طهران: زيارة بوتين ترسم جبهة جديدة ضد الغرب

عبداللهيان تحدث عن مخاوف مشتركة بين طهران وموسكو وأنقرة بشأن أمن الطاقة والغذاء

بوتين ينزل من الطائرة في مطار «مهرآباد» وسط طهران اليوم (إرنا)
بوتين ينزل من الطائرة في مطار «مهرآباد» وسط طهران اليوم (إرنا)
TT

طهران: زيارة بوتين ترسم جبهة جديدة ضد الغرب

بوتين ينزل من الطائرة في مطار «مهرآباد» وسط طهران اليوم (إرنا)
بوتين ينزل من الطائرة في مطار «مهرآباد» وسط طهران اليوم (إرنا)

قبل ساعات من هبوط طائرة الرئيس الروسي على مدرج مطار «مهرآباد»، قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إن الزيارة الخامسة التي يقوم بها فلاديمير بوتين لطهران «في خضم التحديات العالمية» ترسم معالم «جبهة قوية ضد استمرار التهديدات والعقوبات الغربية».
ونقلت الوكالة عن محللين أن «اختيار طهران كوجهة ثانية للرئيس الروسي بعد اندلاع المواجهة العسكرية في أوكرانيا، يحمل رسالة مهمة للغرب»، مضيفةً أنها «زيارة في إطار ترسيخ العلاقات بين موسكو وطهران والتوازن الجديد للقوى في الشرق في اتجاه انحدار الكتلة الغربية».
وقبل وصول بوتين إلى طهران، أجمعت الصحف الإيرانية الصادرة أمس، على أن مضمون القمة وأهدافها تتجاوز الهدف المعلن بشأن أحياء مسار آستانة.
وهذا خامس لقاء يجمع بوتين وخامنئي في طهران بعد أول لقاء بينهما في 2007، وزار بوتين طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 للمرة الثانية، قبل يعود لزيارة العاصمة الإيرانية مرتين، في 2017 و2018.
وقالت الوكالة الرسمية إن «روسيا وإيران تُعرفان بأنهما حليفان استراتيجيان خلال السنوات الماضية»، وتابعت أن «خطأ الغرب في الحسابات بفرض عقوبات وتهديدات واسعة ضد البلدين، أعطى نتائج عكسية، وأصبح حافزاً لتشويه الرؤية الغربية». وأضافت : «يعتقد المحللون أن روسيا كقوة عالمية، تعرف الموقع الاستراتيجي لإيران في الشرق الأوسط، وقد أظهرت السياسة الدولية بشكل لا يمكن إنكاره أنه لا يمكن حل الكثير من المشكلات الإقليمية دون مشاركة إيران»، موضحةً أن «القرب الجغرافي وتوسع التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين طهران وموسكو من جانب، والضغوط والعقوبات التي تواجهها روسيا وإيران من جهة أخرى، أدت إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين».
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في افتتاحية صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة إن «طهران تحولت إلى عاصمة الدبلوماسية الفعالة في المنطقة»، مضيفاً أن «واحداً من أهداف الحكومة (...) هو تعزيز السياسة الخارجية بأولوية إقامة العلاقات مع الجيران وتنشيط أكثر للدور البناء الإيراني في المنطقة».
وقال عبداللهيان إنه «رغم أن قادة الدول الثلاث يركزون على قضية سوريا ومسار آستانة فإن التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا وتركيا، لا يقتصر على القضية السورية، والدول الثلاث ستُجري مشاورات حول رغبات ومخاوف مشتركة في مجالات مختلفة بما في ذلك الاقتصاد وأمن الطاقة والغذاء».
وأشارت صحيفة «سازندكي» المحسوبة على فصيل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى أن القمة لاقت ترحيباً في طهران، خصوصاً أنها تأتي بعد جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة. ولفتت إلى أن المراقبين «يعتقدون أن هدف بوتين من اللقاء مع القيادة التركية والإيرانية في طهران، تعزيز أدوات الضغط الروسية في الشرق الأوسط» و«استعراض روسي بأن الحرب الأوكرانية لم تزعزع موقع موسكو في المشهد العالمي».
من جانبها، وجّهت صحيفة «جمهوري إسلامي» المقربة من التيار الإصلاحي، تحذيراً حاداً إلى السفير الروسي لوان جاغاريان، والمسؤولين الروس من «استخدام أدبيات الحقبة القاجارية»، في إشارة إلى النفوذ الروسي في إيران خلال القرن التاسع عشر.
واتهمت الصحيفة السفير الروسي بـ«التدخل» في الشؤون الإيرانية والقيام بـ«أعمال استفزازية»، و«وقحة»، وقالت إن «السفير الروسي يحاول تكرار تدخلات الماضي للسفيرين الروسي والبريطاني، ولم يلاحظ أنه جاء بعد قرنين وقد تغير كل شيء».
وبذلك، ردت الصحيفة على تصريحات سابقة للسفير الروسي لصحيفة «شرق» الإصلاحية، انتقد فيها إيران لعدم تسديد ديونها للشركات الروسية التي تعمل على تطوير مفاعل بوشهر النووي. وقال: «هناك أشياء لا أريد كشفها لكن ما هو واضح أن إيران تدين لنا بمئات ملايين اليوروهات ولا تدفع».
وكتبت صحيفة «جمهوري إسلامي» أن «السفير الروسي يحاول الحصول على امتيازات لحكومته بذريعة طلب يبلغ مئات ملايين اليوروهات». وتطرقت إلى الموقف الروسي في المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي. وأضافت: « في حين تدعي روسيا أنها إلى جانب إيران في الاتفاق النووي فإنها تمتثل بشدة للعقوبات من أجل ملء جيوبها». واتهمتها بالمنافسة «غير العادلة» بسبب بيع النفط الرخيص إلى الصين.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.