أوقفت السلطات الإيرانية السياسي مصطفى تاج زاده، أحد أبرز وجوه التيار الإصلاحي الذي سبق له أن شغل منصباً حكومياً، على خلفية اتهام بـ«العمل ضد الأمن القومي»، وفق وسائل إعلام محلية. وأوضحت وكالة «مهر» مساء الجمعة أن تاج زاده يواجه أيضاً تهمة «نشر أكاذيب لتضليل الرأي العام»، مشيرة إلى أن «مذكرة توقيفه صدرت عن السلطة القضائية». وتقدم تاج زاده، وهو ستيني، بطلب ترشح إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2021 إلا أن مجلس صيانة الدستور لم يصادق على ترشحه، ما حال بالتالي دون خوضه السباق الرئاسي الذي انتهى لصالح المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.
وشغل تاج زاده منصب نائب وزير الداخلية في عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي بين عامي 1997 و2005 إلا أنه أدخل السجن في 2009 على هامش الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وتمت إدانته بالمس بالأمن القومي والدعاية ضد النظام السياسي في البلاد، وأفرج عنه في 2016. ومنذ خروجه من السجن، طالب تاج زاده السلطات الإيرانية مراراً بمنح الحرية لقائدَي احتجاجات 2009 مهدي كروبي ومير حسين موسوي الخاضعَين للإقامة الجبرية منذ أكثر من عشرة أعوام، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وخلال الأعوام الماضية، عمل تاج زاده للدفع من أجل إجراء «تغييرات هيكلية» وإجراءات لتعزيز الديمقراطية في إيران. وعلى هامش ترشحه لانتخابات 2021، قدم تاج زاده نفسه على أنه «مواطن وإصلاحي» و«سجين سياسي لسبع سنوات»، ودان «التمييز» و«حجب الإنترنت» و«تدخل العسكريين في السياسة والاقتصاد والانتخابات». ويأتي توقيفه بعد نحو أسبوع من إعلان السلطة القضائية توجيه الاتهام لفائزة هاشمي، كريمة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، بالنشاط الدعائي ضد إيران والتجديف. وترتبط الاتهامات الموجهة لهاشمي، وهي نائبة سابقة وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، بتعليقات أدلت بها خلال نقاش على إحدى منصات التواصل الاجتماعي في أبريل (نيسان). وسبق لهاشمي أن أدينت بـ«الدعاية» ضد إيران وحكم عليها بالسجن ستة أشهر في نهاية 2012.
من جهة أخرى، أوقفت السلطات الإيرانية مخرجَين سينمائيين بتهمة الإخلال بالنظام العام لتشجيعهما احتجاجات بعد حادثة انهيار مبنى في جنوب غربي البلاد أودت بحياة العشرات في مايو (أيار) وفق وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا». وذكرت الوكالة أن المخرج الحائز جوائز عالمية محمد رسولوف وزميله مصطفى الأحمد «شجعا التظاهرات وأخلا بالنظام العام والسلامة العامة، فيما كانت مدينة آبادان تشهد مأساة مروعة»، بعد حادثة انهيار مبنى في 23 مايو الماضي أسفرت عن مقتل 43 شخصاً.وانهار مبنى «متروبول» الذي كان قيد الإنشاء في آبادان، إحدى المدن الرئيسية في جنوب غربي البلاد، جزئياً في قلب شارع مزدحم. وأثارت هذه الكارثة، وهي من الأكثر دموية منذ سنوات في إيران، سلسلة تظاهرات في جميع أنحاء البلاد تضامناً مع أسر الضحايا وضد السلطات المتهمة بالفساد وعدم الكفاءة. وطالب المتظاهرون بمحاكمة ومعاقبة «المسؤولين غير الأكفاء» الذين تسببوا بحصول المأساة. وخلال الاحتجاجات، استخدمت الشرطة الإيرانية الغاز المسيل للدموع وأطلقت طلقات تحذيرية ونفذت سلسلة اعتقالات.
ونشرت مجموعة سينمائيين إيرانيين بقيادة رسولوف، رسالة مفتوحة في أواخر مايو دعت فيها قوات الأمن إلى «إلقاء أسلحتها» في مواجهة الغضب من «الفساد والسرقة وعدم الكفاءة والقمع». وفاز محمد رسولوف (50 عاماً) بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عام 2020 عن فيلمه «لا وجود للشيطان»، لكنه لم يستطع التوجه إلى ألمانيا بعدما صادرت طهران جواز سفره إثر فيلمه الروائي الطويل السابق عام 2017 بعنوان «رجل نزيه» الذي عُرض في مهرجان كان وحصل على جائزة في فئة «نظرة ما».
إيران تعتقل أحد أبرز وجوه التيار الإصلاحي
أوقفت مخرجَين سينمائيَّين بتهمة «الإخلال بالنظام العام»
إيران تعتقل أحد أبرز وجوه التيار الإصلاحي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة