شهدت محافظة درعا، جنوب سوريا، صباح الأحد، عمليات استهدفت قوات من الأجهزة الأمنية السورية، في حوادث منفصلة، حيث هز انفجار قوي مركز مدينة درعا المحطة، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة أجرة عمومية يقودها مساعد أول في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا محمد جمعة، عند الثانوية الصناعية على الشارع العام في حي الكاشف في درعا المحطة، ما أسفر عن مقتل سائق السيارة.
كما لحقت أضرار مادية بالمنازل والمحال التجارية في تلك المنطقة، وقالت مصادر محلية من مدينة درعا، إن العبوة الناسفة كانت موجودة في سيارة المستهدف؛ وأدى الانفجار إلى احتراق السيارة بشكل كامل، في حين أن المدعو محمد جمعة أحد عناصر الأمن السياسي يسكن في مدينة درعا المحطة، وهي من مناطق المربع الأمني في المدينة، وتنتشر فيها نقاط وحواجز عسكرية تابعة للأجهزة الأمنية والجيش، ولم تخرج عن سيطرة النظام السوري طيلة السنوات الماضية. وأن مكان الاستهداف في حي الكاشف بين منطقة البانوراما وحي المطار بالقرب من جهاز الأمن السياسي إلى الشرق يعد منطقة حيوية وطريقاً رئيسياً وعاماً في الحي، وألحق الانفجار أضراراً مادية كبيرة بممتلكات المواطنين هناك.
كما استهدف مجهولون صباح الأحد بعبوة ناسفة، دورية عسكرية تابعة لجهاز مخابرات أمن الدولة على طريق الدلي، برقة، قرب مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، ما أسفر عن وقوع إصابات بين عناصر النظام الذين كانوا يستقلون السيارة. وعثر الأهالي على جثة الشاب محمد الرفاعي الملقب بـ«الأصفر»، يوم السبت، على الطريق الواصل بين بلدة أم ولد وبلدة الكرك بريف درعا الشرقي، وعليها آثار تعذيب وطلق ناري بالرأس. يذكر أن الضحية يتحدر من بلدة أم ولد، وفقد قبل يوم من العثور عليه مقتولاً في ظروف غامضة بعد خروجه من مدينة بصرى الشام التي سكنها منذ بداية التسويات في المنطقة.
ووفقاً لإحصائيات «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فقد بلغت حصيلة الاستهدافات في محافظة درعا، منذ مطلع شهر يناير (كانون الثاني)، 352 استهدافاً، جميعها جرت بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 296 شخصاً، بينهم 143 من المدنيين، و126 من العسكريين التابعين للنظام والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية وعناصر من فصائل التسويات.
في ريف السويداء الجنوبي، تظاهر العشرات من أبناء بلدة الغربية صباح الأحد، أمام مركز البريد وناحية الشرطة، مطالبين بتحسين الأوضاع الخدمية في البلدة، بعد أن ساءت فيها جميع الخدمات المعيشية من كهرباء وماء ووقود وغاز، وانقطاع خدمات الهاتف مع انقطاع التيار الكهربائي، مهددين بتصعيد الحراك الاحتجاجي حتى يوم الأربعاء المقبل، والتنسيق مع قرى وبلدات أخرى لزيادة الضغط على الجهات الحكومية المسؤولة؛ إذا ما تجاهلت السلطة تحرك المواطنين في البلدة، وسيتم إغلاق كافة المراكز الخدمية في البلدة حتى الاستجابة لمطالبهم. وتحرك بلدة الغارية ليس الأول، إذ كان احتجاج أهالي الغارية على توزيع الخبز في نظام البطاقة الذكية، شرارة الاحتجاجات المعيشية التي شهدتها محافظة السويداء قبل أشهر قليلة.
كما تجمع العديد من أصحاب الجرارات الزراعية في مدينة شهبا شمال السويداء، بالقرب من مقر الشرطة العسكرية القديم منذرين بقطع طريق دمشق - السويداء، وجاء ذلك وفقاً لمصادر محلية بعد أن تأخر حصول المزارعين والآليات الزراعية في السويداء على مخصصاتها من مادة الديزل المدعوم بالسعر الحكومي، بينما يباع اللتر الواحد من مادة الديزل (المازوت) في السوق السوداء بـ650 ليرة سورية للتر الواحد.
وعقد قبل أسبوع اجتماع لقوى سياسية ومدنية في السويداء بدعوة من الجبهة الوطنية الديمقراطية «جود»، بهدف استنهاض الحراك الشعبي في السويداء من جديد ولدراسة المرحلة المقبلة، بعد العمليات العسكرية التي نفذتها فصائل محلية مسلحة ضد المجموعات المحلية المدعومة من الأجهزة الأمنية التي يصفها ناشطو السويداء بـ«الانتفاضة ضد العصابات»، وأن الاجتماع خلص إلى عدة توافقات، منها «استنهاض الحراك السلمي الشعبي مجدداً، وإعادة تقييم القوى السياسية والمدنية لصلتها بالشارع. ودعم الانتفاضة الشعبية الأخيرة لكونها أعادت للمجتمع روح الأمل والألفة والثقة مجدداً بالقدرة على مواجهة الفوضى والاضطراب اللذين تسببت بها ميليشيات الإجرام المنظم».
استهداف عناصر من الأجهزة الأمنية في درعا واحتجاجات معيشية في السويداء
استهداف عناصر من الأجهزة الأمنية في درعا واحتجاجات معيشية في السويداء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة