطرة على توجهاتها السياسية والاجتماعية في المستقبل القريب».

وواجه اختيار العرجاني رئيساً للاتحاد انتقادات عدة، وسط مخاوف من «اتساع نفوذه» في ظل دوره السابق، الذي قاد فيه «اتحاد قبائل سيناء»، خلال عمليات لمساندة القوات المسلحة ضد التنظيمات الإرهابية بعد عام 2014.

لكن بعض المدونين عدّوا ما قام به العرجاني مع رجاله في سيناء يشبه ما فعله الشيخ حافظ سلامة ورجاله في جيش الدفاع الشعبي بالسويس عندما واجه الإسرائيليين خلال الاحتلال.

«ثمة علامات استفهام حول العرجاني ومصدر ثروته والفترة التي قضاها في السجن»، إبان عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، وفق عضو المجلس الرئاسي لحزب المحافظين الذي يشير إلى أن «ما يحدث من استعراض لموكب رئيس الاتحاد وسياراته الفارهة أمر يدفع للتساؤل عن مصدر ثروته، ويستوجب أسئلة».

وشهدت مواقع التواصل جدلاً مصاحباً لصورة انتشرت من مؤتمر الاتحاد على إحدى السيارات التي حملت العلم المصري مقسوماً وبه شعار «اتحاد القبائل»، وشارك حساب باسم «محمود دياب» على «إكس»، عادّاً أن «الاتحاد أكثر ما يهدد وحدة مصر في الفترة الأخيرة».

لكن المتحدث باسم الاتحاد أكد أنهم ليسوا مسؤولين عن صور «غير حقيقية» انتشرت عبر «السوشيال ميديا»، مؤكداً أن الأعلام التي حملت شعار اتحاد القبائل تضمنت وضع الشعار إلى جوار النسر بوسط العلم من دون تقسيمه.


تونس: ملفات كبرى جديدة أمام «قطب الإرهاب»

قوات الأمن الخاصة التونسية في حالة استنفار بسبب قضايا الإرهاب والتهريب والهجرة غير النظامية (وسائل الإعلام التونسية)
قوات الأمن الخاصة التونسية في حالة استنفار بسبب قضايا الإرهاب والتهريب والهجرة غير النظامية (وسائل الإعلام التونسية)
TT

تونس: ملفات كبرى جديدة أمام «قطب الإرهاب»

قوات الأمن الخاصة التونسية في حالة استنفار بسبب قضايا الإرهاب والتهريب والهجرة غير النظامية (وسائل الإعلام التونسية)
قوات الأمن الخاصة التونسية في حالة استنفار بسبب قضايا الإرهاب والتهريب والهجرة غير النظامية (وسائل الإعلام التونسية)

كشفت مصادر قضائية وأمنية تونسية عن تحركات «قوية وناجعة» قامت بها خلال الأيام القليلة الماضية لمحاولة حسم «الانتهاكات الكبيرة للقانون» من قبل عدد من المشتبه بتورطهم في جرائم لها علاقة بملفات الإرهاب وتهريب البشر والمخدرات وتشكيل «وفاق إجرامي للتهريب» و«وفاق إرهابي».

قوات الأمن تداهم لأول مرة محلات عمومية اقتحمها مهاجرون أفارقة منذ أعوام (وسائل الإعلام التونسية)

في هذا السياق، أعلن محامون مستقلون ولجنة الدفاع عن «الموقوفين السياسيين المتهمين بالتآمر على أمن الدولة»، أن الإدارات الأمنية المركزية المختصة بالإرهاب والدوائر القضائية التابعة لـ«قطب الإرهاب»، تلقت مزيداً من ملفات المشتبه فيهم في قضايا أمنية وإرهابية أو «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» أو إلى «التكفيريين». وأحيل أغلب هذه الملفات إلى النيابة العمومية والمحاكم المختصة.

تهم جديدة بالإرهاب

ورغم إصدار الحكم الابتدائي في قضية اغتيال المحامي اليساري شكري بلعيد في فبراير (شباط) 2013 قبل أسابيع، رفع محامون أعضاء في «لجنة الدفاع عن الشهيدين بلعيد ومحمد البراهمي»، بينهم المحامي اليساري محمد جمور، قضايا ضد قياديين في حزب «النهضة» بتهمة تحمل مسؤولية «التخطيط والتمويل والدعم والتغطية السياسية لجرائم الاغتيالات السياسية والإرهابية وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر في العشرية الماضية». لكن المحامين الأعضاء في لجان الدفاع عن المساجين السياسيين، بينهم دليلة مصدق والمختار الجماعي وسمير بن عمر وسمير ديلو، احتجوا على رفع هذه القضايا، وعدّوا أن الحكم الصادر بحق المتهمين في قضية اغتيال شكري بلعيد أدان «أعضاء من تنظيم (أنصار الشريعة) الإرهابي»، وبرأ بقية الأحزاب والسياسيين.

