لبنان: تفعيل حكومة تصريف الأعمال أصبح خياراً واقعياً

الخلاف حول قضية المطران الحاج يهدّد انعقاد القمة الروحية

TT

لبنان: تفعيل حكومة تصريف الأعمال أصبح خياراً واقعياً

نأى الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي عن إدراج ملف تشكيل الحكومة على اجتماعهم في بعبدا استعداداً للقاء الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين برغم أن عون كان أمل في خطابه في العيد السابع والسبعين للجيش اللبناني بأن لا يكون مصير الانتخابات الرئاسية مماثلاً لمصير تشكيل الحكومة، ما يعني أن البديل يكمن في تفعيل حكومة تصريف الأعمال بحكم الأمر الواقع، فيما يتقدم الاستحقاق الرئاسي الذي لا يزال كما يقول مصدر وزاري بارز لـ«الشرق الأوسط»، يكتنفه الغموض ريثما يبدأ موسم الترشح للرئاسة الأولى مع اقتراب بدء المهلة الدستورية المحددة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
فالرئيس عون أراد أن يعفي نفسه من مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة وذهب بعيداً في رميه المسؤولية على الآخرين، مع أنه بحسب المصدر الوزاري نفسه لم يعط جواباً على التشكيلة الوزارية التي سلمه إياها ميقاتي في اجتماعهما الأول في بعبدا فور تكليفه بتشكيل الحكومة مبدياً استعداده لأن يعيد النظر في بعض أسماء الوزراء الواردة فيها استجابة للملاحظات التي يبديها رئيس الجمهورية.
ويبقى اللافت في الخطاب الذي ألقاه عون أمام الضباط من خريجي المدرسة الحربية خلوه من أي إشارة إلى دور قائد الجيش العماد جوزف عون في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السلم الأهلي، مع أنها المؤسسة التي ما زالت إلى جانب المؤسسات الأمنية الأخرى على قيد الحياة فيما المؤسسات والإدارات الأخرى تعاني من الانحلال الذي يحاصر الدولة.
وفي هذا السياق يسأل المصدر الوزاري عن أسباب إحجام عون عن التنويه بدور قائد الجيش الذي اضطر للرد على طريقته على تغييب دوره خلال استقبال عون له على رأس وفد من كبار الضباط بقوله إنها المؤسسة الوحيدة التي ما زالت واقفة على قدميها من دون أن يأتي على ذكر الدور الشريك للقوى الأمنية الأخرى في الحفاظ على الأمن ومنع البلد من أن يتدحرج نحو الفوضى.
ويؤكد المصدر نفسه أن اجتماع الرؤساء الثلاثة جاء تتويجاً للدور التحضيري الذي تولاه بري بتواصله مع عون وميقاتي، ويقول إن الصورة الجامعة لهم في بعبدا أسهمت في إنهاء القطيعة بين عون وميقاتي وأدت إلى تبريد الأجواء لعلها تفتح الباب أمام تأمين مساحة سياسية تدفع باتجاه تفعيل حكومة تصريف الأعمال بدعم من عون، شرط ألا يدخل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على خط التعطيل بذريعة أن حكومة تصريف الأعمال ليست مؤهلة لأن تتسلم بالوكالة صلاحيات رئيس الجمهورية.
ويكشف المصدر الوزاري أن حكومة تصريف الأعمال ستكون على موعد مع جلسة تشريعية يعقدها البرلمان الأسبوع المقبل بدعوة من بري وعلى جدول أعمالها مناقشة مشروع قانون الموازنة للعام الحالي وإقرار الكابيتال كونترول لوضع ضوابط للتحويلات والسحوبات المالية، ويقول إن الجلسة قائمة وإن بري طلب من وزير المال يوسف خليل الإسراع بتوحيد سعر صرف الدولار لأن من دونه يبقى من المستحيل التصديق على الموازنة.
