موجات الاحتجاج ضد انتهاكات الحوثيين تعود إلى الواجهة

صورة متداولة في مواقع التواصل لوقفة احتجاجية في مديرية حبيش بمحافظة إب ضد انتهاكات الحوثيين
صورة متداولة في مواقع التواصل لوقفة احتجاجية في مديرية حبيش بمحافظة إب ضد انتهاكات الحوثيين
TT

موجات الاحتجاج ضد انتهاكات الحوثيين تعود إلى الواجهة

صورة متداولة في مواقع التواصل لوقفة احتجاجية في مديرية حبيش بمحافظة إب ضد انتهاكات الحوثيين
صورة متداولة في مواقع التواصل لوقفة احتجاجية في مديرية حبيش بمحافظة إب ضد انتهاكات الحوثيين

شهدت مناطق يمنية واقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية طيلة الأيام القليلة الماضية موجة جديدة من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية نفذها يمنيون من مختلف الشرائح، رفضاً لفساد الجماعة وتعسفها، وللمطالبة برحيلها الفوري من مناطقهم.
وأوضحت مصادر يمنية خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «ممارسات القمع والابتزاز الحوثية المستمرة بحق السكان قادت أخيراً إلى عودة الاعتصامات والاحتجاجات لتشمل هذه المرة مدناً يمنية عدة، منها العاصمة صنعاء، وإب، وذمار والحديدة وغيرها».
وجاء آخر تلك الفعاليات متمثلاً بتنظيم تربويين في عدد من مديريات العاصمة المختطفة صنعاء وقفات احتجاجية للضغط على الجماعة قبيل بدء العام الدراسي الجديد لصرف رواتبهم المنقطعة منذ سنوات.
وذكر مصدر تربوي في منطقة معين في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر حوثية وصلت إلى بعض المدارس الحكومية في ذات المنطقة عقب تلقيها بلاغات بتنفيذ عشرات الكوادر التعليمية مظاهرات احتجاجية وتوجيه دعوات لزملائهم لإضراب شامل تنديدا باستمرار سرقة الجماعة لرواتبهم».
وقال معلم شارك في إحدى الوقفات إنه وزملاءه انتهزوا فتح المدارس أبوابها هذه الأيام لغرض عملية القيد والتسجيل للطلبة للعام الدراسي الجديد كفرصة ثمينة لتنظيم وقفات احتجاجية للضغط على الميليشيات بصرف رواتبهم التي حرموا وأسرهم منها منذ سنوات.
وكشف التربوي، الذي طلب إخفاء اسمه، لـ«الشرق الأوسط» عن أساليب قمعية انتهجها مسلحو الجماعة بحق نحو 22 تربويا شاركوا بالاحتجاجات في ثلاث مدارس حكومية بنطاق مديرية معين بصنعاء.
وكمحاولة حوثية يائسة لإخماد الفعالية خوفا من توسعها بأكثر من مكان، كشف التربوي عن اعتقال الميليشيات لعدد من زملائه ومصادرة هواتفهم، بعد توجيهها لهم اتهامات بالتحريض والدعوة إلى التظاهر.
ولفت إلى قيام الميليشيات بالإفراج عنهم بعد اعتقال دام 12 ساعة، وتهديدهم بالفصل الوظيفي وإعادتهم إلى السجون مجددا إن عادوا مرة أخرى إلى «التحريض والإضرار بالعملية التعليمية»، على حد زعم الجماعة.
وسبق مظاهرة التربويين في صنعاء بأيام، فعالية احتجاجية مماثلة نظمها أبناء مديرية حبيش (شمال إب) للمطالبة برحيل قيادي حوثي، أمعن في ارتكاب الجرائم والتعسفات بحق أهالي المديرية.
وأفادت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط» بخروج المئات من أهالي حبيش قبل أيام بمظاهرة غاضبة جابت شوارع في مركز المديرية واستقرت أمام مقر إدارة الأمن الحوثية، للمطالبة برحيل القيادي الانقلابي «سقاف الهتار» المنتحل لصفة مدير أمن المديرية.
وردد المشاركون في المظاهرات شعارات مطالبة بإقالة ومحاسبة أحد قادة الجماعة الأمنيين بالمنطقة.
وباشرت الجماعة، حسب مصادر وشهود، بإطلاق أعيرة نارية على المحتجين بغية تفريقهم. وأكد الشهود أن المظاهرة جاءت عقب اعتداء مسلح حوثي على بائع خضراوات في إحدى أسواق المدينة وفرضه جبايات على المواطنين والباعة والتجار في المدينة.
وفي سياق تصاعد موجات الغضب الشعبي والقبلي بمحافظة البيضاء ضد تعسفات الميليشيات وحملات الابتزاز والجباية بنقاط التفتيش التابعة لها، كشفت مصادر محلية في المحافظة عن لجوء الميليشيات مؤخرا إلى تعيين وكيل في مدرسة وحارسها بأكبر منصبين قياديين بهدف إيقاف انتفاضة القبائل التي ما زالت تطالب برفع كافة نقاط الجباية بالمحافظة.
وتحدثت المصادر عن تعيين الانقلابيين الحوثيين مدير مدرسة برداع في البيضاء يدعى عبد الله إدريس محافظا للمحافظة وتعيين حارس المدرسة نفسها بمنصب أمني رفيع بعد شعورها بالارتباك، جراء تذمر قبائل المحافظة من ممارساتها ومن جرائم الابتزاز والجباية.
وكانت مصادر يمنية كشفت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» عن أن أربع مدن يمنية شهدت مطلع يوليو (تموز) الجاري، موجة اعتصامات احتجاجية ضد الميليشيات، تحديداً في صنعاء وإب والبيضاء وتعز، تنديداً بجرائم وفساد الميليشيات ورفضاً لتدخلاتها بشؤون واختصاصات القضاء وفي بقية أجهزة الدولة المغتصبة وتجييرها خدمة لمصالحها.
وتمثل بعضها في تنظيم قبائل بني ضبيان (كبرى قبائل طوق صنعاء) وقفة احتجاجية رافقها اعتصام مفتوح بميدان السبعين (وسط العاصمة) احتجاجاً على ضلوع مشرفين في الجماعة بتهريب سجين محكوم عليه بالإعدام من السجن المركزي بصنعاء.
وسبقها بنحو أسبوع تنظيم وقفة احتجاجية مماثلة شارك فيها وجهاء وأعيان وأبناء مديرية العدين بمحافظة إب للضغط على الميليشيات بإقالة أحد قادتها الأمنيين المنتحل لصفة مدير أمن المديرية على خلفية تسببه بانتحار أحد السكان حرقاً عقب ابتزازه والوقوف في صف خصومه وعدم إنصافه في قضيته.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.