السعودية تدعو إيران إلى التعاون مع دول المنطقة... وأميركا «لن تترك فراغاً» يملؤه غيرها

نيابة عن خادم الحرمين محمد بن سلمان يرأس «قمة جدة للأمن والتنمية»

جانب من أعمال قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت أمس.. وفي الإطار ولي العهد السعودي يلقي كلمته خلال القمة (واس)
جانب من أعمال قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت أمس.. وفي الإطار ولي العهد السعودي يلقي كلمته خلال القمة (واس)
TT

السعودية تدعو إيران إلى التعاون مع دول المنطقة... وأميركا «لن تترك فراغاً» يملؤه غيرها

جانب من أعمال قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت أمس.. وفي الإطار ولي العهد السعودي يلقي كلمته خلال القمة (واس)
جانب من أعمال قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت أمس.. وفي الإطار ولي العهد السعودي يلقي كلمته خلال القمة (واس)

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رأس الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، «قمة جدة للأمن والتنمية»، بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والولايات المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن «مستقبل المنطقة الذي ننشده يتطلب تبني رؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار» وترتكز على الاحترام المتبادل، داعياً إيران إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءاً من هذه الرؤية.

بدوره، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده لن تغادر المنطقة و«تترك فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران».
وكان الأمير محمد بن سلمان قد رحّب، في بداية القمة، بالقادة المشاركين، قائلاً إن «اجتماعنا اليوم يأتي في الوقت الذي تواجه فيه منطقتنا والعالم تحديات مصيرية كبرى، تستدعي مواجهتها تكثيف التعاون المشترك في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي تقوم على احترام سيادة الدول وقيمها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام استقلالها وسلامة أراضيها». وأضاف: «نأمل أن تؤسس قمتنا هذه لعهد جديد من التعاون المشترك، لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأميركية، لخدمة مصالحنا المشتركة، وتعزز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع».

وقال الأمير محمد بن سلمان «إن التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخرا بسبب جائحة كوفيد - 19، والأوضاع الجيوسياسية، تستدعي مزيداً من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي، وتحقيق الأمن الغذائي والصحي. كما أن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حالياً وعلى رأسها التغير المناخي، وعزم المجتمع الدولي على الإبقاء على درجة حرارة الأرض وفقاً للمستويات التي حددتها اتفاقية باريس؛ تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تبني نهج متوازن وذلك بالانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة والذي يأخذ في الاعتبار ظروف وأولويات كل دولة. إن تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر رئيسية للطاقة دون مراعاة الأثر الناتج عن هذه السياسات في الركائز الاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة وسلاسل الإمداد العالمية سيؤدي في السنوات القادمة إلى تضخم غير معهود وارتفاع في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة بما في ذلك تزايد الفقر والمجاعات وتصاعد في الجرائم والتطرف والإرهاب».

 

وأكد ولي العهد السعودي «أن نمو الاقتصاد العالمي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة مما يعزز إمكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري في عام 2050م أو ما قبله مع المحافظة على أمن إمدادات الطاقة. ولذلك تبنت المملكة نهجاً متوازناً للوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون باتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون بما يتوافق مع خططها التنموية وتمكين تنوعها الاقتصادي دون التأثير في النمو وسلاسل الإمداد مع تطوير التقنيات بمشاركة عالمية لمعالجة الانبعاثات من خلال مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر) لدعم تلك الجهود محلياً وإقليمياً. كما نؤكد أهمية مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية وتقنياتها النظيفة وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالمياً مع أهمية طمأنة المستثمرين بأن السياسات التي يتم تبنيها لا تشكل تهديداً لاستثماراتهم لتلافي امتناعهم عن الاستثمار وضمان عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة من شأنه أن يؤثر في الاقتصاد العالمي. وستقوم المملكة بدورها في هذا المجال، حيث إنها أعلنت عن زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج».

وتابع الأمير محمد بن سلمان أن «مستقبل المنطقة الذي ننشده يتطلب تبني رؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، وترتكز على الاحترام المتبادل بين دول المنطقة، وتوثيق الأواصر الثقافية والاجتماعية المشتركة ومجابهة التحديات الأمنية والسياسية، نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة. وندعو إيران باعتبارها دولة جارة، تربطنا بشعبها روابط دينية وثقافية، إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءاً من هذه الرؤية، من خلال الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن».

وقال ولي العهد السعودي أيضاً: «امتداداً لرؤية المملكة الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، فقد دعمت جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يمني ــ يمني، وفقاً للمرجعيات الثلاث، كما بذلت المملكة مساعيها لتثبيت الهدنة الحالية، وسوف نستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق. ونؤكد أن ازدهار المنطقة ورخاءها يتطلبان الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقا لمبادرات وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. وإنه يسرنا ما يشهده العراق مؤخراً من تحسنٍ في أمنه واستقراره، بما سينعكس على شعبه الشقيق بالرخاء والازدهار، وتفاعله الإيجابي مع محيطه العربي والإقليمي، ومن هذا المنطلق، فإننا نشيد بتوقيع اتفاقيتي الربط الكهربائي بين المملكة والعراق، وكذلك مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يسهم في توفير حاجة العراق من الكهرباء، كما ننوه بمشاريع الربط الكهربائي الجاري تنفيذها بين المملكة وكل من مصر والأردن». وقال إن «اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة يتطلب إيجاد حلول سياسية واقعية للأزمات الأخرى لا سيما في سوريا وليبيا، بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما الشقيقين».

وتابع الأمير محمد بن سلمان «إننا متفائلون أن تؤدي هذه القمة إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة نبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم. ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة، التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها ونتمنى من العالم احترامها كما نحترم القيم الأخرى بما يعزز شراكاتنا ويخدم منطقتنا والعالم».

بايدن: لن نغادر

الرئيس الأميركي متحدثاً في قمة جدة (واس)

من جهته، قال الرئيس جو بايدن إن بلاده ستبقى منخرطة بشكل كامل في الشرق الأوسط، مؤكداً: «لن نغادر ونترك فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران»، مكرراً بذلك ما قاله قبل أيام خلال زيارته لإسرائيل عندما حذّر من أن الفراغ الذي يتركه الغياب الأميركي عن الشرق الأوسط يمكن أن تملؤه الصين أو روسيا. وشدد على أن الولايات المتحدة ستظل شريكاً فعالاً ومتعاوناً في الشرق الأوسط، حسب ما أوردت وكالة «رويترز». وتوجه للقادة العرب قائلاً إن «الولايات المتحدة تستثمر في بناء مستقبل إيجابي للمنطقة بالشراكة معكم جميعاً».

 

السيسي: لحظة استثنائية

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال إن قمة جدة «تأتي في لحظة استثنائية من تاريخ العالم والمنطقة العربية لتحمل دلالة سياسية واضحة بتجديد عزمنا على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية سواء على الصعيد الثنائي أو في الإطار الإقليمي الأوسع».
وقال إن «منطقتنا العربية تعاني من تحديات سياسية وتنموية وأمنية جسيمة بما فيها مخاطر انتشار الإرهاب، على نحو يطال استقرار شعوبنا، ويهدد كذلك حقوق الأجيال القادمة».
وتابع أنه «لم يعد مقبولاً أن يكون من بين أبناء أمتنا العربية (...) من هو لاجئ أو نازح أو متضرر من ويلات الحروب والكوارث، أو فاقد الأمل في غد أفضل».
وتابع: «حان الوقت لكي تتضافر جهودنا المشتركة لتضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد التي أرهقت شعوب المنطقة، واستنفدت مواردها وثرواتها في غير محلها، وأتاحت المجال لبعض القوى للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والاعتداء العسكري غير المشروع على أراضيها، والعبث بمقدراتها ومصير أجيالها، من خلال استدعاء نزاعات عصور ما قبل الدولة الحديثة من عداءات طائفية وإثنية وعرقية وقبلية، لا غالب فيها ولا مغلوب، وبما أدى لانهيار أسس الدولة الوطنية الحديثة وسمح ببروز ظاهرة الإرهاب ونشر فكره الظلامي والمتطرف». ولفت إلى أن انتهاج مسار السلام كان خيار مصر الاستراتيجي «إيمانا منها بقوة المنطق لا منطق القوة».
وطرح السيسي «مقاربة شاملة تتضمن خمسة محاور»، أولها يشدد على «تسوية عادلة وشاملة ونهائية لقضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين». أما المحور الثاني فنص على «أن بناء المجتمعات من الداخل على أسس الديمقراطية والمواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان ونبذ الآيديولوجيات الطائفية والمتطرفة وإعلاء مفهوم المصلحة الوطنية، هو الضامن لاستدامة الاستقرار بمفهومه الشامل». أما المحور الثالث فيتعلق بالأمن القومي العربي الذي أكد الرئيس المصري «أنه كل لا يتجزأ». ويتعلق المحور الرابع بالإرهاب، مجدداً «التزامنا بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بجميع أشكاله وصوره بهدف القضاء على جميع تنظيماته والميليشيات المسلحة المنتشرة في عدة بقاع من عالمنا العربي، والتي تحظى برعاية بعض القوى الخارجية لخدمة أجندتها الهدامة». وشدد في هذا السياق على أنه «لا مكان لمفهوم الميليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة، وأن على داعميها ممن وفروا لهم المأوى والمال والسلاح والتدريب وسمحوا بنقل العناصر الإرهابية من موقع إلى آخر، أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم الخاطئة، وأن يدركوا بشكل لا لبس فيه أنه لا تهاون في حماية أمننا القومي وما يرتبط به من خطوط حمراء، وأننا سنحمي أمننا ومصالحنا وحقوقنا بكل الوسائل». ويرتبط المحور الخامس «بضرورة تعزيز التعاون والتضامن الدوليين لرفع قدرات دول المنطقة في التصدي للأزمات العالمية الكبرى والناشئة».

العاهل الأردني: حسن الجوار

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني متحدثاً خلال أعمال القمة (واس)

أما ملك الأردن عبد الله الثاني، فقال في كلمته إن قمة جدة «تهدف إلى تأكيد الشراكة التاريخية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعميق التعاون المشترك في مختلف المجالات، وتؤكد أهمية تطوير سبل التعاون والتكامل فيما بينهم، وبناء مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق تنمية مستدامة في المنطقة، والتصدي الجماعي للتحديات البيئية، ومواجهة التغير المناخي، بما في ذلك مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر «اللتان أعلن عنهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان».
وأعاد تأكيد الموقف الداعم لحل الدولتين للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإدانة هجمات الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والأعيان ومنشآت الطاقة. وشدد على منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، ودعوة إيران إلى العودة لالتزاماتها النووية، واحترام قواعد حسن الجوار.

الكاظمي: مصاعب سياسية

من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في كلمته إن القمة تأتي «وسط تحديات إقليمية ودولية حساسة وأيضاً وسط آمال وتطلعات كبيرة أن تثمر جهود التعاون ومدّ جسور الثقة وتغليب لغة الحوار من أجل تحقيق بيئة آمنة ومستقرة تضمن الحياة الكريمة لشعوب المنطقة»، حسب كلمته التي وزعتها وكالة الأنباء العراقية. وأضاف: «كان للعراق بتعاون أشقائه وجيرانه وأصدقائه دور أساسيّ في محاربة الإرهاب والانتصار على تنظيم (داعش) ولكن لا يزال أمامنا طريق إضافيّ لاقتلاع جذور الإرهاب».
وعن الأوضاع العراقية الداخلية، قال الكاظمي إنه «لا تزال هناك مصاعب سياسية بعد الانتخابات، وهي تؤكد الحاجة للحفاظ على مبادئ الديمقراطية في الحياة العامة، وهو مسار يستلزم المزيد من الوقت وتراكم الخبرات». وتابع: «يسعى العراق إلى تعزيز بيئة الحوار في الشرق الاوسط، ويعتبر أن أجواء التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين جميع الأشقاء في المنطقة تخدم بشكل مباشر مصالح شعبنا كما تخدم مصالح كل شعوب المنطقة». وتحدث عن «خطوات مهمة لتمتين العلاقات بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي»، مشيراً إلى «(أننا) أبرمنا اتفاقين للربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية ومع دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن ماضون في الربط الكهربائي مع الأردن ومصر».
وشدد على «أولوية إيجاد حلّ شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يلبي الطموحات والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». واقترح «إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل بالشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن».

ملك البحرين: التعايش السلمي

العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى خلال مجريات القمة (واس)

ووصف عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته، القمة بأنها «استثنائية» و«تمثل فرصة طيبة لتوثيق علاقات الصداقة التاريخية وتكريس الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة». وتحدث عن القضية الفلسطينية، قائلاً إنه «لا بد من حلها بتسوية عادلة ودائمة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية».
وتابع: «يبقى التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول من ضمن أخطر التحديات القائمة، إذ يخل بالمبادئ والحقوق المكفولة بالقوانين الدولية، وقد آن الأوان لتوحيد الجهود لوقف مثل هذه التدخلات، احتراماً لسيادة الدول وقيمها الدينية والثقافية، ونهجها الحضاري في احترام الآخر والتسامح والتعايش السلمي، علاوة على مواصلة الجهود المشتركة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الإرهاب والفكر المتعصب وتنظيماته المتطرفة الخارجة عن القانون».
وقال «إن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي يستدعي منا التعاون والتضامن والعمل المشترك الفاعل، تلبية لتطلعات شعوبنا نحو السلام والنماء والازدهار».

الرئيس الإماراتي: توسيع المصالح

الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد خلال مجريات القمة (واس)

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمته، حرص بلاده على تعزيز التعاون بين دول المنطقة والتنسيق مع الشركاء بما يخدم السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ومواجهة التحديات المشتركة، موضحاً أن سياسة الدولة في علاقاتها الدولية قائمة على التوازن وتوسيع قاعدة المصالح مع دول العالم لخدمة أهداف التنمية الوطنية والسلام والاستقرار في العالم. وقال «إنه لا يخفى على أحد حجم التحديات التي نواجهها على مستوى منطقتنا والعالم أجمع... وهذا يفرض علينا توحيد الجهود الدولية وتعزيزها بما يلبي طموحات شعوبنا إلى التقدم والازدهار».
وأكد «أننا في دولة الإمارات نؤمن بأن السلام والحوار والعيش المشترك هي السبيل لتحصين مستقبل الأجيال المقبلة». وأشار إلى أن «التجارب التاريخية أثبتت أنه لا نهاية للصراعات والنزاعات والتوترات... إلا من خلال التحلي بالحكمة والالتزام بالقانون الدولي... وتبني الوسائل الدبلوماسية والحلول السياسية لحل المشاكل بما يضمن مصالح الجميع... ويجنب البشرية مزيداً من المعاناة وويلات الحروب والصراعات». وشدد على «أن الشراكة بين منطقتنا والولايات المتحدة الأميركية تمثل قاعدةً صلبةً لوضع أسس قوية للتعاون المثمر».

أمير قطر: احترام الدول

من جانبه، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني موقف بلاده الثابت من تجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط عمومًا مخاطر التسلح النووي، والإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقاً للقواعد الدولية، مشددًا على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتعزيز المصالح المشتركة.
وأوضح: «إن المخاطر التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلّب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية التي تشغل مكانة مركزية لدى شعوب عالمينا العربي والإسلامي وقوى السلام في العالم أجمع، لأنها قضية عادلة وذات حمولة رمزية كثيفة في الوقت ذاته»، مضيفًا أنه سيظل أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار ما لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها وانتهاكاتها للقانون الدولي المتمثلة في بناء المستوطنات وتغيير طابع مدينة القدس واستمرار فرض الحصار على غزة، الذي لم يعد ممكناً تفهّمه واستمراره بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتفضيل سياسات القوة وفرض الأمر الواقع على مبادئ العدالة والإنصاف».
وقال الشيخ تميم: «ينعقد هذا الاجتماع المهم في ظل ما يواجهه العالم من تحديات تضع على المحك قدرات المجتمع الدولي في تعزيز التعاون بين الدول لإيجاد حلول عادلة وواقعية للقضايا العالمية باحترام ما استقر في وجدان البشرية من قيم وأعراف، ويدرك الجميع أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات، وأن احتكام أطراف النزاعات لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يوفر على شعوبها وعلى الإنسانية جمعاء كثيرا من الضحايا والمآسي، ولكن كما هو معروف فإن القانون الدولي هو قانون عُرفي لا يُلزِم إلا من تدفعه مبادئُه أو محدودية قدراتِه للالتزام به، ومنذ نهاية الحرب الباردة تتحاور الدول حول ضرورة وجود تحالفات لقوى دولية ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وقادرة على فرض هيبتهما، على نحو غير انتقائي بحيث لا تخضَع لمصالح دول بعينها أو توجهاتها الآيديولوجية ، ولم يفلح المجتمع الدولي في ذلك حتى الآن».

ولي عهد الكويت: تعزيز التشاور

من جهته، أكد ولي عهد الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح أن التحديات في المنطقة أصبحت تتطلب المزيد من التشاور والتنسيق لمواجهتها عبر بناء تصورات واضحة ومعلنة؛ سعيًا لتحقيق الغايات المشتركة وتعزيز متطلبات الأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد في كلمته خلال «قمة جدة للأمن والتنمية» على أهمية القمة الرابعة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والولايات المتحدة الأميركية التي تجمعها علاقات تاريخية وروابط عميقة ومصالح استراتيجية مشتركة، لا سيما في ظل هذه الظروف والتحديات الاستثنائية (السياسية والاقتصادية والأمنية) التي تمر بها المنطقة بشكل متعدد ومتسارع، وتتطلب التشاور والتنسيق والتعاون لمواجتها.
ونوه بالزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط ومشاركته في أعمال القمة، وبما وصلت إليه العلاقات المشتركة بين دول الخليج العربية والولايات المتحدة من إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، وما يعكسه ذلك من عامل محفز لمواصلة الجهود لدعم المصالح الاستراتيجية. وأوضح أن دول مجلس التعاون تأمل بأن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة التي استغرقت عقوداً طويلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتدعو إلى العمل على إنجاح مسيرة السلام الدائم والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا ولي عهد الكويت إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يسهم في جعل منطقة الخليج والشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، فضلاً عن أهمية مواصلة العمل المشترك نحو التصدي للهجمات الإرهابية ضد المناطق المدنية والمرافق الحيوية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والحد من تهديد أمن الملاحة والممرات البحرية. كما ثمّن جهود الأشقاء في اليمن، وعلى رأسهم مجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له، مؤكدا الدعم الكامل لجهودهم نحو تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، معربًا عن أمله بأن تتضافر الجهود لمعالجة الأوضاع المأساوية التي تمر بها المنطقة، وعلى وجه الخصوص التطورات في العراق وسوريا وليبيا ولبنان وأفغانستان وغيرها من القضايا الإقليمية التي لا تزال تلقي بظلالها على استقرار الأمن الإقليمي والعالمي. وأكد ولي عهد الكويت في ختام كلمته موقف بلاده القائم على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام القانون الدولي المبني على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.

سلطنة عُمان: علاقات استراتيجية

وألقى كلمة عُمان أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي الممثل الخاص للسُّلطان هيثم بن طارق، مشدداً على «أهمية مثل هذه اللقاءات في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تربط الولايات المتحدة بدول المنطقة».
وجدد موقف سلطنة عُمان «الداعم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية»، كما جدد دعم بلاده لإحلال السلام في اليمن، داعيًا إلى ممارسة مزيد من المساعي لرفع الحصار عن مدينة تعز وفتح المعابر فيها.

ختام القمة

وفي ختام القمة، قال الأمير محمد بن سلمان إن القمة عكست عُمقَ العلاقات المتينة التي تربط دولنا بعضها ببعض، وبالولايات المتحدة الأميركية، والتي تأتي امتداداً واستمراراً لعقود من الروابط الاستراتيجية الوثيقة. وتابع: «نشيدُ بما شهدتهُ هذه القمةُ من حرص على مُواصلة التقدم والتعاون، فيما يُعزز مسيرة عملنا المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية والمنُاخية والصحية وغيرها، متطلعين إلى مواصلة التعاون بين دولنا، بما يحقق الأمن والرخاء والسلام والاستقرار والازدهار للعالم أجمع».


مقالات ذات صلة

مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول الخليج تدشن مرحلة جديدة من التعاون

الاقتصاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ووزير التجارة التركي أثناء توقيع الإعلان المشترك لبدء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة في أنقرة الخميس الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول الخليج تدشن مرحلة جديدة من التعاون

دخلت العلاقات الاقتصادية بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي مرحلة جديدة بعد التوقيع على إعلان مشترك لبدء المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي في لقاء سابق مع الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (مجلس التعاون)

بوينو لـ«الشرق الأوسط»: إعفاء الخليجيين من تأشيرة الشنغن على طاولة المفاوضات

أكد الاتحاد الأوروبي أن إعفاء مواطني دول الخليج من تأشيرة الشنغن على طاولة المفاوضات من قِبل المفوضية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي لدى وصوله المدينة المنورة وفي مقدمة مستقبليه أمير منطقة المدينة المنورة ونائبه (واس)

ولي العهد السعودي يصل المدينة المنورة

وصل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في ساعة مبكرة (الأربعاء)، إلى المدينة المنورة قادماً من الرياض.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد مستثمر يتابع تحركات أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

«فيتش» تتوقع استمرار زخم الطروحات العامة الأولية في أسواق الخليج

توقعت «فيتش» استمرار زخم الطروحات الأولية في دول الخليج بدعم من التعهدات الحكومية بالخصخصة بما في ذلك بيع حصص أقلية من جانب الكيانات الحكومية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بدء الترشيحات لجائزة «الدانة للدراما» في 9 فئات

بدء الترشيحات لجائزة «الدانة للدراما» في 9 فئات

بدأت «جائزة الدانة للدراما» استقبال الترشيحات على فئاتها التسع حتى 25 أبريل (نيسان) المقبل، تزامناً مع الدورة الـ16 لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون بالبحرين.

«الشرق الأوسط» (المنامة)

عن 82 عاماً... رحيل السيناتور الأميركي السابق جو ليبرمان

السيناتور الأميركي السابق والمرشح السابق لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي جو ليبرمان (أ.ف.ب)
السيناتور الأميركي السابق والمرشح السابق لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي جو ليبرمان (أ.ف.ب)
TT

عن 82 عاماً... رحيل السيناتور الأميركي السابق جو ليبرمان

السيناتور الأميركي السابق والمرشح السابق لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي جو ليبرمان (أ.ف.ب)
السيناتور الأميركي السابق والمرشح السابق لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي جو ليبرمان (أ.ف.ب)

توفي السيناتور الأميركي السابق والمرشح السابق لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي جو ليبرمان، أمس (الأربعاء)، عن عمر ناهز 82 عاماً في نيويورك، بعد تعرضه لمضاعفات جراء تعثره في منزله، حسبما ذكرت أسرته.

وجاء في بيان أن «زوجته الحبيبة هداسا وأفراد أسرته كانوا معه عندما توفي»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وكان ليبرمان مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 2000 التي فاز بها الجمهوري جورج دبليو بوش على الديمقراطي آل غور.

المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس جو ليبرمان وزوجته هداسا خلال حدث انتخابي عام 2000 (رويترز)

وفشل في محاولة الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 2004 متأثراً بدعمه لحرب العراق.

وانتخب ليبرمان لعضوية مجلس الشيوخ للمرة الأولى في عام 1988. وخسر في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في عام 2006 لكنه احتفظ بمقعده بفوزه في الانتخابات العامة بصفته مرشحاً مستقلاً.

وأيد ليبرمان السيناتور الجمهوري جون مكين لمنصب الرئيس في خطاب ألقاه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري عام 2008.

المرشح الديمقراطي للرئاسة آل غور (يسار) والسيناتور جو ليبرمان (أ.ف.ب)

لكنه أيد لاحقاً هيلاري كلينتون عام 2016 وجو بايدن عام 2020 في سباق الرئاسة، وكلاهما من الحزب الديمقراطي.

وتقاعد ليبرمان من مجلس الشيوخ في عام 2013 بعد 4 فترات مدة كل منها ست سنوات.


أربعة قتلى طعناً في ولاية إلينوي الأميركية

رجال الشرطة في موقع الحادث في روكفورد بولاية إلينوي (أ.ب)
رجال الشرطة في موقع الحادث في روكفورد بولاية إلينوي (أ.ب)
TT

أربعة قتلى طعناً في ولاية إلينوي الأميركية

رجال الشرطة في موقع الحادث في روكفورد بولاية إلينوي (أ.ب)
رجال الشرطة في موقع الحادث في روكفورد بولاية إلينوي (أ.ب)

قتل أربعة أشخاص من بينهم مراهقة وأصيب خمسة على الأقل طعناً في هجوم نفذه رجل في مواقع مختلفة من مدينة روكفورد بولاية إلينوي، وفق ما أعلنت الشرطة الأميركية.

شريط الشرطة يحيط بالعديد من المنازل بينما تحقق الشرطة في حادث طعن جماعي على طول المبنى 2300 من شارع هولمز (أ.ب)

وأوضحت الشرطة في المدينة الواقعة على مسافة نحو 150 كيلومتراً شمال غربي شيكاغو، في بيان، أنها قبضت على مشتبه به يبلغ 22 عاماً بعد هذه الهجمات التي وقعت الأربعاء، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

رجال الشرطة في موقع الحادث (أ.ب)

ولم يذكر البيان أي دافع محتمل لهذه الهجمات.

والقتلى هم فتاة تبلغ 15 عاماً وامرأة تبلغ 63 عاماً ورجلان يبلغان 49 و22 عاماً، وفق الشرطة.


العثور على جثّتَي عاملين من ضحايا انهيار جسر بالتيمور

جسر «فرنسيس سكوت كي» المنهار فوق سفينة الحاويات «دالي» في بالتيمور (أ.ف.ب)
جسر «فرنسيس سكوت كي» المنهار فوق سفينة الحاويات «دالي» في بالتيمور (أ.ف.ب)
TT

العثور على جثّتَي عاملين من ضحايا انهيار جسر بالتيمور

جسر «فرنسيس سكوت كي» المنهار فوق سفينة الحاويات «دالي» في بالتيمور (أ.ف.ب)
جسر «فرنسيس سكوت كي» المنهار فوق سفينة الحاويات «دالي» في بالتيمور (أ.ف.ب)

انتُشلت جثّتا عاملين من العمال الستة الذين فقد أثرهم في المياه الباردة في ميناء بالتيمور على ساحل الولايات المتحدة الشرقي بعد انهيار جسر جراء اصطدام ناقلة حاويات به، أمس (الأربعاء)، وفق ما أعلنت السلطات الأميركية.

وأفادت شرطة ولاية ماريلاند، حيث تقع مدينة بالتيمور، في مؤتمر صحافي، بأن «غواصين عثروا على شاحنة صغيرة حمراء على عمق نحو 7.6 متر. كان اثنان من ضحايا المأساة عالقَين في المركبة»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعود الجثتان إلى رجلين يبلغان 35 و26 عاماً أحدهما من المكسيك والآخر من غواتيمالا، وكانا ضمن فريق العمال الذي كان موجوداً على جسر «فرنسيس سكوت كي» وقت الحادث.

وأشارت السلطات إلى أن جثث العمال الأربعة الآخرين الذين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم أيضاً، لم يعثر عليها بعد.

وأوضح رولاند باتلر من شرطة ماريلاند أنه بسبب كمية الإسمنت والحطام «لم يعد الغواصون قادرين على شق طريقهم بشكل آمن» نحو «ما نعتقد أنها المركبات العالقة» وبالتالي، سيحاول عمال الإنقاذ سحب الهيكل من المياه لتسهيل وصول الغواصين.

وقال المسؤول في خفر السواحل نائب الأدميرال شانون غيلريث، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، إنه «بناء على المدّة التي استغرقتها عمليات البحث ودرجة حرارة المياه، فنحن الآن نعتقد أننا لن نعثر على هؤلاء الأفراد على قيد الحياة» بعدما كان عاملان قد أنقذا بعد الحادث بقليل.

والضحايا هم عمال من أميركا اللاتينية وفق ما ذكرت الصحافة الأميركية، وكانوا يصلحون حفراً على جسر فرنسيس سكوت كي عندما انهار في نهر باتابسكو.

«أصوات متوافقة مع صوت الاصطدام»

وقدّمت الوكالة الأميركية لسلامة النقل، الأربعاء، جدولاً زمنياً مفصلاً للمأساة استناداً إلى التحليل الأولي لسجل بيانات سفينة الحاويات.

وقال المحقق في الوكالة مارسيل مويز، خلال مؤتمر صحافي، إن السفينة «دالي» التي يبلغ طولها 300 متر وعرضها 48 متراً وترفع علم سنغافورة، غادرت رصيف ميناء بالتيمور، الثلاثاء، عند الساعة 00.39 (04.39 ت غ) متجهة إلى آسيا.

عند الساعة 01.24 بالتوقيت المحلي، انطلقت أجهزة الإنذار على متن السفينة للتنبيه إلى مشكلات في الدفع. أبلغ القبطان سلطات الميناء عبر اللاسلكي بأن السفينة تتجه نحو الجسر وطلب تدخل القاطرات.

وتلقى نداء الاستغاثة فريقان من هيئة النقل المحلية كانا على الجسر بسبب أعمال الصيانة، وأغلقا على الفور كل طرق المرور ما أسهم على الأرجح في إنقاذ أرواح.

ثم، عند الساعة 01.29، سجّل مسجّل السفينة «أصواتاً متوافقة مع صوت الاصطدام».

بعدها أنهار الجسر الذي تستخدمه يومياً عشرات آلاف المركبات ووقعت أجزاء كاملة من الهيكل على السفينة.

لا تزال «دالي» سفينة الشحن التي ترفع العلم السنغافوري والتي تبلغ مساحتها ما يقرب من ثلاثة ملاعب كرة قدم عالقة تحت حطام جسر «فرنسيس سكوت كي» (أ.ف.ب)

وأظهرت تسجيلات لكاميرات مراقبة ناقلة حاويات تصطدم بإحدى ركائز جسر «فرنسيس سكوت كي» الذي دشن في عام 1977، ما تسبب بانهيار أقواس عدة من الجسر في النهر.

وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيدجيدج إن «هذا النوع من الجسور (...) لم يكن مصمماً ببساطة لتحمل تبعات اصطدام مباشر بركيزة دعم أساسية».

وحاول الطاقم إبطاء مسار السفينة بإسقاط المرساة، لكنه لم يتمكّن من تجنب الاصطدام.

السفينة «لا تشكّل خطراً على البيئة»

وتعهد الرئيس جو بايدن بإعادة بناء الجسر الذي يحمل اسم «فرنسيس سكوت كي» مؤلف كلمات النشيد الوطني الأميركي، في أسرع وقت، مقرّاً بأن ذلك «سيستغرق وقتاً»، مضيفاً: «أبلغتهم بأننا سنرسل إليهم كل الموارد الفيدرالية التي يحتاجون إليها».

وأكد، مساء الأربعاء، على منصة «إكس»: «سنقف بجانب سكان بالتيمور مهما طال الوقت».

تقوم سفينة خفر السواحل الأميركية «فرانك درو» (إلى اليمين) بدوريات بالقرب من جسر «فرنسيس سكوت كي» المنهار بعد أن صدمته سفينة الحاويات «دالي» في بالتيمور (أ.ف.ب)

كان هذا الجسر المؤلّف من أربعة مسالك يمتدّ على 2.6 كيلومتر في جنوب غربي مدينة بالتيمور الصناعية والساحلية الكبرى في ولاية ماريلاند على مسافة نحو 60 كيلومتراً من جنوب شرقي واشنطن، وهو شريان أساسي بين الشمال والجنوب للمواصلات والاقتصاد على ساحل الولايات المتحدة الشرقي.

وعُلّقت الملاحة البحرية في مرفأ بالتيمور الذي يعدّ من أكثر المرافئ نشاطاً في الولايات المتحدة «حتّى إشعار آخر»، بحسب السلطات.

من جهته، أكد المسؤول عن خفر السواحل بيتر غوتييه، الأربعاء، أن السفينة «دالي» لا تشكّل خطراً على البيئة والبشر، رغم وجود 5.6 مليار لتر من الديزل وعدد من الحاويات المحملة بمواد خطرة على متنها.

وسقطت حاويتان من أصل 4700 حاوية في المياه.

محققون من المجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB) على متن سفينة الشحن «دالي» (رويترز)

وأعلنت مجموعة «ميرسك» الدنماركية للنقل البحري أنها استأجرت السفينة التي تشغّلها مجموعة «سينرجي مارين غروب».

وأفادت إدارة ميناء سنغافورة، الأربعاء، بأنها خضعت لعمليتي كشف ناجحتَين في 2023، وأنه تم إصلاح مقياس مراقبة ضغط الوقود في يونيو (حزيران).

وكانت سلطات الموانئ التشيلية قد أبلغت عام 2023 عن وجود خلل في أجهزة السفينة، أصلحه بسرعة مالك السفينة، بحسب البحرية التشيلية.


ترمب يتهم أوباما بـ«البصق في وجه» الأميركيين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب يتهم أوباما بـ«البصق في وجه» الأميركيين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

اتهم الرئيس الأميركي السابق والمرشح للرئاسة مجدداً دونالد ترمب، سلفه باراك أوباما بـ«البصق في وجه» الأميركيين، وسط تقارير تفيد بأن الرئيس الديمقراطي السابق يجري اتصالات سرية مع البيت الأبيض، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

ويتحدث جو بايدن بشكل متكرر مع أوباما، الذي عمل في عهده نائباً للرئيس، لمناقشة حالة السباق الرئاسي.

في المقابل، كان أوباما يتواصل بانتظام مع جيف زينتس، كبير موظفي بايدن، ومساعدي البيت الأبيض لوضع استراتيجية للانتخابات المقبلة، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».

وقال أحد كبار المستشارين للصحيفة إن أوباما كان يشعر «دائماً» بالقلق من أن يخسر نائبه السابق أمام ترمب، المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض.

تظهر استطلاعات الرأي أن بايدن يتخلف ببضع نقاط عن منافسه على المستوى الوطني - وبهامش أوسع في العديد من الولايات المتأرجحة التي من المرجح أن تقرر نتيجة الانتخابات.

وسبق أن أفيد بأن أوباما حذر بايدن مرتين العام الماضي في اجتماعات بالبيت الأبيض من أن ترمب قد يهزمه في نوفمبر (تشرين الثاني).

ويبدو أن أوباما رأى أن الرئيس الأميركي كان يعتمد بشكل مفرط على مجموعة صغيرة من المستشارين وأن حملته فشلت في التحول إلى مسارها الصحيح، لذا حض بايدن على التصرف بشكل أكثر «عدوانية» لهزيمة ترمب.

باراك أوباما وجو بايدن يتصافحان خلال حدث انتخابي (أ.ف.ب)

وسينضم الرجلان إلى بيل كلينتون، وهو رئيس سابق آخر، في حفل كبير لجمع التبرعات لحملة بايدن في قاعة «راديو سيتي» للموسيقى في نيويورك اليوم الخميس.

وكتب بايدن على وسائل التواصل الاجتماعي أنهم سيناقشون «ما هو مطروح على ورقة الاقتراع في هذه الانتخابات وكيف سنهزم ترمب مجدداً».

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الصورة مع الثلاثي ستكلف 100 ألف دولار (79100 جنيه إسترليني)، في حين سيتعين على الجهات المانحة دفع ما لا يقل عن 250 ألف دولار لحضور حفل استقبال معهم.

وقال أحد جامعي التبرعات المخضرمين أنه سيكون «أكبر حدث لجمع التبرعات في تاريخ الديمقراطيين».

واستخدم ترمب هذا التجمع، الذي يجمع ثلاثة من الرؤساء الديمقراطيين الذين هاجمهم جميعاً في مراحل من حياته المهنية - لتحفيز جهوده الخاصة في جمع التبرعات. وقال: «لا تدع أوباما يبصق في وجهك!». وفي إشارة على ما يبدو إلى الحدث الديمقراطي يوم الخميس، تابع: «غداً يهدفون إلى إذلالنا... إنه أمر سيئ».

في رسالة منفصلة، انتقد ترمب «كارتل أوباما وكلينتون» وقال إن الديمقراطيين يأملون أن يكون جمع التبرعات «أكبر انتصار» لحملتهم.

ورداً على ذلك، دعا الجمهوري «مليون وطني مؤيد لترمب» إلى التبرع لصندوق حملته الانتخابية.

صورة مركبة تجمع دونالد ترمب وجو بايدن (أ.ب)

وقد حقق بايدن بداية قوية لهذا العام في جمع الأموال للمعركة الانتخابية، في حين أن خصمه متورط في قضايا أمام المحكمة ويجد صعوبة في سداد رسوم قانونية ضخمة.

ويشير معلقون، في هذا السياق، إلى أن هيلاري كلينتون خسرت أمام ترمب في السباق الرئاسي لعام 2016 على الرغم من تفوقها عليه في الإنفاق بنسبة اثنين إلى واحد.


الجيش الأميركي يعلن تدمير 4 مسيرات للحوثيين

مدمرة أميركية  في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)
TT

الجيش الأميركي يعلن تدمير 4 مسيرات للحوثيين

مدمرة أميركية  في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، فجر اليوم (الخميس)، تدمير 4 مسيرات طويلة المدى أطلقها الحوثيون كانت تستهدف سفينة حربية أميركية في البحر الأحمر.

وقالت سنتكوم، في بيان عبر منصة «إكس»، إن المسيرات تم

إطلاقها في الساعات الأولى من يوم الأربعاء (بالتوقيت المحلي) ودمرتها القوات الأميركية فوق البحر الأحمر بعدما وجدت أنها «تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية والبحرية الأميركية في المنطقة».

وأضافت أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات ولم تلحق المسيرات أضراراً بالسفن الأميركية أو قوات التحالف.


كينيدي يختار نائبته في سباق البيت الأبيض

المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت كينيدي جونيور يلوّح مع نيكول شاناهان بعد إعلانها نائبة له خلال حدث انتخابي في أوكلاند بكاليفورنيا (أ.ب)
المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت كينيدي جونيور يلوّح مع نيكول شاناهان بعد إعلانها نائبة له خلال حدث انتخابي في أوكلاند بكاليفورنيا (أ.ب)
TT

كينيدي يختار نائبته في سباق البيت الأبيض

المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت كينيدي جونيور يلوّح مع نيكول شاناهان بعد إعلانها نائبة له خلال حدث انتخابي في أوكلاند بكاليفورنيا (أ.ب)
المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت كينيدي جونيور يلوّح مع نيكول شاناهان بعد إعلانها نائبة له خلال حدث انتخابي في أوكلاند بكاليفورنيا (أ.ب)

أعلن المرشح الرئاسي الأميركي المستقل روبرت كينيدي جونيور أنه اختار رائدة الأعمال في «سيليكون فالي» المحامية الثرية نيكول شاناهان (38 عاماً) لتكون نائبة له، في ظلّ تساؤلات ليس عن احتمال وصولهما إلى البيت الأبيض، وإنما عن تأثيرهما على سياق المعركة الرئيسية المتوقعة بين المرشح الأوفر حظاً عن الديمقراطيين الرئيس جو بايدن ومنافسه المرجّح من الجمهوريين الرئيس السابق دونالد ترمب.