ويرى أن الانصراف للبحث في ملف تشكيل الحكومة هو مضيعة للوقت لأن هناك استحالة لتأليفها مع وقوف البلد على مشارف الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، ويقول إن هدر الوقت لم يعد مسموحاً به وإن هناك ضرورة للتفاهم بين عون وميقاتي على حد أدنى من المساكنة لأن من دونها يبقى من غير الممكن الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته الاقتصادية والمالية والمعيشية.
ويؤكد المصدر نفسه أن تفعيل حكومة تصريف الأعمال يبقى الخيار الوحيد المتاح أمام الرؤساء الثلاثة والقوى السياسية، طالما أن تشكيل حكومة جديدة ليس في متناول اليد لأن الأطراف المعنية تصر على تحسين شروطها في التسوية تحسباً منها لتعذر انتخاب الرئيس الجديد في المهلة الدستورية وعندها سيقع البلد في فراغ رئاسي، وهذا ما يتخوف منه البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي ينقل عنه زواره بأن الفراغ يمكن أن يأخذ إلى مكان آخر يصعب التكهن إلى أين سينتهي.
كما ينقل زوار بكركي عن الراعي تمسكه بالمواصفات التي يُفترض أن تتوافر في رئيس الجمهورية نافياً أن يكون هو شخصياً وراء الدعوة إلى انتخاب القوي في الطائفة المارونية رئيساً للجمهورية، وأن من أجمع على هذه المقولة هم من اجتمعوا في حضوره في الصرح البطريركي قبل انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، وهم رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ورؤساء «التيار الوطني الحر» آنذاك ميشال عون وحزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وتيار «المردة» سليمان فرنجية.
ويؤكد الزوار أن الراعي أبلغهم بأنه لم يصدر عنه أي موقف يدعو فيه إلى انتخاب القوي في الطائفة المارونية رئيساً وأن لا صحة لكل ما نُسب إليه في هذا الخصوص، وينقلون عنه قوله بأنه مع الرئيس القوي بوطنيته، القادر على التوفيق بين اللبنانيين والجامع لهم ويترفع عن الانقسامات السياسية والاصطفافات التي تُلحق لبنان بالمحاور.
ويُلاحظ الزوار توتر العلاقة بين بكركي من جهة وبين مشيخة عقل الطائفة الدرزية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على خلفية موقفهما من قضية النائب البطريركي المطران موسى الحاج، ويرون أن هناك ضرورة للعمل من أجل تبريد الأجواء كأساس لمعاودة التواصل بين هذه المرجعيات الروحية، إضافة إلى السعي لتبريد الأجواء بين الراعي وبين رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط للسبب نفسه.
ويكشف هؤلاء الزوار لـ«الشرق الأوسط» أن توتر الأجواء بين هذه المرجعيات الروحية سيؤدي حتماً إلى تجميد الاتصالات لتحضير الأجواء أمام انعقاد قمة روحية مسيحية - إٍسلامية بعد أن كانت قد بلغت مرحلة متقدمة، ويقولون إن لا مفر من ترحيل انعقاد القمة الروحية في ضوء الاستعداد الذي أبداه المجلس الشيعي لاستضافتها، لأن الدعوة إليها في ظل هذه الأجواء لن يشارك فيها الراعي وسيكلف من ينوب عنه للمشاركة فيها ما لم تنجح الاتصالات في استيعاب التوتر.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة قد تستمر للقرن المقبل

