روايات سعودية تشق طريقها نحو الدراما بـ«الفانتازيا» ونبش الأساطير

أسامة المسلم لـ «الشرق الأوسط» : 6 من رواياتي تتجه نحو الشاشة

الروائي أسامة المسلم مع أحد مخرجي مسلسل «قيامة الساحرات»
الروائي أسامة المسلم مع أحد مخرجي مسلسل «قيامة الساحرات»
TT

روايات سعودية تشق طريقها نحو الدراما بـ«الفانتازيا» ونبش الأساطير

الروائي أسامة المسلم مع أحد مخرجي مسلسل «قيامة الساحرات»
الروائي أسامة المسلم مع أحد مخرجي مسلسل «قيامة الساحرات»

لطالما توارت الروايات السعودية عن عالم صناعة الدراما، رغم غزارة ومتانة الإنتاج الأدبي المحلي في هذا المجال، إلا إن حالة القطيعة هذه تبدو في طريقها نحو التلاشي، مع توجه الدراما السعودية إلى الاستعانة بروائيين سعوديين؛ لقيت أعمالهم رواجاً كبيراً بين القراء، مثل رواية «غواصو الأحقاف» لأمل الفاران، ورواية «بساتين عربستان» لأسامة المسلم... وغيرهما.
ولا يجد معظم هذه الأعمال غضاضة في نبش الأساطير العربية المندثرة، ومزج الإرث التاريخي مع الخيال الروائي في حبك القصة، أو ربما العروج نحو الأدب الفانتازي الذي انتهجه الروائي أسامة المسلم في 26 رواية صدرت له، حجز معظمها موقعاً بارزاً في قائمة الكتب الأعلى مبيعاً في السعودية؛ من ذلك روايته «بساتين عربستان»، التي تحولت إلى مسلسل من 10 أجزاء يحمل اسم «قيامة الساحرات».
يقول المسلم لـ«الشرق الأوسط»: «في ثقافتنا؛ نحن لدينا سحرنا الخاص، لكننا لم نعرضه حتى الآن؛ لأننا حصرنا الدراما داخل البيوت وبين أسوار البيئة الاجتماعية، ولم ننطلق لما هو أبعد». ويستشهد المسلم بـ«سندباد» و«علاء الدين» وغيرهما من الأساطير العربية، مضيفاً: «نحن أولى من غيرنا بأن نرويها».

«بساتين عربستان»
حول روايته «بساتين عربستان»، يشير المسلم إلى أنها ليست قصة واحدة، بل مجموعة كبيرة من القصص الصغيرة التي نُسجت لتكون قصة كبيرة؛ الأمر الذي يجعل المسلسل المقتبس من الرواية «قيامة الساحرات» بحاجة إلى مشاركة نحو 150 ممثلاً رئيسياً، كما يفيد، مؤكداً أن هذا العمل سعودي بالكامل من حيث الكتابة والتمثيل. ويتابع: «المسلسل أشبه بورشة تدريب كبيرة».
ويوضح الروائي أن «بساتين عربستان» تتمثل في سلسلة من 6 أجزاء، بدأت عام 2015، وصدر الجزء الأخير منها قبل نحو 6 أشهر، مشيراً إلى تمكن روايته من جذب كم هائل من القراء، لدرجة أن نحو ربع الممثلين في المسلسل سبق لهم أن قرأوا الرواية في صغرهم، وكبروا معها، كما يقول، مضيفاً: «هذه الرواية جزء من النسيج الثقافي السعودي، خصوصاً للأعمار الصغيرة، التي أصبحت كبيرة الآن، وهي منغمسة في وجدان الناس، ومن أكثر الكتب مبيعاً».

الروائي في الدراما
بسؤاله كيف تبدو تجربة دخول الروائي في كتابة النص الدرامي، خصوصاً أن المسلم تمرس أيضاً في كتابة السيناريو والحوار، يوضح أنه كثيراً ما كان يؤجل الدخول إلى هذه التجربة، لبحثه عن شركة تفهم ماهية الفانتازيا وتمتلك القدرة الإنتاجية على إخراج العمل، ويضيف: «بدأنا في هذا العمل منذ عام 2019، والسيناريو وحده استغرق عاماً كاملاً، وجلست حينها مع كاتب بريطاني شهير لإتمامه».
والآن؛ يرى المسلم أن الباب صار مفتوحاً بعد «بساتين عربستان»، كاشفاً عن أنه يبحث إمكانية تحويل 6 من رواياته إلى الشاشة في الفترة المقبلة، وهو أمر بحثه مع جهات عدة في الآونة الأخيرة، مبيناً أن روايته «بساتين عربستان» تمت ترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والصينية، وحققت رواجاً كبيراً في الصين تحديداً، مما فتح المجال لتنهال عليه العروض بشأن نقل أعماله إلى الشاشة.

«نيوم» والعلا
مسلسل «قيامة الساحرات» يأتي برعاية مدينة «نيوم» بمؤثراته البصرية الأعلى تكلفة في الدراما السعودية، فيما يجري تصوير مشاهد العمل في 3 مواقع يضم كل منها استوديو ضخماً صُمم وبني خصيصاً للغاية، منها أضخم استوديو تصوير مشاهد خارجية تم إنشاؤه في المملكة... عن ذلك يوضح المسلم أن من قرأ روايته يدرك الحاجة لموقع من الجزيرة العربية بشكلها القديم.
ويضيف: «في هذا العمل نحتاج إلى الجبال والوديان والواحات، وهذا كله وجدناه في تبوك (نيوم) والعلا، حيث المسطحات الطبيعية الخلابة»، ويتابع: «من يرَ الكهوف والجبال هناك ينبهر بها، وهو ما حرصنا على إظهاره في المسلسل». وأشار إلى أن مسلسل «قيامة الساحرات» تضمن بناء مدن كاملة، مثل اليمامة، وهجر، وبابل، ومدينة الجن، لافتاً إلى وجود بنية تحتية لها القدرة على استقبال كل الأعمال الفنية الطموحة في المستقبل، من خلال استوديوهات كاملة ودائمة.

«قيامة الساحرات»
وكانت «استوديوهات MBC»؛ الذراع الإنتاجية لـ«مجموعة MBC»، أعلنت هذا الأسبوع عن بدء تصوير المسلسل الخيالي السعودي «قيامة الساحرات»، الأضخم في تاريخ الإنتاجات السعودية التي نُفذت في المملكة حتى اليوم، ويضم كادراً تمثيلياً سعودياً من بطولة آيدا القصي وسمية رضا، اللتين تقدمان الشخصيتين الرئيسيتين في العمل.
وتتمحور القصة حول صراع ملحمي بين قبيلتين من السحرة، تقودهما ساحرتان شديدتا البأس؛ هما: «أفسار» و«دعجاء». ولم يكن صعود الساحرتين إلى هرم القيادة سهلاً، فقد نشأتا في عالم يسيطر على مقاليد السلطة فيه سحرة من الرجال الذين يحتكرون علوم السحر وتعاليمه فيما بينهم ويمنعون النساء من تعلمه أو ممارسته، غير أن «أفسار» و«دعجاء» وبعد مرورهما بظروف قاسية تنجحان في الوصول إلى أسرار السحر وتعلم خباياه سراً وإثبات تفوقهما على الرجال في هذا المضمار. وحينها؛ تتمكن كل واحدة منهما لاحقاً من إنشاء قبيلة خاصة بها من السحرة وقيادتها لمواجهة القبيلة الأخرى في حرب ملحمية هدفها اكتساب مزيد من القوى الخارقة لحماية نفسيهما.
ويدير الدفة الإخراجية للعمل كل من الآيرلندي ديكلان أو دوير المرشح لجائزة «إيمي»، والمخرج كريغ بيكلس، فيما يقود عمليات الإنتاج دومينيك بارلو، وزينب أبو السمح المنتجة المنفذة من «استوديوهات MBC».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.