وجاء إعلان كينيدي (70 عاماً) خلال تجمع انتخابي في مدينة أوكلاند، حيث نشأت شاناهان لأسرة فقيرة، لكنها تحوّلت مستثمرة ناجحة وثريّة تقوم بأعمال خيرية. ومع أنها غير معروفة على المستوى الوطني خارج عالم التكنولوجيا، انضمّت شاناهان إلى محاولة كينيدي السياسية المستقلة؛ سعياً إلى جذب الناخبين الساخطين من إعادة انتخابات 2020.

وعندما تخلى كينيدي عن تحديه الأساسي لبايدن وأطلق بدلاً من ذلك ترشيحاً مستقلاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ساد اعتقاد بأنه يمكن أن يؤذي حظوظ ترمب أكثر؛ لأن وسائل الإعلام المحافظة أعطته حيزاً إيجابياً، ولأنه اشتهر بعدائه للقاحات.

إلا أن الاستطلاعات الأحدث تشير إلى أن ترشيحه سيساعد ترمب أكثر من بايدن، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات التي تشهد منافسة.

في سياق آخر، عادت قضية الإجهاض إلى واجهة الحملات الانتخابية بين الديمقراطيين والجمهوريين، بعدما حقّق الديمقراطيون فوزاً مفاجئاً في انتخابات خاصة بولاية ألاباما، التي تُعدّ تاريخياً معقلاً رئيسياً للمحافظين الجمهوريين.

وفازت المرشحة الديمقراطية، مارلين لاندز، بشكل حاسم بمقعد في مجلس نواب ولاية ألاباما، بمنطقة يسيطر عليها الجمهوريون منذ فترة طويلة.


أميركا تحث حلفاءها على عدم تقديم أدوات صناعة الرقائق للصين

شرائح من شبه الموصلات في هذه الصورة التوضيحية في 21 يونيو 2017 (رويترز)
شرائح من شبه الموصلات في هذه الصورة التوضيحية في 21 يونيو 2017 (رويترز)
TT

أميركا تحث حلفاءها على عدم تقديم أدوات صناعة الرقائق للصين

شرائح من شبه الموصلات في هذه الصورة التوضيحية في 21 يونيو 2017 (رويترز)
شرائح من شبه الموصلات في هذه الصورة التوضيحية في 21 يونيو 2017 (رويترز)

قال مسؤول بوزارة التجارة الأميركية، اليوم (الأربعاء)، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تطلب من الحلفاء منع الشركات المحلية من تقديم بعض أدوات صناعة الرقائق للعملاء الصينيين، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال آلان استيفيز، المسؤول عن ضوابط التصدير، متحدثاً للصحافيين في مؤتمر سنوي: «نعمل مع حلفائنا لتحديد ما يُعدّ مهماً لتقديمه وما يعد غير مهم... نضغط كي لا يتم تقديم هذه المكونات المحورية، وهذه هي المناقشات التي نجريها مع حلفائنا».

وتخوض واشنطن حرباً تكنولوجية مستمرة منذ سنوات مع بكين، سعياً إلى منع الصين من تصنيع رقائق أكثر تقدماً يمكن استخدامها لتعزيز جيشها.

وأعلنت إدارة بايدن عن قيود جديدة على شحن أدوات صناعة الرقائق أميركية الصنع إلى مصانع الرقائق الصينية المتقدمة في عام 2022. وأقنعت منتجي أدوات صناعة الرقائق الرئيسيين في اليابان وهولندا بأن يحذوا حذوها من خلال الضوابط الخاصة بهم.


كيف سيؤثر حادث جسر بالتيمور على سلاسل التوريد العالمية؟

منظر جوي لسفينة الشحن التي اصطدمت بجسر بالتيمور (رويترز)
منظر جوي لسفينة الشحن التي اصطدمت بجسر بالتيمور (رويترز)
TT

كيف سيؤثر حادث جسر بالتيمور على سلاسل التوريد العالمية؟

منظر جوي لسفينة الشحن التي اصطدمت بجسر بالتيمور (رويترز)
منظر جوي لسفينة الشحن التي اصطدمت بجسر بالتيمور (رويترز)

أثيرت مخاوف من حدوث اضطراب كبير في سلاسل التوريد العالمية بعد اصطدام سفينة حاويات بجسر في مدينة بالتيمور الأميركية.

واصطدمت السفينة، التي تحمل اسم دالي، بعمود دعم لجسر فرنسيس سكوت كي في الساعات الأولى من صباح أمس (الثلاثاء)، ما أدى إلى انهياره.

ويمتد الجسر عند مدخل ميناء بالتيمور، أكثر موانئ الولايات المتحدة ازدحاماً بصادرات السيارات، وتاسع أكثر الموانئ ازدحاماً بشكل عام.

وقال مسؤولون إن حركة المرور البحري عبر الميناء، التي بلغت العام الماضي أكثر من 47 مليون طن من البضائع الأجنبية، سيتم تعليقها «حتى إشعار آخر».

وفي حديثه لشبكة «بي بي سي» البريطانية، قال ماركو فورغيوني، المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية، الذي يمثل الشركات البريطانية المشاركة في التجارة الدولية، إن التعليق سيكون له «تأثير مضاعف كبير على سلاسل التوريد العالمية».

وأضاف: «لقد عبرت أكثر من 750 ألف سيارة ومركبة عبر ميناء بالتيمور في العام الماضي. ويشمل ذلك سيارات تابعة للعلامات التجارية الكبرى من جنرال موتورز وفورد إلى جاغوار لاند روفر، ونيسان، وفيات، وأودي».

وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، تعد بالتيمور مصدراً مهماً للغاز الطبيعي المسال؛ حيث يغادرها نحو نصف مليون طن من الغاز الطبيعي المسال شهرياً، لذا فإن آثار ما حدث كبيرة على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي».

وبالإضافة إلى حركة المرور البحرية، يعد ميناء بالتيمور مسؤولاً بشكل مباشر عن نحو 15 ألف وظيفة ويدعم ما يقدر بنحو 140 ألف وظيفة أخرى.

وفي أعقاب الحادث، قالت مجموعة «ميرسك» الدنماركية الكبيرة للنقل البحري، التي كانت السفينة «دالي» تحمل حمولتها، إنها «ستستبعد بالتيمور من جميع عملياتها في المستقبل المنظور».

