أدلة علمية... الحشرات تشعر بالألم مثلنا

أدلة علمية... الحشرات تشعر بالألم مثلنا
TT
20

أدلة علمية... الحشرات تشعر بالألم مثلنا

أدلة علمية... الحشرات تشعر بالألم مثلنا

الحشرات مخلوقات غريزية تملك ردود فعل آلية تجاه العالم وكل محفزاته بالأدلة العلمية. فكلما دقننا النظر نجد سلوكيات معقدة تثير الدهشة بدءا من تواصل النحل مع بعضه عبر الرقص وليس انتهاء بالتعاون المذهل فيما بينه، واليوم توفرت لدينا أدلة متنامية على أن هذه المخلوقات الصغيرة في عالمنا قد تشعر أيضاً بالألم مثلنا، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن دراسة جديدة نشرت في «Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences».
ووفق الموقع، ينتج الإحساس بالألم من اكتشاف الجهاز العصبي الحسي لمثيرٍ مزعج كالحرق الكيميائي أو الجرح بأداة حادة وغيره. ويؤدي الإحساس بالألم إلى مجموعة متنوعة من الاستجابات الفسيولوجية والسلوكية لدى الحيوانات. وقد وثق بشكل جيد استجابات تجنُّبية لدى الحشرات لملامسة مسبّبٍ محتمل للضرر.
وفي هذا الاطار، كشفت تجارب أجريت عام 2019 أن ذبابة الفاكهة أظهرت أعراض الألم المزمن بعد أن أزال الباحثون أحد أطرافها. وبمجرد أن تعافت تماماً وجدوا أن الطرف المقابل أصبح شديد الحساسية. وقد تتبع مؤلفو الدراسة ذلك إلى أن فقدت الذبابة آلية «كبح الألم» في حبلها العصبي. إذ تعمل آلية كبح الألم على تلطيف الإحساس بالألم. لكن ذباب الفاكهة يفقد هذه الآلية كلياً عندما تستثار أعصابه الحسية بشكل مفرط.
وبما أن البكتيريا أيضاً ستبتعد عن المثيرات المزعجة، فإن اكتشاف الألم لدى كائن آخر ليس بسيطاً مثل مراقبة رد الفعل السلبي تجاه ملامس مسببٍ للأذى (وبغية ضبط شعور واعٍ بالألم نحتاج إلى نظام فسيولوجي معقد يتصل بأدمغتنا وربما لعواطف ومشاعر).
وفي الثدييات ترسل مستقبلات الألم إنذاراً بملامسة مثير مؤذٍ لأدمغتها، حيث تولد الخلايا العصبية شعوراً بالألم سلبياً وذاتياً وفسيولوجياً وعاطفياً.
وتشير الدراسات إلى إمكانية ضبط الألم والشعور به بشكل مستقل عن بعضهما بعضاً، وقد حددت أنظمة مميزة تضبط كلاً منهما. لكن لم تحدد هذه الأنظمة بعد في الحشرات بشكل كامل.
ولتوضيح هذا الامر أكثر، قالت ماتيلدا جيبونز عالمة الأحياء العصبية بجامعة كوين ماري لمجلة «نيوزويك» «ان إحدى السمات المميزة لإدراك الألم لدى البشر هو أن بإمكاننا تلطيفه بواسطة إشارات عصبية من الدماغ». مضيفة «يتجاهل الجنود أحياناً الإصابات الخطيرة في ساحة المعركة لأن المواد الأفيونية بالجسم تكبح السيالات العصبية المسببة للألم. وبالتالي، تساءلنا إن كان دماغ الحشرة يحتوي على الآليات العصبية التي تجعل تجربة الاستجابات الشبيهة بالإحساس بالألم أمراً معقولاً، بدلاً من مجرد الشعور بالألم الأساسي».
وقد قامت جيبونز وزملاؤها بمراجعة المصادر العلمية فوجدوا أدلة في بضعة أسطر تشير إلى أن هذه الآلية موجودة لدى الحشرات.
وفي حين أنها لا تمتلك جينات المستقبلات الأفيونية التي تلطف الألم لدينا، فإنها تنتج بروتينات أخرى أثناء الأحداث المؤلمة يمكن أن تفيد الغرض نفسه.
وتشير الأدلة السلوكية أيضاً إلى أن الحشرات لديها مسارات جزيئية تمنع الاستجابات للتلامس بمسبب للضرر، سواء بالنسبة للجهاز العصبي المحيطي أم المركزي. على سبيل المثال، يؤدي وجود محلول السكر إلى منع النحل الطنان من تجنب المثيرات المؤذية طبيعياً. كما وجد من الناحية التشريحية ان الحشرات تمتلك خلايا عصبية نازلة من الدماغ إلى الجزء الموجود في الحبل العصبي حيث رد فعلها الدفاعي ضد لمس مثير ضار. وقد لا يكون أي من هذه الأمور حاسماً بمفرده. لكن إذا جمعت معاً فإنها تشير إلى أن الحشرات لديها نوع من نظام التحكم في الاستجابة للألم، على غرار النظام الموجود لدينا.
ويستنتج الفريق العلمي «أن الحشرات تمتلك على الأرجح سيطرة عصبية مركزية على الشعور بالألم بناءً على أدلة علم الأعصاب السلوكية والجزيئية والتشريحية. وان آلية التحكم هذه تتوافق مع وجود تجربة الألم».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
TT
20

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)

يكشف كتابٌ جديدٌ عن الاستخدام الطويل لكأس في كلية وورسيستر، ما يلقي الضوء على التاريخ الاستعماري العنيف المُرتبط بالرفات البشرية المنهوبة، وفق البروفيسور دان هيكس.

وفي كتابه، «كل نصب سيسقط»، يتتبَّع هيكس، وهو أمين علم الآثار العالمية في متحف بيت ريفرز بجامعة أوكسفورد، «التاريخ المخجل للجمجمة»، ويميط اللثام عن ماضٍ استعماري عنيف يتعلَّق باستخدام رفات بشرية، مشيراً إلى أنَّ أكاديميين في الجامعة دأبوا، على مدى عقود، على استخدام كأس مصنوعة من جمجمة بشرية لشرب النبيذ.

وذكرت «الغارديان» أنّ الكأس المصنوعة من الجزء العلوي من الجمجمة والمزيَّنة بحافة وقاعدة من الفضة، استُخدمت بانتظام في حفلات العشاء الرسمية بكلية وورسيستر حتى عام 2015. ووفق هيكس، كانت تُستخدم أيضاً أحياناً لتقديم الشوكولاته.

وأدّى تزايُد القلق بين الأساتذة والضيوف إلى إيقاف هذا الطَقْس في قاعة الأساتذة عام 2015. وفي 2019، دعت الكلية، هيكس، إلى التحقيق في أصل الجمجمة، وكيف تحوّلت إلى ما وصفه بـ«أداة مائدة مقزّزة».

ويشير إلى أنّ النقاش حول إرث الاستعمار غالباً ما يتركز على شخصيات بريطانية بارزة، مثل سيسيل رودس أو إدوارد كولستون، الذين خُلِّدوا بتماثيل أو مؤسّسات تحمل أسماءهم، لكنه يرى أنَّ ضحايا الاستعمار هُمِّشوا ومُحيت هوياتهم من الذاكرة نتيجة أفكار عنصرية عن التفوّق الثقافي والبيولوجي للعرق الأبيض البريطاني، مضيفاً: «نزع الإنسانية وتدمير الهويات كانا جزءاً من هذا العنف».

ورغم أنَّ هوية صاحب الجمجمة لا تزال مجهولة، أظهر التأريخ بالكربون أنَّ عمرها يُقدّر بنحو 225 عاماً. ويُرجح، استناداً إلى الحجم وأدلة ظرفية، أنها تعود لامرأة مُستَعبدة من منطقة الكاريبي.

في المقابل، فإنَّ مالكي الكأس معروفون جيداً، فقد تبرَّع بها لكلية وورسيستر عام 1946 أحد خرّيجيها، جورج بيت ريفرز، واسمه منقوش على حافتها الفضية. وكان جورج من أنصار علم تحسين النسل، واحتجزته السلطات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية لدعمه الزعيم الفاشي أوزوالد موزلي.

الكأس كانت جزءاً من مجموعة خاصة أقلّ شهرة لجدّه، أوغستوس هنري لين فوكس بيت ريفرز، الجندي البريطاني وعالم الآثار الفيكتوري، ومؤسِّس متحف بيت ريفرز عام 1884. وقد اشتراها من مزاد لدار «سوذبيز» في العام عينه. وتُظهر قائمة البيع أنها كانت مزوَّدة بقاعدة خشبية مزيَّنة بعملة شيلينغ من عهد الملكة فيكتوريا. وتُشير علامات الفضة إلى أنها صُنعت في 1838؛ عام تتويج الملكة.

أما البائع، فكان المحامي وخرّيج كلية أورييل، برنارد سميث، الذي كان يجمع الأسلحة والدروع، ويعتقد هيكس أنَّ الكأس ربما كانت هدية من والده الذي خدم في البحرية الملكية بمنطقة الكاريبي.

من جهتها، عبَّرت رئيسة المجموعة البرلمانية الخاصة بالتعويضات الأفريقية، النائبة العمالية بيل ريبييرو آدي، عن اشمئزازها، قائلة: «من المُقزّز أن نتخيّل أكاديميي أوكسفورد وهم يجلسون في هذا المعقل المترف، الغني بعائدات قرون من العنف والنهب الاستعماري، يشربون من جمجمة بشرية ربما تعود لامرأة مُستَعبدة، جُرّدت من إنسانيتها إلى حد تحويلها أداةَ مائدة».

وبدوره، قال متحدّث باسم كلية وورسيستر إنَّ الكأس كانت تُعرض أحياناً ضمن مجموعة الفضة الخاصة بالكلية في القرن الـ20، واستُخدمت مرات محدودة بعد عام 2011، قبل أن تُسحَب تماماً قبل 10 سنوات. وأضاف: «بناءً على نصائح علمية وقانونية، قرَّر مجلس الكلية حفظ الكأس في الأرشيف بطريقة محترمة، مع فرض حظر دائم على الوصول إليها»، مشيراً إلى أنَّ الدكتور هيكس أقرّ في كتابه بأنّ الكلية تعاملت مع الأمر بمسؤولية وأخلاقية.

ويعرض الكتاب كذلك جماجم أخرى نُهبت من ساحات المعارك الاستعمارية، واحتُفظ بها في منازل شخصيات بارزة أو تبرّعوا بها للمتاحف، ومن بين هؤلاء، اللورد غرينفيل، القائد العسكري البريطاني الذي يحمل برج كنسينغتون اسمه، والذي احتفظ بجمجمة أحد زعماء الزولو بعد مقتله على يد الجيش البريطاني في معركة «أولوندي» عام 1879.