فلسطينيون وسط الدمار جراء القصف الإسرائيلي على غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون وسط الدمار جراء القصف الإسرائيلي على غزة (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة قد تستمر للقرن المقبل

فلسطينيون وسط الدمار جراء القصف الإسرائيلي على غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون وسط الدمار جراء القصف الإسرائيلي على غزة (إ.ب.أ)

أفاد تقرير أصدرته الأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، بأن إعادة بناء المنازل في قطاع غزة يمكن أن تستمر إلى القرن المقبل إذا سارت الوتيرة بتوجه إعادة الإعمار نفسها في الصراعات السابقة، بحسب «رويترز».

وسبّب القصف الإسرائيلي المستمر منذ نحو 7 أشهر خسائر بمليارات الدولارات، وأدى لتحول عديد من المباني الخرسانية المرتفعة في القطاع المكتظ بالسكان إلى أكوام من الركام، حيث أشار مسؤول في الأمم المتحدة إلى أن الدمار جعل قطاع غزة «مثل سطح القمر».

وتظهر بيانات فلسطينية أن نحو 80 ألف منزل دُمّرت في الصراع الذي أثارته الهجمات المميتة التي شنّها مقاتلو حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين.

وأوضح التقييم، الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن غزة بحاجة إلى «قرابة 80 عاماً لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل».

ولكن التقرير ذكر أنه «في أفضل سيناريو ممكن، بحيث يتم تسليم مواد البناء بشكل أسرع 5 مرات مما كان عليه الأمر في الأزمة السابقة عام 2021، فإن ذلك سيتيح إعادة الإعمار بحلول عام 2040».

ويقدم تقييم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سلسلة من التوقعات بشأن الأثر الاجتماعي والاقتصادي للحرب، استناداً إلى مدة الصراع الحالي، مع توقع عقود من المعاناة المستمرة.

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، في بيان، إن «المعدلات غير المسبوقة من الخسائر البشرية، والدمار الجسيم، والزيادة الحادة في الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة، ستؤدي إلى أزمة إنمائية خطرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة».

وأشار التقرير إلى أنه في حالة استمرار الحرب 9 أشهر، فمن المتوقع أن يزداد الفقر بين سكان غزة من 38.8 في المائة نهاية عام 2023 إلى 60.7 في المائة، مما يجر جزءاً كبيراً من أبناء الطبقة الوسطى إلى ما دون خط الفقر.


اتهام روسيا بضرب مستشفى سوري في شكوى أمام لجنة أممية

دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

اتهام روسيا بضرب مستشفى سوري في شكوى أمام لجنة أممية

دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

اتَّهم سوري ووكالة إغاثة، روسيا، بانتهاك القانون الدولي، بسبب قصفها عمداً مستشفى في شمال سوريا عام 2019، في شكوى جديدة رُفعت إلى اللجنة المعنية بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة هذا الأسبوع.

وتدخلت روسيا عسكرياً في الصراع السوري في 2015 دعماً لقوات الرئيس بشار الأسد، ووجهت تحقيقات في الأمم المتحدة إليها اتهامات بارتكاب جرائم حرب في سوريا لكنها لم تواجه أي محاكمة دولية.

ونفت موسكو مراراً الاتهامات بانتهاك القانون الدولي في سوريا.

ورُفعت الشكوى الجديدة، الأربعاء، ونُشرت الخميس، وتتهم القوات الجوية الروسية بقتل اثنين من المدنيين في سلسلة من الضربات الجوية على مستشفى كفرنبل الجراحي، في محافظة إدلب شمال غربي سوريا في الخامس من مايو (أيار) 2019.

وقدم الشكوى قريب للقتيلين و«يداً بيد للإغاثة والتنمية» وهي وكالة إغاثة قدمت الدعم للمستشفى الواقع في منطقة خاضعة لسيطرة جماعات مسلحة معارضة للأسد.

وتعتمد الشكوى على مقاطع فيديو وروايات شهود وتسجيلات صوتية، تشمل مراسلات بين طيار روسي والمراقبة الأرضية بشأن إلقاء الذخائر.

وقال فادي الديري، المدير الإقليمي لوكالة «يداً بيد للإغاثة والتنمية»: «يتطلع السوريون للجنة حقوق الإنسان لتُظهر لنا قدراً من الإنصاف من خلال الاعتراف بحقيقة هذا الهجوم الوحشي وما سبَّبه من معاناة».

واللجنة المعنية بحقوق الإنسان، ومقرها في جنيف، مؤلَّفة من خبراء مستقلين يراقبون وضع الحقوق السياسية والمدنية حول العالم، ويمكنها أن تتلقى شكاوى من أفراد ودول بشأن ما يُشتبه في أنها انتهاكات.

ويمكن أن تُسفر الشكاوى الفردية عن دفع تعويضات وفتح تحقيقات، إضافةً إلى إجراءات أخرى.

واتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، الحكومة السورية وروسيا بارتكاب انتهاكات للقانون الدولي في سوريا على مدى سنوات، لكنَّ الدولتين ليستا من الأطراف الموقِّعة على نظام روما الأساسي المؤسِّس للمحكمة الجنائية الدولية، بما يعني أن فرص المحاسبة الفعلية نادرة.

ووقَّعت روسيا في 1991 على «البروتوكول الاختياري الأول الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بشأن تقديم شكاوى من الأفراد» بما يعني أنها تقبل باختصاص لجنة حقوق الإنسان في النظر في شكاوى من أفراد بحقها.

وقال جيمس إيه. غولدستون، المدير التنفيذي لـ«مبادرة العدالة» التي يمثِّل محاموها مقدمي الشكوى: «هذه الشكوى المقدمة للجنة دولية بارزة معنية بحقوق الإنسان تكشف عن الاستراتيجية المتعمَدة من الحكومة الروسية والقوات المسلحة لاستهداف (منشأة) رعاية صحية في انتهاكٍ واضح لقوانين الحرب».

وفي 2019 قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وهي جهة أخرى منفصلة عن اللجنة المذكورة، إن ضربات على منشآت طبية في سوريا، بما شمل مستشفى كفرنبل، تشير «بقوة» إلى أن «قوات مرتبطة بالحكومة تنفّذ تلك الضربات تتعمد، جزئياً على الأقل إن لم يكن كلياً، ضرب منشآت رعاية صحية».


تقرير: تقدم إيجابي بشأن مفاوضات الهدنة في غزة

مشيعون يصلون على جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف الجوي الإسرائيلي بغزة (أ.ب)
مشيعون يصلون على جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف الجوي الإسرائيلي بغزة (أ.ب)
TT

تقرير: تقدم إيجابي بشأن مفاوضات الهدنة في غزة

مشيعون يصلون على جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف الجوي الإسرائيلي بغزة (أ.ب)
مشيعون يصلون على جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف الجوي الإسرائيلي بغزة (أ.ب)

نقل تلفزيون «القاهرة الإخبارية» (الخميس)، عن مصدر مصري رفيع المستوى القول إن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق على هدنة في قطاع غزة تشهد «تقدماً إيجابياً».

وأضاف المصدر، الذي لم تسمه القناة، أن مصر تجري اتصالات «مكثفة» مع كل الأطراف؛ وفقاً لما نشرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وكان مصدر مطلع على المفاوضات قال يوم الثلاثاء إن صفقة بين إسرائيل و«حركة حماس» باتت وشيكة، وقد يتم التوصل إليها خلال بضعة أيام إذا تم الانتهاء سريعاً من بعض الإشكاليات التي تعيق التنفيذ.

وكشف المصدر المقرب من الوسطاء لـ«وكالة أنباء العالم العربي» أن المقترح المصري يحظى بقبول لدى الطرفين، إلا أن الإشكالية تتعلق في عدد المحتجزين لدى «حركة حماس» من الفئة العمرية، والطبيعة الوظيفية المطلوب الإفراج عنهم ضمن المقترح.


«شعروا بدمائنا التي تسيل»... غزاويون يشكرون طلاب أميركا «الشجعان» لدعمهم

الطاقم الطبي في أحد المستشفيات في دير البلح ينضمون إلى مسيرة لشكر الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
الطاقم الطبي في أحد المستشفيات في دير البلح ينضمون إلى مسيرة لشكر الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

«شعروا بدمائنا التي تسيل»... غزاويون يشكرون طلاب أميركا «الشجعان» لدعمهم

الطاقم الطبي في أحد المستشفيات في دير البلح ينضمون إلى مسيرة لشكر الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
الطاقم الطبي في أحد المستشفيات في دير البلح ينضمون إلى مسيرة لشكر الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

أعربت تجمعات في شمال ووسط قطاع غزة عن امتنانها للطلاب في الجامعات الأميركية الذين احتجوا على الحرب في غزة، بحسب ما نشرت شبكة «سي إن إن».

وفي دير البلح، أمام مستشفى «شهداء الأقصى»، رفع الأطباء والممرضون والطاقم الطبي لافتات كتب عليها «متحدون ضد الإبادة الجماعية»، و«قتل الأطفال يجب أن يتوقف»، و«واصلوا النضال من أجل العدالة».

وقال الدكتور سعد أبو شربان لشبكة «سي إن إن»، إنه «شعر بسعادة غامرة» عند رؤية صور المتظاهرين في بلدان أخرى، لأن ذلك يعني أن «هناك بشراً في جميع أنحاء العالم يعرفون ما يحدث هنا في قطاع غزة الآن».

الفلسطينيون في دير البلح ينظمون مسيرة لشكر الطلاب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

وقد أبدى الفلسطينيون في غزة دعمهم للمتظاهرين الأميركيين لأيام عدة. وفي عديد من مخيمات اللاجئين في القطاع الفلسطيني يوم الأربعاء، شوهد الأطفال أيضاً وهم يحملون لافتات تحمل أسماء الجامعات الأميركية المختلفة التي نُظّمت فيها مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، كتب عليها «شكراً لتضامنكم».

وقالت نادية الدبس، وهي أم كان أطفالها يحملون لافتات خلفها في دير البلح، لشبكة «سي إن إن»، إنها شعرت بالامتنان لـ«الطلاب الشجعان» في الجامعات الأميركية لتضامنهم مع غزة ودعوتهم إلى وقف إطلاق النار.

وأضافت: «السكان العرب لم يهتموا بنا، في حين أن الطلاب في الجامعات الأميركية شعروا بنا، وشعروا بالدماء التي تسيل منا، ومبانينا التي قُصفت، وأطفالنا الذين دُمّرت حياتهم... ألف شكر لهم».

ويأتي التقدير العام من قبل الناس في غزة وسط جدل متزايد في الولايات المتحدة بشأن المظاهرات في الحرم الجامعي، التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة وسط تصاعد التوترات بشأن حرب غزة.

وتهدف الاحتجاجات في الولايات المتحدة، على نطاق واسع، إلى المطالبة بإنهاء الهجوم الإسرائيلي المدمر في القطاع الفلسطيني، الذي أودى بحياة أكثر من 34 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، والذي يقترب من شهره الثامن.


سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس»، اليوم (الخميس)، ارتفاع حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 34596 قتيلا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت الوزارة إنه تم خلال 24 ساعة وحتى صباح اليوم تسجيل ما لا يقل عن 28 قتيلاً إضافياً جراء الغارات والقصف الإسرائيلي. وارتفعت حصيلة الجرحى إلى 77816 في الحرب المستمرة منذ أكثر من 200 يوم.

وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم إنشاء «منطقة آمنة» جديدة في وسط قطاع غزة لإيواء الفلسطينيين المقرر إجلاؤهم من رفح بجنوب القطاع.

وذكرت الصحيفة أن المنطقة الجديدة ستقام على مشارف النصيرات والبريج قرب ممر للجيش الإسرائيلي، كما سيتم توسيع منطقة إيواء حالية قريبة من المواصي ناحية الشرق باتجاه خان يونس في جنوب قطاع غزة.

كانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله، أول من أمس، إن عملية إجلاء المدنيين من رفح قد بدأت، تمهيداً لشن هجوم بري على المدينة.

غير أن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قال أمس إنه لم يُطلب بعد من سكان رفح إخلاء المدينة.


مقتل مسلح برصاص الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية

بعض المدن الفلسطينية تشهد بين الحين والآخر اشتباكات مسلحة بين أجهزة الأمن ومجموعات من المسلحين (أرشيفية - رويترز)
بعض المدن الفلسطينية تشهد بين الحين والآخر اشتباكات مسلحة بين أجهزة الأمن ومجموعات من المسلحين (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل مسلح برصاص الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية

بعض المدن الفلسطينية تشهد بين الحين والآخر اشتباكات مسلحة بين أجهزة الأمن ومجموعات من المسلحين (أرشيفية - رويترز)
بعض المدن الفلسطينية تشهد بين الحين والآخر اشتباكات مسلحة بين أجهزة الأمن ومجموعات من المسلحين (أرشيفية - رويترز)

تبادلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومجموعة من المسلحين في مدينة طولكرم الاتهامات بعد مقتل مسلح في وقت متأخر من مساء أمس (الأربعاء)، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وقالت كتيبتا مخيم طولكرم ونور شمس، في بيان لهما: «قامت أجهزة العمالة والخيانة باستهداف سيارة يستقلها المجاهد أحمد أبو الفول وإطلاق النار مباشرة عليه وقد أعلن لاحقاً استشهاده بعد محاولات لإنعاشه».