كما حذرت العديد من شركات السكك الحديدية والفحم عملاءها من تعطيل صادرات الفحم.

السفينة «دالي» (أ.ف.ب)

وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيجيج في مؤتمر صحافي إنه «ليس هناك شك في أن هذا الحادث سيكون له تأثير كبير وطويل الأمد على سلاسل التوريد».

وأضاف: «من السابق لأوانه تقديم تقديرات بشأن ما ستستغرقه إعادة فتح الميناء».

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين إن الحكومة الأميركية «ستبذل أقصى الجهود لإعادة افتتاح الميناء وبناء الجسر بأسرع ما تسمح به قدرة البشر». لكنه أضاف أن العملية «ستستغرق بعض الوقت».

ولا يزال السبب الدقيق للحادث غير معروف، لكن المسؤولين قالوا إن السفينة أبلغت عن فقدان قدرتها على الدفع وأصدرت نداء استغاثة قبل الاصطدام بالجسر.


10 ملايين دولار مكافأة أميركية مقابل معلومات عن قراصنة «بلاك كات»

اخترقت المجموعة وحدة التكنولوجيا التابعة لـ«يونايتد هيلث» وعطلت مدفوعات التأمين في أنحاء أميركا (رويترز)
اخترقت المجموعة وحدة التكنولوجيا التابعة لـ«يونايتد هيلث» وعطلت مدفوعات التأمين في أنحاء أميركا (رويترز)
TT

10 ملايين دولار مكافأة أميركية مقابل معلومات عن قراصنة «بلاك كات»

اخترقت المجموعة وحدة التكنولوجيا التابعة لـ«يونايتد هيلث» وعطلت مدفوعات التأمين في أنحاء أميركا (رويترز)
اخترقت المجموعة وحدة التكنولوجيا التابعة لـ«يونايتد هيلث» وعطلت مدفوعات التأمين في أنحاء أميركا (رويترز)

عرضت وزارة الخارجية الأميركية اليوم (الأربعاء)، مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل معلومات عن مجموعة برامج الفدية المعروفة باسم «بلاك كات» التي اخترقت وحدة التكنولوجيا التابعة لمجموعة «يونايتد هيلث» وعطلت مدفوعات التأمين في أنحاء البلاد، بحسب «رويترز».

وقالت الوزارة في بيان، «اخترقت مجموعة خدمة برامج الفدية بلاك كات (المعروفة أيضا باسم ألف في) شبكات الكمبيوتر لقطاعات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم».

وقالت شركة «يونايتد هيلث» الأسبوع الماضي إنها بدأت في تلبية المطالبات الطبية المتراكمة بأكثر من 14 مليار دولار، بعدما أعادت خدماتها إلى العمل عقب الهجوم الإلكتروني الذي تسبب في اضطراب واسع النطاق بدأ في أواخر فبراير (شباط). وتلعب وحدة التكنولوجيا التابعة لشركة «يونايتد هيلث كير» دورا أساسيا في معالجة المدفوعات من شركات التأمين إلى الشركات الطبية، وقد أدى الانقطاع الناجم عن الهجوم الإلكتروني في بعض الحالات إلى دفع المرضى والأطباء قيمة الخدمات الطبية.

وكان الهجوم بالغ التأثير على مراكز صحة مجتمعية تخدم أكثر من 30 مليون مريض من الفقراء وغير المؤمن عليهم.

وقال القراصنة في وقت سابق من هذا الشهر إن الشركة دفعت فدية قدرها 22 مليون دولار في محاولة لاستعادة أنظمتها، من دون الإعلان عما إذا كانوا قد أعادوا خدمات الشركة بعد تلقي الأموال.

وبعد فترة وجيزة من الاختراق، وضعت المجموعة بيانا مزيفا على موقعها الإلكتروني زعمت فيه أن السلطات تمكنت من وضع يدها على أنشطتها، وذلك في محاولة لإعطاء انطباع بأن عملياتها توقفت.


«إمكانات غير مستغلة»... مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا

يسعى مكتب التجارة الأفريقي الجديد إلى زيادة واردات الأغذية الأفريقية المتخصصة إلى الولايات المتحدة (رويترز)
يسعى مكتب التجارة الأفريقي الجديد إلى زيادة واردات الأغذية الأفريقية المتخصصة إلى الولايات المتحدة (رويترز)
TT

«إمكانات غير مستغلة»... مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا

يسعى مكتب التجارة الأفريقي الجديد إلى زيادة واردات الأغذية الأفريقية المتخصصة إلى الولايات المتحدة (رويترز)
يسعى مكتب التجارة الأفريقي الجديد إلى زيادة واردات الأغذية الأفريقية المتخصصة إلى الولايات المتحدة (رويترز)

أطلقت الولايات المتحدة اليوم (الأربعاء)، مبادرة جديدة لزيادة واردات الأغذية الأفريقية، مثل ثمار البحر والمكسرات والأعشاب، مشيرة إلى الإمكانات غير المستغلة في سلع تفيد صغار المزارعين، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويسعى مكتب التجارة الأفريقي الجديد إلى زيادة واردات الأغذية الأفريقية المتخصصة إلى الولايات المتحدة بقيمة 300 مليون دولار على مدى الأشهر الـ18 المقبلة، ما يمثل زيادة بنسبة 10 في المائة في الصادرات الزراعية للقارة إلى أكبر اقتصاد في العالم.

وأعلنت وكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة (USAID) المشروع خلال حدث تجاري في أتلانتا ركز خصوصاً على جنوب أفريقيا.

وقالت نائبة مدير الوكالة إيزوبيل كولمان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نرى إمكانات غير مستغلة في كل أنحاء القارة الأفريقية».

وأضافت: «نريد أن نرى المزيد من الدول التي تستفيد من هذه الفرصة لدخول السوق الأميركية».

وأوضحت أنه «بالإضافة إلى ذلك، سمعنا مباشرة من مشترين في الولايات المتحدة أنهم في حاجة إلى إمدادات أكثر من أفريقيا».

ومع طاقم عمل يضم 27 شخصاً ومنصة ستطلق قريباً عبر الإنترنت، يسعى مكتب التجارة الأفريقي إلى تبسيط العقبات اللوجيستية بما فيها التأمين على المنتجات والتكنولوجيا التي تتعقب المنتجات بهدف ربط المزارعين ومصدري الأغذية في القارة بـ20 ألف متجر بيع بالتجزئة في الولايات المتحدة.

وسيكون التركيز على الأطعمة المتخصصة مثل ثمار البحر والفواكه والأعشاب والمكسرات والتوابل والعصائر مع جهد خاص من مكتب التجارة الجديد للتعامل مع طلب المغتربين الأفارقة في الولايات المتحدة.