في نفس الوقت، أحالت مصالح التحقيق إلى «دائرة الاتهام» مزيداً من ملفات المتهمين بـ«الضلوع في جرائم إرهابية» وبـ«التآمر على أمن الدولة»، بينهم شخصيات سبق لها أن تحملت مسؤوليات في أجهزة الدولة أو على رأس بعض الأحزاب التي تحكمت في المشهد السياسي والحياة الاقتصادية قبل إعلان «حالة الاستثناء في 25 يوليو/ تموز 2021» وما تبعه من قرارات أمنية وقضائية وسياسية.

محامي المتهمين في قضايا الاغتيالات والإرهاب مختار الجماعي (أرشيفية)

وقد تعاقبت في الأيام القليلة الماضية تحركات منظمات الصحافيين والمحامين وبعض «النشطاء» لمحاولة تبرئة المتهمين في «قضايا إرهابية» وللاعتراض على الاتهامات الموجهة إلى قيادات سياسية سابقة.

وحسب مصادر مطلعة، فإن من بين هذه القيادات شخصيات «في حالة فرار خارج البلاد» وأخرى «في حالة إيقاف»، بينها عبير موسي زعيمة «الحزب الدستوري»، وراشد الغنوشي زعيم حزب «النهضة»، وعلي العريض رئيس الحكومة ووزير الداخلية سابقاً، ونور الدين البحيري وزير العدل الأسبق، وعدد من الوزراء والعسكريين والأمنيين والدبلوماسيين في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، ثم في عهد حكومات يوسف الشاهد وإلياس الفخفاخ وهشام المشيشي بعد انتخابات 2019.

بؤر توتر أمنية

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية والإدارة العامة للحرس الوطني في بلاغات رسمية جديدة عن حملات نظمتها قبل أيام أسفرت عن إيقافات شملت متهمين بتهريب البشر وصنع مراكب غير قانونية لرحلات المهاجرين غير النظاميين والمهربين.

كما أعلنت نفس المصادر عن نجاح قوات الأمن الوطني بمختلف تشكيلاتها في غلق ما وصفه الإعلام التونسي بـ«بؤر التوتر الأمنية» التي تسببت فيها مجموعات من «المهربين» ومن «اللاجئين غير القانونيين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء».

في هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية عن إخلاء «مقر المركب الشبابي بالمرسى» ـ التابع للحكومة، شمال العاصمة تونس - الذي سبق لمهاجرين أفارقة غير قانونيين أن اقتحموه واعتصموا في غرفه منذُ سنة 2017.

وأعلن بلاغ وزارة الداخلية أن هذه العملية الكبيرة «تندرجُ في سياق استرجاع المرافق والمُؤسّسات العمُوميّة المُخصّصة لفائدة الشبان والمُواطنين التونسيّين»، وأن الوزارة «ستُواصلُ التصدّي لمُختلف المظاهر المُخلة بالأمن العام وحماية المُمتلكات العامّة والخاصّة، والحفاظ على السّكينة العامّة وفرض احترام القانُون والنظام العام».

وفي المدخل الشمالي لمدينة تونس أخلت قوات الأمن في عطلة آخر الأسبوع مخيمات غير قانونية أقامها مئات من المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في حديقة عمومية العام الماضي بجوار عدد من السفارات الأوروبية والأفريقية وبعثات الأمم المتحدة.

ارتفاع عدد محاولات تهريب البشر مع ارتفاع درجة الحرارة ضاعف تدخلات قوات خفر السواحل التونسية (صور متداولة في وسائل الإعلام التونسية)

وكان بين هؤلاء المهاجرين «المؤقتين» سودانيون ومواطنون من بلدان أفريقية صحراوية تشهد نزاعات مسلحة منذ أعوام، وصلوا إلى تونس براً عبر ليبيا والجزائر «استعداداً للهجرة نحو سواحل جنوب أوروبا خارج المسالك الرسمية والقانونية».


هل يحسم اجتماع المنفي وصالح وتكالة في القاهرة مصير «الحكومة الليبية»؟

أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط يتوسط صالح والمنفي وتكالة في اجتماع سابق بمقر الجامعة في القاهرة (مجلس الدولة)
أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط يتوسط صالح والمنفي وتكالة في اجتماع سابق بمقر الجامعة في القاهرة (مجلس الدولة)
TT

هل يحسم اجتماع المنفي وصالح وتكالة في القاهرة مصير «الحكومة الليبية»؟

أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط يتوسط صالح والمنفي وتكالة في اجتماع سابق بمقر الجامعة في القاهرة (مجلس الدولة)
أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط يتوسط صالح والمنفي وتكالة في اجتماع سابق بمقر الجامعة في القاهرة (مجلس الدولة)

تضطر الأزمة الليبية المعقدة بعض أطراف الصراع السياسي للعودة ثانية إلى استكمال التفاوض، بجامعة الدول العربية بالقاهرة، وسط تساؤلات حول ما يمكن أن تُقدمه تلك الأطراف بشأن تشكيل «الحكومة الجديدة الموحدة»، فضلاً عن النقاط الخلافية الخاصة بقوانين الانتخابات الرئاسية والنيابية.

وسبق أن التقى رؤساء المجلس الرئاسي محمد المنفي ومجلس النواب عقيلة صالح، والمجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، بجامعة الدول العربية في 10 مارس (آذار) الماضي، واتفقوا في بيان ختامي على عدد من البنود؛ بينها وجوب تشكيل «حكومة موحدة» جديدة تشرف على الانتخابات التي طال انتظارها. لكن منذ ذلك التاريخ لا يزال الجمود السياسي يراوح مكانه.

وكان مقرراً أن يلتقي القادة الثلاثة بالجامعة العربية في نهاية أبريل (نيسان) الماضي لعرض النتائج التي خرجوا بها المرة الأولى، غير أن الاجتماع تأجل على خلفية وفاة خالد، نجل رئيس مجلس النواب. واكتفى تكالة، في حوار تلفزيوني، بالقول إن الاجتماع سيلتئم قريباً في الجامعة العربية.

وبالنظر إلى جملة العقبات التي تواجهها الأزمة الليبية، وما يمكن أن تقدمه مثل هذه الاجتماعات، قال رمضان التويجر، أستاذ القانون والباحث السياسي الليبي، إن الشعب الليبي «سئم من هذه اللقاءات المتكررة التي ما أن تأتي بخريطة طريق حتى تعقّد المشهد أكثر وأكثر». لكنه عبّر عن أمله في الوصول إلى «خريطة طريق تؤدي إلى استقرار البلاد رغم التحديات الكبيرة على الصعيدين المحلي والدولي».

ويعتقد التويجر، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أن «أي خريطة طريق لا تضع ضمن أولوياتها توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية والاقتصادية هي استنساخ لفشل الاتفاق السياسي بالصخيرات (في المغرب) والحوار الوطني بجنيف».

وفي الاجتماع الأول، توافق المنفي وصالح وتكالة، على سبعة بنود، بقصد كسر حالة الجمود السياسي، من بينها تشكيل لجنة فنية خلال فترة زمنية محددة للنظر في التعديلات المناسبة للقوانين الانتخابية التي انتهت إليها لجنة «6+6»، وحسم الأمور العالقة حيال النقاط الخلافية حسب التشريعات النافذة. كما اتفقوا على «وجوب» تشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على العملية الانتخابية، وهو الأمر الذي لم يحدث، رغم مرور نحو شهرين على الاجتماع.

ويرى المحلل السياسي أحمد أبو عرقوب أن «ترجمة نصوص البيان الختامي الذي صدر عن اجتماع رؤساء المجالس الثلاثة ورعته الجامعة العربية، على أرض الواقع صعبة للغاية».

وأرجع أبو عرقوب ذلك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى «وجود أطراف قوية على الأرض مصالحها تتعارض مع بنود الاتفاق؛ لذلك دائماً نشدد على أن نجاح أي اتفاق في ليبيا يحتاج إلى حوار سياسي يشمل كل الأطراف الفاعلة وتوافق حقيقي على تغيير المشهد السياسي راهناً»، لافتاً إلى ضرورة «وجود توافق دولي لدعم البعثة الأممية في مساعيها لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت ممكن».

تكالة يلتقي المبعوث الأممي «المستقيل» باتيلي برفقة نائبته ستيفاني خوري (مجلس الدولة)

ويأتي اللقاء المرتقب على خلفية استقالة عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي، من منصبه، بينما ينتظر الليبيون إعلان تسلّم الدبلوماسية الأميركية ستيفاني خوري، التي عيّنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نائبة لممثله الخاص في بعثة الأمم المتحدة بليبيا.

ويعتقد أبو عرقوب أن خوري «ستحقق نجاحات على مستوى حشد الدعم الدولي لخطة جمع الأطراف الليبية الرئيسية حول طاولة المفاوضات لوضع خريطة طريق تقود نحو الانتخابات العامة».

وتتفاقم الخلافات يوماً بعد يوم بين حكومتي «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس وغريمتها في شرق ليبيا بقيادة أسامة حمّاد، بينما يأمل متابعون في أن تشهد الأيام المقبلة انفراجة تسفر عن تشكيل تلك الحكومة.

وليس للجامعة العربية مبعوث في ليبيا منذ وفاة السفير صلاح الدين الجمالي، في 13 سبتمبر (أيلول) عام 2019، لكنها تعمل من خلال عقد اللقاءات والاجتماعات بقادتها السياسيين على تقريب وجهات النظر، ويعد الاجتماع الأخير للثلاثي الليبي الأبرز.

واشتمل توافق المنفي وصالح وتكالة أيضاً على توحيد المناصب السيادية بما يضمن تفعيل دورها المناط بها على مستوى الدولة الليبية، ودعوة البعثة الأممية والمجتمع الدولي لدعم هذا التوافق في سبيل إنجاحه، كما شددوا على عقد جولة ثانية «بشكل عاجل» لإتمام هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ.

وعقب نحو شهرين من الاجتماع الأول، لا يعوّل رئيس حزب «صوت الشعب» الليبي، فتحي عمر الشبلي، على الاجتماع المرتقب «في أن يسفر عن أي نتيجة»، وقال إن «الأطراف التي ستجمعها الجامعة العربية مختلفة بشكل كبير؛ لكل منها أجندته ومآربه التي يقف وراءها الراعي الإقليمي».

والشبلي، الذي وجّه انتقادات حادة لموقف الجامعة العربية من قضية بلده، يرى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن المنفي وصالح وتكالة «يختلفون في توجهاتهم»، معتقداً أن الحديث عن «الحكومة الجديدة» هو «إضاعة للوقت؛ لأنهم لن يتفقوا على حكومة تمكّن الليبيين من الانتخابات، في حين يحرصون على البقاء في كراسيهم وتدوير الأزمة».

وكانت الجامعة العربية قد عيّنت التونسي صلاح الدين الجمالي مبعوثاً للأمين العام للجامعة العربية لدى ليبيا، عام 2016، خلفاً للفلسطيني الدكتور ناصر القدوة.

وتعثرت العملية السياسية، الرامية لحل الصراع الممتد في ليبيا لما يزيد على 12 عاماً، منذ فشل التوافق حول الانتخابات التي كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) 2021، وسط خلافات حول أهلية المرشحين الرئيسيين.


الأمن التونسي يوقف مهاجراً سودانياً اشتهر بتدريباته للفنون القتالية عبر «تيك توك»

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)
TT

الأمن التونسي يوقف مهاجراً سودانياً اشتهر بتدريباته للفنون القتالية عبر «تيك توك»

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)

أعلن مسؤول قضائي في تونس، اليوم (الاثنين)، إيقاف مهاجر رياضي من السودان اشتهر بتدريباته للفنون القتالية مع المهاجرين في صفاقس، على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال المتحدث باسم محاكم ولايتي المهدية وسوسة على السواحل الشرقية لتونس، فريد بن جحا، إن الرياضي السوداني أوقف أثناء محاولته الهجرة بطريقة غير شرعية انطلاقاً من سواحل مدينة الشابة نحو الجزر الإيطالية القريبة.

وتداول مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، على نطاق واسع، مقاطع فيديو للشاب البالغ من العمر 24 عاما، وهو يقود تدريبات لمهاجرين غير نظاميين وسط مزارع الزيتون بمدينة العامرة بولاية صفاقس؛ حيث تنتشر خيام عشوائية للمهاجرين.

وظهر الشاب وهو يقدم عروضاً قتالية في «الكونغ فو» بطريقة بارعة في فيديو نُشر على تطبيق «تيك توك».

