«التيار» ومحاولات التخلص من «ثالوث الإطار»

العامري عاد من أربيل والسليمانية بانطباعات متشائمة

صورة تجمع بين مقتدى الصدر ونوري المالكي (تويتر)
صورة تجمع بين مقتدى الصدر ونوري المالكي (تويتر)
TT

«التيار» ومحاولات التخلص من «ثالوث الإطار»

صورة تجمع بين مقتدى الصدر ونوري المالكي (تويتر)
صورة تجمع بين مقتدى الصدر ونوري المالكي (تويتر)

يحاول زعيم «تحالف الفتح»، هادي العامري، الموازنة بين شروط زعيم «التيار الصدري» ومصالح «الإطار التنسيقي» من خلال جولة أجراها في إقليم كردستان، مطلع الأسبوع الحالي. لكن الصدر أطاح فرضية «الموازنة» حين أعاد شرح أبرز شروطه؛ التخلص من «ثالوث الإطار»: نوري المالكي، وقيس الخزعلي، وعمار الحكيم.
ويتخلى الصدر عن الخطاب المتحفظ في خصومته مع قادة «الإطار التنسيقي». لغته المباشرة وصلت الآن إلى درجة كبيرة من الوضوح؛ هؤلاء هم «أعداء الإصلاح، تجب الإطاحة بهم»، وتعكس كيف وصل الفرز الشيعي - الشيعي بسرعة قصوى إلى معسكرين لا يلتقيان.
وبكاهل مثقل بالأزمة، وصل العامري إلى أربيل ومن ثم إلى السليمانية، واختبر مع الحزبين الكرديين: «الديمقراطي» و«الاتحاد الوطني»، فرضية «حوار وطني» بمشاركة جميع القوى السياسية لتقرر التسوية المناسبة لحل البرلمان وإجراء الانتخابات.
ورغم أن العامري لم يتحدث عن تشكيل الحكومة ومرشح «الإطار» لرئاستها ولا عن مرشح رئاسة الجمهورية، فإنه سمع من قادة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» انطباعات متشائمة حول قدرة الحوار الذي يقترحه على حسم الاشتباك بين الصدر و«الإطار التنسيقي»؛ ذلك أن «إشراك الجميع» مجرد التفاف على جوهر الأزمة، كما يقول قيادي في حزب بارزاني.
ولم يكن الصدر وحده يريد استثناء «ثالوث الإطار» قبل استئناف العملية السياسية بمعادلة جديدة؛ زعيم «الحزب الديمقراطي»، وفق سياسيين كرد، لم يعد يثق بقوى سياسية تشكل تهديداً لأمن الإقليم ومصالحه، بالإشارة إلى هجمات الطائرات المفخخة وصواريخ الـ«كاتيوشا»، وإلى حد ما يتفق بارزاني والصدر على الثالوث نفسه مع فارق أن الأخير كسر قيود دبلوماسية الخصومة.
وبات من الواضح أن الصدر يستثني العامري مما بات شائعاً في أوساط الصدريين «اجتثاث الفساد والتبعية». الناطق باسم زعيم «التيار» غرد بينما كان العامري يخوض في مسار آخر، «إن فيكم شيخ الإطار (يقصد العامري) ما يزال يغلب التعقل».
لكن الغمز الذي يستخدمه الصدر في خطابه السياسي في «تفكيك» الإطار يسمح للفعاليات السياسية بالتفكير في إمكانية تراجع الصدر عن «الثورة»، بداعي أن الأزمة تكمن في 3 من قادة «الإطار».
ويقول مقربون من الصدر إن «المسار الذي دخلنا فيه لا يسمح لنا بالتراجع»، وإن إكمال «التغيير» والإمساك بالمعادلة الجديدة «إلزام لا مناص منه»، فيما يشير إلى أن بيئة «الحنانة» تلقت رسائل من مجموعات احتجاجية من خارج «التيار» تحذر من أن التراجع سيفجر الشارع ضد الجميع؛ وعلى رأسهم الصدر.
ويرى مقربون من الصدر أن «التيار» يعتمد «نفساً طويلاً» لكسر عظام «الإطار»، وكلما رفع الضغط عليه؛ فإنه يتوقع استسلاماً صريحاً من دون اشتباك في الشارع، وإلى حد ما؛ فإن الصدر يحاول دفع أقطاب داخل «الإطار» إلى تسريع هذا الانهيار.
وبهذا المعنى، يقول صباح الساعدي، أحد مستشاري الصدر، إن القادة الذين لا يشملهم وصف «الثالوث المشؤوم»، مترددون في اتخاذ موقف منه؛ لأنهم «ربما ينتظرون حصصاً من حكومة صارت سراباً، أو أنهم مجرد رقم لرفع غلة (الإطار)».
ويفسر كثيرون قرار الصدر الأخير بتأجيل «المظاهرة المليونية» المقررة السبت المقبل إلى إشعار آخر بأنه جزء من تكتيك لإنهاك «الإطار»، لكن هناك معلومات متناقضة تتداولها بيئة الصدر خلال الساعات الماضية بأن فصائل داخل «الإطار» تستعد لتوجيه ضربة «قوية» قد تشعل احتكاكاً بين جمهور المعسكرين.


مقالات ذات صلة

العراق يحتفل بالذكرى الـ104 لتأسيس جيشه الوطني

المشرق العربي السوداني يلقي كلمة أمام قوات الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه (رئاسة الوزراء) play-circle 00:48

العراق يحتفل بالذكرى الـ104 لتأسيس جيشه الوطني

أحيا العراق، الاثنين، الذكرى الـ104 لتأسيس جيشه الوطني، في ظل تطورات إقليمية متسارعة تُثير مخاوف من انعكاس تداعياتها على البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي جمال مصطفى السلطان

صدام: عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلّفنا محاولة اغتياله

نقل جمال مصطفى السلطان، صهر صدام حسين وسكرتيره الثاني، عن الرئيس العراقي الراحل قوله في جلسة لمجلس الوزراء إن الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم «كان نزيهاً.

غسان شربل (لندن)
خاص شغل الدكتور جمال مصطفى السلطان منصب السكرتير الثاني للرئيس صدام حسين وهو متزوج من ابنته حلا play-circle 02:19

خاص جمال مصطفى: الرئيس قال «عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلفنا باغتياله»

يؤكد جمال مصطفى السلطان أن الرئيس صدام رفض اغتيال ضيفه الخميني، ويعتبر تسمية «الكيماوي» ظلماً لعلي حسن المجيد.

غسان شربل
المشرق العربي أعضاء في كتائب «حزب الله» في بغداد يوم الأحد خلال تشييع القيادي أبو حيدر الخفاجي الذي قُتل بضربة إسرائيلية في دمشق يوم الجمعة (إ.ب.أ)

رجال دين عراقيون يدخلون على التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل

أعلنت مراجع دينية عراقية مواقف متضامنة مع لبنان و«حزب الله»، في وقت يُجري رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مباحثات في نيويورك لمنع توسيع نطاق الحرب.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي مقتدى الصدر يخطب في النجف يوم 19 أكتوبر 2023 (رويترز)

هل يربح الصدر من أزمتي «التنصت» و«سرقة القرن»؟

رجح مراقبون أن يكون زعيم التيار الصدري «أكبر رابح» من الأزمات السياسية التي تعصف بالحكومة والتحالف الشيعي الحاكم في العراق.

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تدفع بتعزيزات إلى كفركلا وتواصل نسف بيوت جنوب لبنان

جنود إسرائيليون ينتشرون قرب الجدار الفاصل مع لبنان (رويترز)
جنود إسرائيليون ينتشرون قرب الجدار الفاصل مع لبنان (رويترز)
TT

إسرائيل تدفع بتعزيزات إلى كفركلا وتواصل نسف بيوت جنوب لبنان

جنود إسرائيليون ينتشرون قرب الجدار الفاصل مع لبنان (رويترز)
جنود إسرائيليون ينتشرون قرب الجدار الفاصل مع لبنان (رويترز)

دفعت القوات الإسرائيلية الأربعاء بتعزيزات جديدة إلى المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، استعداداً للتوجه إلى بلدة كفركلا، بالتزامن مع تفجيرات متواصلة ونسف للمنازل في أكثر من قرية، غداة موجة واسعة من التفجيرات التي استهدفت المنازل والمنشآت المدنية في بلدات عيترون وميس الجبل وغيرها وعيتا الشعب.

وقالت وسائل إعلام محلية إن 25 آلية من الجيش الإسرائيلي عبرت من مستعمرة المطلة باتجاه بلدة كفركلا، لكنها توقفت عند منطقة تل النحاس التي تفصل كفركلا عن العمق اللبناني المطل على وادي الليطاني. وقالت إن الرتل انطلق صباحاً، علماً بأن القوات الإسرائيلية نفذت تفجيرات واسعة في بلدة كفركلا المقابلة لبلدة المطلة خلال الأسابيع الماضية، مما أدى إلى تدمير أحياء ومربعات سكنية بالكامل فيها، كما أقامت في أحد منازلها مركزاً عسكرياً التقط فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي صوراً له خلال الحرب الأخيرة.

القوات الإسرائيلية في بلدة الناقورة الحدودية مع لبنان (أرشيفية - د.ب.أ)

وتتوغل القوات الإسرائيلية بشكل شبه يومي في المناطق الحدودية، حيث تقوم فرق الهندسة بتفخيخ المنازل والمنشآت السكنية، قبل أن تفجرها. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية إن القوات الإسرائيلية نفذت بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء تفجيرات لمنازل، كما قامت بتجريف الطرق في عيتا الشعب وحانين ومارون الراس في قضاء بنت جبيل. أما في قضاء مرجعيون، فنفّذت عملية نسف في بلدة مركبا.

وقالت وسائل إعلام محلية الأربعاء إن بلدات عيتا الشعب ورامية، وحانين، ومروحين، والضهيرة، ومارون الراس ويارون في قضاء بنت جبيل تتعرض لعمليات نسف ممنهجة للمنازل. وأقدمت القوات الإسرائيلية على تنفيذ عملية تفجير كبيرة في بلدة عيتا الشعب، خاصة في الأحياء المطلة على بلدة رميش.

منزل مدمر جراء القصف الإسرائيلي لبلدات حدودية في جنوب لبنان (رويترز)

وسُجل قصف مدفعي وتمشيط قامت به قوات الجيش الإسرائيلي، مستهدفة منطقة برج مطلين في أطراف كفرشوبا الشمالية في القطاع الشرقي.

وبعدما تحدثت معلومات عن دخول الجيش اللبناني إلى بلدة عيترون التي شهدت تفجيرات واسعة الثلاثاء، قالت مصادر ميدانية إن الجيش اللبناني لم يدخل إليها بعد، مشيرة إلى أن الطرقات فيها لا تزال مقفلة بالسواتر الترابية، وبالردميات التي تطايرت إليها بفعل التفجيرات الإسرائيلية.

وفي سياق انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، أعلنت قيادته عن التحاق الدفعة الأولى من الجنود المتمرنين في الجيش ضمن إطار المرحلة الأولى من خطة تعزيز الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب التي تتضمن تطويع 6 آلاف عنصر بهدف تطبيق القرار 1701 ومندرجاته. وقالت إن المتطوعين باشروا متابعة الدورات التدريبية في القطع المختصة ليصار إلى توزيعهم على الوحدات.