تشهد خطوط التماس الفاصلة بين مناطق العمليات التركية (درع الفرات)، ومناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، تصاعداً في وتيرة المواجهات العسكرية بين الطرفين، في حين استهدفت طائرة مسيرة تركية، صباح الاثنين، موقعاً عسكرياً لقوات النظام السوري في تل رفعت، شمال حلب، ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف الأخيرة، بعد أقل من 24 ساعة على استهداف القوات التركية بالمدفعية الثقيلة رتلاً عسكرياً للنظام على طرق أحرص وحربل بريف حلب الشمالي، كان متوجهاً إلى مواقع عسكرية على خطوط التماس مع منطقة العمليات التركية (درع الفرات)، بالقرب من منطقة الباب شمال حلب.
وأكد نشطاء في المنطقة وصول تعزيزات عسكرية جديدة للقوات التركية، خلال الساعات الماضية، من معبر السلامة الحدودي شمال حلب، وتضم التعزيزات «دبابات ومدافع ثقيلة وناقلات جند»، إضافة إلى وصول كوادر طبية تركية إلى مشافي مدينتي الباب والراعي بريف حلب الشمالي، وجرى إبلاغ الطواقم الطبية في مشافي إعزاز وعفرين والباب ومارع، باستنفار كوادرها الطبية، ووقف الإجازات والمبيت في تركيا. ما يشير إلى قرب انطلاق العملية التركية «المرتقبة»، ضد «قسد» وقوات النظام السوري في شمال حلب.
وقالت مصادر عسكرية، في فصائل المعارضة الموالية لأنقرة، إنه «رغم الحشود والتعزيزات العسكرية لقوات النظام السوري، التي يجري إرسالها، إلى مناطق خاضعة لسيطرة (قسد)، ورفع أعلامه في منطقة تل رفعت ومنبج أو عين العرب، شمال وشمال شرقي حلب، فإنه ما زالت إدارة تلك المناطق، إضافة إلى القرار العسكري، بحوزة (قسد)، ووجود قوات النظام وتحركاتها في تلك المناطق يُعد بالنسبة لفصائل المعارضة وتركيا، أمراً شكلياً يحاول النظام من خلاله فرض نفسه في المنطقة».
من جهته، قال العميد أحمد حمادة، وهو مستشار في الجيش الوطني السوري، إن «القمة الثلاثية لأطراف آستانة (تركيا وإيران ورسيا)، التي تنعقد في 19 يوليو (تموز) في طهران، لها القول الفصل، إما أن يتم السماح للقوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لها، بدخول المنطقة بمواجهة مع (قسد) بمفردها وانسحاب قوات النظام والميليشيات الإيرانية التي دخلت المنطقة مؤخراً، أو المواجهة مع الجميع، وهذا ما ستقرره قمة طهران».
أما في إدلب، شمال غربي سوريا، فقد بدأ مشهد التصعيد والتهديد بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، يعود مجدداً، بعد أن استشعرت الفصائل ضمن منطقة «خفض التصعيد»، استعداد النظام، لاستغلال انشغال تركيا والجيش الوطني السوري، بالعملية العسكرية التركية التي يجري الحديث عنها في شمال حلب، للهجوم على مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة. وأوضح قيادي في غرفة عمليات «الفتح المبين»، وأبرز فصائلها «هيئة تحرير الشام»، أنه «بدا واضحاً من استعدادات قوات النظام والميليشيات المساندة لها، وعلى رأسها الميليشيات الإيرانية، التحضير لعملية عسكرية محتملة ضد مناطق في إدلب وريف حلب الغربي، بإرسال تعزيزات عسكرية تضم (آليات وعناصر)، إلى أكثر من موقع عسكري متقدم لقواتها هناك، ومناطق سراقب وجبل الزاوية، جنوب وشرق إدلب، فضلاً عن بدء استهداف مواقع فصائل المعارضة والمناطق المأهولة بالسكان، ومحاولات تسلل باتجاه مواقع المعارضة في معارة النعسان شرق إدلب».
وبناء على هذه المعطيات والتطورات الميدانية في منطقة «خفض التصعيد»، رفعت غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تدير الجانب العسكري في مناطق إدلب وأرياف حلب واللاذقية وحماة، حالة الاستنفار القصوى، ورصدت تحركات لقوات النظام على مختلف المحاور وخطوط التماس.
الطواقم الطبية شمال غربي سوريا تستنفر كوادرها
فصائل إدلب تستعد لعملية عسكرية محتملة من قوات النظام
الطواقم الطبية شمال غربي سوريا تستنفر كوادرها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة