الاتحاد الأوروبي يأمل في رد أميركي لإنعاش الاتفاق النووي

طهران انتقدت «مماطلة» واشنطن... ورفضت التنازل عن محاولات الثأر لسليماني

بوريل يصل إلى مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس الماضي (إ.ب.أ)
بوريل يصل إلى مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس الماضي (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي يأمل في رد أميركي لإنعاش الاتفاق النووي

بوريل يصل إلى مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس الماضي (إ.ب.أ)
بوريل يصل إلى مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس الماضي (إ.ب.أ)

رفع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، سقف التوقعات بعقد اجتماع لوزراء خارجية الاتفاق النووي لإنجاز المحادثات «هذا الأسبوع»، واصفاً الرد الإيراني الأخير على المقترح الأوروبي لإنقاذ اتفاق 2015 بـ«معقول».
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي في سانتاندر الإسبانية، «قدمتُ اقتراحا بوصفي منسقا للمفاوضات... وهناك رد من إيران اعتبرته معقولا. تم نقله إلى الولايات المتحدة التي لم ترد رسميا بعد لكننا بانتظار ردّها الذي آمل أن الرد سيضع حدا للمفاوضات».
وأكّد بوريل أن المفاوضات ذهبت إلى أبعد مدى ممكن وباتت «عند نقطة انعطاف»، موضحاً أنه جرى الترتيب لعقد «اجتماع في فيينا في أواخر الأسبوع الماضي لكن لم يتسنَّ ذلك. ومن المحتمل أن يُعقد هذا الأسبوع».
جاءت تصريحات بوريل، بعد ساعات من انتقادات حادة وجهها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني الذي اتهم الاتحاد الأوروبي بـ»التقاعس»، متهماً الولايات المتحدة بـ «التسويف الأميركي»، معتبراً رد بلاده «جرى في وقته وبشكل جدي»، مضيفاً «لن نتراجع عن عن خطوطنا الحمراء، ولن نقبل بالمفاوضات الاستنزافية»، معرباً عن اعتقاده الخاص بأن «العالم سيصبح مكاناً أكثر أمناً إذا استطعنا إحياء هذا الاتفاق».
وكان بوريل يشير إلى ردّ أرسلته إيران الأسبوع الماضي على أحدث اقتراح قدّمه الاتحاد الأوروبي لإنجاز المحادثات.
وقال مسؤول أوروبي كبير لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، إن الكتلة الأوروبية تترقب رد واشنطن بشأن الطلبات الإيرانية، مشدداً على أنه «من المستحيل تقييم الرد الإيراني قبل تلقي الرد الأميركي». وقالت واشنطن، الأسبوع الماضي، إنها تدرس ردّ إيران على المقترح «النهائي» الأوروبي، وتتبادل وجهات نظرها بشأن رد إيران مع الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي يومي إن واشنطن تعمل بأسرع ما يمكن لإعداد رد مناسب على تعليقات طهران، موضحاً أن واشنطن تفاءلت بتخلي إيران عن بعض مطالبها مثل إلغاء تصنيف «الحرس الثوري «الإيراني كمنظمة إرهابية، لكنه أضاف أنه لا تزال هناك قضايا عالقة يتعين تسويتها.
واتهمت إيران، الاثنين، الولايات المتحدة «بالتسويف» في المحادثات، منتقدة «تقاعس» الاتحاد الأوروبي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحافي: «إن ردنا على المقترح الأوروبي فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي جرى في وقته وبشكل جدي»، مضيفاً: «لم نحصل على الرد الأميركي حتى الآن».
ووصف كنعاني رد طهران لحل الخلافات المتبقية في المفاوضات بالعودة إلى الاتفاق النووي بأنه «مبتكر»، مضيفاً: «أظهرنا المرونة اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاق»، وقال إن «التسويف الأميركي والصمت الأوروبي» جعلا المباحثات «استنزافية تحت ضغط متشددي الداخل الأميركي وضغوط اللوبي الصهيوني»، مضيفاً: «لن نتراجع عن خطوطنا الحمراء، ولن نقبل بالمفاوضات الاستنزافية».
وأشار كنعاني إلى أن «أميركا وأوروبا في حاجة إلى التوصل إلى اتفاق، أكثر من إيران». وأضاف أن «طهران تريد اتفاقاً دائماً يحفظ حقوقها المشروعة». وتابع قائلاً: «إلى أن نتفق على كل القضايا، لا يمكن أن نقول إننا توصلنا لاتفاق كامل»، وأضاف: «نسعى لاتفاق جيد يضمن المصالح الوطنية لإيران ويدوم طويلاً... لن نلدغ من ذات الجحر مرتين». وفقاً لوكالة «رويترز».
ورداً على سؤال حول خطط إيران إذا ما ردت أميركا سلباً على المقترحات الأوروبية والرد الإيراني، قال كنعاني إن الخطة البديلة لإيران «ستكون مواصلة السياسة الخارجية بقوة وجدية أكثر دون الاهتمام بمسار مفاوضات رفع العقوبات».
وطالب كنعاني بالإفراج عن عدد من الإيرانيين المحتجزين بتهم تتعلق بالعقوبات الأميركية. وقال: «نؤكد أن تبادل السجناء مع واشنطن مسألة منفصلة، ولا علاقة لها بعملية التفاوض التي تستهدف إحياء اتفاق عام 2015»، مضيفاً أن طهران مستعدة لتبادل السجناء.
وسئل أيضاً عن تقارير غربية بشأن تراجع إيران عن قضية الثأر لقاسم سليماني، القائد السابق لـ«فيلق القدس» الذراع الخارجية لعمليات «الحرس الثوري»، الذي قضى بضربة أميركية في بغداد مطلع 2020، فقال كنعاني إن «قضية الثأر من قتلة الجنرال سليماني لا يمكن نسيانها، والتساوم عليها». وقال: «ستستخدم إيران جميع الوسائل لتقديم القتلة إلى العدالة»، منوهاً أن «هذه القضية لا علاقة لها بالمفاوضات».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهمت الولايات المتحدة عضواً في «الحرس الثوري» الإيراني بالتآمر لاغتيال جون بولتون مستشار الأمن القومي لترمب، كما كشف مصدر مطلع على تحقيقات أن وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو كان هدفاً لمؤامرة اغتيال إيرانية أيضاً. لكن الإدارة الأميركية قالت إنها لا تعتقد أن الاتهامات ينبغي أن تؤثر على المحادثات النووية مع طهران.
وبعد الاعتداء العنيف الذي تعرّض له الكاتب سلمان رشدي في 12 أغسطس (آب)، اعتبرت «كيهان» التابعة لمكتب المرشد الإيراني أن الرئيس الأميركي السابق دونالد «ترمب وبومبيو (وزير خارجيته سابقاً) سيشعران بتهديد متزايد» باعتبار أنهما «المدبّران الرئيسيان لاغتيال اللواء سليماني».
يأتي تأكيد كنعاني على عدم التراجع عن الخطوط الحمر ومواصلة الثأر لسليماني بعدما صرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بأن إيران أسقطت رسمياً أحد «خطوطها الحمر» التي كانت تشكل عقبة رئيسية أمام الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
وقال المسؤول لشبكة «سي إن إن» الجمعة إن إيران في ردها على المقترح الأوروبي «لم تطالب برفع (الحرس الثوري) من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية».
وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال قائد الوحدة البحرية في «الحرس الثوري» علي رضا تنغسيري إن قواته رفضت عروضاً أميركية برفع العقوبات وتقديم تنازلات مقابل التخلي عن خطط الثأر لسليماني. وفي نفس الشهر، قال قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» محمد باكبور: «حتى إذا قُتل كل القادة الأميركيين، فإن ذلك لن يكفي للثأر لدماء سليماني».
وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، منتقداً الاتفاق الموقع في فترة باراك أوباما، لعدم معالجة الأنشطة الإقليمية الإيرانية، وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.
وفي المقابل، ردت إيران بوقف كثير من التزامات الاتفاق النووي. ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة، في الأسابيع الأولى من تولي جو بايدن.
وبعد 11 شهراً من المحادثات غير المباشرة في فيينا بين طهران وإدارة بايدن بهدف أحياء الاتفاق النووي، انهارت الجهود الدبلوماسية بسبب عراقيل، منها الحصول على ضمانات بعدم قيام أي رئيس أمیركي في المستقبل بالانسحاب من الاتفاق، مثلما فعل ترمب.
لكن ليس بوسع الرئيس جو بايدن تقديم مثل هذه التطمينات، لأن الاتفاق تفاهم سياسي، وليس معاهدة ملزمة قانوناً.
وفي افتتاحية عددها الصادر أمس، اعتبرت صحيفة «كيهان» أن «عدم التوصل لاتفاق أفضل من الاتفاق السيئ». وأضافت: «يمكن لأميركا العودة إلى الاتفاق النووي فقط عندما تضمن حقوق الشعب الإيراني». وتابعت: «أي اتفاق آخر، مثل الاتفاق المرحلي، يتعارض مع هذه الضرورة».
وقلّل المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أبو الفضل عمويي، من أهمية التسريبات التي تناقلتها مواقع إخبارية إيرانية حول مراحل تنفيذ الاتفاق المتحمل. ونقل موقع البرلمان عن عمويي قوله إنه «لا يمكن بعدُ الحديث عن نص نهائي، ولا يمكن الوثوق بأي تكهنات في هذه المرحلة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
TT

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)

طالبت الولايات المتحدة تركيا باستخدام نفوذها لجعل حركة «حماس» الفلسطينية تقبل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة. وأكد البلدان اتفاقهما بشأن ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، عقب ختام مباحثاتهما في أنقرة (الجمعة): «اتفقنا على تحقيق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها تركيا والولايات المتحدة والشركاء الآخرون في المنطقة من أجل وقف إطلاق النار.

وأضاف فيدان أن «إسرائيل تواصل قتل المدنيين في غزة، وتعمل على استمرار دوامة العنف في المنطقة، وقد اتفقنا على أن تعمل تركيا وأميركا جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين للحد من العنف».

وتابع أن العنف المستمر في غزة، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وأعربت كل من تركيا وأميركا عن قلقهما إزاء الوضع.

جانب من مباحثات فيدان وبلينكن في أنقرة الجمعة (الخارجية التركية)

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه رأى خلال الفترة الأخيرة «مؤشرات مشجّعة» على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف: «ناقشنا الوضع في غزة، والفرصة التي أراها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو مزيد من المؤشرات المشجّعة».

وطالب بلينكن تركيا باستخدام نفوذها كي ترد حركة «حماس» بالإيجاب على مقترح لوقف إطلاق النار، مضيفاً: «تحدثنا عن ضرورة أن ترد (حماس) بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار؛ للمساهمة في إنهاء هذا الوضع، ونُقدِّر جداً الدور الذي تستطيع تركيا أن تلعبه من خلال استخدام صوتها لدى (حماس) في محاولة لإنجاز ذلك».

وكان بلينكن وصل إلى أنقرة، مساء الخميس، والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مطار إسنبوغا بالعاصمة التركية، قبل أن يجري مباحثات مع نظيره هاكان فيدان استغرقت أكثر من ساعة بمقر وزارة الخارجية التركية، حيث ركّزت مباحثاته بشكل أساسي على الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والوضع في المنطقة وبشكل خاص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

جانب من لقاء إردوغان وبلينكن بمطار إسنبوغا في أنقرة مساء الخميس (الرئاسة التركية)

وجاءت زيارة بلينكن لتركيا بعدما زار الأردن، الخميس، لإجراء مباحثات تتعلق بسوريا والوضع في غزة أيضاً.

وتبدي أميركا قلقاً من أن تؤدي التطورات الجديدة إلى مخاطر على أمن إسرائيل، وأن تجد جماعات إرهابية فرصة في التغيير الحادث بسوريا من أجل تهديد إسرائيل، التي سارعت إلى التوغل في الأراضي السورية (في الجولان المحتل) في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974، وهو ما أدانته تركيا، في الوقت الذي عدّت فيه أميركا أن من حق إسرائيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين نفسها ضد التهديدات المحتملة من سوريا.