وقال فريد بن جحا لإذاعة «الجوهرة إف إم» الخاصة، اليوم، إن الشاب الرياضي يواجه تهمة تكوين وفاق لاجتياز الحدود البحرية خلسة.

كما يجري التحقيق معه بشأن استخدامه أنظمة الاتصال «لبث الرعب في صفوف المتساكنين وترويعهم».

ووفق المسؤول القضائي، يمكن أن تصل عقوبة التهم في حال ثبوتها إلى 5 سنوات سجناً.

وتشير المعلومات إلى دخول الشاب السوداني لتونس منذ 2023 بطريقة غير قانونية عبر الحدود الليبية، في أعقاب النزاع الداخلي المسلح الذي اندلع في السودان.

ويسعى الآلاف من المهاجرين الوافدين على تونس من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى عبور البحر المتوسط بحثاً عن فرص أفضل للحياة داخل دول التكتل الأوروبي الغني.


ضوابط جزائية مشددة في قانون العقوبات الجزائري الجديد

وزير العدل ووزيرة العلاقات مع البرلمان أثناء مناقشة تعديل قانون العقوبات فبراير 2024 (البرلمان)
وزير العدل ووزيرة العلاقات مع البرلمان أثناء مناقشة تعديل قانون العقوبات فبراير 2024 (البرلمان)
TT

ضوابط جزائية مشددة في قانون العقوبات الجزائري الجديد

وزير العدل ووزيرة العلاقات مع البرلمان أثناء مناقشة تعديل قانون العقوبات فبراير 2024 (البرلمان)
وزير العدل ووزيرة العلاقات مع البرلمان أثناء مناقشة تعديل قانون العقوبات فبراير 2024 (البرلمان)

دخل قانون العقوبات الجزائري الجديد حيّز التطبيق منذ (الأحد)، محمّلاً بجرعة مشددة من الضوابط الجزائية، تخص قضايا مرتبطة بـ«تسريب الوثائق المصنفة ضمن أسرار الدفاع»، والأفعال ذات الصلة بـ«الخيانة»، و«المسّ بمعنويات الجيش»، و«إلحاق الضرر بمؤسسات الدولة وأمن البلاد»، و«الانخراط في الإرهاب».

وصدرت الصيغة المعدّلة للقانون في العدد الأخير لـ«الجريدة الرسمية»، وتشمل عقوبة بالسجن تصل إلى المؤبد، وأدناها 30 سنة، ضد كل شخص تثبت ضده تهمة «الخيانة الوطنية المتمثلة في تسريب معلومات، أو وثائق سرية تخص الأمن أو الدفاع الوطني أو الاقتصاد الوطني، عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفائدة دولة أجنبية أو أحد عملائها».

كما ينص القانون على السجن بين 5 و10 سنوات مع التنفيذ، وغرامة تصل إلى مليون دينار (حوالي 4 آلاف دولار)، ضد «من يسهم وقت السلم في مشروع لإضعاف الروح المعنوية للجيش أو الأسلاك الأمنية بغرض الإضرار بالدفاع أو الأمن الوطنيين». كما يتناول السجن بين سنة وثلاث سنوات مع التنفيذ، ضد من «يقوم بتمويل وتموين المدرجين في قوائم الأشخاص والكيانات الإرهابية».

وزير العدل الجزائري أثناء عرض تعديلات قانون العقوبات (البرلمان)

ويتعامل القانون الجديد مع جرائم «استهداف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي»، على أنها «أعمال إرهابية أو تخريبية».

ودافع وزير العدل عبد الرشيد طبي عن القانون أمام نواب غرفتي البرلمان في فبراير (شباط) الماضي، عندما كان مشروعاً، واستفاد من تأييد قوي لنواب ما يسمى «الموالاة»، المنتمين لـ«جبهة التحرير الوطني»، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«حركة البناء الوطني»، وكتلة النواب المستقلين. أما نواب «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، فقد تحفظوا عليه بشدة، وكانوا الصوت المعارض الوحيد للنص.

يشار إلى أن قانون العقوبات صدر عام 1966، ومنذ ذلك التاريخ جرى تعديله 27 مرة، خمس منها في الفترة بين 2020 و2024. وعندما عرضت الحكومة آخر تعديل على البرلمان، علّق رئيس نقابة القضاة سابقاً يسعد مبروك متسائلاً: «هل هي مرونة تشريعية لمسايرة الظواهر الاجتماعية المستجدة، أم تضييق لمجال الحريات؟».

النواب المؤيدون لتعديل قانون العقوبات (البرلمان)

ومن أهم المواد التي طالها التعديل، المادة «49 مكرر» التي أثارت جدلاً كبيراً، والتي تقول: «تعدّ مبررة الأفعال التي يرتكبها أفراد القوة العمومية، أثناء أو بمناسبة ممارسة مهامهم، لوضع حد للجريمة، إذا أفضت التحقيقات التي تباشرها السلطة القضائية إلى إثبات قيام عناصرها بالدفاع المشروع عن النفس».

واحتج قطاع من النواب بشدّة على هذا التعديل، بحجة أنه «يطلق أيدي رجال الأمن على المجتمع، ويعطيهم حصانة في استعمال السلاح، أثناء التعامل مع الأوضاع في الميدان. ومبرراتهم بهذا الخصوص تعدّ مقبولة، قانوناً». وأمام هذه المخاوف، تعهد وزير العدل بـ«وضع أدوات قانونية تردع عناصر الأمن عن أي استخدام مفرط للسلاح بحجة الدفاع عن النفس». غير أن هذا الوعد لم يكن مقنعاً، بالنسبة لنواب.

النواب الإسلاميون المعارضون لقانون العقوبات الجديد (البرلمان)

وسعت المعارضة الإسلامية، خلال عرض القانون على «اللجنة القانونية البرلمانية»، إلى إدراج نص في «المادة 46»، يعاقب بالسجن من سنة إلى 3 سنوات «كل شخص تورط في سبّ وشتم النواب»، وكان يقصد بذلك وسائل الإعلام. وقد رفضه وزير العدل بذريعة أن المادة القانونية 46 «تعني الهيئات وليس الأشخاص»، وأكد أن «حماية أعضاء البرلمان (من الإساءة) مجالها القانون الخاص بالنائب».

وقد شهد القانون عام 2021 أهم تعديل، مسّ «المادة 87» باستحداث «مكرر 13» لها، تعلق بإطلاق «لائحة وطنية للأشخاص والكيانات الإرهابية». وبررت الحكومة الخطوة بـ«حرص الجزائر على الانخراط في جهود المجتمع الدولي، لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتمويلهما وغسل الأموال».

وضمت هذه اللائحة، عند استحداثها، أسماء ناشطين في «حركة الحكم الذاتي بمنطقة القبائل»، وتنظيم «رشاد»، وفتحت الباب لسجن العشرات منهم بناء على تهمتي «الانخراط في جماعة إرهابية»، و«الإشادة بالإرهاب». غير أن المحاكم برَأت الكثير منهم لعدم كفاية الأدلة على جنوحهم إلى الإرهاب، فيما لا يزال العشرات في الحبس الاحتياطي يترقبون المحاكمة.


مصر تنفي غلق معبر رفح وتؤكد استمرار دخول المساعدات إلى غزة

صورة بطائرة من دون طيار لجزء من صف شاحنات تنتظر بالقرب من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة (رويترز)
صورة بطائرة من دون طيار لجزء من صف شاحنات تنتظر بالقرب من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة (رويترز)
TT

مصر تنفي غلق معبر رفح وتؤكد استمرار دخول المساعدات إلى غزة

صورة بطائرة من دون طيار لجزء من صف شاحنات تنتظر بالقرب من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة (رويترز)
صورة بطائرة من دون طيار لجزء من صف شاحنات تنتظر بالقرب من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة (رويترز)

أكد مصدر مصري رفيع المستوى، اليوم (الاثنين)، أن معبر رفح يعمل بشكل طبيعي، وأن حركة دخول المساعدات إلى قطاع غزة مستمرة.

وقال المصدر لقناة «القاهرة الإخبارية»، إنه لا صحة لما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن غلق معبر رفح البري.

وكان الجيش الإسرائيلي قد طالب اليوم سكان المناطق الشرقية من مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بالإخلاء فوراً، وذلك تمهيداً لبدء عملية عسكرية في المكان.

وقبل ذلك أكدت هيئة المعابر في قطاع غزة استمرار العمل في معبر رفح البري واستقبال حافلات المسافرين.

وقال سكان فلسطينيون، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات مكتوبة باللغة العربية، يطالبهم بمغادرة مناطق سكناهم، والتوجه إلى المناطق الآمنة في المدينة لتفادي أي خطورة على حياتهم، بينما ينفذ عمليته العسكرية.

