ألمانيا تخشى تأثر الإنتاج الصناعي بعدم خفض استهلاك الطاقة

المجر رأت أن الاتحاد الأوروبي «أخطأ» بفرضه عقوبات على روسيا

الإنتاج الصناعي الألماني في خطر بسبب استهلاك الطاقة (رويترز)
الإنتاج الصناعي الألماني في خطر بسبب استهلاك الطاقة (رويترز)
TT

ألمانيا تخشى تأثر الإنتاج الصناعي بعدم خفض استهلاك الطاقة

الإنتاج الصناعي الألماني في خطر بسبب استهلاك الطاقة (رويترز)
الإنتاج الصناعي الألماني في خطر بسبب استهلاك الطاقة (رويترز)

طالب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك من الشركات التي لديها مساحات مكتبية المشاركة في توفير الطاقة. وقال هابيك في تصريحات لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية: «تدفئة المكاتب حتى الساعة 11 مساء»، محذرا في ذات الوقت من خطورة تأثير عدم خفض استهلاك الطاقة على إنتاج القطاعات الصناعية.
وفي الوقت نفسه، أكد هابيك على تأمين إمدادات الطاقة بشكل خاص «للأسر والبنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات ودور المسنين ومرافق الرعاية».
وأشار الوزير إلى الجهود الجارية لتوفير الطاقة في البلديات، على سبيل المثال في حمامات السباحة أو خلال استخدام مكيفات الهواء، مقترحا تنظيم إغلاق للشركات في المواسم التي يكون فيها أغلب الموظفين في عطلات مثل عيد الميلاد (الكريسماس) أو عيد القيامة لإغلاق أنظمة التدفئة.
وذكر هابيك أنه لن يكون من الممكن تدفئة أبراج مكاتب بأكملها لأكثر من 20 درجة إذا كان هناك ثلاثة أشخاص فقط جالسين بالداخل، داعيا إلى تغيير الممارسة الحالية لتدفئة المباني العامة، وقال: «في العديد من المباني العامة يتم توفير درجة حرارة الغرفة الكاملة من الساعة 6 صباحا حتى الساعة 11 مساء. يمكن تحمل خفض درجة الحرارة قليلا في غير أوقات الذروة».
وقال هابيك إن لديه انطباعا بأن الاقتصاد والمدن والولايات والحكومة الاتحادية والمستهلكين قد استوعبوا خطورة الوضع.
ويرى من جانبه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أن الاتحاد الأوروبي «أطلق رصاصة على صدره» بفرضه عقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، داعياً قادة الاتحاد إلى تعديل سياستهم بهذا الصدد. وقال أوربان في تصريح للإذاعة الوطنية: «اعتقدتُ بداية أننا أطلقنا فقط رصاصة على قدمنا، لكن الاقتصاد الأوروبي أطلق رصاصة على صدره واختنق».
وأضاف «هناك دول منخرطة في سياسة العقوبات لكن بروكسل يجب أن تعترف بأنها كانت على خطأ، وأن (العقوبات) لم تحقق أهدافها، وحتى أنها على العكس كانت لديها آثار جانبية».
وكان أوربان معارضاً شرساً لحظر الجزء الأكبر من النفط الروسي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي مطلع يونيو (حزيران) ضمن الحزمة السادسة من عقوباته على روسيا. وقدم الاتحاد تنازلاً لأوربان عبر استثناء النفط الذي يصل عبر خط تتزود منه المجر.
خفضت روسيا بشدة عمليات تسليم الغاز في وقت أكدت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة الأربعاء أنها غير قادرة على ضمان حسن سير عمل خط أنبوب غاز نورد ستريم الذي يزود أوروبا بالغاز والمتوقف حالياً، قائلة إنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت ستستعيد توربيناً ألمانياً يجري إصلاحه في كندا.
في غضون ذلك، أنهى عمال الموانئ الألمانية في بحر الشمال أمس السبت إضرابا استغرق يومين. وقال متحدث باسم نقابة «فيردي» للعاملين في قطاع الخدمات بميناء هامبورغ، وفق وكالة الأنباء الألمانية: «الإضراب انتهى اليوم (أمس) كما هو مخطط ويُستأنف العمل».
وتسبب إضراب آلاف العمال في شل مناولة البضائع في جميع مواقع الموانئ الرئيسية إلى حد كبير منذ صباح يوم الخميس. وكانت النقابة قد دعت إلى الإضراب لزيادة الضغط على أرباب العمل بعد سبع جولات من المفاوضات دون نتائج.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.