باتت التونسية أنس جابر على بعد خطوة واحدة من التتويج الذهبي بلقب بطولة ويمبلدون للتنس، ثالثة بطولات الـ«غراند سلام»، بعدما أصبحت أول عربية وأفريقية في حقبة الاحتراف تبلغ نهائي بطولة كبرى. وحجزت جابر بطاقة النهائي بفوزها أمس (الخميس) على الألمانية تاتيانا ماريا 6 - 2 و3 - 6 و6 - 1 لتضرب موعدا مع الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، المصنفة 23 عالمياً، الفائزة على الرومانية سيمونا هاليب 6 - 3 و6 - 3 على اللقب.
وقالت جابر (27 عاماً)، المصنفة ثانية عالمياً، والساعية إلى الظفر السبت بأول بطولة كبرى في مسيرتها، بعد المباراة: «أنا أفخر بأنني امرأة تونسية تقف هنا».
وقبل فوز جابر، كانت اللاعبتان الجنوب أفريقيتان إيرين باودر بيكوك في بطولة فرنسا المفتوحة عام 1927، ورينيه شورمان في بطولة أستراليا المفتوحة عام 1959، اللاعبتين الأفريقيتين الوحيدتين اللتين وصلتا إلى نهائي البطولات الأربع الكبرى، في حقبة الهواة التي باتت احترافية في العام 1968.
وأضافت جابر: «إنه حلم تحقق بسنوات من العمل والتضحية. أنا سعيدة لأنها آتت ثمارها وسأواصل العمل لمباراة أخرى».
وتابعت: «جسدياً تعتبر تاتيانا وحشاً، فهي لا تستسلم، لمستها، وإرسالها وكل شيء في الملعب مثير للإعجاب. آمل أن تستمر على هذا النحو. دعونا لا نتواجه مرة أخرى، أنا جيدة للآن».
وأردفت: «أعرف أن الناس تفرح بجنون في تونس الآن. أريد أن أرى المزيد من اللاعبين العرب والأفارقة في البطولة. أحب اللعبة وأريد أن أشاركهم التجربة».
وبعدما وصلت العام الماضي إلى الدور الرابع في أول مشاركة لها في القرعة الرئيسية للبطولة الإنجليزية، قطعت ريباكينا في هذه النسخة شوطاً عملاقاً بوصولها إلى المباراة. واحتاجت ريباكينا التي كان وصولها إلى ربع نهائي رولان غاروس العام الماضي أفضل نتيجة لها في البطولات الكبرى، إلى ساعة و15 دقيقة فقط لكي تتخطى عقبة هاليب، حارمة الرومانية من الوصول إلى النهائي للمرة الثانية في ويمبلدون بعد عام 2019 حين توجت بلقبها الثاني الكبير (الأول كان قبلها بعام في رولان غاروس).
وستكون مواجهة النهائي السبت الرابعة بين ريباكينا وجابر التي فازت باللقاءين الأخيرين بينهما عام 2021 في الدور الثاني لدورة دبي ونصف نهائي دورة شيكاغو، فيما فازت الكازاخستانية في الأولى عام 2019 في الدور الثاني لدورة ووهان الصينية.
على جانب اخر أعلن الإسباني رافائيل نادال انسحابه من البطولة لعدم تعافيه من إصابة في عضلات البطن، ما يعني تأهل الأسترالي نيك كيريوس الى النهائي الكبير الأول في مسيرته من دون أي يلعب حيث سيواجه الفائز بين الصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني كاميرون نوري.
وبدا نادال متأثراً جداً بالإصابة خلال مباراة ربع النهائي ضد الأميركي تايلور فريتز، وقد أفادت صحيفة «ماركا» الإسبانية أنه يعاني من تمزق في عضلات البطن يبلغ سبعة مليمترات، وقد أكد ابن الـ36 عاماً الفائز بـ22 لقباً كبيراً هذه المعلومة مصرحا أمس: «لدي تمزق في عضلات البطن. لقد تحدثنا طوال اليوم عن القرار الذي يجب اتخاذه، لكن ليس من المنطقي اللعب إذا كنت أرغب في مواصلة مسيرتي».
وتابع: «لقد اتخذت هذا القرار لأني لا أستطيع الفوز بمباراتين أخريين (نصف النهائي والنهائي). احتراماً لنفسي، لا أريد أن ألعب دون أن أكون قادراً على المنافسة على المستوى الذي أريده وفي نفس الوقت لا أريد أن تتفاقم إصابتي».
وسبق لنادال أن أقر الأربعاء بأنه غير متأكد من جاهزيته لمواجهة كيريوس بسبب الإصابة التي اضطرته الى طلب تدخل الطبيب في المجموعة الثانية من مباراته وفريتز لعلاج آلام في عضلات البطن قبل أن يكمل المباراة المثيرة التي حسمها في صالحه بعد خمس مجموعات 3-6 و7-5 و3-6 و7-5 و7-6 في أربع ساعات و21 دقيقة.
وقال الماتادور المتوج مرتين في ويمبلدون في عامي 2008 و2010 و بـ22 لقبا كبيرا عن جاهزيته لمواجه كيريوس في نصف النهائي: «لا أعرف... لا يمكنني إعطاء إجابة دقيقة لأنني إذا أخبرتكم بشيء محدد وحدث شيء آخر غدًا، سأكون كاذبًا، سأجري فحوصا جديدة. أنا معتاد على المعاناة من مشاكل جسدية وأنا معتاد على احتواء ألمي واللعب وجود هذه المشاكل. أعاني من هذه الآلام منذ بضعة أيام ولكن في ربع النهائي كانت أسوأ بكثير، كان لدي الكثير من الألم وأعاقني ذلك كثيرا».
وكان الجمهور يترقب مواجهة نادال و كيريوس حيث سبق الاخير ان انتصر خلال اول لقاء بينهما في ويمبلدون قبل ثماني سنوات وهو مازال في الثامنة عشرة بنما كان الاسباني هو المصنف الأول عالميا في هذا الوقت بالدور الرابع بأداء جريء على العشب.
وبعد خمس سنوات رد نادال اعتباره وسط أجواء عاصفة في الدور الثاني حين اشتكى كيريوس، الذي أكد سمعته كلاعب مشاغب، من الأداء البطيء لمنافسه الإسباني وسدد ضربة أمامية بغضب تجاه جسد نادال. وكرر الأسترالي كيريوس خلال منافسات البطولة الحالية الجدل حول سلوكه.
وخاض كيريوس (27 عاما) مسيرة شاقة نحو بلوغ الدور قبل النهائي لأول مرة بالبطولات الأربع الكبرى، إذ تخطى الدور الأول بعد خمس مجموعات أمام البريطاني بول جوب وتعرض خلالها لغرامة للبصق على مشجع. وفي الدور الثالث تغلب على المصنف الرابع اليوناني ستيفانوس تسيتيباس في واحدة من أكثر المباريات توترا في تاريخ ويمبلدون. لكن بعدها قرر كيريوس، الذي اتهمه نادال سابقا بعدم احترام الرياضة، التركيز في التنس وبدا أن التغيير أتى بثماره بالتفوق على الاميركي براندون ناكاشيما ثم على التشيلي القوي كريستيان جارين.