وأوضح السكان أن الجيش أبلغهم أنه سيسمح بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والدول الأخرى، بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع.

وتأتي التطورات الميدانية عقب شن «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حماس» هجوماً صاروخياً على موقع كرم أبو سالم أمس، وقتل نحو 3 جنود إسرائيليين، وإصابة 12 آخرين كانوا موجودين في المكان.

وتنخرط «حماس» وإسرائيل، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في حرب واسعة النطاق عقب تنفيذ «حماس» هجوماً عسكرياً مباغتاً على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وقتل نحو 1200 شخص، واختطاف ما يقارب 240 آخرين داخل القطاع.


السودانيون يطالبون المتحاربين بـ«اتفاق إنساني»


كباشي (يمين) والحلو (يسار) في جوبا بحضور توت قلواك مستشار الرئيس سلفا كير (وكالة الأنباء السودانية)
كباشي (يمين) والحلو (يسار) في جوبا بحضور توت قلواك مستشار الرئيس سلفا كير (وكالة الأنباء السودانية)
TT

السودانيون يطالبون المتحاربين بـ«اتفاق إنساني»


كباشي (يمين) والحلو (يسار) في جوبا بحضور توت قلواك مستشار الرئيس سلفا كير (وكالة الأنباء السودانية)
كباشي (يمين) والحلو (يسار) في جوبا بحضور توت قلواك مستشار الرئيس سلفا كير (وكالة الأنباء السودانية)

طالبت غالبية الأحزاب السياسية والتجمعات المدنية السودانية بأن يتوصل المتحاربون، خصوصاً الجيش و«قوات الدعم السريع»، إلى اتفاقات لإدخال المساعدات الإغاثية لملايين المتضررين في مناطق النزاعات الذين أضحوا يواجهون خطر الموت جوعاً، وذلك أسوة بالاتفاق الذي تم يوم السبت بين نائب القائد العام للجيش الفريق شمس الدين كباشي وقائد «الحركة الشعبية لتحرير السودان» عبد العزيز الحلو.

ويُعد هذا الاتفاق الأول من نوعه منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023؛ إذ اتفق الطرفان على السماح بوصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى مناطق سيطرة كل منهما.

وعدّت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، المعروفة اختصاراً بـ«تقدم» ويتزعمها رئيس الوزراء المدني السابق عبد الله حمدوك، هذا الاتفاق «خطوة كبيرة» في اتجاه رفع المعاناة عن المواطنين، ودعت لاتفاق مماثل بين الجيش و«الدعم السريع» اللذين يسيطران على كبرى المناطق في البلاد، وأدى الصراع المسلح بينهما إلى نزوح الملايين.

كما رحّب قادة تحالف «الحرية والتغيير» باتفاق كباشي والحلو، قائلين إنهم يتطلعون لأن يكون الاتفاق «ضوءاً في نفق أزمة الحرب»، وخطوة باتجاه وقفها ومعالجة تداعياتها الإنسانية. ووجه التحالف نداء للمتحاربين للإيفاء بالتزاماتهم المبرمة في «اتفاق جدة» حول إيصال المساعدات الإنسانية من دون قيد أو شرط، وحثّهم على اتخاذ قرار شجاع بوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية تضع أسس السلام الشامل والدائم وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام.

وبينما رحبت غالبية القوى المدنية باتفاق المساعدات الإنسانية في ولاية جنوب كردفان، عدّه دعاة استمرار الحرب، وأغلبهم من أنصار الرئيس المعزول عمر البشير، مدخلاً لتحالف جديد بين الجيش و«الحركة الشعبية» ضد «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على شمال كردفان.


حرب السودان... بعد قطع الرؤوس انتزاع الأحشاء

حرب السودان قتلت الآلاف ودمرت كثيراً من المرافق العامة (رويترز)
حرب السودان قتلت الآلاف ودمرت كثيراً من المرافق العامة (رويترز)
TT

حرب السودان... بعد قطع الرؤوس انتزاع الأحشاء

حرب السودان قتلت الآلاف ودمرت كثيراً من المرافق العامة (رويترز)
حرب السودان قتلت الآلاف ودمرت كثيراً من المرافق العامة (رويترز)

صُدم السودانيون بمشاهد مروعة توثق جريمة وحشية ارتكبها أفراد يرتدون أزياء الجيش، بحق فرد ادعوا أنه ينتمي إلى قوات «الدعم السريع»، حيث انتزعوا أحشاءه بعد قتله والتمثيل بجثته، وراحوا يلوحون بها أمام جمع غفير من المواطنين وهم «يكبرون ويهللون بشكل هستيري».

وتعزز الواقعة الأخيرة ما يتردد على نطاق واسع في السودان بأن مجموعات متطرفة تنتمي إلى تنظيمي «القاعدة» و«داعش» أصبحت تشارك في حرب السودان. وتزيد هذه الواقعة المخاوف، داخلياً وإقليمياً ودولياً، من أن تؤدي الفوضى والاضطراب الأمني إلى تشجيع الجماعات الإرهابية على نقل نشاطها إلى السودان.

وأعادت مشاهد تلك الجريمة، التي وصفت بالبشعة، إلى الأذهان حادثة صادمة أخرى وقعت قبل أشهر ارتكبها أيضاً أفراد يرتدون زي الجيش، حينما أقدموا على قطع رأس عنصرين من «الدعم السريع» والتلويح بهما، في رسالة فسرها البعض بأن هذا سيكون مصير كل من يقع في أياديهم.

قوة للجيش السوداني في أحد شوارع العاصمة الخرطوم (أ.ف.ب)

وأظهر مقطع الفيديو المتداول بكثافة على منصات التواصل، في منطقة ريفية بولاية الجزيرة في وسط السودان، «أحد أفراد الجيش وهو يستعرض الأحشاء ويقربها من فمه كأنه يكاد يمضغها، في صورة وصفها رواد منصات التواصل الاجتماعي بأنها تجاوزت حد العنف الذي يمكن تصوره». وأثارت الحادثة من فرط بشاعتها كثيراً من التساؤلات وردود الفعل في أوساط المجتمع السوداني، الذي استنكر بشدة أن تصدر مثل تلك «الأفعال البشعة» من أفراد يرتدون الزي العسكري الرسمي.

وكانت حادثة مشابهة قد وقعت بالقرب من مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، عندما أوقفت مجموعة من العسكريين بلباس الجيش، يقودهم ضابط كبير، 4 أشخاص، وقطعتهم بالأسلحة البيضاء بمزاعم انتمائهم لقوات «الدعم السريع»، بينما شكّك البعض في أن تكون لهم أي صلة بـ«الدعم السريع».

ويذهب البعض إلى حد اليقين أن مثل هذه الأفعال تحمل بصمة الجماعات الإسلامية الإرهابية المتطرفة التي تقاتل بجانب الجيش. وكان الجيش قد وعد بالتحقيق في حادثة قطع الرؤوس السابقة، وبمحاسبة المتورطين إذا ثبت أنهم يتبعون قواته، لكن نتائج التحقيق لم ترَ النور رغم مرور أكثر من شهر على الواقعة. ومن جانبها، وصفت قوات «الدعم السريع» ذبح الأشخاص الثلاثة بأنه «سلوك إجراميّ متطرف من ميليشيا البرهان وكتائب النظام البائد الذي ترأسه عمر البشير».

قوات «الدعم السريع» التي تقاتل الجيش (أ.ف.ب)

وقال القيادي في حزب «المؤتمر السوداني»، خالد عمر يوسف، إن التسجيلات المصورة الوحشية التي توثق لعسكريين «يتلذذون بسلخ الناس وتمزيق أحشائهم خرجت من كونها ممارسات فردية لتصبح أفعالاً متكررة ترسخ لنسق إرهابي يمزق البلاد ويقودها نحو دوامة لن تخرج منها أبداً». وأضاف، في صفحته على منصة «فيسبوك»، أن «هذه الأفعال التي لا تمت للإنسانية بصلة مدانة بأشد العبارات، ويجب أن يحاسب مرتكبوها، وألا يسمح لهم بالإفلات من العقاب. فاستمرار هذه الحرب التي لا خير فيها سيرمي ببلدنا إلى هاوية سحيقة».

كما يتخوف نشطاء في مجال حقوق الإنسان من أن تأخذ الحرب في البلاد مساراً مختلفاً بحيث تُستهدف بعض المجموعات السكانية على الأساس العرقي أو الجهوي، ويعزز تلك المخاوف وقوع كثير من حوادث القتل لعدد من المواطنين، لا صلة لهم بالنزاع الدائر بين الجيش وقوات «الدعم السريع».