وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في ليبيا، انتقل الصراع أمس، بين رئيسَي الحكومتين المتنازعتين على السلطة إلى مسقط رأسيهما في مدينة مصراتة بغرب البلاد.
وحاولت قوات موالية لحكومة «الوحدة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، اعتقال غريمه فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، والمدعومة من مجلس النواب، بعد ساعات من عودته إلى منزله في مدينة مصراتة، قبل أن يتجمع أنصار باشاغا وبعض الميلشيات المسلحة الموالية له.
وكانت «القوة المشتركة» بمصراتة قد حاصرت في وقت متأخر مساء أول من أمس، منزل باشاغا، وطالبته بتسليم نفسه أو مغادرة المدينة، قبل أن يتوافد بعض أهالي مصراتة، وآليات مسلحة تابعة لـ«كتيبة حطين» و«لواء المحجوب» لحماية المنزل، ومطالبة «القوة المشتركة» في المقابل بتسليم أنفسهم وأسلحتهم لرئاسة الأركان، ما دفعها إلى الانسحاب من المكان.
وظهر باشاغا في لقطات مصورة بثّتها وسائل إعلام محلية وهو يحيّى أنصاره، بعد تصديهم لمحاولة اقتحام منزله. كما نشرت وسائل إعلام محلية صوراً تُظهر ما وصفته بانتشار أمني مكثف وآليات مسلحة في محيط مقر باشاغا لتأمينه وحمايته.
وكانت «كتيبة حطين» الموالية لباشاغا قد حذّرت في بيان بعد عودته إلى مصراتة من أي مغامرة، أو اعتداء مسلح، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان حكومة باشاغا وصوله إلى مدينة، حيث حظي باستقبال كبير واسع، شارك فيه عدد من القيادات العسكرية والاجتماعية بالمدينة.
وقالت في بيان إن «الحشود كانت تتوافد في بيت ضيافة باشاغا بمصراتة؛ وهي مؤمّنة بهذا المشروع الوطني، وتضع على عاتقها مسؤولية النهوض بالوطن، بعيداً عن الفساد وحكم العائلة»، مشيرة إلى ترحيب باشاغا، الذي التقى مجموعة من أمهات الشهداء «في جمعية أم الشهيد مصراتة»، بكل أهاليه وأن بابه «مفتوح لكل أبناء مدينته وبلاده». في غضون ذلك، أوقفت «قوة حماية الدستور»، التابعة للدبيبة، بث إذاعة مصراتة المحلية بعد خلفية بثها دعوة لمظاهرة مناهضة له مؤخراً بالمدينة، بينما دخل إغلاق الطريق الساحلي الرابط بين شرق البلاد وغربها بالسواتر الترابية، عند بوابة 50 غرب سرت، يومه الثالث على التوالي من مجموعات مسلحة.
وقالت وسائل إعلام محلية إن مجلس مصراتة البلدي بحث أمس خلال اجتماع طارئ مع القوى الأمنية والعسكرية بمصراتة، تطور الأحداث وسط حالة من التوتر النسبي بالمدينة. بينما نفى جمال بحر، عميد بلدية الزاوية، في تصريحات تلفزيونية، دعوته باشاغا لزيارة المدينة، الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومتراً غربي طرابلس.
من جهة أخرى، دافع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، مجدداً عن حكومة باشاغا وطالب بمنحها فرصة لتولى السلطة، وهاجم في المقابل حكومة الدبيبة. وقال في تصريحات تلفزيونية إن مجلس النواب لم يناقش مصير الاتفاقيات العسكرية والأمنية، التي أبرمها فائز السراج رئيس حكومة «الوفاق» السابقة مع تركيا، ورأى أن وجود قواتها أو غيرها في ليبيا «مرفوض»، مضيفاً أن «السياسة مرنة وقابلة للتطوير والتغيير، وليست هناك خصومة دائمة، ومصالح الأتراك مرتبطة بمصالحنا».
كما تراجع صالح عن اتهامه لمحمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، ولشقيقه سامي بالتورط في الهجوم مؤخراً على مقر مجلس النواب بمدينة طبرق (شرق)، وقال إنه كان يتعين على الأخير أن يعلن استعداده للخضوع للتحقيق بالخصوص.
في شأن آخر، أعلنت رئاسة أركان القوات، الموالية لحكومة «الوحدة»، التخلص من 5 أطنان من الألغام ومخلفات الحروب تم تجميعها من مطار طرابلس العالمي، وقالت في بيان لمركزها الإعلامي إن عملية نقل الألغام ومخلفات الحروب تمت أول من أمس، طبقاً للمعايير الدولية، للتخلص منها بمنطقة الهيرة.
موالون للدبيبة يحاولون اعتقال غريمه باشاغا في مصراتة
وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في ليبيا
موالون للدبيبة يحاولون اعتقال غريمه باشاغا في مصراتة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة