قتيل وجرحى في قصف على «كويت الرحمة» شمال حلب

تبادل اتهامات بين الفصائل والنظام بعد استهداف كنيسة السقيلبية

صورة وزعها الدفاع المدني لعناصره يبحثون عن ضحايا القصف على مخيم «كويت الرحمة»
صورة وزعها الدفاع المدني لعناصره يبحثون عن ضحايا القصف على مخيم «كويت الرحمة»
TT

قتيل وجرحى في قصف على «كويت الرحمة» شمال حلب

صورة وزعها الدفاع المدني لعناصره يبحثون عن ضحايا القصف على مخيم «كويت الرحمة»
صورة وزعها الدفاع المدني لعناصره يبحثون عن ضحايا القصف على مخيم «كويت الرحمة»

قُتل شخص وجرح آخرون بقصف مدفعي من «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، استهدف مخيماً للنازحين بالقرب من مدينة عفرين، شمال حلب، فيما قُتل شخصان وجرح نحو 12 آخرين بقصف من قبل طائرة مسيّرة، استهدف احتفالاً دينياً (مسيحياً) حضرته شخصيات روسية، في مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي وسط سوريا، مصدرها مناطق سيطرة فصائل المعارضة بمنطقة «خفض التصعيد»، شمال غربي سوريا، والمعارضة تنفي ضلوعها وتتهم إيران.
وقال شهود عيان إن «قصفاً صاروخياً مكثفاً مصدره مناطق تسيطر عليها (قسد) وقوات النظام السوري بريف حلب، استهدف صباح الأحد، وبشكل مفاجئ، مخيم (كويت الرحمة)، في ريف عفرين، ضمن منطقة العمليات التركية وفصائل المعارضة الموالية لأنقرة، شمال حلب، وأدى القصف إلى مقتل مدني وإصابة 3 آخرون بينهم امرأة، وتهدم عدد من مساكن النازحين. وهرعت فرق الدفاع المدني السوري، وطواقم الإسعاف، إثر ذلك، وعملت على إزالة الأنقاض وإسعاف الجرحى إلى المشافي في مدينة عفرين، وسط حالة من الخوف والرعب في أوساط النازحين ضمن المخيم، الذي يؤوي نحو مائتي عائلة نازحة من مناطق مختلفة من سوريا».
وأكد مصدر عسكري في الفصائل الموالية لأنقرة أن «القصف الذي طال مخيم (كويت الرحمة) مصدره مواقع عسكرية تابعة لقوات (قسد)، في منطقة الشهباء شمال غربي حلب، بحسب وسائط الرصد والمتابعة، وطال القصف من المواقع ذاتها، مناطق كفرجنة بالقرب من مدينة عفرين، دون وقوع إصابات، مما دفع بفصائل المعارضة والقوات التركية، إلى الرد على مصادر إطلاق النار؛ التابعة لـ(قسد) في مناطق أبين وبرج القاضي والشهباء، بالقذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة... وأنباء عن وقوع إصابات في صفوف (قسد)».
إلى ذلك؛ قُتل شخصان، وجرح 12 آخرون، بقصف استهدف احتفالاً بمناسبة افتتاح كنيسة على نسق «كنيسة أيا صوفيا» التاريخية في إسطنبول، حضره ضباط وشخصيات روسية، في مدينة السقيلبية (50 كيلومتراً غرب محافظة حماة) وسط سوريا. وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إن صاروخاً استهدف مكان الاحتفال، بينما ذكرت مصادر موالية أخرى أن القصف نُفذ عبر طائرة مسيرة مصدرها مناطق انتشار فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا، ونفت الأخيرة ضلوعها في العملية، واتهمت «الحرس الثوري» الإيراني بالوقوف وراء العملية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن حصيلة قتلى الاستهداف الذي وقع في السقيلبية ارتفع إلى اثنين، وإن أحد القتلى عنصر في قوات «الدفاع الوطني»، في حين لم تتبين طبيعة الصاروخ وإذا ما كان من طائرة مسيّرة أم هو صاروخ أطلق من مناطق سيطرة الفصائل.
من جهته، قال الناشط عبد الرزاق السلطان، في محافظة إدلب، إن «إمكانات فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة إدلب ومنطقة (خفض التصعيد)، شمال غربي سوريا، لا تسمح بامتلاك طائرات مسيرة ومذخرة، واستخدامها في مواجهة النظام السوري وحلفائه، وعمل الفصائل يقتصر على الرد على مواقع قوات النظام السوري، بالوسائط النارية المتاحة، كالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ والدبابات».
وقال قيادي في فصائل المعارضة السورية إنه «جرى خلال الأشهر الأخيرة الماضية نقل (الحرس الثوري) الإيراني لعدد من الطائرات المسيرة، من مطاري تدمر وحماة العسكريين، إلى مناطق انتشاره، في منطقة معرة النعمان ومواقع أخرى بجنوب إدلب، لاستخدامها في رصد تحركات فصائل المعارضة على خطوط التماس، ومن السهل استخدامها والتحكم فيها في استهداف التحركات البرية عبر تذخيرها بأسلحة متفجرة».
يذكر أن مقاتلات روسية ارتكبت، قبل يومين، مجزرة مروعة في قرية الجديدة، بريف جسر الشغور، شمال غربي إدلب، راح ضحيتها 7 مدنيين، معظمهم من الأطفال، ونحو 13 جريحاً، أغلبهم من النساء والأطفال، من عائلة واحدة؛ الأمر الذي دفع بفصائل المعارضة في غرفة عمليات «الفتح المبين»، في إدلب، وفصائل المعارضة في شمال حلب، إلى الرد على أكثر من 20 موقعاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصرها.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
TT

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)

بدأت السلطات العراقية انتشال رفات «نحو مائة» امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في الثمانينات في عهد الرئيس السابق صدام حسين، من مقبرة جماعية كُشفت هذا الأسبوع، على ما أفاد به ثلاثة مسؤولين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقع هذه المقبرة الجماعية في منطقة تل الشيخية في محافظة المثنى بجنوب العراق، وتبعد عن الطريق العام المعبّد بين 15 إلى 20 كيلومتراً، بحسب مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفتحت فرق متخصصة هذه المقبرة في منتصف ديسمبر (كانون الأول) بعد اكتشافها في 2019، وهي ثاني مقبرة جماعية تُفتح في هذا الموقع، بحسب ضياء كريم مدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة العثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.

وقال كريم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء: «بعد رفع الطبقة الأولى للتربة وظهور الرفات بشكل واضح، تبيّن أن جميع الرفات يعود لأطفال ونساء يرتدون الزي الكردي الربيعي».

ورجّح أن يكونوا جميعهم متحدّرين من قضاء كلار بمحافظة السليمانية في شمال العراق، مقدّراً أن يكون عددهم «لا يقلّ عن مائة»، غير أن عمليات الانتشال لا تزال جارية والأعداد غير نهائية.

وأُعدم الرئيس السابق صدام حسين الذي أطيح نظامه في عام 2003 بعيد غزو أميركي للبلاد، قبل انتهاء محاكمته بتهمة «إبادة» آلاف الأكراد في إطار «عمليات الأنفال» التي شنها عام 1988.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 290 ألف شخص بينهم مائة ألف كردي اختفوا قسراً في إطار حملة الإبادة الجماعية التي شنها صدام حسين في كردستان العراق بين 1968 و2003.

وأوضح كريم أن عدداً كبيراً من الضحايا «أُعدموا في هذا المكان بطلقات نارية في الرأس من مسافة قريبة»، مرجّحاً مع ذلك أن يكون البعض الآخر «دُفنوا وهم أحياء»، إذ لا دليل وفق قوله على وجود رصاص في جمجماتهم.

من جهته، أشار أحمد قصي، رئيس فريق التنقيب عن المقابر الجماعية في العراق إلى «صعوبات نواجهها الآن في هذه المقبرة بسبب تداخل الرفات ببعضها، إذ بعض الأمهات كنّ يحضنّ أطفالهنّ الرضّع» حين قُتلوا.

وبالتزامن مع بدء عمليات الانتشال في هذه المقبرة الجماعية، «تم العثور على مقبرة جماعية أخرى» بحسب ضرغام كامل رئيس الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية.

وتقع تلك المقبرة، وفق قوله، في منطقة قريبة من سجن نقرة السلمان السيئ الصيت، حيث كان يخفي نظام صدام حسين معارضيه السياسيين.

وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، من جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1.3 مليون شخص.

وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بعهد صدام حسين، ما زالت السلطات العراقية تعثر على مقابر جماعية مرتبطة بجرائم تنظيم «داعش». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن التنظيم الجهادي ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية يرجح أنها تضم نحو 12 ألف جثة.

واكتشف العراق نحو 289 مقبرة جماعية منذ 2006، بحسب مؤسسة الشهداء.