وأضافتا: «هذه الجريمة تماماً مثل أي عملية اغتيال من قبل الوحدات الخاصة الإسرائيلية... والشهيد المجاهد أحمد أبو الفول أحد أبناء كتيبة طولكرم في سرايا القدس، يشهد له الجميع بأنه كان يشارك إخوانه في التصدي للاحتلال بكل اقتحام للمدينة سواء لمخيم طولكرم أو مخيم نور شمس». بينما قال طلال دويكات، المفوض السياسي العام والمتحدث الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، إنه «في سياق العمل المعتاد والمناط بأجهزة الأمن الفلسطينية لحماية أمن المواطنين وأثناء وجود دورية من قوات الأمن على دوار السلام في مدينة طولكرم قام أحد الأشخاص باستهداف أفراد الدورية بإطلاق النار المباشر عليهم».

وأضاف، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية: «في إطار التعليمات المستدامة لقوى الأمن لدرء المخاطر والتدرج باستخدام القوة بما يتناسب مع حجم الخطر الذي تتعرض له قوى الأمن، قام الأفراد بالرد على مصدر إطلاق النار الذي أدى لإصابة مطلق النار عليهم وتم نقله لمستشفى رفيديا للعلاج».

وتشهد بعض المدن الفلسطينية بين الحين والآخر اشتباكات مسلحة بين قوات الأجهزة الأمنية ومجموعات من المسلحين التابعين لحركتي «حماس» و«الجهاد». وتظهر مقاطع فيديو لم تتحقق «رويترز» من صحتها تعرض سيارة لوابل من الرصاص مع سماع دوي إطلاق نار.

واستنكرت «حماس» «اعتداءات أجهزة أمن السلطة على أبناء شعبنا ومقاومينا».

وطالبت، في بيان لها، «بضرورة تحمل الجميع مسؤوليتهم إزاء إنهاء هذه الممارسات المرفوضة ووضع تلك الأجهزة في مسارها الصحيح وواجبها في حماية شعبنا ونسيجه الاجتماعي».


بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لمنع تدفق اللاجئين السوريين

نازحون سوريون يغادرون لبنان (أ.ف.ب)
نازحون سوريون يغادرون لبنان (أ.ف.ب)
TT

بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لمنع تدفق اللاجئين السوريين

نازحون سوريون يغادرون لبنان (أ.ف.ب)
نازحون سوريون يغادرون لبنان (أ.ف.ب)

يعتزم الاتحاد الأوروبي وقف تدفق اللاجئين السوريين الذين يقيمون حتى الآن في لبنان عبر مساعدات مالية كبيرة تبلغ قيمتها نحو مليار يورو، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وبحسب مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، من المقرر استخدام أموال المساعدات في تعزيز الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في لبنان.

كما سيجري تخصيص أموال للسلطات الأمنية والقوات المسلحة اللبنانية، وكذلك لمكافحة عصابات تهريب البشر، ولإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية.

ووفقاً للخطط، فإنه من المفترض أيضاً تسهيل الهجرة الشرعية.

وبحسب المسؤولين، فإن من المقرر الإعلان عن حزمة الدعم، اليوم (الخميس)، خلال زيارة إلى لبنان تقوم بها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس.

وانتقدت الحكومة القبرصية على وجه الخصوص، مؤخراً، ازدياد عدد اللاجئين السوريين من لبنان، ووصفته بأنه لم يعد يمكن تحمله، ودعت الاتحاد الأوروبي إلى التحرك.


«كتائب الأقصى»: قصفنا موقع نتساريم العسكري الإسرائيلي في غزة بالصواريخ

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
TT

«كتائب الأقصى»: قصفنا موقع نتساريم العسكري الإسرائيلي في غزة بالصواريخ

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)

نقلت وكالة شهاب الفلسطينية للأنباء عن «كتائب الأقصى»، اليوم (الخميس)، القول إنها قصفت موقع نتساريم العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة بالصواريخ، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل إضافية، كما لم تعلق إسرائيل على الفور على نبأ القصف.


بسبب حرب غزة... منظمتان للأمم المتحدة تحذران من تنامي الفقر في فلسطين

أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)
TT

بسبب حرب غزة... منظمتان للأمم المتحدة تحذران من تنامي الفقر في فلسطين

أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون ينتظرون للحصول على طعام تم إعداده في مطبخ خيري (د.ب.أ)

بعد نحو 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة، حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة من زيادة نسب الفقر في الأراضي الفلسطينية لتصل إلى 58 في المائة، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، في تقرير مشترك، إن الحرب ستدفع نحو 1.74 مليون شخص إلى الفقر.

وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين تراجع بنسبة كبيرة بلغت 26.9 في المائة، بخسائر إجمالية تجاوز 7 مليارات دولار عما كانت عليه في 2023.

وحذر التقرير من أن استمرار الحرب إلى 9 أشهر من شأنه أن يضاف نسبة الفقر في فلسطين إلى 60.7 في المائة.

كما توقعت المنظمتان انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني إلى 29 في المائة بإجمالي خسائر 7.6 مليار دولار إذا استمرت الحرب إلى 9 أشهر.


بلينكن يتعجّل «هدنة»... ويتمسك بـ«خطة إنسانية»

دبابات إسرائيلية تحتشد قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية تحتشد قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

بلينكن يتعجّل «هدنة»... ويتمسك بـ«خطة إنسانية»

دبابات إسرائيلية تحتشد قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية تحتشد قرب مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)

أظهر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تصميماً على التوصل إلى هدنة مرفقة بالإفراج عن الرهائن والمحتجزين بين إسرائيل و«حماس»، مشدداً خلال زيارته تل أبيب، أمس، على التعجل في إقرار اتفاق بين الطرفين.

وقال بلينكن، لدى لقائه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ: «حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار (...) والتوصل إليه الآن».

وزاد الوزير الأميركي من الضغط على «حماس»، إذ حمّلها مسؤولية التأخر في التوصل إلى هدنة، وقال إنها «السبب الوحيد لعدم حصول ذلك».

لكن بلينكن أكد، في الوقت ذاته، أن بلاده «لا يمكنها دعم عملية عسكرية (إسرائيلية) في رفح في ظل غياب خطة إنسانية». وبعدما أشار إلى أن واشنطن «لم تطلع على خطة من هذا القبيل»، أوضح أنه اقترح على تل أبيب «حلولاً أخرى»، لم يفصح عنها، لتجنب الهجوم على رفح.

بدوره، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التشدد في موقفه بشأن عملية رفح، ونقل بيان صحافي عن مكتبه أنه أبلغ بلينكن أن «اقتحام مدينة رفح سوف يحدث»، رافضاً أن تكون صفقة التهدئة متضمنة وقف الحرب. وأفادت شبكة (إيه.بي.سي نيوز) الإخبارية الأميركية أمس نقلاً عن مسؤول مصري بأنه من المتوقع أن تسلم «حماس» ردها على الصفقة المقترحة مع إسرائيل «خلال ساعات»، مشيراً إلى أن «الأجواء إيجابية».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، في القاهرة، إن «الهدنة المحتملة في غزة يتعيّن أن تقترن بهدنة مماثلة في لبنان». وأوضح بعد اجتماع مع نظيره المصري سامح شكري قائلاً: «أتينا لتنسيق جهودنا للتوصل إلى هدنة. الرسائل التي وجهتها فرنسا وشركاؤها العرب في المنطقة هي أن تتراجع إسرائيل عن هذا الهجوم في رفح».